أعراض زيادة فيتامين د

نسمع كثيراً عن مشكلة نقص فيتامين د، وتأثيرها على العظام والصحة بشكل عام، لكن ما لا يعرفه البعض أن زيادة نسبة فيتامين د في الجسم يصاحبها العديد من الأضرار الخطيرة، فما هي أعراض زيادة فيتامين د؟ وكيف يمكن تشخيص هذه المشكلة وعلاجها؟ وما هي سبل الوقاية منها؟

زيادة فيتامين د

تعد زيادة فيتامين د من الحالات الطبية النادرة التي تحدث عندما يتجاوز مستوى فيتامين د في الدم 100 نانوجرام / مللي، قد تتطور هذه المشكلة في بعض الأحيان إلى حالة من السمية عندما يتخطى مستوى فيتامين د 150 نانوجرام / مللي، ومن المعروف طبياً تبعاً للتوصيات العالمية أن المستوى الطبيعي لفيتامين د في الدم ينبغي أن يتراوح من 30 إلى 60 نانوجرام / مللي. ^[1]  

ما هي أعراض زيادة فيتامين د

ينبغي أن يلتفت كثير من المرضى إلى أعراض زيادة فيتامين د في الجسم، خاصةً الأشخاص الذين يعتمدون على تناول المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب؛ لأن أعراض زيادة فيتامين د قد تكون في منتهى الخطورة في بعض الأحيان، نخصص هذا الجزء من المقال لنستعرض أشهر هذه الأعراض. ^[2]  

ارتفاع مستوى الكالسيوم

يلعب فيتامين د دوراً شديد الأهمية في امتصاص الكالسيوم الذي نتناوله في الطعام، لذا ترتبط زيادة فيتامين د في الجسم بزيادة مماثلة في مستوى الكالسيوم، مما ينعكس على ظهور مجموعة من الأعراض المرتبطة بزيادة الكالسيوم في الدم، تتضمن هذه الأعراض: ^[2]

• الإمساك.
• الجفاف.
• آلام المعدة.
• التعب والدوخة.
• القيء والغثيان.
• فقدان الشهية.
• كثرة التبول.
• حصوات الكلى.
• ارتفاع ضغط الدم.
• اضطرابات القلب.

مشاكل في الكلى

يتسبب ارتفاع مستوى فيتامين د في الجسم في ارتفاع مستوى الكالسيوم كما أوضحنا قبل ذلك، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الماء أثناء التبول، وتكلس الكلى، إلى جانب تقلص الأوعية الدموية في الكلى، وانخفاض وظائفها تدريجياً، كما ترتبط الزيادة الشديدة في فيتامين د أو حالات السمية بارتفاع معدلات الإصابة بالفشل الكلوي في كثير من الأحيان. ^[2]

الاضطرابات النفسية

ترتبط زيادة فيتامين د ببعض الأعراض التي تؤثر على الحالة النفسية للمريض، حيث رصدت الأبحاث معاناة بعض المرضى الذين لديهم هذه المشكلة من بعض المشكلات النفسية؛ مثل: الذهان، والاكتئاب، والارتباك النفسي، تحدث هذه الأعراض نتيجة لارتفاع مستوى الكالسيوم المرتبط بزيادة فيتامين د في الدم. ^[1]

مشاكل العظام

يعتقد بعض الأشخاص أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د من أفضل الحلول التي تعزز صحة العظام، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً؛ لأن الزيادة الكبيرة في مستوى فيتامين د في الدم تتداخل مع عمل فيتامين K2، وهو من العناصر التي تحافظ على الكالسيوم في العظام، مما يزيد من احتمال الإصابة بكسور العظام. ^[3]  

اضطرابات الجهاز الهضمي

تعد اضطرابات الجهاز الهضمي من أشهر أعراض زيادة فيتامين د عند الأطفال، وهناك العديد من الأبحاث التي أوضحت ارتباط هذه المشكلة ببعض الأعراض؛ مثل: آلام المعدة، والإمساك، وفقدان الشهية، ولحسن الحظ تختفي هذه الأعراض تدريجياً بمجرد ضبط الجرعة اليومية التي يحتاجها الطفل من فيتامين د بعد استشارة الطبيب. ^[1]

أسباب زيادة فيتامين د

يعد تناول جرعات يومية عالية من فيتامين د هو السبب الأساسي لمعظم حالات الإصابة بزيادة فيتامين د، أو سمية فيتامين د إذا تناول المريض هذه الجرعات لفترة زمنية طويلة، خاصةً بالنسبة للمرضى الذين يعتمدون على أكثر من نوع من المكملات الغذائية، دون أن يراقبوا تركيز فيتامين د الموجود في كل نوع من هذه الأنواع. ^[4]  

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول بعض الأدوية إلى زيادة نسبة فيتامين د في الدم، من أشهر هذه الأدوية: ^[4]

1. الأيزونيازايد: وهو أحد الأدوية المستخدمة في علاج السل.
2. مضادات الحموضة: قد يتسبب الاستخدام اليومي لبعض مضادات الحموضة لفترات طويلة في ارتفاع مستوى فيتامين د.
3. الإستروجين: تشير الأبحاث إلى أن استخدام العلاجات الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين لفترات طويلة قد يؤدي إلى زيادة فيتامين د في الدم.
4. أدوية القلب: يرتبط استخدام بعض أدوية علاج ضغط الدم المرتفع بزيادة نسبة فيتامين د، تعد مدرات البول الثيازيدية من أشهر هذه الأدوية، كما يتسبب الديجوكسين المستخدم في علاج مرض القلب في حدوث نفس المشكلة.

تشخيص زيادة فيتامين د

يبدأ الطبيب التشخيص بمراجعة التاريخ الطبي للمريض، والتحقق من نوعية المكملات الغذائية، والأدوية التي يتناولها، كما يجري الفحص الجسدي للمريض، ويسأله عن طبيعة الأعراض التي يشكو منها، وفي حالة اشتباه الطبيب في معاناة المريض من زيادة فيتامين د، يطلب إجراء بعض الفحوص والتحاليل الطبية، من أشهرها: ^[2][4]

1. تحاليل الدم: يوصي الطبيب بإجراء مجموعة من  تحاليل الدم؛ للتأكد من مستوى فيتامين د، والكالسيوم، والفوسفور.
2. تحليل البول: يساعد تحليل البول على التحقق من وجود كميات زائدة من الكالسيوم في البول.
3. الأشعة السينية: يساعد إجراء الأشعة السينية على العظام على تحديد ما إذا كان هناك فقدان كبير في عظام المريض. 

علاج زيادة فيتامين د

يتعافى معظم المرضى الذين يعانون من زيادة فيتامين د دون حدوث مضاعفات خطيرة، يوصي الطبيب في جميع الحالات بالتوقف عن تناول مكملات فيتامين د على الفور، وقد يطلب من المريض أيضاً الحد من تناول الكالسيوم في النظام الغذائي بشكل مؤقت. ^[4]

يحتاج بعض المرضى إلى تناول بعض السوائل الوريدية، أو بعض الأدوية التي تمنع إطلاق الكالسيوم من العظام؛ مثل: الستيرويدات القشرية، والبايفوسفونيت، وقد يحتاج بعض المرضى المصابين بالفشل الكلوي إجراء غسيل للكلى؛ للقيام بوظيفة الكليتين في تنقية الدم من السموم والفضلات. ^[2]

الوقاية من سمية فيتامين د

يعد التوقف عن تناول جرعات عالية من فيتامين د هو حجر الأساس الذي تعتمد عليه الوقاية من الإصابة بسمية فيتامين د،  مع التأكد من تناول الجرعة التي حددها الطبيب، والتحقق من عدم وجود فيتامين د في المكملات الغذائية التي يتناولها بعض المرضى دون استشارة الطبيب؛ لأنها تحتوي على مزيج من الفيتامينات، وقد يكون من ضمنها فيتامين د . ^[2]

بالإضافة إلى ذلك، ينصح الأطباء بالحصول على فيتامين د بشكل طبيعي، عن طريق التعرض لأشعة الشمس، وتناول المصادر الطبيعية التي تحتوي على فيتامين د في النظام الغذائي، ومن أشهر هذه المصادر: ^[4]

• الجبن.
• صفار البيض.
• لحم كبد البقر.
• زيت كبد الحوت.
• الأسماك الدهنية؛ مثل: التونة، والسلمون.
• الأطعمة المدعمة بفيتامين د؛ مثل: الحليب، والزبادي، وعصير البرتقال.

زيادة فيتامين د من المشكلات غير الشائعة التي لا يلتفت إليها الكثيرون، لكن أعراض هذه المشكلة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، خاصةً في حالة تناول المرضى المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب.