استخدام نبات السيسال لتصنيع الفوط الصحية

يعتبر تصنيع الفوط الصحية أمرًا حيويًا وضروريًا يلعب دورًا كبيرًا في دعم صحة المرأة وتعزيز جودة حياتها اليومية. تتجاوز أهمية هذه المنتجات النسائية مجرد إشكالية تلبية احتياجات النظافة الشخصية، إذ تلعب دورًا حاسمًا في تمكين النساء وتحقيقهن لحياة نشطة ومستقلة. من خلال توفير فوط صحية ذات جودة عالية، يتم تعزيز الصحة النسائية والراحة خلال فترة الحيض، مما يسهم في دعم النساء في مختلف جوانب حياتهن اليومية والاجتماعية، لكن هل يمكن تصنيع الفوط الصحية من الطبيعة؟

يُعتبر نبات السيسال (بالإنجليزية: Sisal) شائع النمو في المناطق الريفية في كينيا، حيث يُزرع غالباً كسياج للماشية ومصدر غذاء لها. يتميز السيسال بعدم حاجته للأسمدة، ويمكن حصاد أوراقه على مدار العام لفترة تتراوح بين خمس إلى سبع سنوات. قام أودوندو وشركاؤه في مختبر منو براكاش في جامعة ستانفورد بتطوير عملية لإنتاج مادة ناعمة وامتصاصية من أوراق السيسال. تعتمد هذه العملية على معالجة الأوراق بحمض بيروكسيفورميك مخفف (1 %) لزيادة نفاذيتها، تتبعها عملية غسيل بهيدروكسيد الصوديوم (4 %)، ثم يتم لفها باستخدام آليات معينة؛ لتحسين نفاذيتها وجعلها أكثر نعومة.

قاموا باختبار امتصاصية ألياف الفوط الصحية المُصنّعة من أوراق السيسال، وذلك عن طريق سكب خليط من الماء الممزوج بالجلسرين، ليبدو كثيفاً مثل دم الدورة الشهرية، ووجدوا أنها تمتص بنفس كفاءة القطن المستخدم في فوط الحماية النسائية التجارية. كما كانت تمتص بنفس كفاءة لب الخشب وأكثر امتصاصاً من الألياف المحضرة من مواد حيوية أخرى، بما في ذلك القنب والكتان. وعلاوة على ذلك، تعد عملية التصنيع المستخدمة أقل استهلاكاً للطاقة مقارنة بالإجراءات التقليدية التي تجرى عادة عند درجات حرارة وضغط أعلى.

في نهاية المطاف، يظهر الابتكار في تصنيع الفوط الصحية كتطور إيجابي يخدم الصحة النسائية والبيئة على حد سواء، حيث يبرز ذلك أهمية استخدام الموارد الطبيعية لتحقيق تأثير إيجابي في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، كما تبرز أهميته في تحقيق أبسط حقوق النساء في الحصول على منتجات صحية بجودة عالية وأسعار منخفضة، دون اللجوء إلى الفوط الصحية المُصنعة في ظروف قد تسبب أضراراً للبيئة.^[1]