التشمع الكبدي
- تاريخ النشر: الإثنين، 28 مارس 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 12 أكتوبر 2022
تتعرض جميع أجهزة الجسم للإصابة بالعديد من الحالات المرضية التي قد تكون خطيرة أو بسيطة، من بين هذه الأجزاء الكبد العضو البالغ الأهمية لما يقوم به من دور رئيسي في جسم الإنسان، يمكن أن يصاب الكبد بالتّشمع، فما هو تشمع الكبد؟ ما هي أسبابه؟ كيف أعرف أني مصاب بتشمع الكبد؟ ما هي طرق علاج تشمع الكبد؟
ما هو التشمع الكبدي
التشمع الكبدي (بالإنجليزية: Cirrhosis) أو ما يعرف بتليف الكبد الذي يحدث عندما يكون الكبد متندباً ومتضرراً بشكل دائم، ليحل النسيج الندبي محل أنسجة الكبد السليمة. في هذا المقال سنتحدث عن التشمع الكبدي.
عندما يصاب الكبد بالتشمع فإنّ ذلك يمنع الكبد من أداء وظيفته بشكل طبيعي كما أن الأنسجة المتندبة تمنع بشكل جزئي تدفق الدم عبر الكبد، مع تطور الحالة ومرور الوقت يبدأ الكبد بالفشل. يعد تليف الكبد من الحالات المرضية شائعة الحدوث إذ إنه يصيب شخص من بين كل 400 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45-54 عاماً إذ يصيب تشمع الكبد شخص من بين كل 200 شخص من الأشخاص في هذا العمر في الولايات المتحدة الأمريكية. [1]
ما هي أعراض تشمع الكبد
الجدير بالذكر أنّ تشمع الكبد ليس سرطاناً مع ذلك فقد يعاني المصابون بسرطان الكبد من تشمع الكبد، كما يعد الأشخاص المصابون بتليف الكبد أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد مقارنةً بغيرهم، بالإضافة إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع ب، سي، كما أنّ مرض تشمع الكبد لا يعد من الحالات المرضية الوراثية أي لا ينتقل من الآباء إلى الأبناء، لكن قد يحدث تشمع الكبد نتيجة أمراض وراثية.
تعتمد أعراض تليف الكبد على مرحلة المرض إذ إنه في المراحل الأولى لا تظهر أية أعراض حتى إذا ظهرت الأعراض فتكون أعراض بسيطة عامة كما أنه من السهل أن يعتقد الشخص أنها أعراض لحالة مرضية أخرى كون أعراض تشمع الكبد تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى، بجميع الأحوال تتضمن أعراض تليف الكبد ما يلي: [2]
أعراض تشمع الكبد المبكرة
في المراحل الأولى من تشمع الكبد تظهر مجموعة من الأعراض التي تشمل على الآتي: [2]
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالغثيان.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتعب والضعف.
- فقدان الوزن بشكل غير متوقع.
أعراض تشمع الكبد المتقدم
مع تطور حالة تشمع الكبد تظهر أعراض أخرى أكثر شيوعاً لتشمع الكبد تتضمن هذه الأعراض ما يلي: [2]
- حكة في الجلد.
- تورم في الساقين والقدمين والكاحلين هذا ما يعرف بالوذمة.
- سهولة حدوث الكدمات والنزيف.
- اصفرار لون البشرة والعينين أو ما يعرف باليرقان.
- تراكم السوائل في البطن الذي يسمى الاستسقاء.
- يصبح لون البول لدى المصاب بتشمع الكبد بني أو برتقالي.
- يصبح البراز ذو لون فاتح.
- الارتباك.
- صعوبة القدرة على التفكير.
- فقدان الذاكرة وتغيرات في الشخصية.
- ظهور دم في البراز.
- احمرار في راحة اليدين.
- ظهور أوعية دموية تشبه العنكبوت تحيط ببقع حمراء صغيرة على الجلد هذا ما يعرف بتوسع الشعيرات.
- يفقد الرجال المصابين بتشمع الكبد الرغبة الجنسية، كما يحدث لديهم زيادة في حجم الثديين وتقلص حجم الخصيتين.
- تعاني النساء المصابات بتشمع الكبد من انقطاع الدورة الشهرية في أوقات مبكرة.
الجدير بالذكر أنّ تشمع الكبد قد يرافقه ألم بشكل خاص مع تفاقم المرض إذ أشار ما يقارب 82% من الأشخاص المصابين بتشمع الكبد إلى وجود آلام مزمنة، كما أشار المصابين بتشمع الكبد عن وجود آلام في البطن كما يمكن أن يشعر المصاب بألم في الكبد نفسه يتمثل بالإحساس بخفقان خفيف أو إحساس بالجزء العلوي الأيمن من البطن أسفل الضلوع مباشرة، قد يكون ألم البطن الناتج مرتبط بالتورم الناتج عن احتباس السوائل وتضخم الطحال والكبد الناتج عن تليف الكبد.
قد يكون الألم المصاحب لتليف الكبد حاداً وناتجاً عن الحالات المرضية التي تسببت بتشمع الكبد، على سبيل المثال إذا كان الشخص مصاباً بمرض الكبد الدهني غير الكحولي ويعاني من السمنة، فقد يكون الشخص مصاباً بالتهاب المفاصل العظمي وتليف الكبد، مما يجعل آلام العظام والمفاصل أسوأ، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ تليف الكبد يسبب حالة التهابية في الجسم بشكل كامل، حيث إن هذا يؤدي إلى أن يسبب الالتهاب ورد فعل الجسم للالتهاب آلام عامة في الجسم.
أسباب تشمع الكبد
يتطور مرض الكبد ببطء وعلى مدار عدة سنوات هذا يؤدي إذا لم يتم علاجه إلى تراكم الأنسجة الندبية وتوقف الكبد عن العمل بشكل طبيعي، كما أن الحالة تصبح خطيرة لأنها يمكن أن تبدأ بمنع تدفق الدم عبر الكبد، يحدث تشمع الكبد نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [3]
تناول المشروبات الكحولية
يعمل الكبد على تكسير السموم في جسم الإنسان بما في ذلك المشروبات الكحولية، لكن إذا كانت كمية الكحول التي يتناولها الشخص عالية جداً فهذا يؤدي إلى تشكيل ضغط على الكبد وإرهاقه، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تلف الكبد، يعد الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية بإفراط أكثر عرضة للإصابة بتشمع الكبد مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتناولون المشروبات الكحولية، يحدث تشمع الكبد الناتج عن تناول المشروبات الكحولية عند استمرار الشخص بشرب الكحول بإفراط لمدة 10 سنوات على الأقل حتى يتطور تليف الكبد، يوجد ثلاثة مراحل لتشمع الكبد الناتج عن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، أولها الكبد الدهني الذي يحدث نتيجة تراكم الدهون في الكبد، أو التهاب الكبد الكحولي الذي يحدث عندما تنتفخ خلايا الكبد، يشار إلى أنّ ما يتراوح بين 5-10% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الكحولي سيصابون فيما بعد بتشمع الكبد. [3]
التهاب الكبد الوبائي
يمكن أن يؤدي التهاب الكبد الوبائي من نوع سي الناتج عن عدوى تنتقل من خلال الدم إلى تلف الكبد وفي نهاية الأمر يؤدي إلى تليف الكبد، يعد التهاب الكبد الوبائي ج من أكثر الأسباب شيوعاً لتليف الكبد بشكل خاص في أوروبا الغربية، أمريكا الشمالية وأجزاء أخرى من العالم، من الممكن أن يحدث تشمع الكبد نتيجة التهاب الكبد الوبائي ب، د. [3]
التهاب الكبد الدهني غير الكحولي
يبدأ التهاب الكبد الدهني غير الكحولي في مراحله الأولى نتيجة تراكم كميات كبيرة من الدهون على الكبد، تؤدي هذه الدهون إلى الالتهاب و التندب مما يؤدي إلى تلف الكبد في أوقات لاحقة، وبالتالي الإصابة بتشمع الكبد، كما أنه في الغالب يحدث التهاب الكبد الدهني غير الكحولي لدى الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة أو ارتفاع مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الدهون في الدم، المصابين بارتفاع ضغط الدم. [3]
التهاب الكبد المناعي
من الممكن أن يهاجم الجهاز المناعي في جسم الإنسان الأعضاء السليمة في الجسموهذا نوعٌ من أنواع أمراض المناعة الذاتية، إذ يعتبر الجهاز المناعي الخلايا والأنسجة الطبيعية خلايا غير طبيعية كما لو أنها مواد غريبة، في بعض الأحيان يتعرض الكبد للهجوم من قِبَل الجهاز المناعي مما يؤدي إلى تليف الكبد في نهاية الأمر. [3]
الحالات الجينية
أشرنا أعلاه بأنّ تشمع الكبد لا يعد من الأمراض الوراثية، لكن قد يكون لبعض الحالات المرضية الناتجة عن توارث جينات من الآباء إلى الأبناء دور في الإصابة بتشمع الكبد، تتضمن هذه الحالات داء ترسب الأصبغة الدموية الناتج عن تراكم الحديد في الكبد وأجزاء أخرى من الجسم، كمرض ويلسون الذي يحدث عند تراكم النحاس في الكبد بالإضافة إلى بعض مناطق الجسم الأخرى، كما تتضمن الحالات المرضية الوراثية التي قد تؤدي إلى تشمع الكبد انسداد القنوات الصفراوية الذي يحدث نتيجة سرطان القنوات الصفراوية، أو سرطان البنكرياس هذا يزيد من خطر الإصابة بتشمع الكبد. [3]
متلازمة بود تشياري
من الممكن أن يحدث تشمع الكبد نتيجة الإصابة بمتلازمة بود تشياري إذ تسبب هذه المتلازمة جلطات دموية في الوريد الكبدي أي الأوعية الدموية التي تنقل الدم من الكبد مما يؤدي إلى تضخم الكبد وتطور الأوعية الجانبية. [3]
الحالات المرضية الأخرى
يمكن أن تزيد بعض الحالات المرضية من خطر الإصابة بتشمع الكبد من أبرز هذه الحالات التليف الكيسي، التهاب الأقنية الصفراوية، تصلب القنوات الصفراوية و تندبها أو ما يعرف بالتصلب الأولي، وجود الغالاكتوز في الدم أو عدم القدرة على معالجة السكريات في الحليب، يمكن أن يحدث تشمع الكبد نتيجة الإصابة بداء البلهارسيات وهو طفيلي شائع في بعض البلدان النامية، بالإضافة إلى رتق القناة الصفراوية أو القنوات الصفراوية التي تكونت بشكل سيء لدى الأطفال، يمكن أن يسبب مرض تخزين الجليكوجين أو حدوث مشاكل في تخزين وإطلاق الطاقة لوظيفة الخلية الإصابة بتشمع الكبد. [3]
تشخيص تشمع الكبد
لا يتسبب تشمع الكبد بإظهار أية أعراض في مراحله الأولى، كما أنّ تشمع الكبد عادةً ما يتم اكتشافه من خلال الفحوصات الدورية التي يجريها الشخص، بجميع الأحوال فإنّ الطبيب يشخص تشمع الكبد من خلال الفحوصات التالية: [4]
- الفحوصات المخبرية: من الممكن أن يجري الطبيب فحصاً للدم بهدف البحث عن أي دلالة تشير إلى وجود اضطراب في الكبد كارتفاع مستوى البيلوروبين، أو بعض الإنزيمات التي تدل مستوياتها على وجود مشكلة في الكبد، لتحديد وظائف الكلى يبحث الطبيب في الدم عن مستويات الكيرياتينين، من الممكن أن يخضع المصاب أيضاً لفحوصات فيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي، يفحص الطبيب أيضاً النسبة الدولية المطبعة لتحديد قدرة سرعة تجلط الدم. بالاعتماد على نتائج فحص الدم يتمكن الطبيب من تحديد السبب الكامل لتشمع الكبد، كما أنه بإمكانه كذلك الاعتماد على تحاليل الدم لتحديد درجة التليف.
- فحوصات التصوير: يمكن أن يستخدم الطبيب التصوير بالرنين المغناطيسي الهندسي حيث يستطيع هذا الفحص غير الجراحي رصد أي تغير أو تشنج أو تصلب في الكبد، قد يستخدم الطبيب بعض الفحوصات الأخرى كالتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
- الخزعة: في الخزعة يقوم الطبيب بسحب عينة من أنسجة الجسم لكن قد تفيد نتائج الخزعة في تحديد درجة فشل الكبد وحدته وسببه.
عندما يتم التأكد من الإصابة بتشمع الكبد فإنّ الطبيب يطلب إجراء فحوصات دورية لمراقبة علامات التليف ودرجة تطور أي مضاعفات نتجت عنه بشكل خاص دوالي المريء، سرطان الكبد، من الجدير بالذكر أنّ التحاليل والإجراءات الطبية غير الجراحية صارت أكثر تداولاً في مراقبة الحالة الصحية وتقييمها.
علاج تشمع الكبد
يعتمد علاج تشمع الكبد على العامل المسبب له ومدى التلف الذي لحق بالكبد، كما يهدف علاج تشمع الكبد بالدرجة الأولى إلى إبطاء تطور النسيج المتندب في الكبد بالإضافة إلى الوقاية من أعراض ومضاعفات تليف الكبد أو علاجها، بجميع الأحوال تتضمن علاجات تشمع الكبد الخيارات التالية: [4]
علاج السبب الكامن لتليف الكبد
في المراحل الأولى من تشمع الكبد يلجأ الطبيب إلى علاج العامل المسبب لتشمع الكبد لتقليل الأعراض والضرر الذي قد يلحق بالكبد، وذلك من خلال التدابير التالية:[4]
- علاج إدمان الكحول: من الضروري على الأشخاص المصابين بتشمع الكبد الناتج عن تناول المشروبات الكحولية بإفراط التوقف عن شرب الكحول، إذا كان ذلك صعباً فقد يوصي الطبيب ببرنامج علاجي للتخلص من الكحول، ومن الجدير بالذكر أن تخفيف تناول المشروبات الكحولية لا يجدي نفعاً إنما التوقف بشكل نهائي عن تناولها كون أي كمية يتناولها الشخص تكون سامة للكبد.
- علاج السمنة: من الممكن أن يصبح الأشخاص المصابين بتليف الكبد الناتج عن تليف الكبد الدهني غير الكحولي أكثر صحة إذا فقدوا الوزن الزائد بالإضافة إلى التحكم بمستويات السكر في الدم.
- العلاجات الدوائية: قد يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية التي تسيطر على التهاب الكبد، إذ قد تحد الأدوية من تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد ب، ج، أو من خلال علاج محدد لهذه الفيروسات، قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية التي تبطئ أنواع معينة من تليف الكبد على سبيل المثال بالنسبة للأشخاص المصابين بتليف الكبد الصفراوي الأولي الذي يتم اكتشافه في أوقات مبكرة قد تؤخر الأدوية بشكل واضح من تطور الإصابة بتليف الكبد. كما يوجد بعض أنواع الأدوية التي تخفف من بعض الأعراض كالكحة والإرهاق والألم، كما أن الطبيب قد يصف المكملات الغذائية لسوء التغذية المرتبط بتليف الكبد والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام.
علاج مضاعفات تشمع الكبد
يعمل الطبيب أيضاً على علاج المضاعفات الناتجة عن تشمع الكبد، تتضمن علاجات مضاعفات تشمع الكبد الخيارات التالية:[4]
- زيادة السوائل في الجسم: من الممكن أن يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم مع تناول أدوية لمنع تراكم السوائل في الجسم في السيطرة على الاستسقاء والانتفاخ، قد يتطلب تراكم السوائل الذي يكون شديداً بعض الإجراءات لتصريف السائل أو الجراحة لتخفيف الضغط.
- علاج العدوى: لعلاج العدوى قد يصف الطبيب المضادات الحيوية أو غيرها من العلاجات، أيضاً من المحتمل أن يوصي الطبيب بالتطعيمات ضد الإنفلونزا والتهاب الرئة والتهاب الكبد.
- فرط ضغط الدم البابي: يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية المعالجة لارتفاع ضغط الدم التي تتحكم أيضاً في الضغط المرتفع في الأوردة المغذية للكبد؛ لتمنع حدوث نزيف شديد، كما يقوم الطبيب بإجراء التنظير الداخلي العلوي على فترات منتظمة للبحث عن الأوردة المتضخمة في المريء أو المعدة، إذا كان الشخص مصاباً بدوالي المريء ففي الغالب يحتاج المصاب إلى أدوية لتقليل خطر النزيف، إذا كان هنالك دلالات إلى الإصابة بنزيف الدوالي حالياً أو احتمالية نزيفها مستقبلاً فقد يحتاج المصاب إلى إجراء عملية ربط الدوالي لإيقاف النزيف أو تقليل خطر حدوث نزيف في المستقبل، في الحالات الشديدة يحتاج المصاب إلى أنبوب صغير أو ما يعرف بتحويلة الجهاز الهضمي داخل الكبد عبر الوريد يوضع في الوريد لتقليل ضغط الدم في الكبد.
جراحة زراعة الكبد
قد تكون جراحة زراعة الكبد الخيار العلاجي الأفضل في المراحل المتقدمة من تشمع الكبد عندما يتوقف الكبد عن أداء وظيفته بشكل كامل، تتم جراحة زراعة الكبد من خلال استبدال الكبد المتضرر بكبد شخص آخر سليم من متبرع متوفي أو جزء من كبد متبرع حي، حيث يعد التليف من أكثر الأسباب شيوعاً التي تؤدي إلى خضوع الشخص لعملية زراعة الكبد، يخضع المصاب بتليف الكبد الذي سيتم إجراء عملية زراعة الكبد له إلى فحوصات مكثفة لتحديد مدى تمتعه بالصحة الكافية لإجراء عملية زراعة الكبد.
لا يرشح الأطباء المصابين بتشمع الكبد الناتج عن تناول المشروبات الكحولية إلى إجراء عملية زراعة الكبد كونهم قد يعودوا إلى تناول المشروبات الكحولية بعد عملية زراعة الكبد. إذ تشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص المختارين بحذر وعناية مع وجود تليف كبدي ناتج عن الكحول لديهم معدلات للبقاء على قيد الحياة بعد عملية الزرع تتماثل مع الأشخاص الذين خضعوا لجراحة زراعة الكبد الناتج عن عوامل أخرى.[4]
كما ذكرنا في مقالنا فإنّ تشمع الكبد قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة من أبرزها توقف الكبد عن العمل، والذي من شأنه أن يؤدي حتماً إلى الكثير من المضاعفات، لذا من المهم إجراء الفحوصات الدورية للكبد بشكل منتظم، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي سواءً دل ذلك على تشمع الكبد أو غيره من الحالات المرضية التي تشير إلى وجود حالة مرضية في الكبد.