الثعلبة البقعية الأعراض والعلاج وطرق التعايش
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 يونيو 2022 آخر تحديث: الأحد، 29 يناير 2023
الثعلبة البقعية من الأمراض التي تصيب مناطق نمو الشعر، فتعمل على تساقط الشعر على شكل بقع مختلفة في فروة الرأس، وفي مقالنا التالي سيتم شرح مفهوم الثعلبة البقعية الأعراض والعلاج وطرق التعايش مع هذا المرض.
مفهوم الثعلبة البقعية
الثعلبة البقعية (بالإنجليزية: Alopecia areata) هي مرض واضطراب مناعي يصيب الشعر ويتسبب في تساقطه، سُمي بالبقعية بسبب تساقط الشعر من فروة الرأس على شكل بقع، أما عن مقدار وكمية تساقط الشعر فيختلف الأمر من شخص إلى آخر، إذ يتراوح ليكون التساقط بسيطاً لدى البعض، وكثيراً لدى البعض الآخر. [1]
الثعلبة البقعية مرض يصيب الشعر أكثر من مرة، وقد لا ينمو الشعر بعد تساقطه جراء هذا المرض أبداً، أما عن ماهية المرض نفسه، فقد تم تقسيمه إلى عدة أنواع مختلفة منه وهي: [1]
- داء الثعلبة الكلي (بالإنجليزية: Alopecia areata totalis) وهو يعني تساقط الشعر الكامل عن الرأس.
- داء الثعلبة الشامل (بالإنجليزية: Alopecia areata universalis) ويعني تساقط شعر الجسم بشكل كامل.
- داء الثعلبة المنتشر (بالإنجليزية: Diffuse alopecia areata) وهو يعني ترقق الشعر المفاجئ دون تساقطه على شكل بقع.
- داء الثعلبة الثعباني (بالإنجليزية: Ophiasis alopecia areata) يتسبب هذا النوع في تساقط الشعر على شكل شريط جانبي وفي مؤخرة الرأس.
أعراض الثعلبة البقعية
الثعلبة مرض يتم ملاحظته وتشخيصه من خلال العَرَض الأول الذي يظهر على المصاب به، ألا وهو تساقط الشعر، ومن أهم أعراض داء الثعلبة البقعية الأخرى: [1]
- ظهور بقع صلعاء صغيرة على فروة الرأس وأجزاء أخرى من الجسم.
- ازدياد حجم بقع الصلع لتصبح بقعة واحدة كبيرة، علاوة على نمو الشعر في بعض هذه البقع وسقوطه في مناطق أخرى، أي أن الأمر عشوائي.
- فقدان الكثير من الشعر في وقت قصير.
- ازدياد تساقط الشعر في الطقس البارد.
- أظافر اليدين والقدمين هشة ومنقورة.
- بقع جلدية ناعمة بلا شعر أو طفح جلدي، لكن قبل سقوط الشعر عنها تثير حكة الشخص وقد يشعر بالوخز فيها.
أسباب الثعلبة البقعية
الثعلبة وتساقط الشعر جراء الإصابة فيها أمر يثير الريبة والغرابة حول الأسباب الكامنة وراء هذا المرض المناعي، وقد تم الوصول إلى أن جهاز مناعة المريض يقوم على مهاجمة خلايا الجسم السليمة، تحديداً بصيلات الشعر فيها مسبباً تساقطها، أما عن سبب هذا الهجوم المناعي الذاتي فهو أمر غير معلوم.
تقول بعض التكهنات العلنية بأن سبب هجوم جهاز المناعة يعود لعوامل جينية وراثية يحملها الشخص المريض، إذ وجد بأن إصابة أحد أفراد الأسرة فيه يزيد من فرصة الإصابة بهذا المرض، كما أن هناك عوامل أخرى تعمل على زيادة خطر الإصابة بداء الثعلبة البقعية مثل: [1]
- الربو.
- متلازمة داون.
- فقر الدم الخبيث.
- الحساسية الموسمية.
- مرض الغدة الدرقية.
- البهاق.
علاج الثعلبة البقعية
الثعلبة مرض لا يوجد علاج شافي بشكل كامل له، إلا أن هناك طرقاً علاجية تساعد على إعادة نمو الشعر بسرعة بعد تساقطه بحيث لا يأخذ وقتاً طويلاً في ذلك، هذه العلاجات تشتمل على:
الأدوية الطبية
الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) وهي نوع من الأدوية الطبية المضادة للالتهاب، والتي تساعد حين تناولها أو أخذها على شكل حقن على تخفيف نشاط جهاز المناعة وهجومه المُنصب على بصيلات الشعر، مما يحد من تساقط الشعر وآثار مرض الثعلبة بشكل عام. [2]
هناك عدة أدوية طبية أخرى يمكن وصفها لمن يعاني من داء الثعلبة البقعية، لكن هذه الأدوية لا تمنع تشكل البقع الصلعاء على الجلد، وإنما تساعد في عملية إعادة نمو الشعر فقط، ومن هذه الأدوية؛ دواء المينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) ودواء أنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin). [2]
كما قد يلجأ الطبيب إلى أقراص الكورتيزون الفموية والتي تستخدم في حالات تساقط الشعر الشديد، وهو علاج ذو آثار جانبية عديدة لا يتم وصفه إلا بإشراف الطبيب. [3]
أما أدوية مثبطات المناعة مثل دواء الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate) ودواء السيكلوسبورين (الإنجليزية: Cyclosporine) فتقوم وظيفة هذه الأدوية في منع استجابة جهاز المناعة لكنها غير مناسبة للاستخدام طويل الأمد لما لها من آثار جانبية مثل؛ تلف الكبد. [3]
حقن الستيرويد التي تستخدم بشكل مباشر على منطقة الصلع لتساعد على نمو الشعر، وهي خيار علاجي يجب تكراره كل 1-2 شهر لمنع تساقط الشعر.
العلاج بالليزر والضوء
يسمى أيضاً العلاج الكيميائي الضوئي (بالإنجليزية: Photochemotherapy) هو أيضاً أحد التقنيات العلاجية المستخدمة ضد الثعلبة، وخيار بديل لمن لا يرغب في استخدام علاجات طويلة الاستخدام والتي تحتاج إلى نظام وخطوات لاتباعها، يتم فيه تسليط أشعة فوق بنفسجية بأطوال موجية محددة على المنطقة المصابة، وذلك لتشجيع نمو الشعر، وهو علاج آمن وفعال. [2] [3]
العلاج النفسي
مرضى الثعلبة قد يواجهون مشكلة في التأقلم مع تساقط الشعر لديهم والشكل الذي يؤول إليه جسمهم في عدة مناطق أهمها فروة الرأس، لذلك هناك حاجة للعلاج العاطفي والنفسي حتى يتمكن المريض من تقبل شكله، ويمكن الانضمام إلى مجموعات دعم ومناقشة لمشاركة تجربتهم والاطلاع على تجارب غيرهم مع المرض. [2]
العلاج البديل
العديد من العلاجات البديلة الطبيعية التي يفضلها مرضى الثعلبة البقعية، من الأمثلة على ذلك الوخز بالإبر والعلاج بالفيتامينات والمكملات الغذائية، علاوة على استخدام الزيوت الأساسية، مثل؛ زيت الجوز ذو المنافع الكبيرة في زيادة نمو الشعر ومنع تساقطه. [3]
علاجات أخرى
هناك بعض الطرق العلاجية غير المصرح بها إلى الآن ولا تزال تحت التجريب مثل مادة الكيرسيتين (بالإنجليزية: Quercetin) التي تمت تجربتها على الفئران ووجد أنها تحمي من تطور مرض الثعلبة وتفاقمه، كما تعالج تساقط الشعر، ولكن التجارب تمت على الحيوانات، لذلك هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من الأبحاث. [2]
التعايش مع مرض الثعلبة البقعية
الإصابة بمرض الثعلبة البقعية يعني ضرورة تعلم اتخاذ عدة تدابير وقائية تحمي الشخص من العوامل البيئية المحيطة، خصوصاً وأن الشعر يوفر طبقة حماية ضد العوامل الجوية، من ذلك يمكن اتباع الآتي: [2] [3]
- تطبيق واقي شمس عند الخروج.
- ارتداء نظارات لحماية العينين كبديل عن حماية الرموش والحواجب لها.
- استخدام قبعة أو شعر مستعار أو وشاح لحماية الرأس من أشعة الشمس وإبقائه دافئاً في الشتاء.
- وضع مرهم داخل تجويف الأنف لإبقائه رطبا للحماية من دخول كائنات حية كان يمنعها سابقاً شعر الأنف.
- التفكير ببعض الخيارات التجميلية للحواجب مثل؛ استخدام قلم الحواجب أو وشم الحواجب (بالإنجليزية: Microblading) الذي يساعد على الحصول على حواجب تبدو حقيقية إلى حدٍ ما، وهو خيار مناسب للرجال والنساء.
من أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة
تشير بعض الدراسات والمصادر إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بداء الثعلبة من حيث التصنيف الجنسي، لكن هذا المرض المناعي يصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء، لكن تساقط الشعر لدى النساء يكون على نمط مختلف عن ما هو لدى الرجال، إذ يبدأ على شكل ترقق تدريجي في الشعر ليشمل مساحة كبيرة، أي يبدأ في منطقة صغيرة قد يقتصر عليها فقط، أو يكمل تمدده بالتدريج ليغطي مساحة أكبر. [3]
الحال عند الرجال مختلف إذ يكون التساقط التدريجي من كل مكان، لتكون الثعلبة في هذه الحالة من النوع المنتشر ولكن بالتدريج حتى الصلع، أما عن العمر الذي تتطور فيه الثعلبة فهي ما بين 25-36 عاماً في الغالب. [3]
طريقة تشخيص الثعلبة البقعية
تساقط الشعر على شكل فراغات يؤكد للطبيب التشخيص بشكل مباشر وصريح، إلا أنه قد يلجأ أيضاً للكشف عن هذه المناطق بالمجهر وأخذ خزعة من الجلد لتفحصها بشكل دقيق، كما أن فحوصات وتحاليل الدم مطلوبة لاستبعاد أية أمراض مناعية ذاتية أخرى أو اضطرابات هرمونية مثل؛ مشاكل الغدة الدرقية. [2] [3]
متى تجب استشارة الطبيب
تساقط الشعر بكميات كبيرة وبشكل ونمط غير طبيعي يستلزم مراجعة الطبيب فوراً لتشخيص السبب وتحديد العلاج المناسب لهذا التساقط. [3]
الثعلبة البقعية من الأمراض المناعية التي تؤثر على الجانب النفسي والعاطفي للمصاب بشكل كبير، لكن يمكن التعايش معها بوجود دعم أسري ومجتمعي، وبالاستعانة بعدة تساعد على نمو الشعر أو الاستعاضة عنه بالشعر المستعار.