أعراض التهاب فم المعدة
- تاريخ النشر: الإثنين، 11 أبريل 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أكتوبر 2022
يعد التهاب فم المعدة من أكثر الأمراض الشائعة، ولسوء الحظ يوجد عدد كبير من المرضى الذين لا يدركون إصابتهم بهذه المشكلة التي قد تكون بسيطة في بدايتها، إلا عندما تتطور أعراضهم، ويعانون من بعض المضاعفات، لذا كان من الضروري أن نتعرف على أسباب وأعراض التهاب فم المعدة، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة من الناحية الطبية.
ما هو التهاب فم المعدة
التهاب المعدة (بالإنجليزية: Gastritis) أو ما يطلق عليه مجازاً التهاب فم المعدة، هو مشكلة طبية شائعة يعاني فيها المرضى من التهاب في الأغشية المخاطية التي تبطن جدار المعدة، حيث تحتوي المعدة على بطانة واقية تحميها من الحمض المعدي الذي يساعد على هضم الطعام، وعندما تتعرض هذه الطبقة إلى أي عامل يلحق بها أي ضرر، يعاني المريض من التهاب المعدة. [1]
على الرغم من عدم خطورة التهاب فم المعدة في بدايته نسبياً، ورصد عدد كبير من الحالات التي تم علاجها عن طريق الأدوية، إلا أن اقتران هذه المشكلة ببعض المضاعفات الخطيرة؛ مثل: قرحة المعدة، وسرطان المعدة، يفرض أهمية علاج التهاب فم المعدة من البداية، وعدم التقليل من خطورة الأعراض. [2]
ما هي أعراض التهاب فم المعدة
تختلف الأعراض في شدتها وتطورها من مريض إلى آخر، ويشترك معظم المرضى في معاناتهم من حرقة وألم في الجزء العلوي للبطن الجهة الوسطى أو اليسار، وهو ما يطلق عليه البعض فم المعدة، وفي كثير من الأحيان ينتشر هذا الألم ويصل إلى الظهر. [2]
بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من الأعراض الشائعة لالتهاب فم المعدة، من ضمنها: [1] [2]
- الانتفاخ.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية.
- ضيق في التنفس.
- ألم في المعدة.
- الشعور بالامتلاء أثناء تناول الوجبة أو بعدها مباشرةً.
هناك بعض الأعراض المتقدمة التي ينبغي عند حدوثها أن يذهب المريض فوراً إلى المستشفى، تضم هذه الأعراض: [1] [2]
- القيء الدموي.
- الدوار والإغماء.
- براز أسود أو دموي.
- تسارع ضربات القلب.
- ألم البطن الذي يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.
أسباب التهاب فم المعدة
تتنوع أسباب التهاب فم المعدة بين بعض الأسباب الرئيسية، إلى جانب مجموعة من الأسباب الأقل شيوعاً، بالإضافة إلى بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمال تعرض المرضى إلى الإصابة بهذه المشكلة، نستعرض في السطور القادمة كل مجموعة من الأسباب على حدة. [3]
الأسباب الرئيسية
هناك سببين رئيسيين وراء إصابة معظم حالات التهاب فم المعدة وهما: [3]
- عدوى جرثومة المعدة: تعد بكتيريا الملوية البوابية (بالإنجليزية: H.Pylori) هي السبب الأكثر شيوعاً لالتهابات المعدة المزمنة، التي قد تتحول في كثير من الأحيان إلى قرحة معدية.
- الأدوية: يؤدي الإفراط في تناول المسكنات وخاصةً مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلى حدوث التهاب مزمن في جدار المعدة، تشترك الأدوية التي تحتوي على كورتيكوستيرويدات في نفس المشكلة.
الأسباب الأقل شيوعاً
إلى جانب الأسباب الرئيسية، هناك بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث تلف في الطبقة الواقية لجدار المعدة، من أشهرها: [1] [3]
- تهيج جدار المعدة بسبب تعاطي المواد الكحولية.
- أمراض المناعة الذاتية، وفيها يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة في بطانة المعدة.
- الارتجاع المراري، وهي مشكلة يحدث فيها ارتجاع أو تدفق للعصارة الصفراوية إلى المعدة، بدلاً من تحركها عبر الأمعاء الدقيقة.
- الإجهاد البدني الناتج عن التعرض لمرض خطير، أو إصابة في الدماغ.
- بعض حالات التسمم الغذائي.
عوامل الخطر
هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالتهابات المعدة، من أهم هذه العوامل: [2]
- التدخين.
- القلق والتوتر.
- نقص فيتامين ب 12.
- التعرض للإشعاع.
- وجود تاريخ مرضي يتضمن الإصابة بالقيء المزمن.
- بعض الأمراض المُعدية؛ مثل: مرض السل، ومرض الزهري.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على البوتاسيوم أو الحديد.
تشخيص التهاب فم المعدة
يعتمد تشخيص التهابات المعدة على التعرف على التاريخ المرضي، والأدوية التي يتناولها المريض خاصةً المسكنات، والأدوية التي تحتوي على الستيرويدات. [3]
يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الاختبارات؛ للتحقق من عدم إصابته ببكتيريا الملوية البوابية، تضم هذه الاختبارات: [1]
- اختبار التنفس: وخلاله يبتلع المريض سائل يحتوي على مادة اليوريا المشعة، ثم يقوم بالزفير في كيس يشبه البالون، وفي حالة إصابة المريض بهذه البكتيريا، سترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون؛ لأن البكتيريا تحول اليوريا إلى ثاني أكسيد الكربون.
- تحليل الدم: يتحقق هذا الاختبار من وجود الأجسام المضادة المقاومة لبكتيريا الملوية البوابية.
- تحليل البراز: يوضح هذا الاختبار وجود البكتيريا في البراز.
يلجأ الأطباء أحياناً إلى بعض الإجراءات الأكثر دقة مثل منظار المعدة؛ لأنه يوضح شكل بطانة المعدة من الداخل، كما يتمكن الطبيب من خلاله أن يأخذ عينة من بطانة المعدة لفحصها، كما يمكن أن يخضع المريض إلى إجراء تصوير بالأشعة السينية؛ ليحصل الطبيب على صور أكثر تفصيلاً لبطانة المعدة. [1]
علاج التهاب فم المعدة
يعد علاج السبب الكامن وراء التهابات المعدة هو الطريق الأكثر فعالية للحد من الأعراض، فعلى سبيل المثال إذا كان السبب وراء الأعراض هو إصابة المريض ببكتيريا الملوية البوابية، عندها يصف الأطباء المضادات الحيوية التي تساعد على التخلص منها. [3]
أما إذا كان السبب وراء الالتهاب هو الإفراط في تناول الأدوية المسكنة، عندها يجب أن يتوقف المريض فوراً عن تناول هذه الأدوية؛ حتى تتوقف الأعراض، ويلتئم الغشاء المبطن للمعدة من جديد. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدوية الشائعة التي يصفها الأطباء لتحسين الأعراض، من ضمنها: [1] [3]
- مضادات الحموضة: تقلل هذه الأدوية من التعرض إلى الحمض المعدي، كما تساعد على تخفيف التهاب المعدة.
- حاصرات الهستامين: تساعد هذه الأدوية على تقليل إنتاج الحمض المعدي.
- مثبطات مضخة البروتون: تقلل هذه الأدوية من إنتاج الحمض المعدي، كما تعالج أعراض قرحة المعدة، والارتجاع المعدي المريئي.
مضاعفات التهاب المعدة
بمرور الوقت، ومع عدم تلقي المريض العلاج المناسب لالتهاب المعدة، يزيد احتمال تعرض المريض إلى كثير من المضاعفات الناتجة عن التهاب المعدة المزمن، تضم هذه المضاعفات: [2] [3]
- قرحة المعدة.
- نزيف المعدة.
- فقر الدم.
- سرطان المعدة.
الوقاية من التهاب المعدة
يمكنك أن تقي نفسك من الإصابة بالتهابات المعدة عن طريق تجنب العوامل المسببة للالتهاب، وأشهرها الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة دون استشارة الطبيب، بالإضافة إلى بعض الإجراءات الوقائية الأخرى ومنها: [1] [2] [3]
- الإقلاع عن التدخين.
- التقليل من تناول الكافيين.
- الحفاظ على نظافة اليدين جيداً.
- الابتعاد عن مسببات التوتر والقلق.
- تجنب الأطعمة المقلية أو الحارة أو الحمضية.
- تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم.
- عدم الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرةً لمدة ثلاث ساعات على الأقل.
- تناول الأطعمة المطهية جيداً؛ لتجنب الإصابة ببكتيريا الملوية البابية.
متى يجب زيارة الطبيب
هناك بعض الأعراض الخطيرة التي ينبغي أن يعرفها المرضى الذين يعانون من التهابات المعدة؛ حتى يتوجهوا عند حدوثها فوراً إلى زيارة الطبيب، تضم هذه الأعراض: [1]
- القيء الدموي.
- وجود دم في البراز.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- ارتجاع المريء الذي لا يستجيب إلى الأدوية.
- الشعور بالضعف والإعياء؛ لأنهما من مؤشرات الإصابة بفقر الدم.
- تكرار الإصابة بأعراض التهاب المعدة.
تختلف أعراض التهاب المعدة باختلاف المسبب الرئيسي لها، لهذا السبب ينبغي استشارة الطبيب عند ملاحظة أعراض هذه المشكلة؛ حتى يتلقى المريض التشخيص الدقيق والعلاج المناسب لحالته، ويتجنب التعرض لأي مضاعفات خطيرة.