إبرة النمو.. استخداماتها وايجابياتها وأضرارها

تعد الهرمونات عنصراً جوهرياً في وظائف الجسم، ولا سيما هرمون النمو الذي يتم إفرازه من قبل خلايا متخصصة في الغدة النخامية، حيث يقوم بتأثيرات هامة على استقلاب كلٍ من البروتينات، والدهون، والسكريات.

يمكن أن تؤدي بعض الحالات الصحية والعوامل الوراثية إلى نقص في هرمون النمو، فهل يمكن تعويضه باستخدام إبرة النمو؟ سنتعرف في هذا المقال على إبرة النمو، واستخداماتها وإيجابياتها وأضرارها.

هرمون النمو

يُعرف هرمون النمو بهرمون النمو البشري (بالإنجليزية: Human Growth Hormone or HGH) ، ويتم إفرازه بشكل طبيعي من الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) في الدماغ التي تقع أسفل منطقة ما تحت المهاد، ويعد العنصر الأهم في النمو وتجدد الخلايا وتكاثرها، كما يلعب دوراً أساسيا في العمليات الحيوية الأخرى، مثل تحفيز العمليات الأيضية والتمثيل الغذائي، كما يساعد أيضاً في الحفاظ على الأنسجة السليمة في الدماغ والأعضاء الأخرى وبنائها وإصلاحها.^[1][2]

إبرة هرمون النمو 

تقل كمية هرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية بشكل تدريجي مع التقدم في العمر، كما توجد بعض الحالات الطبية الأخرى سنتعرف عليها في هذا المقال، والتي تستدعي تعويض النقص الحاصل في هرمون النمو؛ لذا تم استحداث الشكل المُصنّع منه، وهو ما يُعرف بالسوماتوتروبين (بالإنجليزية:Somatotropin).

يتم إعطاء حقنة هرمون النمو في النسيج الدهني تحت الجلد (بالإنجليزية: Subcutaneous)، مما يعني أنه ينتقل إلى الأنسجة الدهنية الموجودة أسفل سطح الجلد مباشرة، وتتميز إبرة هرمون النمو بسرعة الإعطاء، وتعتبر من الإبر غير المؤلمة؛ لذا يمكن إعطاؤها بسهولة للأطفال ما دون سن العاشرة في حال الحاجة إليها، كما يمكن للأطفال ما فوق سن العاشرة أن يأخذوا الحقن بأنفسهم تحت إشراف الأهل، للتأكد من الحصول على الجرعة الصحيحة، كما يكون إعطاء الإبر في وقت النوم أكثر فعالية، حيث يُطلق هرمون النمو الطبيعي بشكل أساسي أثناء النوم عند الأطفال.^[3]

استخدامات إبرة النمو 

 تم تطوير هرمون النمو البشري الصناعي في عام 1985 وحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء(بالإنجليزية: Food and Drug Administration) لاستخدامات محددة لدى الأطفال والبالغين، وذلك على النحو الآتي:^[4]

استخدامات إبرة النمو للأطفال

تمت الموافقة على استخدام إبرة هرمون النمو لعلاج قصر القامة، وكذلك ضعف النمو الذي يترافق مع العديد من الحالات الطبية، بما في ذلك :

• متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner"s syndrome) ، وهي اضطراب وراثي جيني يؤثر على الفتيات حصراً، ويتسبب في مشاكل في النمو.
• متلازمة برادر ويلي (بالإنجليزية: Prader-Willi syndrome) ، وهو اضطراب وراثي جيني نادر يتسبب في ضعف العضلات وانخفاض مستويات الهرمونات الجنسية والشعور المستمر بالجوع.
• الفشل الكلوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic kidney disease)، وهو من أحد أمراض الكلى الذي ينطوي على التوقف المزمن لوظائفها.
• نقص أو قصور هرمون النمو.
• أطفال الولادة المُبكّرة.

استخدامات إبرة النمو للبالغين

في البالغين ، تشمل الاستخدامات المعتمدة لهرمون النمو البشري ما يلي:

• متلازمة الأمعاء القصيرة (بالإنجليزية: Short bowel syndrome)، وهي حالة لا يتم فيها امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح؛ بسبب مرض معوي حاد أو الاستئصال الجراحي لجزء كبير من الأمعاء الدقيقة.
• نقص هرمون النمو بسبب أورام الغدة النخامية النادرة.
• مرض وهن العضلات (بالإنجليزية: Muscle-wasting disease) أو هزال العضلات المرتبط بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.

إيجابيات إبرة النمو 

تبدأ إيجابيات هرمون النمو بالظهور مع مرور الوقت، ونظراً لتأثير هرمون النمو في العديد من الوظائف والعمليات الحيوية، فيمكن أن يلاحظ المريض الآثار الإيجابية التالية:^[5]

•  تحسين المزاج والصحة العقلية.
•  تحسين مستويات الطاقة.
•  تغيّر نوعية النوم للأفضل.
•  زيادة كتلة العضلات وقوتها.
•  القدرة على إنقاص الوزن والحفاظ عليه، إذا ترافق استخدامها مع نظام غذائي صحي متزن.
• يساهم في تحسين الصحة الجنسية.
• يساعد في خفض نسبة الكوليسترول.
• يؤثر في إعادة توازن مستويات هرمون التستوستيرون.
• تحسين كتلة العظام.
• تحسين وظيفة الجهاز المناعي.
• يساهم في تجدد خلايا البشرة.
• يُحفز تسريع التشافي من الإصابات والجروح.

أضرار إبرة النمو 

يمكن لإبرة النمو أن تؤثر بشكل سلبي على صحتك، لذا فهي تؤخذ باستشارة الطبيب فقط، وتشمل المخاطر والأضرار ما يلي:^[5]

• آلام في العضلات.
•  متلازمة النفق الرسغي.
• الصداع.
• الغثيان.
• تورم القدمين واليدين.
• التغيرات في سكر الدم والأنسولين.
•  ضغط دم مرتفع.
• تلف الكبد.

نلاحظ أن إبرة النمو تستخدم في حالات طبية معينة، ويمكن ملاحظة أثرها الإيجابي بمرور الوقت، كما أن استخدامها دون استشارة طبية قد يؤدي لمشاكل صحية؛ لذا لا تتردد باستشارة الطبيب قبل استخدام أي منتج أو دواء.