أعراض تشمع الكبد وعلاجه
- تاريخ النشر: الإثنين، 04 أبريل 2022
لا بُد من معرفة أعراض تشمع الكبد وعلاجه في وقت مبكر حتى يتجنب المرء جميع المضاعفات الخطيرة ويحد من تقدم هذه الحالة التي يُمكن أن تنتهي بفشل كبدي وتؤدي إلى الموت، كما يجب التعرف على طرق الوقاية من التشمع والتزامها أيضاً للحد من خطورة الإصابة.
نبذة عن تشمع الكبد
يُعد تشمع الكَبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) أحد المضاعفات التي تظهر على المدى البعيد نتيجة فقدان خلايا كبد الإنسان أو تعرضه إلى التندبات التي لا يُمكن شفاؤها؛ حيث يحل النسيج الندبي محل الأنسجة السليمة في هذه الحالة ويؤثر على جودة عمل الكَبد، ويمنعه من العَمل على نحو صحيح، ويظهر التشمع بعد الإصابة بفيروس التهاب الكبد من النوع سي أو النوع بي في كثير من الأحيان. [1][2]
أهمية معرفة أعراض تشمع الكبد وعلاجه
تُسهم معرفة أعراض تشمع الكَبد في اكتشاف الإصابة خلال وقت مبكر وقبل تطور المرض ثم علاجه؛ إذ إن مقدمي الرعاية الصحية يستطيعون التعامل مع هذه الحالة الطبية بكفاءة أكبر إذا تم تشخيصها في وقت مبكر، وتكمن أهمية العلاج في السيطرة على التشمع والحد من المضاعفات الخطيرة بالإضافة، وإذا اكتشفت الإصابة مُبكراً؛ فيُمكن إعادة التشمع في الكَبد من المرحلة اللا تعويضية إلى المرحلة التعويضية بالاعتماد على بعض طرق العلاج أيضاً. [3][4]
أسباب الإصابة بتشمع الكبد
استطاع الأطباء اكتشاف العَديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحالة التشمع في الكَبد، ومنها أبرزها ما يأتي: [3]
- إدمان الكحول: إن الكحول من المشروبات التي تلحق الأضرار بالكَبد وتُصيبه بالتشمع، ويجدر التنبيه إلى أن فرصة إصابة النساء بتشمع الكبد نتيجة لشرب الكحول أكبر من فرصة إصابة الرجال، وعادة ما تؤدي الكحول إلى تشمع الكَبد عند الإفراط في الشرب.
- التهاب الكَبد: يؤدي التهاب الكَبد الوبائي من النوعين سي أو بي إلى تلف الكَبد أو الإصابة بالتشمع إذا لم يحصل المرضى على الدواء المُناسب مع استكمال خطة العلاج التي يضعها الطبيب، ويُمكن أن يُصاب المرء بهذا الالتهاب نتيجة لاستخدام العقاقير غير المشروعة أو الممارسة غير الآمنة للجنس.
- تناول الأدوية: يُصاب الكبد بالتشمع نتيجة لتناول بعض الأدوية أحياناً، ومن الأمثلة على هذه الأدوية عقار الاسيتامينوفين وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وكذلك بعض المضادات الحيوية.
- مرض الكبد الدهني اللاكحولي: تزداد فرصة الإصابة بهذا المرض عند الأفراد الذين يُعانون من السمنة، وهو واحد من الأمراض التي تتسبب بالتشمع، ويُمكن للمصابين خسارة الوزن الزائد والمُحافظة على مستويات السكر في الدم لتحسين صحة الكَبد إذا كان مرض الكبد الدهني اللاكحولي الناتج عن السمنة سببًا في التشمع. [5]
فئات تشمع الكبد
يتم تصنيف حالة التشمع في الكَبد ضمن واحدة من الفئتين الآتيتين: [6]
- تشمع الكبد التعويضي: لا تظهر على المصابين -ضمن هذه الفئة- أية أعراض لتشمع الكبد، ويحتاج مقدم الرعاية الصحية إلى أخذ الخزعة حتى يتحقق من الإصابة لأن الصور والاختبارات الأخرى لا تستطيع اكتشاف الحالة بعد في كثير من الأحيان، ويتراوح متوسط فترة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بالتشمع التعويضي بين 9-12 عاماً.
- تشمع الكبد اللا تعويضي: تبدأ الأعراض الملحوظة بالظهور على المصابين عندما يكون التشمع ضمن الفئة اللا تعويضية، ويمكن التأكد من الإصابة بالاعتماد على الفحوصات المخبرية والبدنية والتاريخ الطبي، ويبلغ متوسط مدة البقاء على الحياة للمصابين بتشمع الكبد اللا تعويضي سنتين اثنتين تقريباً.
مراحل تطور تشمع الكبد
يتطور التشمع في كبد الإنسان حتى يؤدي إلى الموت في النهاية إذا لم يحصل المرء على العلاج المُناسب، وتمر هذه الحالة بأربع مراحل أثناء تطورها كما يأتي: [1]
- المرحلة الأولى: يتعرض الكبد إلى بعض التندبات في هذه المرحلة، وتظهر بعض الأعراض على المصاب إلا أنها لا تتسبب بأية مضاعفات.
- المرحلة الثانية: في هذه المرحلة يصاب المرء بفرط ضغط الدم البابي، كما أن الدوالي تتطور لديه.
- المرحلة الثالثة: تنتمي هذه المرحلة إلى فئة التشمع اللا تعويضي، ويصاحبها تطور الورم في البطن إضافة إلى ظهور التندبات المتقدمة في كبد المصاب، ويُمكن أن تظهر عدة مضاعفات خطيرة أخرى مع احتمال فشل الكبد.
- المرحلة الرابعة: يُصبح التشمع أكثر خطورة عند الوصول إلى المرحلة الأخيرة؛ فإنه يكون مُهدّداً لحياة المرء ما لم تتم زراعة كبد آخر.
أعراض الإصابة بتشمع الكبد
في المراحل المبكرة لا تظهر أية أعراض على المصابين بتشمع الكبد بعد، ولكن الأعراض تظهر بعد انتشار النسيج الندبي في كبد الإنسان وتبدأ بالتأثير على عمل الكبد، وكلما تطور المرض ازداد ظهور الأعراض وتفاقمت شدتها بشكل أكبر، ويُمكن لهذه الأعراض أن تؤثر على الأطراف والعضلات والقدرة على التنفس بالإضافة إلى تأثيرها على الحركة أحيانًا حسب تطور الحالة، ويجدر الذكر بأن فرصة بقاء المصاب على قيد الحياة تنخفض مع زيادة شدة وجود النسيج الندبي في كبده. [7]
أعراض تشمع الكبد المتقدمة
في المراحل المتقدمة من تشمع الكَبد يُمكن أن تظهر هذه الأعراض أو بعضها على المصابين: [6]
- فقدان الذاكرة.
- ملاحظة التغيرات في الشخصية.
- توسع الشعيرات على الجلد.
- انقطاع الطمث المبكر عند النساء.
- تضخم الثديين عند الرجال.
- تقلص الخصيتين وفقدان الدافع الجنسي عند الرجال.
- التعرض إلى الكدمات أو النزيف بسهولة.
- الاحمرار في راحة اليدين.
- تحول لون البول إلى البني أو البرتقالي.
- ظهور الدم في البراز.
- خروج البراز بلون فاتح.
- صعوبة التفكير والشعور بالارتباك.
- التورمات في القدمين أو الكاحلين.
- الاستسقاء في البطن.
- اصفرار الجلد والجزء الأبيض من العينين.
- الشعور بحكة في الجلد.
أعراض تشمع الكبد المبكرة
يُمكن أن تظهر الأعراض الآتية في المراحل المبكرة من الإصابة بالتشمع في الكبد: [8]
- الألم الخفيف أو الانزعاج في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
- ضعف الشهية أو فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بالتعب أو بالضعف.
- الاستفراغ أو الشعور بالغثيان.
طرق تشخيص تشمع الكبد
يستطيع الطبيب الاعتماد على الفحوصات والاختبارات الآتية لتشخيص أعراض التشمع في الكبد: [6]
- الفحص البدني: في هذا الفحص يقوم مقدم الرعاية الصحية بتفحص بدن المصاب والتحقق من أية أعراض تشير إلى التشمع توسع الشعيرات الدموية أو اليرقان أو الكدمات أو التورمات.
- تحليل الدم: يتم إجراء تحليل الدم عند اشتباه الإصابة بتشمع الكبد؛ فإن كثيراً من علامات التشمع تظهر من خلال هذا التحليل، وأبرزها: ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد وارتفاع مستوى البيليروبين وانخفاض مستويات الصوديوم انخفاض مستويات الألبومين، وكذلك انخفاض مستويات عوامل تخثر الدم.
- الصور الطبية: يلجأ الطبيب إلى الصور الطبية للتأكد من شكل الكبد وملمسه وتحديد مقدار التندبات بالإضافة إلى التحقق من كمية الدهون في الكبد ومقدار السوائل في البطن، ويمكن استخدام تقنيات الأشعة المقطعية المحوسبة أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير بالأشعة فوق الصوتية لهذه الغاية.
- التنظير: يطلب مقدم الرعاية الصحية من المصابين إجراء التنظير السفلي أو العلوي في بعض الأحيان لتصوير القنوات الصفراوية والبنكرياس واكتشاف الدوالي أو النزيف في الأمعاء أو المعدة أو البنكرياس.
- الخزعة: تستدعي حالة بعض الأشخاص أخذ عينة من أنسجة الكبد ثم فحصها تحت المجهر، ويُعرف هذا الاختبار باسم الخزعة، ويتم الاعتماد على نتيجة خزعة الكبد لتأكيد الإصابة بالتشمع، كما يستفيد الطبيب من النتيجة لمعرفة درجة تلف الكبد والتحقق من علامات الإصابة بالسرطان أيضًا.
كيفية علاج تشمع الكبد
يتم تحديد العلاج المناسب لتشمع الكبد بالاعتماد على عاملين أساسين، أحدهما سبب الإصابة بالتشمع، والآخر درجة التلف التي أصابت الكبد، وتهدف العلاجات إلى علاج الأعراض والمضاعفات المصاحبة لهذه الحالة والحد من تطورها، [9] وتحتوي القائمة الآتية على بعض من طرق العلاج: [7]
- التعامل مع إدمان الكحول: إذا كان إدمان الكحول سببًا في حالة التشمع؛ فإنه ينبغي على المصابين علاج الإدمان، وعادة ما يقوم الطبيب المُختص برسم خطة لمساعدة المرء في التوقف عن شرب الكحول.
- استخدام الأدوية: في بعض الحالات يحتاج المصاب إلى الأدوية بعد استشارة الطبيب للتعامل مع الاعتلال الدماغي الكبدي أو ارتفاع مستويات السموم في الدم أو السيطرة على تلف الخلايا الناتجة عن فيروس التهاب الكبد من النوع ب أو النوع سي، وكذلك تُستخدم المضادات الحيوية للقضاء على الالتهابات.
- السيطرة على ضغط الوريد البابي: يقوم الوريد البابي بتوفير الإمدادات التي يحتاجها الكَبد من الدماء، ويمكن اللجوء إلى بعض الأدوية للسيطرة على ضغط هذا الوريد ومنع النزيف الحاد الذي ينتج عن ارتفاع الضغط.
- زراعة الكَبد: في حالة توقف الكبد عن العَمل بشكل كامل؛ فلا بُد من إجراء عملية جراحية وزراعة كبد جديد للمصاب بعد إجراء العديد من الاختبارات التي تُثبت الخروج بنتيجة جيدة بعد انتهاء زراعة الكَبد الجديد. [9]
مضاعفات تشمع الكبد
يُمكن أن يظهر عدد كبير من المضاعفات بعد الإصابة بحالة التشمع الكبدي وتطورها، ومن هذه المضاعفات ما يأتي: [4]
- الاستسقاء أو الوذمة: في بعض الأحيان يُعاني المصابون بالتشمع من الاستسقاء في البطن أو الوذمة في الساقين نتيجة لتراكم السوائل بسبب ارتفاع ضغط الوريد البابي، كما أن هذه المضاعفات تظهر أحيانًا لعدم قدرة الكبد على إنتاج أنواع مُحددة من البروتينات.
- الالتهابات: يواجه جسم المصابين بالتشمع صعوبة في مقاومة العدوى، وهو ما يزيد من خطورة تعرضهم إلى الالتهابات، ومنها: التهاب الصفاق الجرثومي الخطير الذي يعد واحدًا من مضاعفات الاستسقاء.
- سوء التغذية: لا يستطيع الجسم معالجة جميع العناصر الغذائية بكفاءة أحياناً نتيجة للتشمع في الكبد، ويؤدي ذلك إلى سوء التغذية وما يصاحبها من ضعف وفقدان للوزن.
- الاعتلال الدماغي الكبدي: يعجز الكبد عن إزالة السموم من الدماء بالشكل المطلوب عند الإصابة بالتشمع، وفي بعض الأحيان تتراكم هذه السموم في الدماغ وتؤدي إلى الاعتلال الدماغي الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic encephalopathy) الذي يتطور إلى الغيبوبة أو عدم التجاوب.
- فشل أعضاء الجسم: إذا تحولت حالة المصاب إلى تشمع الكبد الحاد المزمن؛ فإن ذلك ينتهي بفشل العديد من الأعضاء إلا أن الأطباء لم يستطيعوا فهم الأسباب الدقيقة لهذا الفشل حتى الآن.
الوقاية من تشمع الكبد
تساعد الإرشادات الآتية في الوقاية من حالة تشمع الكبد: [6]
- تجنب الكحول: إن شرب الكحول وإدمانها من الأسباب الشائعة للشتمع في كبد الإنسان، ولذلك ينبغي تجنب شربها حتى يقي المرء نفسه من الإصابة وما يتبعها من المضاعفات الخطيرة مثل الاستسقاء أو الاعتلال الدماغي.
- تناول الأطعمة المناسبة: من الجيد التزام نظام غذائي متوازن يشتمل على الأطعمة قليلة الدسم للحد من الإصابة بالتشمع، وينبغي على نظام الطعام أن يشمل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة ومصادر البروتين الخالية من الدهون مع التقليل من كميات الملح في الأطعمة.
- الابتعاد عن المأكولات البحرية غير المطبوخة: على المرء تجنب المأكولات البحرية النيئة، وبخاصة المحار والزلفية؛ فإنها تحتوي على بعض أنواع البكتيريا التي تتسبب بأمراض خطيرة وتؤدي إلى التشمع في الكبد.
بالرغم من عدم وجود للقضاء على تشمع الكبد بشكل كامل إلا أن هُناك العديد من أساليب العلاج التي تحد من تقدم هذا المرض وتتعامل مع مضاعفاته الخطيرة حتى يستطيع المرء مُتابعة حياته اليومية وممارسة أنشطته دون مواجهة أية مشاكل، وتنبغي المسارعة إلى العلاج فور ظهور أعراض هذه الحالة كي لا يفشل الكبد بالكامل ويحتاج المريض إلى كبد آخر لمتابعة حياته.
- أ ب "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع medicinenet.com
- ↑ "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع niddk.nih.gov
- أ ب "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع healthline.com
- أ ب "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- ↑ "مقال التشمع وكبدك" ، المنشور على موقع webmd.com
- أ ب ت ث "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- أ ب "مقال كل ما تريد أن تعرفه عن تشمع الكبد" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- ↑ "مقال أعراض وأسباب تشمع الكبد" ، المنشور على موقع niddk.nih.gov
- أ ب "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع mayoclinic.org