أشهر أمراض الجهاز التنفسي

قد يصاب الجهاز التنفسي بالعديد من الأمراض التي تسبب المشاكل والمضاعفات الخطيرة للمرضى، وهذه الأمراض بالتأكيد ستؤثر على الرئتين وعملية التنفس الطبيعية للمريض، فما هي أهم وأشهر أمراض الجهاز التنفسي.

مفهوم أمراض الجهاز التنفسي

يقصد بأمراض الجهاز التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory System Diseases) هي أي مشكلة تحصل في الرئتين بحيث تمنعها من القيام بوظيفتها بشكل سليم وصحيح، ونظراً لأن الجهاز التنفسي كبير ومتعدد التراكيب، فقد تم تقسيم أمراض الجهاز التنفسي إلى الآتي:^[1]  

• الأمراض التي تصيب مجرى الهواء أي الأنابيب الحاملة والناقلة للأكسجين والغازات من وإلى الرئتين مثل حصول انسداد أو تضييق فيها.
• أمراض الأنسجة التي تعني عدم قدرة الرئة على امتصاص الأكسجين وإطلاق ثاني أكسيد الكربون.
• أمراض الدورة الدموية الرئوية أي ما يحدث للأوعية الدموية في الرئتين.

أشهر أمراض الجهاز التنفسي

يمكن تقسيم أمراض الجهاز التنفسي إلى الفئات التالية:^[2][3]  

أمراض مجرى الهواء

وهي الأمراض التي تصيب القصبات الهوائية وتفرعاتها، ومن أهم الأمراض المتعلقة بهذه الأنابيب الهوائية:

• الأزمة (بالإنجليزية: Asthma): الأزمة أو الربو وتعني حصول التهاب في مجرى الهواء يصدر عنه صوت أزيز وصعوبة في التنفس، وفي حالات متقدمة قد تتشنج هذه المجاري الهوائية من شدة الالتهاب، أما عن سبب الأزمة فهو أما عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو حساسية جراء تلوث أو مهيج ما ليظهر على شكل أعراض الربو.
• مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease): وهو يعني صعوبة شديدة في التنفس حتى أنه لا يمكن للمريض الزفير بالشكل الطبيعي والمعتاد.
• التهاب الشعب الهوائية المزمن (بالإنجليزية: Chronic bronchitis): ويعني حصول انسداد في الشعب الهوائية جراء الالتهاب وهو مرض مزمن يصاحبه سعال رطب.
• انتفاخ الرئة (بالإنجليزية: Emphysema): أي احتجاز الهواء داخل الرئة مما يسبب انتفاخها، وهو ناتج عن مرض الانسداد الرئوي المزمن.
• التهاب الشعب الهوائية الحاد (بالإنجليزية: Acute Bronchitis): وهو التهاب ناتج عن عدوى فيروسية سبب أعراض التهاب حادة في الشعب الهوائية.
• التليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis): المشكلة هنا تكمن في تجمع المخاط داخل الشعب الهوائية وصعوبة إزالتها مما يسبب صعوبة في التنفس والتهاب وعدوى متكررة في الرئة.

أمراض الحويصلات الهوائية

بعد خروج الهواء من القصيبات الهوائية تصل إلى ما يسمى الحويصلة الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli)، وهي على شكل كيس تنتشر في معظم أنسجة الرئة لتشكلها، وقد تتعرض للأمراض التالية:

• الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia): وهو التهاب ناشئ عن عدوى بكتيرية أو فيروسية في الحويصلات الهوائية.
• مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis): وهو نوع من الالتهابات الرئوية التي تزداد سوءاً مع مرور الوقت بسبب البكتيريا المتفطرة السلية (بالإنجليزية: Mycobacterium tuberculosis).
• انتفاخ الرئة (بالإنجليزية: Emphysema): وهو مرض ناتج عن التدخين، تتلف في الروابط بين الحويصلات الهوائية.
• الوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary edema): أي حصول تسريب من الأوعية الدموية الصغيرة المتواجدة في الرئة إلى الحويصلات الهوائية، وبالتالي قصور القلب جراء إصابة الرئة .
• سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung cancer): غالباً ما يبدأ سرطان الرئة بالانتشار في الجزء الخلفي من الرئة، أي المنطقة الغنية بالحويصلات والأكياس الهوائية أو بالقرب منها.
• متلازمة ضيق التنفس الحاد (بالإنجليزية: Acute respiratory distress syndrome): وهي حاجة المريض إلى جهاز تنفس اصطناعي للمساعدة على التنفس وتعافي الرئتين، ومن الأمثلة عليه الإصابة بفيروس كورونا.
• تنكس الرئة (بالإنجليزية: Pneumoconiosis): تنتج هذه الحالة المرضية بعد استنشاق مادة من شأنها أن تؤذي الرئة مثل غبار الفحم.

أمراض النسيج الخلالي

• النسيج الخلالي (بالإنجليزية: Interstitium): هو عبارة عن البطانة التي تفصل الحويصلات عن بعضها البعض، وهذه البطانة تمتاز بكونها رقيقة جداً وحساسة، تقوم وظيفة هذه البطانة على حمل الأوعية الدموية بداخلها والتي تسمح بمرور ونقل الغازات بين الحويصلات ومجرى الدم، وقد يصاب هذا النسيج بالأمراض التالية:
• مرض الرئة الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial lung disease): ينتج هذا المرض جراء حصول عدة أمراض مع بعضها البعض مثل التليف الرئوي وأمراض المناعة الذاتية.
• الالتهاب الرئوي.
• الوذمة الرئوية.

أمراض الأوعية الدموية الرئوية

يتم ضخ الدم إلى الرئتين عن طريق الأوعية والشرايين الرئوية، وقد تصاب هذه الأوعية بعدة أمراض وهي:

• الانسداد الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism): وهو يعني تجلط دموي ينتج عنه انسداد في الأوعية الدموية الرئوية تسبب ضيقاً في التنفس وانخفاض مستوى الأكسجين في الدم.
• ارتفاع ضغط الشريان الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary hypertension): يعني ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية لينتج عنه ألم في الصدر وضيق في التنفس.

أمراض غشاء الجنب الرئوي

• غشاء الجنب (بالإنجليزية: Pleura): يعني البطانة الرقيقة التي تبطن جدار الصدر من الداخل وتحيط الرئة من الخارج، وقد يصاب هذا الغشاء في الأمراض التالية:
• الانصباب الجنبي (بالإنجليزية: Pleural effusion): ويعني تجمع السائل الموجود على سطح الرئة ليتجمع في الفراغ بين الرئة وغشاء الجنب مما يؤدي إلى حدوث التهاب رئوي أو حتى قصور في القلب وهنا لا بد من تصريف هذا السائل.
• الاسترواح الصدري (بالإنجليزية: Pneumothorax): أي دخول الهواء في الفراغ بين الرئة وجدار الصدر من الداخل وبالتالي انهيار الرئة بشكل كامل أي حدوث فشل رئوي.
• ورم الظهارة المتوسطة (بالإنجليزية: Mesothelioma): وهو أحد أشكال السرطانات النادرة التي تتشكل على غشاء الجنب، وهو ناتج عن ملامسة معدن الأسبستس (بالإنجليزية: Asbestos).

أمراض جدار الصدر

• جدار الصدر (بالإنجليزية: Chest Wall): أي ما يربط عضلات ضلوع الصدر ببعضها البعض، وهو الذي يساعد بذلك على التوسع عند التنفس وتمدد للصدر، ومن الأمراض التي تصيب هذا الجدار:
• متلازمة نقص التهوية المرتبطة بالسمنة (بالإنجليزية: Obesity hypoventilation syndrome): من كلمة السمنة تعني وجود رابط في ازدياد الوزن عن الطبيعي في التسبب في هذه الحالة المرضية، حيث إن الوزن الزائد يُصعب عملية تمدد الصدر للتنفس.
• الاضطرابات العصبية العضلية (بالإنجليزية: Neuromuscular disorders): وهي حالة مرضية تصيب الأعصاب التي تتحكم في عضلات جدار الصدر وجهاز التنفس ككل، ومن الأمثلة على هذه الحالة مرض التصلب الجانبي الضموري والوهن العضلي الوبيل.

أمراض أخرى

• توسع القصبات (بالإنجليزية: Bronchiectasis).
• مرض الدرن (بالإنجليزية: Tuberculosis).
• الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis) أو الأورام الحبيبية.

أعراض أمراض الجهاز التنفسي

يمكن طرح عدة أعراض عامة تتراوح في أغلب أمراض الجهاز التنفسي، ومن هذه الأعراض: ^[4]

• السعال.
• تكوّن البلغم.
• تضخم الغدد المخاطية.
• البلغم الدموي.
• نفث الدم.
• ضيق التنفس.
• ألم في الصدر.
• صوت أزيز صادر عند التنفس من الصدر.
• تورم أصابع القدم.
• الإرها ق.
• فقدان الشهية.
• فقدان الوزن.
• الاكتئاب.

آلية الدفاع والتنفس

يقوم جهاز التنفس عن إدخال الهواء من الأنف وصولاً إلى الرئة على إجراء عدة دفاعات من شأنها حماية جهاز التنفس، وتكون آلية الدفاع هذه كالآتي: ^[4]

• يمر الهواء عبر الأنف.
• تكون مرحلة تصفية الجزيئات الكبيرة عبر الأهداب والمخاط الذي يبطن تجويف الأنف.
• ينتقل الهواء عبر البلعوم.
• يمر الهواء عبر الحنجرة وهي آخر مرحلة في مجرى الهواء التنفسي العلوي.
• يدخل في الشعب الهوائية السفلية.
• يصل إلى القصبة الهوائية.
• تتم عملية ترشيح وفلترة الهواء في أهداب وطبقات مخاط القصبة الهوائية.
• تعمل الأوعية اللمفاوية في جدار القصبة الهوائية على إفراز خلايا ليمفاوية وضامة لقتل وتدمير أي أجسام غريبة محمولة مع الهواء.
• تعمل عضلات القصبة الهوائية المحيطة بغضروفها على تضييق مجرى القصبة أثناء السعال لطرد أي جسم غريب بالإضافة للبلغم من الجهاز التنفسي.
• تتفرع القصبة الهوائية إلى ما يشبه الشجرة من القصيبات الهوائية.
• تغطي هذه القصيبات أهداب وطبقة رقيقة من المخاط.
• تزداد طبقة المخاط سمكاً عند تلاقي القصيبات الهوائية بالأكبر منها.
• خلال طبقات المخاط والأهداب هذه يتم نقل الأجسام الغريبة إلى البلعوم.
• يتم ابتلاع هذا السائل المحمل بالأجسام والجزيئات الغريبة إلى الجهاز الهضمي لتحطيمه والتخلص منه.
• أما عند وصول الهواء إلى الحويصلات الهوائية؛ تكون في الانتظار هناك خلايا تسمى البلاعم (بالإنجليزية: Macrophages) تقوم على تدمير البكتيريا والفيروسات الواصلة إلى الرئة والحويصلات عبر ابتلاعها.
• تعمل خلايا البلاعم على إفراز مواد كيميائية من شأنها أن تجذب خلايا الدم البيضاء (خلايا المناعة) لتبدأ الاستجابة الالتهابية داخل الرئة.
• تعمل البلاعم على نقل الجسيمات الغريبة إلى الغدد الليمفاوية التي تخزنها وتزيل أي جسيم منها قابل للذوبان عبر الدم ليفرز بالنهاية عن طريق الكلى.

طريقة تشخيص أمراض الجهاز التنفسي

يتم إجراء عدة فحوصات لتشخيص الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المتعددة، وتبدأ عملية التشخيص عبر الآتي: ^[4]  

• الفحص البدني والسريري للصدر عبر مراقبة طريقة التنفس والاستماع للرئة أثناء التنفس بالاستعانة بسماعة الطبيب.
• فحص البلغم عبر إجراء زراعة له للكشف عن البكتيريا وتحديد العلاج المناسب.
• التصوير المقطعي المحوسب للصدر أو التصوير بالأشعة السينية.
• التصوير بالرنين المغناطيسي.
• تنظير القصبات الهوائية.
• أخذ عينة أنسجة من الشعب الهوائية لفحصها وعمل زراعة منها للكشف عن مصدر الالتهاب.
• قياس معدل التنفس عبر الزفير بقوة.
• فحوصات الدم للبحث عن مؤشرات الالتهاب.

عوامل الخطر

هناك عدة أمور من شأنها أن تزيد من فرصة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وهي كالآتي: ^[5]

• التدخين.
• استنشاق المواد الكيميائية.
• التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الرئة أو أي نوع آخر من السرطانات.
• ضعف جهاز المناعة.
• العمليات الجراحية.
• زيادة في الوزن.
• أمراض القلب.
• الأدوية المحظورة.
• الأدوية المثبطة للشهية.
• التدخين السلبي.
• التلوث الهوائي.
• الأعمال والمهن التي يكثر فيها التعرض للغبار والأبخرة والدخان.
• الحساسية.
• الأكزيما.
• أمراض الجيوب الأنفية.

المضاعفات

لأمراض الجهاز التنفسي والرئة مضاعفات عدة يمكن أن تشمل: ^[5]

• توقف التنفس المؤدي إلى الاختناق والوفاة.
• خراجات الرئة الصديدية في حالات الالتهاب الشديدة.
• التهابات عامة في الجسم جميعه لا يمكن السيطرة عليها.

طرق الوقاية

حماية الجهاز التنفسي من الأمراض المحتملة أمر لا بد منه كون التنفس هو روح الحياة، من ذلك يمكن اتباع التعليمات والإرشادات التالية لحماية ووقاية الرئتين: ^[5]  

• التوقف عن التدخين.
• تجنب التدخين السلبي.
• الحد من التعرض للملوثات في المنزل والعمل والبيئة المحيطة.
• ممارسة التمارين الرياضية التي تزيد من معدل ضربات القلب بانتظام.
• اتباع نمط غذائي صحي.
• إجراء فحوصات طبية منتظمة.
• أخذ لقاح الإنفلونزا إذا كان العمر يزيد عن 65 عاماً.
• فحص سرطان الرئة إذا كان المريض معرضاً للإصابة به.
• الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب ملامسة الوجه وهما متسختان.
• تجنب مخالطة مرضى الجهاز التنفسي.

متى تجب مراجعة الطبيب

على المريض مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ملاحظة وجود ضعف في التنفس أو ألم شديد في الصدر. ^[6]  

أمراض الرئة يمكن تجنبها والوقاية منها عبر الابتعاد عن مسببات التلوث ومصادره، والحدث من التدخين، كما أن نمط الحياة الصحي من حيث الرياضة والغذاء مهمان للتمتع بصحة جهاز تنفسي سليم.