أعراض جلطة القلب عند النساء

تعد جلطة القلب من أخطر المشكلات الصحية التي قد تسبب الوفاة، وقد أظهرت الأبحاث الطبية أن النساء يعانين من أعراض مختلفة نسبياً لجلطة القلب؛ فما هي أعراض جلطة القلب عند النساء؟ وما هو سبب الاختلاف بين الأعراض التي يعاني منها الرجال والنساء؟ كل هذا وأكثر سيتضح من خلال السطور القادمة من هذا المقال.

جلطة القلب

جلطة القلب (بالإنجليزية: Heart Attack) المعروفة طبياً باسم احتشاء عضلة القلب أو النوبة القلبية، هي مشكلة طبية خطيرة تحدث نتيجة لضعف تدفق الدم إلى عضلة القلب، هناك العديد من العوامل المرتبطة بهذه المشكلة، لكنها تحدث عادةً عند انسداد شريان أو أكثر من شرايين القلب، مما يعرض عضلة القلب إلى التلف إذا لم يتم استعادة تدفق الدم إلى القلب بمنتهى السرعة. ^[1]  

ما هي أعراض جلطة القلب عند النساء

لا تعاني النساء عادةً من الأعراض التقليدية لجلطة القلب التي يعاني منها الرجال، بل تظهر الأعراض لديهن بشكل مختلف نسبياً، وقد لا تعاني بعضهن من أي أعراض واضحة، مما يزيد من صعوبة التشخيص والعلاج، نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر أعراض الجلطة القلبية عند النساء. ^[2]  

ألم الصدر

يعد ألم الصدر من الأعراض الشائعة للجلطة القلبية، لكن يختلف الأمر بالنسبة للنساء؛ فقد يشعرن بضغط أو امتلاء في الصدر، أو مجرد عدم راحة في الصدر، وقد تعاني بعضهن من ألم في أي مكان في الصدر، وليس على الجانب الأيسر فقط. ^[2]

ألم الذراع أو الظهر

تعد آلام الذراع أو الظهر أو الرقبة أو الفك من الأعراض الشائعة التي تعاني منها معظم النساء أثناء النوبة القلبية، من الممكن أن يكون هذا الألم مفاجئاً أو تدريجياً، وقد يتلاشى ويعود إلى الظهور مرة أخرى، أو يوقظ المريضة أثناء نومها. ^[2]

ألم المعدة

يعد ألم المعدة من أكثر الأعراض التي يختلط على البعض تفسيرها، فقد تعتقد بعض السيدات أن هذا الألم يرتبط بالحموضة أو التهابات المعدة، على الرغم من أنه يشير إلى إصابتها بالنوبة القلبية، حيث تعاني السيدات في هذه الحالة من ألم شديد يضغط على البطن، وكأن فيلاً يجلس فوق المعدة على حد وصفهن. ^[2]

العرق البارد

يعد التعرق البارد من الأعراض الشائعة بين النساء المصابات بجلطة القلب، حيث يختلف هذا العرق عن العرق الناتج عن القيام بمجهود بدني أثناء ممارسة التمارين الرياضية على سبيل المثال، أو العرق المرتبط بالهبات الساخنة التي تعاني منها أغلب السيدات بعد انقطاع الطمث. ^[2]

الإعياء

تشعر معظم السيدات المصابات بنوبة قلبية بإجهاد وتعب شديد دون أن يبذلن مجهوداً بدنياً، حتى لو كن جالسين طوال الوقت، ولم يتحركن لفترة طويلة، حيث تشكو معظم السيدات من عدم القدرة على القيام بأنشطة بسيطة، مثل المشي إلى الحمام. ^[2]

ضيق التنفس

ترتبط الجلطة القلبية النسائية بضيق التنفس دون وجود مبرر لذلك، حيث تصف السيدات شعورهن وكأنهن خضن سباقاً للجري، دون أن يقمن بأي خطوة، يرتبط ضيق التنفس عادةً ببعض الأعراض الأخرى التي تعاني منها السيدات على وجه التحديد؛ مثل: الغثيان، أو الدوار. ^[2]

جلطة القلب عند النساء بعد الخمسين

تعاني السيدات عادةً من انقطاع الطمث بعد سن الخمسين، يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية خلال هذه الفترة؛ نتيجة لانخفاض مستوى هرمون الإستروجين، الذي يعتقد أن له دوراً في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب لدى النساء، مما يفسر ارتفاع متوسط عمر النوبة القلبية بحوالي 5 سنوات لدى النساء مقارنةً بالرجال. ^[3]  

تعاني النساء بعد الخمسين من بعض الأعراض الإضافية لجلطة القلب، تتضمن هذه الأعراض: ^[3]

• التوتر والقلق.
• عسر الهضم.
• ألم شديد في الصدر.
• تسارع وعدم انتظام في ضربات القلب.
• الشعور بالإرهاق الذي يستمر لعدة أيام.

سبب اختلاف الأعراض بين الرجال والنساء

هناك العديد من الاختلافات التشريحية والوظيفية بين الرجال والنساء، بدايةً من الرئتين، والمخ، إلى العضلات والمفاصل، ويعد اختلاف أنظمة القلب والأوعية الدموية من أبرز هذه الاختلافات، حيث يتسم قلب السيدات بصغر حجمه مقارنةً بقلب الرجال، كما أن النساء لديهن أوعية دموية أضيق من الرجال، تنعكس هذه الاختلافات التشريحية على الأعراض المميزة التي تعاني منها النساء أثناء أمراض القلب ومن ضمنها النوبة القلبية. ^[4]  

على الجانب الآخر، ترتبط جلطة القلب بتراكم الكوليسترول داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تلفها، عادةً ما يصاب الرجال بتراكم الكوليسترول داخل الأوعية الدموية الكبيرة أو الرئيسية التي تمد القلب بالدم، بينما تزيد احتمالية ترسب الكوليسترول عند النساء داخل الأوعية الدموية الدقيقة في القلب، مما يؤدي إلى وجود اختلاف في الأعراض التي يتضح من خلالها المرض بين الرجال والنساء. ^[4]

أسباب جلطة القلب عند النساء

يعد انسداد أحد الشرايين التي تغذي عضلة القلب بالكوليسترول واللويحات هو السبب الرئيسي وراء الإصابة بجلطة القلب كما أوضحنا من قبل، وإذا تسببت هذه الجلطة في انسداد أحد الشرايين بالكامل، قد يؤدي ذلك إلى حرمان عضلة القلب من الأكسجين، وظهور أعراض النوبة القلبية. ^[1]  

هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من معدل الإصابة بنوبة قلبية، من أهم هذه العوامل: ^[1]

• العمر.
• التدخين.
• السمنة.
• الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بجلطة القلب.
• وجود تاريخ مرضي للإصابة بتسمم الحمل.
• اتباع نظام غذائي غير صحي يحتوي على قدر كبير من الصوديوم، والدهون، والسكريات.
• الإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ مثل: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول.

علاج جلطة القلب عند النساء

لا يوجد اختلاف بين طريقة علاج جلطة القلب عند الرجال والنساء، ويهدف العلاج في الأساس إلى استعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب في أسرع وقت ممكن، نوضح في السطور القادمة من هذا المقال أشهر المسارات الطبية المتبعة في علاج جلطة القلب. ^[1]

الأكسجين

يتلقى المرضى الذين يعانون من ضيق التنفس، أو انخفاض مستوى الأكسجين في الدم علاجاً تكميلياً بالاستعانة بالأكسجين، سواء عن طريق التنفس من خلال أنبوب أسفل الأنف، أو من خلال قناع يوضع فوق أنف وفم المريض. ^[1]

الأدوية

هناك العديد من الخيارات الدوائية التي يستعين بها الأطباء للسيطرة على أعراض جلطة القلب، من أشهر هذه الأدوية: ^[1]

• النتروجليسرين.
• مسكنات الألم.
• الأدوية المضادة للتخثر.
• الأدوية التي تساعد على تكسير الجلطات.
• الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب.

التدخل التاجي عن طريق الجلد

يعتمد الأطباء عادةً على التدخل الشرياني باستخدام القسطرة، يساعد هذا الإجراء على استعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب، ويتم الإجراء عن طريق إدخال قسطرة من أحد الأوعية الدموية الرئيسية بالقرب من أعلى الفخذ، وبمجرد أن تصل القسطرة إلى موقع الانسداد، يضع الطبيب بالوناً صغيراً، ويقوم بالتخلص من الانسداد، ومن الممكن أن يضع دعامة معدنية داخل الشريان للإبقاء عليه مفتوحاً. ^[1]

مجازة الشريان التاجي

يطلق على هذه الإجراء جراحة القلب المفتوح، وينطوي على أخذ وعاء دموي من مكان آخر من الجسم، واستخدامه لإنشاء مسار جديد لاستعادة تدفق الدم، واجتياز الجزء المسدود من الشريان. ^[1]

تختلف أعراض جلطة القلب عند النساء مقارنةً بالرجال؛ نظراً لوجود بعض الاختلافات التشريحية والوظيفية بين الجنسين، كما تعاني السيدات بعد عمر الخمسين من بعض الأعراض المميزة؛ نتيجة لغياب هرمون الإستروجين لديهن بعد انقطاع الطمث.