أسباب مرض الحزام الناري وعلاجه

مرض الحزام الناري (بالإنجليزية: Shingles)، هو أحد أنواع مرض الهربس، والذي يطلق عليه إيضًا اسم الهربس النطاقي (بالإنجليزية: Herpes Zoster) وذلك لكون السبب وراءه هو فيروس الهربس، فيظهر على المريض على شكل طفح جلدي مؤلم، فما هي أسباب مرض الحزام الناري؟ وما هو علاجه؟^[1]  

أسباب مرض الحزام الناري

هنالك عدة أسباب تدفع فيروس الهربس لإعادة تجديد نشاطه داخل جسم الإنسان بعد استكانته، إذ يكون كامنًا في خلاياه العصبية، بعد الإصابة بالجدري، وفيروس الهربس النطاقي (بالإنجليزية: Varicella-Zoster Virus) هو السبب الرئيسي لمرض الحزام الناري، يطلق عليه إيضًا اسم فيروس هربس الثالث (بالإنجليزية: Herpesvirus 3)، وهو فيروس ثنائي شرائط الحمض النووي^[2]، مسؤول عن مرض الجدري المائي، إذ يبقى في جسم الإنسان بعد إصابته بالجدري لسنوات طويلة ينشط بعدها ليظهر على شكل الحزام الناري.^[1]

أما في حالة عدم الإصابة بمرض الجدري أبدًا فإنه لن تتم الإصابة بالحزام الناري غالبًا، إلا إذا تم الاتصال بشخص مصاب به بشكل مباشر، والتقاط العدوى منه، من ذلك الأشخاص السابق إصابتهم بالجدري أكثر عرضة للاصابة بالحزام الناري من غيرهم، وفي حالة عدم الإصابة بجدري الماء، يمكن طلب أخذ اللقاح للحماية والوقاية من هذا المرض، ومن الأسباب الأخرى المحفزة لظهور الفيروس:^[2]

• الضغط على جذور الأعصاب كتعرضها للعلاج الإشعاعي.
• جراحة العمود الفقري.
• العدوى عبر الاتصال مع شخص مصاب بشكل مباشر.
• إصابة خطيرة في الجسم ليست شرطاً أن تكون في العمود الفقري.

أعراض الحزام الناري

تبدأ أعراض مرض الحزام الناري بالظهور على المريض على شكل ألم موضعي في منطقة محددة من الجسم تختلف في درجة شدتها، دون أي علامات جلدية ظاهرة، وفي حالات أخرى قد يكون الألم عاماً فيظهر في كافة أنحاء الجسم مع حمى وصداع مرافقة له، تلي ذلك بثلاثة أيام يبدأ ظهور طفح جلدي وبثور مؤلمة في موضع الألم^[2]، ويمكن تلخيص الأعراض في الآتي:^[1][2][3]  

• طفح جلدي مؤلم مع حكة يتمركز غالبًا في المناطق العصبية الحسية من مثل العنق، الصدر، العيون وعنق الرحم.
• حمى وصداع وقشعريرة.
• انزعاج عند النظر إلى الضوء القوي.
• ألم عصبي يشابه الحرق أو حتى الطعن من شدته.
• الم في العين وفقدان البصر في حالات متقدمة.
• اضطراب في المعدة، وآلام عامة في العضلات.
• بثور داخل الفم أو الأذن - نادراً-.

الفئة المعرضة للإصابة بالحزام الناري

الأشخاص السابق أصابتهم بجدري الماء هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالهربس النطاقي، غالبًا تكون الفئة العمرية للبالغين والكبار بالعمر ممن لديهم مشاكل وضعف في جهاز المناعة لديهم، وهو مرض يمكن حدوثه لدى الأطفال أيضاً ولكن بنسب أقل، أما من يعانون من مرض السرطان فلقد سجلت نسبة 40% لإصابتهم بالحزام الناري جراء السرطان وضعف المناعة بشكل عام. ^[2]

ما هي مدة الإصابة بالحزام الناري

تظهر الأعراض المذكورة سابقًا على المريض لعدة أيام قبل تأكيدها بظهور الطفح الجلدي المؤلم، والذي قد يستمر لمدة تقدر ب 10-15 يوماً من ظهورها، يكون شكل هذا الطفح كالحزام أو النمط المتشابه على المنطقة المصابة، من ذلك سمي بالحزام الناري.

يكون الطفح على شكل بثور حمراء مليئة بالسائل من داخلها، والتي تنفجر وتتقشر في النهاية، ولكن الألم قد يستمر حتى بعد زوالها لأكثر من ثلاثة أشهر، ويسمى الألم العصبي التالي للهربس. ^[3]

طرق علاج الحزام الناري

لا بد من الإسراع في علاج مرض الحزام الناري، إذ إنه قد يتضاعف ويتطور ليصبح التهاب رئوي أو تورم في الدماغ أو مشاكل في السمع أو حتى الموت، من ذلك تكمن طرق علاجه في الآتي: ^{[3] [4]}  

• أدوية علاجية تتمثل بالمضادات الحيوية المخصصة لفيروس الهربس مثل: دواء أسيكلوفير (الاسم التجاري: Zovirax).
• مسكنات للألم الشديد مثل: دواء مونتيلوكاست (الاسم التجاري: Motrinex).
• مضادات حيوية للعدوى البكتيرية التابعة للمرض.

مراحل مرض الحزام الناري

تم تصنيف فترة المرض بالحزام الناري إلى عدة مراحل بناءً على شكله وأعراضه، والتي تستمر من 3-5 أسابيع، فتكون على الشكل الآتي: ^[3]

• ارتعاش وتنميل في الجلد.
• شعور بالحرقة.
• خدران في المنطقة الجلدية.
• حكة شديدة، وتكون عند ظهور نمط الحزام الناري خلال خمس أيام من نشاط الفيروس.
• بثور مليئة بالسائل بعد ذلك بعدة أيام قليلة وأعراض مصاحبة مثل الصداع والحمى.
• بعد مرور 10 أيام ستجف البثور وتصبح كالقشور.
• بعد أسبوعين ستسقط هذه القشور مع الاستمرار بالشعور بالألم.

طرق الوقاية من الحزام الناري

اللقاح ضد فيروس الهربس هو طريق الوقاية الأفضل من مرض الحزام الناري، وفي حالة الإصابة به، يمكن: ^[3]

• تغطية مكان الطفح الجلدي إذا كان ذلك ممكن بدون ألم.
• تجنب لمس المنطقة المصابة أو حكها.
• غسل اليدين والمحافظة على النظافة الشخصية لمنع الفيروس من الانتشار لمناطق أخرى أو حتى نقل العدوى للغير.
• تجنب الاختلاط مع الأشخاص الأكثر عرضة لأخذ العدوى مثل المرأة الحامل وحديثي الولادة، والأطفال الذين لم يصابوا بالجدري أو لم يأخذوا لقاح الجدري، بالإضافة للأشخاص ذوي المناعة المنخفضة مثل مرضى السرطان ومرضى الإيدز.

طريقة تشخيص مرض الحزام الناري

يتم أخذ مسحة للمنطقة المصابة أو السائل داخل البثور وتحليله في المختبر الطبي، وذلك لتأكيد الإصابة بفيروس الهربس، كما أنه يمكن للطبيب تشخيصه من نمط الطفح الجلدي وشكله فقط^[4]، ويكون تشخيص المرض سريرًا بالرجوع إلى عدة معطيات مهمة من مثل:^[2]

• عمر المريض وصحته العامة.
• مظهر جلد المريض.
• التوزيع الجلدي للبثور.
• ألم موضعي مكان البثور.
• موقع البثور والتي غالبًا ما تكون في الصدر أو على الرقبة أو على الجبهة أو في المناطق التناسلية.

ما هو الوقت المناسب لزيارة الطبيب

يجب على المريض مراجعة الطبيب في حالة انتشار عدوى الحزام الناري إلى العين، إذ قد تؤدي لحدوث تلف دائم فيها وآلام غير محتملة، كما أن المريض الذي يبلغ 60 عاماً أو اكثر لابد من البقاء تحت المراقبة لتلافي أية مضاعفات والسيطرة عليها في المستشفى، كذلك ينصح مرضى ضعف الجهاز المناعي مراجعة الطبيب بشأن الحزام الناري والبقاء تحت المراقبة.^[5]  

مرض الحزام الناري مرض خطير ويجب تشخيصه وعلاجه على الفور، ولكن فرص الشفاء منه جيدة، وغالبًا ما ينصح مرضاه بتجنب الاختلاط بغيرهم أثناء ظهور الطفح الجلدي عليهم، لكون السائل داخل البثور مليء بالفيروسات التي قد تنتقل لأشخاص آخرين ليسبب إصابتهم به.