تعرف على أسباب مرض الهربس الجلدي وطرق علاجه المختلفة

يُعد مرض الهربس الجلدي من الأمراض الشائعة حول العالم، بل أشارت بعض البحوث الطبية إلى أن أكثر من 90% من البالغين حول العالم لديهم أجسام مُضادة للفيروس المتسبب بمرض الهربس الجلدي بحلول عمر الخمسين، تعرف على اسباب مرض الهربس الجلدي وطرق الوقاية منه.

قد يكون مؤلماً ومزعجاً في معظم الأحيان، لكن في معظم الحالات مرض الهربس لا يؤدي إلى حالة صحية خطيرة.

ما هو مرض الهربس الجلدي

يعد مرض الهربس (بالإنجليزية: Herpes Disease) عدوى فيروسية مُزمنة تنتج عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes Simplex Virus)، إذ توجد أنواع مختلفة للهربس وتظهر بعضها في صورة تقرحات جلدية، أو بثور مؤلمة حول المنطقة المُصابة. ويوجد نوعان من فيروس الهربس البسيط: ^[1]

1. فيروس الهربس البسيط النوع الأول (1-Hsv): المسؤول عن مرض الهربس الفموي الذي يُصيب الفم والجلد المُحيط به، ويرتبط عادةً بنزلات البرد والإنفلونزا، وقد يستمر نحو ثلاثة أسابيع.
2. فيروس الهربس البسيط النوع الثاني (Hsv-2): المسؤول عن مرض الهربس التناسلي الذي يُصيب الأعضاء التناسلية، ومنطقة الأرداف، وتنتقل عادة خلال العملية الجنسية، وقد يستمر نحو ستة أسابيع.

 لكن النوعين من الفيروس في نهاية المطاف يمكن أن يتسببا في نوبات هربس فموية، أو تناسلية، ويظل مرض الهربس الجلدي مُلازم للشخص المصاب طوال حياته، فهو ليس وضعاً مؤقتاً، وقد تتكرر الأعراض المُزعجة على مدار سنوات عدّة. ^[1]

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: WHO) فإن حوالي 67% من الأفراد حول العالم مصابون بعدوى فيروس الهربس البسيط النوع الأول، و13% مصابون بالنوع الثاني. ^[1]

أهم أسباب مرض الهربس الجلدي

تتمثل خطورة مرض الهربس الجلدي في أنه من الأمراض المُعدية التي تنتقل بواسطة الاتصال المباشر مع جلد المنطقة المصابة، وقد يُصاب به الشخص في عدم ظهور أعراض واضحة، أي أنك قد لا تعرف بأنك مُصاب بفيروس الهربس البسيط. وأبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الهربس الجلدي مرتبطة بملامسة الجلد للجلد فقط في المنطقة المُصابة، مثل: ^[2]

• ملامسة وجه وتقرحات شخص مصاب في أثناء التقبيل.
• ممارسة الجنس الفموي سواء الشخص يعاني الهربس الفموي، أو الهربس التناسلي.
• ممارسة الجنس المهبلي، أو الشرجي مع شخص مصاب بالهربس الجلدي التناسلي دون استخدام وسيلة حماية مثل: العازل الذكري.
• الإفرازات المهبلية لدى السيدات التي تُعاني مرض الهربس الجلدي التناسلي.
• مشاركة أواني الشُرب، وأواني الأكل مع مصابين بالهربس الجلدي الفموي.
• استخدام مرطبات الشفاه، أو أدوات الحلاقة الخاصة بمريض الهربس الجلدي الفموي.
• من النادر أن ينتقل من الأم إلى الجنين خلال عملية الولادة الطبيعية مُسبباً مرض الهربس الوليدي. 

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به

قد يُصاب أي شخص بمرض الهربس الجلدي بغض النظر عن العمر، لكن قد يزداد خطر الإصابة في الحالات التالية: ^[2]

• ممارسة العلاقة الجنسية مع زوجة أو زوج مصاب بمرض الهربس الجلدي التناسلي خاصة عند عدم استخدام وسائل حماية مناسبة.
• ضعف قدرة الجهاز المناعي.
• الأطفال حديثو الولادة.
• السيدات أكثر عُرضة للإصابة بمرض الهربس الجلدي التناسلي.
• في أثناء عملية الولادة الطبيعية من الأم المُصابة بالهربس الجلدي التناسلي؛ لأنها تُعرض الجنين إلى خطر الإصابة لكلا النوعين من فيروس الهربس الجلدي.
• المعاناة من الأمراض المنقولة جنسياً الشائعة، مثل: مرض الإيدز (نقص المناعة المُكتسبة).

أعراض مرض الهربس الجلدي

يجب ألا يتسبب فيروس الهربس البسيط بأعراض مرئية دائماً، وقد لا تظهر عليك أي أعراض لكنك ما زلت مُعدياً، وغالباً ترتبط شدة الأعراض حسب مرحلة العدوى الذي يُعانيها الشخص، إذ بعد الإصابة الأولية يظل الفيروس خاملاً في جسدك، وقد يُنشط عدة مرات سنوياً فيما بعد حسب حالتك الصحية والمناعية. ^[2]

الأعراض الأولية

تظهر اعراض مرض الهربس في المنطقة المُصابة سواء منطقة الفم أو الأعضاء التناسلية من بضعة أيام إلى أسابيع بعد التعرض إلى فيروس الهربس البسيط، وتتضمن أعراض شبيه بأعراض الإنفلونزا: ^[2]

• الحمى.
• تورم في الغدد الليمفاوية.
• الشعور بالتعب، أو ألم في الجسم.
• فقدان الشهية.
• الشعور بوخز، أو حرقان، أو حكة في منطقة الإصابة.
• ظهور بثور صغيرة مؤلمة في منطقة الإصابة.
• ظهور تقرحات في منطقة الإصابة قد يخرج منها ترشُحات سائلة.
• الشعور بألم في أثناء التبول في مرض الهربس الجلدي التناسلي. ^[2]

أعراض العدوى المتكررة

قد يُعاني الشخص نوبات متكررة من مرض الهربس الجلدي وليست نوبة واحدة فقط، وغالباً تكون الأعراض أقل حدة؛ نظراً لتكوين الأجسام المضادة في الجسم، وتتسارع عملية الشفاء، والتئام البثور، وتشمل الأعراض التي تظهر عموماً قبل ظهور البثور بفترة قصيرة في تلك المرحلة: ^[2]

• الشعور بألم في المنطقة المصابة.
• الشعور بحكة، أو احتراق المنطقة المُصابة.
• الشعور بالتنميل.

علاج مرض الهربس الجلدي

لا يوجد حتى الآن علاج أو لِقاح فعال خاص بمرض الهربس الجلدي؛ لأن فيروس الهربس البسيط يحتوي على حمض نووي أكثر تعقيداً مما تظن، لكن الخطط العلاجية قد تُساعد في تخفيف حدة الأعراض، وتقليل خطر انتشار العدوى بين الأفراد، وتسريع عملية الشفاء، وتشمل عدة مراحل: ^[3]

1. مرحلة العلاج الأولي: حينما تُصاب بمرض الهربس الجلدي أول مرة، وتُعاني أعراض شديدة، قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات لفترة زمنية قصيرة من 7-10 أيام، وإذ لم تتحسن الأعراض في تلك المدّة قد تحتاج إلى تناول الأدوية لفترة زمنية أطول، ومن ثم يُحدد الطبيب الطريقة الدوائية المناسبة لك فيما بعد.
2. طريقة العلاج المتقطع: بعد أن تهدأ الأعراض من العلاج الأولي يلجأ الطبيب إلى خطة العلاج المتقطع الذي تعتمد على إبقاء الأدوية في متناول يد المريض؛ لعلاج نوبات الهربس الجلدية المتقطعة.
3. طريقة العلاج القمعي: تُعد طريقة وقائية نافعة للأشخاص الذين يعانون نوبات شديدة متكررة، وتعتمد على تناول الأدوية المضادة للفيروسات يومياً، إذ قد تقلل تلك الطريقة خطر انتشار العدوى بشكل كبير، خاصة مرض الهربس الجلدي التناسلي بين الأزواج.

العلاجات الدوائية

قد لا تحتاج بعض الحالات تناول الأدوية، وتلتئم البثور من تلقاء نفسها في غضون أسابيع، لكن في معظم الأحيان تناول الأدوية يساعد بشكل كبير في تخطي المرض، ويعتمد أفضل علاج على نوع وشدة العدوى، والأدوية الفعالة في حالة مرض الهربس الجلدي تكون: ^{[3] [4]}  

1. الأدوية المضادة للفيروسات: يوصف هذا النوع من الأدوية من قبل الطبيب المختص، وتأتي في أشكال متنوعة من أقراص، وكريمات موضعية، وحقن دوائية في حالة الأعراض الشديدة، وأبرز الخيارات المتاحة:

• أسيكلوفير (الاسم التجاري: Zovirax).
• فامسيكلوفير (الاسم التجاري: Famvir).
• فالاسيكلوفير (الاسم التجاري: Valtrex(.
• دوكوسانول (الاسم التجاري: Abreva).

2. الأدوية بدون وصفة طبية: قد تكون تقرحات مرض الهربس الجلدي مؤلمة، ومُصاحبة لأعراض مزعجة تتطلب بعض الأدوية المساندة مثل:

• أدوية التخدير الموضعية، أو عوامل التخدير كالليدوكيين.
• لصقة كابسيسين الموضعية.
• مسكنات الألم الُمتاحة من أسيتامينوفين (الاسم التجاري: Panadol).

العلاجات المنزلية 

قد تُساعد العلاجات المنزلية في تخفيف الألم الناتج من مرض الهربس الجلدي، وتُساعد الأدوية في تسريع عملية الشفاء، لكن لا توجد أدلة كافية تُشير إلى قدرتهما معاً على منع الإصابة بفيروس الهربس الجلدي، وأهم الطرق المنزلية: ^[5]

• وضع كمادات دافئة، أو باردة على المنطقة المصابة.
• تجنب ملامسة، وفرك المنطقة المصابة.
• المحافظة على نظافة المنطقة المُصابة، والمنطقة المُحيطة بها؛ لتجنب الإصابة بعدوى إضافية.
• استخدام نشا الذرة، أو معجون صودا الخبز.
• استخدام خل التفاح موضعياً، أو الثوم.
• الاعتماد على نظام غذائي صحي متوازن.
• تطبيق الأعشاب والزيوت العطرية على المنطقة المصابة، مثل زيت النعناع، وزيت شجرة الشاي، وجل الصبار.
• تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على اللايسين، والزنك، التي قد تقلل من خطر التعرض إلى النوبات المتكررة من مرض الهربس الجلدي.
• تناول كمية كبيرة من السوائل.

مضاعفات مرض الهربس الجلدي

يعيش فيروس الهربس البسيط في الخلايا العصبية دائماً، لكن ينشط من وقت لآخر مسبباً نوبات الهربس المُزعجة، وتتضمن المضاعفات ما يلي: ^[5]

•  مشكلات عصبية.
• التهابات جلدية شديدة في حالة عدم مُعالجة البثور بطريقة مناسبة.
• التهاب القرنية الهربس الذي قد يصل إلى فُقدان البصر.
• المُعاناة من الألم العصبي التالي للهربس الذي قد يمتد فترة طويلة بعد زوال البثور والتقرحات.

كيفية الوقاية من مرض الهربس الجلدي

بالرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض الهربس الجلدي، لكن هناك بعض الخطوات الوقائية ذات الأهمية الفعالة في الوقاية من الإصابة بمرض الهربس الجلدي، أهمها: ^[6]

• تجنب الاتصال، والملامسة المباشرة للمنطقة المصابة لشخص مُصاب بالعدوى.
• عدم تقبيل الأشخاص المُصابين، خاصة عدم تقبيل الأطفال حديثي الولادة في حالة إذا كنت مُصاباً.
•  يُفضل عدم ممارسة العلاقة الجنسية بشتى أنواعها مع شخص مُصاب.
• استخدام وسيلة حماية، مثل الواقي الذكري عند ممارسة العلاقة الجنسية.
• المواظبة على غسل اليدين بانتظام خاصة عند ملامسة جلد شخص مُصاب.
• تجنب مشاركة المُستحضرات الدوائية الموضعية، والمُستحضرات التجميلية الجلدية مع الآخرين.
• تجنب مشاركة أواني الطعام والأدوات الشخصية مع شخص مصاب.
• إجراء الفحص الدوري الخاص بالأمراض المنقولة جنسياً.
• تجنب التوتر والضغط العصبي الذي قد يُضعف قدرتك المناعية.
• المُصارحة، وعدم الشعور بالإحراج عند الإصابة بفيروس الهربس البسيط.

 يُمكن اعتبار مرض الهربس الجلدي سلاحاً ذي حدين، فهو من الحالات الجلدية البسيطة الشائعة، لكن في الوقت ذاته تكمن خطورته في سهولة العدوى، إذ الأمر لا يتطلب سوى ملامسة الجلد المُصاب، وقد يُساعدك الطبيب في وضع الخطة العلاجية المناسبة، لكن عليك أن تعلم أنها عدوى مزمنة لن تتخلص منها؛ لذلك اتباع الطرق الوقائية مع من حولك قد يؤتي بثماره في حمايتك من مرض الهربس الجلدي.