أعراض ارتفاع هرمونات الغدة الدرقية

يعد فرط نشاط الغدة الدرقية من المشكلات الشائعة التي يعاني منها كثير من الأشخاص في مختلف الأعمار، لهذا السبب نستعرض في هذا المقال أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية TSH، ونوضح أسباب ومضاعفات هذه المشكلة، وكيفية علاجها بمختلف الطرق الطبية.

ارتفاع هرمون الغدة الدرقية

ارتفاع هرمون الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) مشكلة تحدث عندما تفرز الغدة الدرقية هرمونات بكمية أكبر مما يحتاجه الجسم، والغدة الدرقية هي غدة صماء تقع في مقدمة العنق، يتلخص دورها في إفراز هرمون ثلاثي يودوثيرونين (بالإنجليزية: T3)، وهرمون الغدة الدرقية (بالإنجليزية: T4). ^[1]  

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً هاماً في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، تتضمن هذه الوظائف: ^[1]

1. التحكم في معدل ضربات القلب.
2. ضبط درجة حرارة الجسم.
3. التحكم في عملية الأيض أو التمثيل الغذائي، وهي العملية التي يحول فيها الجسم الطعام إلى طاقة تساعده على القيام بالوظائف الحيوية.

ما هي أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية 

قد يكون بعض أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية واضحاً، وقد يصعب ملاحظة البعض الآخر، أو يخلط بعض المرضى بينه وبين أعراض القلق، نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية. ^[1]

الأعراض الشائعة لارتفاع هرمون الغدة الدرقية 

يعاني معظم مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية من مجموعة من الأعراض الشائعة، من ضمنها: ^[1][2]  

• فقدان الوزن.
• زيادة الشهية.
• اضطرابات النوم.
• تغيرات في الرؤية.
• الشعور الدائم بالإرهاق.
• سرعة التوتر والانفعال.
• تورم وتضخم في الرقبة.
• تساقط الشعر، وتغير ملمسه.
• ترقق الجلد، وزيادة رطوبته.
• رعشة اليد، وضعف العضلات.
• الإسهال، وعدم انتظام حركة الأمعاء.
• جحوظ العينين في حالة مرض جريفز.
• تسارع معدل ضربات القلب، أو عدم انتظامها.
• التعرق، وعدم القدرة على تحمل ارتفاع درجة الحرارة.

أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند النساء

تعد النساء هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع هرمون الغدة الدرقية مقارنةَ بالرجال، وهناك ارتباط بين هرمونات الغدة الدرقية والهرمونات التناسلية عند السيدات، مما يؤدي إلى معاناة السيدات من أعراض مختلفة عند ارتفاع هرمونات الغدة الدرقية لديهن، تتضمن هذه الأعراض: ^[3]  

• العقم.
• الهبات الساخنة.
• التقلبات المزاجية.
• غياب الدورة الشهرية.
• ضعف تدفق الدم خلال الدورة الشهرية.

أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الحامل

تعاني بعض السيدات من ارتفاع هرمون الغدة الدرقية لأول مرة أثناء الحمل؛ يرجع ذلك إلى زيادة مستوى هرمون الحمل، وقدرته على تحفيز إنتاج هرمونات الغدة الدرقية عند بعض السيدات، خاصةً في الثلث الأول من الحمل. ^[4]  

تتحسن معظم الحالات من تلقاء نفسها بعد استقرار هرمون الحمل مع نهاية الثلث الأول من الحمل، لكن هذا لا يمنع معاناة بعض السيدات من أعراض متقدمة ومضاعفات ناتجة عن ارتفاع هرمون الغدة الدرقية أثناء الحمل، من ضمنها: ^[4]

• الإجهاض.
• الولادة المبكرة.
• تسمم الحمل.
• ارتفاع ضغط الدم.
• وفاة الطفل عند الولادة.
• انخفاض وزن الطفل عند الولادة.

ينصح الأطباء دائماً بإجراء اختبارات للتحقق من مستوى هرمونات الغدة الدرقية منذ بداية الحمل؛ لأن التشخيص المبكر للمرض يساعد على التحكم في الأعراض، ومنع تطورها، ووقاية الأم والجنين من المضاعفات المحتملة في حالة عدم انضباط هرمون الغدة الدرقية في معدله الطبيعي. ^[4]

أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من المشكلات الطبية التي ترتبط بفرط نشاط الغدة الدرقية، من أشهر هذه المشكلات: ^[1]

1. مرض جريفز: وهو السبب الأكثر شيوعاً لارتفاع هرمون الغدة الدرقية، وفيه يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية، ويحفزها لتنتج كمية أكبر من الهرمونات.
2. عقيدات الغدة الدرقية: وهي عبارة عن مجموعة من الكتل أو الخلايا التي تنمو داخل أنسجة الغدة الدرقية، وتؤدي إلى زيادة نشاطها، نادراً ما تكون هذه العقيدات سرطانية.
3. التهاب الغدة الدرقية: يحدث هذا الالتهاب غالباً بعد الولادة، وتعاني فيه الأم من ألم شديد في الغدة الدرقية، وزيادة مفاجئة في مستوى الهرمونات التي تفرزها.
4. الإفراط في تناول اليود: يعد اليود من أهم العناصر التي تحتاجها الغدة لتصنيع الهرمونات، لهذا السبب قد تؤدي زيادة نسبته في النظام الغذائي، أو عن طريق الأدوية في ظهور أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.
5. الأدوية: تحتوي بعض المكملات الغذائية غير الموثوقة على هرمون الغدة الدرقية؛ لاستغلاله في إنقاص الوزن دون ذكر ذلك في تفاصيل المنتج، مما يؤدي إلى معاناة المستخدمين من أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية.

علاج ارتفاع هرمون الغدة الدرقية

يساعد التشخيص المبكر، والعلاج السليم على وقاية المريض من كثير من المضاعفات المحتملة للمرض، وتتضمن خطة العلاج مجموعة من المسارات الطبية التي يفاضل بينها الطبيب بناءً على حالة المريض، والسبب الأساسي للمشكلة. ^[2]

العلاج الدوائي

تعد الأدوية المضادة للغدة الدرقية هي الخيار الأول في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، تساعد هذه الأدوية على منع الغدة الدرقية من إنتاج الهرمونات، وتتضمن هذه الأدوية الميثيمازول (الاسم التجاري: Tapazole)، والبروبيل ثيويوراسيل (الاسم التجاري: PTU). ^[1]

يصف الأطباء أيضاً في معظم الحالات الأدوية التي تحتوي على حاصرات بيتا، لا تغير هذه الأدوية من مستوى الهرمونات في الجسم، لكنها تساعد على التحكم في كثير من الأعراض المصاحبة للمرض؛ مثل: العصبية، وخفقان القلب، والرعشة، لهذا السبب ينبغي أن يقترن استخدام هذه الأدوية بمضادات الغدة الدرقية؛ للحصول على أفضل النتائج من العلاج. ^[1]

العلاج باليود المشع

يتضمن هذا الإجراء تناول أقراص تحتوي على اليود المشع؛ ليساعد على تدمير الأنسجة التي تنتج هرمونات الغدة الدرقية، دون إلحاق أي ضرر بأنسجة الجسم الأخرى، يصاب معظم المرضى الذين يخضعون لإجراء اليود المشع بحالة معاكسة، وهي قصور الغدة الدرقية، لكنها حالة يسهل علاجها مقارنةً بفرط نشاط الغدة الدرقية؛ لأنها تعتمد على تناول الأدوية التي تحتوي على هرمون الغدة الدرقية. ^[2]  

الجراحة

يلجأ الأطباء إلى استئصال الغدة الدرقية في بعض الحالات التي لا تستجيب إلى العلاج الدوائي، أو عندما يُشتبه في إصابة المريض بورم سرطاني في الغدة الدرقية، يستأصل الطبيب أثناء الجراحة جزء من الغدة الدرقية أو يستأصلها بالكامل، وفي هذه الحالة يعتمد المريض على أدوية علاج قصور الغدة الدرقية مدى الحياة. ^[1]  

مضاعفات ارتفاع هرمون الغدة الدرقية

لا ينبغي الاستهانة بفرط نشاط الغدة الدرقية غير المعالج؛ نظراً لاقترانه بالعديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد حياة المريض، من أهم هذه المضاعفات: ^[1][2]

• الارتجاف الأذيني.
• هشاشة العظام.
• السكتة الدماغية.
• عاصفة الغدة الدرقية.
• فشل القلب الاحتقاني.

يساهم التعرف المبكر على أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية TSH في تحديد الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريض، ووقايته من العديد من المضاعفات الناتجة عن التأخر في العلاج، وأشهرها المضاعفات التي تؤثر على عضلة القلب، وقد تؤدي إلى وفاة المريض.