التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج

العلاقة الحميمة بين الزوجين تعد ضرورة للحصول على حياة زوجية سعيدة، وصحية، وتطوير علاقة أعمق بينهما، وهذا ما قد يدفع البعض إلى إمكانية التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج، وكيف سيكون رد فعلهما مع ذلك هناك العديد من القيود والعوائق المجتمعية حول التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج، لنتعرف فيما يلي على حدود التحدث عنها قبل الزواج، وكيفية التحدث عنها بعد الزواج.

ما هي العلاقة الحميمة

العلاقة الحميمة هي مفهوم شامل لا يقتصر على الجنس فقط بل هي الشعور بالتقارب والتواصل مع الزوج/ أو الزوجة، وتسمح العلاقة الحميمة للناس بالترابط بعضهم مع البعض على عدة مستويات لذلك تعد ضرورية للحصول على حياة زوجية سعيدة، وتشمل أنواع العلاقة الحميمة ما يلي:

• العلاقة الحميمة الجسدية: تشمل العناق، وتلامس الأيدي، والتقبيل، والعلاقة الحميمة، بالإضافة إلى الوضعيات الحميمة وأي شكل آخر من التواصل الجسدي بين الزوجين، وتساعد على تنمية الشعور بالتقارب بينهما.
• العلاقة الحميمة العاطفية: تعد ضرورية في علاقة الزوجين، وتشمل مشاركة عميقة للشعور مع الشخص الآخر مثل التحدث عن مخاوفك، والتحدث عن المستقبل مما يؤدي إلى الشعور بالأمان بينهما.
• العلاقة الحميمة الفكرية: تتعلق بمشاركة الأفكار، والآراء، وطرح الأسئلة، وقد لا يتوافق الطرف الآخر مع كل رأي أو فكرة لكنها تجعل كل طرف يتعرف بعمق على الطرف الآخر، وأسلوب تفكيره.
• العلاقة الحميمة الروحية: لا تقتصر فقط على مشاركة المعتقدات الدينية لكن قد تكون مشاركة أكثر عمقاً للقيم والمعتقدات، ويجب مشاركتها مع شريك الحياة حتى قبل الزواج. 
• العلاقة الحميمة التجريبية: تعني مشاركة التجارب، والأنشطة، والهوايات على المدى الطويل، وتعد وسيلة للحصول على علاقة حميمة أكثر عمقاً.^[1]  

معلومات عن العلاقة الحميمة 

كما تعرفنا في السابق تشمل العلاقة الحميمة عدة أشكال، ولا تقتصر على الجنس بين الزوجين مع ذلك يعد الجنس جزء مهم في الزواج، ومعرفة الطرف الآخر ورغباته في أثناء العلاقة الحميمة يجعل كل شيء في العلاقة الزوجية أكثر عمقاً، ويقلل من التوتر والضغوط التي تظهر في شكل الشجار المستمر بين الزوجين، كما يقول الخبراء دائماً إذا كانت الأمور في غرفة النوم جيدة أي العلاقة الحميمة فإن أي أمور أخرى ثانوية لا تبدو مهمة في العلاقة الزوجية. 

العلاقة الحميمة بين الزوجين يجب أن تجعلهما يشعران بالراحة، والأمان، وأن علاقتهما أكثر عمقاً مما قد تبدو عليه. 

العلاقة الحميمة بمفهومها الشامل لها العديد من الفوائد على الصحة الجسدية، والنفسية، والحياة الزوجية، وهذا ما يجب أن يدركه الأزواج لحياة سعيدة، ومستقرة تجعل كل منهما يواجه التحديات الأخرى في الحياة اليومية بقليل من التوتر، فيما يلي فوائد العلاقة الحميمة: 

• زيادة الرغبة الجنسية: حيث الأزواج الذين ليهم تواصل عاطفي عميق، هم من لديهم مستويات أعلى من الرغبة الجنسية، والنشاط الجنسي.
• الرضا عن الحياة الزوجية: يشعر الأزواج الأكثر حميمة بالكثير من الرضا عن حياتهم الزوجية بأكملها. 
• تحسين الصحة الجسدية: العلاقة الحميمة تؤثر في الصحة الجسدية بنفس القدر مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
• تحسين الصحة العقلية: العلاقة الحميمة تساعد على تحسين الصحة العقلية كما تساعد على محاربة الشعور بالوحدة، والتوتر.^[1]

التحدث عن العلاقة الحميمة بين الزوجين

يساعد التحدث عن العلاقة الحميمة بين الزوجين في التعامل مع حياتهم الجنسية، وتحديد المعايير، والأسلوب الذي يرغبون فيه للتواصل بينهما، كما أن التحدث عن العلاقة الحميمة بين الزوجين يجعل الحياة الجنسية بينهما في أفضل حالاتها، ويجعلهما يتخلصان من مخاوفهما، ويكشفان عن رغباتهما الحقيقية. 

الكثير من الأزواج يتجنب التحدث العلاقة الحميمة لعدة أسباب مثل الخجل، أو الخوف من رد فعل شريكه، أو الجهل بكيفية التحدث عن العلاقة الحميمة، وعدم معرفتهما بالمعلومات الأساسية للعلاقة الحميمة، بل أحياناً عند التحدث عن العلاقة الحميمة يلوم بعض الأزواج بعضهم مما يفاقم الخلافات بينهما، لذلك ينصح الخبراء باتباع الخطوات التالية: 

• يجب أن يظهر الزوجان الفضول بشأن ما يحبه الطرف الآخر، وما الأشياء التي يفضلها في أثناء العلاقة الحميمة لدمجها في العلاقة.
• التحدث حول ما يجعل كل طرف يشعر بالرضا في العلاقة الحميمة. 
• عند التحدث عن العلاقة الحميمة بين الزوجين يجب أن تتوقف عن إلقاء اللوم أو توجيه تعليقات سلبية للزوج أو الزوجة بل يجب مراعاة شعور الطرف الآخر، وإظهار التعاطف والتفاهم لما يقوله أو يرغب به.
• لا يوجد مانع من التحدث حول ما قد يثير الطرف الآخر، ومعرفة مفضلات كل طرف.^[2][3]  

ما هي حدود التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج

التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج يعد من الموضوعات الشائكة فالحديث عن العلاقة الحميمة ليس بالسهل خاصة قبل الزواج، ويخضع للعديد من القيود خاصة في عالمنا العربي حيث تؤثر العوامل الدينية، والعادات، والتقاليد الاجتماعية، والقيم على التحدث عن العلاقة الشعور قبل الزواج، وقد لا يتقبل أي طرف منهما طرح الموضوع للنقاش بل قد يلوم الطرف الآخر لأنه قام بالتحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج. 

على الرغم من صعوبة التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج إلا أنه يوجد بعض المؤشرات التي قد تدل على التوافق بين الزوجين في المستقبل، كما ذكرنا العلاقة الحميمة هي مفهوم شامل يضم العلاقة الحميمة الفكرية، والعاطفية، والروحية، والتجريبية، وجميعها قد تجعل كل طرف يشعر بالتقارب مع الطرف الآخر. 

بعض خبراء العلاقات الجنسية في الخارج مثل عالم النفس الاجتماعي جاستن ليهميلر يقول إن أسلوب ممارسة العلاقة الحميمة الجسدية قبل الزواج قد يتغير بعد الزواج حيث تتغير الرغبات، والجسد بمرور الوقت، بسبب العمر والتغيرات البيولوجية مثل الحمل، والولادة، وهذه التغيرات لا تؤثر في الزوجين بنفس القدر والطريقة مما يؤدي إلى حدوث تناقضات.^[4]

التحدث عن العلاقة الحميمة قبل الزواج قد لا يكون مطروحاً في بعض المجتمعات نتيجة للعادات والتقاليد، وغيرها من القيود مع ذلك العلاقة الحميمة تعد مفهوماً شاملاً لا يقتصر فقط على العلاقة الجسدية.