أعراض التهاب الغدة الدرقية

تختلف شدة أعراض التهاب الغدة الدرقية بين شخص وآخر نتيجة للعديد من العوامل، وأبرزها: اختلاف أنواع الالتهاب بشكل كبير، وينبغي على المرء المسارعة إلى الحصول على العلاجات التي يرشد إليها الطبيب وعدم إهمالها حتى يضمن علاج الالتهابات التي يُعاني منها بالإضافة إلى التقليل من حدة الأعراض وضمان عدم الإصابة بأي من المضاعفات الأكثر خطورة.

التهاب الغدة الدرقية

تقع الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) في الجزء الأمامي السفلة من رقبة الإنسان، وهي غدة صماء تقوم بإنتاج هرمونات يتم إفرازها في الدم ثم تنتقل إلى أنسجة الجسم بعد ذلك للمساعدة على القيام بالعديد من الوظائف الحيوية، ويُمكن أن تتعرض هذه الغدة للعديد من أنواع الالتهابات المُختلفة التي تُعرف باسم التهاب الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroiditis) على الرغم من وجود بعض الاختلافات فيما بينها. ^[1]  

ما هي أعراض التهاب الغدة الدرقية

هُناك العديد من الأعراض التي تصاحب التهاب الغدة الدرقية، وتختلف هذه الأعراض لأنها تنتج عن مجموعة واسعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية، ولا يجمعها سبب واحد، ويُمكن أن يؤدي الالتهاب إلى فرط نشاط الغدة بينما يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية في أحيان أخرى، وتؤثر هذه الاضطرابات والالتهابات على الوزن ولون الجلد وغير ذلك. ^[2]  

أعراض التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو

يُعد مرض الغدة هاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto"s disease) واحداً من اضطرابات المناعة الذاتية التي تؤثر على الغدة الدرقية وتؤدي إلى التهابها، ويُعد التعب والخمول من أبرز أعراض هذا الالتهاب، وكذلك زيادة النعاس، وزيادة الحساسية تجاه البرد، وجفاف الجلد، والتعرض إلى الإمساك، وضعف العضلات وآلامها وتيبسها، بالإضافة إلى مشاكل الذاكرة، ومشاكل التركيز، واضطرابات الدورة الشهرية عند المرأة، وهشاشة الأظافر، وتساقط الشعر، وانتفاخ الوجهن وتضخم اللسان. ^[3]  

أعراض التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد

يُطلق على التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد (بالإنجليزية: Subacute Thyroiditis) اسم التهاب الغدة الدرقية دون الحاد أيضاً، ومن أعراضه: الآلام في منطقة العُنق، والضعف، والإعياء، والحُمى، والعصبية، وفقدان الوزن، والتعرق، والإسهال، والرجفة، بالإضافة إلى عدم تحمل درجة الحرارة، والشعور بحنان عند الضغط على الغدة نفسها. ^[4]  

أعراض التهاب الغدة الدرقية التالي للولادة

في بعض الأحيان يؤدي التهاب الغدة الدرقية التالي للوضع إلى فرط نشاط الغدة، وتظهر على المرأة عدة أعراض نتيجة لذلك، ومنها: الشعور بالحرارة، وضعف العضلات، والعصبية، والقلق، وفقدان التركيز، وخسارة الوزن، وارتفاع معدل نبضات القلب.

أما إذا نتج عن الالتهاب خمول في الغدة الدرقية؛ فتشعر المرأة بالتعب، والضعف، والإمساك، وفقدان الذاكرة، وتشنجات العضلات، ولا تستطيع تحمل البرد، ويُمكن أن تظهر بعض هذه الأعراض على النساء دون البعض الآخر. ^[5]  

أعراض التهاب الغدة الدرقية الصامت

لا يزال سبب هذا الالتهاب مجهولاً حتى الآن إلا أنه يصيب النساء بنسبة أكبر مقارنة بالرجال، ويُمكن أن يتسبب بزيادة الشهية، وزيادة التعرق، وتشنج العضلات، وخفقان القلب، وفقدان الوزن، وكثرة التبرز، والتعب، والتقلبات في المزاج، وتظهر بعض الأعراض في مرحلة متأخرة، وتشمل: الإعياء، والإمساك، وجفاف الجلد، والإمساك، وعدم تحمل البرودة. ^[6]  

أسباب التهاب الغدة الدرقية

ينتج التهاب الغدة عن مُهاجمتها من قبل الأجسام المضادة في مُعظم الأحيان، ولم يتمكن المختصون من الوصول إلى السبب الدقيق وراء هجوم الأجسام المضادة على الغدة الدرقية حتى الآن إلا أن هُناك عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة، ومنها: العوامل الوراثية؛ فإن التهابات الدرقية تنتشر في العائلات.

كذلك يُمكن أن يصاب البعض بهذا النوع من الالتهابات نتيجة للعدوى الفيروسية أو البكتيرية أو بسبب بعض أنواع الأدوية التي لها دور في إتلاف الغدة؛ مثل الإنترفيرون. ^[1]

تشخيص التهاب الغدة الدرقية

يعتمد الأطباء على العديد من الاختبارات والفحوصات لتشخيص أعراض التهاب الغدة الدرقية ثم وصف العلاج المُناسب، ومن هذه الفحوصات والاختبارات ما يأتي: ^[7]

• فحص الدم: تنتشر الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية في دم الإنسان لتنتقل إلى الخلايا، ولذلك يُمكن الاعتماد على فحوصات الدم للتحقق من مستويات هذه الهرمونات في الدماء ثم تحديد نوع الالتهاب الذي يُعاني منه الشخص أحياناً.
• اختبار قبط اليود المشع: في اختبار قبط اليود المشع (بالإنجليزية: Radioactive iodine uptake test) يقوم المريض بتناول اليود المشع على شكل أقراص أو سائل، ثم يفحص الطبيب مستويات اليود التي امتصتها الغدة الدرقية على مدار يوم كامل.
• صورة الموجات فوق الصوتية: يحتاج المرء إلى تشكيل صورة للغدة الدرقية بالاعتماد على الموجات فوق الصوتية أحياناً، ويعتمد مقدم الرعاية الصحية على هذه الصورة للتأكد من العُقد أو التغيرات في تدفق الدم بالإضافة إلى التحقق من نسيج الغدة وكثافتها أيضاً.
• اختبار سرعة ترسب الدم: يُمكن لهذا الاختبار قياس سرعة ترسب الدم للتحقق من سبب التورم، وتشير المستويات المرتفعة من الترسب إلى الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية تحت الحاد.
• تصوير الغدة الدرقية: يتم الاعتماد على اليود لتصوير الغدة الدرقية؛ إذ إن الشخص الذي تظهر عليه الأعراض يحصل على جرعة من اليود ثم يستلقي على طاولة ووجهه إلى الأعلى، وبعد ذلك يستخدم الطبيب جهازاً مُخصصاً لتشكيل صورة الغدة الدرقية.
• اختبار الأجسام المضادة للغدة الدرقية: يقيس هذا الاختبار العديد من أنواع الأجسام المضادة للغدة للتأكد من سبب الالتهابات، وأبرزها:الأجسام المضادة المحفزة لمستقبلات الغدة الدرقية. ^[8]  

علاج التهاب الغدة الدرقية

فيما يأتي بعضاً من طرق علاج التهابات الغدة الدرقية حسب نوع الالتهاب أو الأعراض التي تظهر على المصاب: ^[8]

• التسمم الدرقي: كثيراً ما تختفي أعراض التسمم الدرقي دون الحاجة إلى تناول الأدوية أو الحصول على العلاجات، ويهدف العلاج في هذه المرحلة إلى تخفيف الأعراض فحسب، ويُمكن الاعتماد على مضاد الدرقية في بعض الأحيان للتعامل مع التسمم.
• آلام الغدة: يُمكن الاعتماد على الأدوية المضادة للالتهابات من أجل القضاء على الآلام التي تصاحب التهاب الدرقية، وأبرزها: الأسبرين، وإذا كان الألم شديداً؛ فربما يحتاج المصاب إلى العلاج الستيرويدي.
• التعامل مع العدوى: إذا كانت العدوى سبباً في التهابات الدرقية؛ فلا بُد من التعامل مع هذه العدوى وعلاجها حتى يتخلص المصاب من الالتهابات والعدوى معاً.
• التوقف عن تناول الأدوية: في بعض الأحيان يُصاب الشخص بالالتهاب نتيجة لتناول الأدوية التي تهدف إلى علاج المشاكل الصحية الأخرى، ولا يُمكن التخلص من الالتهاب في هذه الحالة دون التوقف عن تناول الدواء.
• قصور الغدة الدرقية: إذا تعرض المرء إلى قصور في الغدة الدرقية؛ فيُمكن أن يحتاج إلى العلاج ببدائل الهرمونات التي تُنتجها الغدة للمحافظة على الوظائف الحيوية للجسم، وعادة ما يتم استخدام هذا العلاج مُدة تتراوح بين 6-12 شهراً إلا أن بعض الالتهابات تؤدي إلى قصور دائم وتستدعي الحصول على بدائل الهرمونات بشكل دائم.
• فرط نشاط الغدة: إذا أدى الالتهاب إلى فرط نشاط الغدة الدرقية؛ فيُمكن أن يلجأ الطبيب إلى حاصرات بيتا للتعامل مع أعراض القلق وارتفاع سرعة نبضات القلب، ويحتاج المصاب إلى الأدوية المضادة للغدة الدرقية أحياناً للتعامل مع فرط النشاط. ^[9]  

الوقاية من التهاب الغدة الدرقية

بما أن مُعظم أسباب الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية مجهولة حتى الآن؛ فهذا يعني صعوبة الوقاية من هذه الالتهابات، وفي بعض الأحيان تُمكن الوقاية عن طريق التحدث مع الطبيب بخصوص الأدوية التي تؤدي إلى التهاب الدرقية للتوقف عن تناولها أو التعامل معها بشكل صحيح، وكذلك يستطيع المرء وقاية نفسه أحياناً من خلال استشارة الطبيب بخصوص العلاج الإشعاعي والعلاج باليود المشع للحد من فرصة الإصابة بالالتهابات. ^[2]

من الضروري معرفة الأعراض التي تصاحب التهابات الغدة الدرقية عند زيادة خطورة إصابة الشخص بهذا النوع من الالتهابات، وذلك لضمان إجراء التشخيص والحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر؛ فإن علاج المشاكل الصحية في الوقت المبكر يضمن عدم تعرض المصابين إلى المضاعفات الصحية والآلام بشكل كبير.