أسباب عدم التحكم في البول عند النساء
- تاريخ النشر: الإثنين، 11 أكتوبر 2021 آخر تحديث: الجمعة، 08 مارس 2024
عدم التحكم في البول أو سلس البول (بالإنجليزية: Urinary incontinence) عند النساء، هو مشكلة شائعة ومحرجة في كثير من الأحيان، تتراوح شدتها من تسرب البول عند السعال أو العطس أحياناً، إلى الرغبة القوية في التبول المفاجئ، لدرجة لا تستطيع فيها السيدة الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب.
نستعرض معاً أسباب سلس البول عند النساء، وأنواعه، وطرق العلاج المختلفة، وإمكانية علاجه بالأعشاب.
ما هو سبب عدم التحكم في البول عند النساء
في الغالب لا تتحكم النساء في البول بسبب ضعف العضلات والأعصاب التي تساعد المثانة على الاحتفاظ بالبول أو تمريره، إليكم أهم الأسباب لعدم التحكم في البول عند النساء:[1]
- زيادة الوزن: تؤدي زيادة الوزن إلى الضغط على المثانة، مما قد يؤدي إلى إضعاف العضلات بمرور الوقت، وعندها تفقد المثانة قدرتها على التحكم في البول والسيطرة عليه.
- الإمساك المزمن: يمكن أن يؤدي الإمساك إلى الضغط على المثانة، مما يضعف العضلات ويتسبب بتسرب البول.
- تلف الأعصاب: قد ترسل الأعصاب المتضررة إشارات إلى المثانة في الوقت الخطأ، أو لا ترسلها مطلقاً.
- تضرر عضلات قاع الحوض نتيجة تدخل جراحي: يمكن لأي عملية جراحية تشمل الأعضاء التناسلية للمرأة، كاستئصال الرحم؛ أن تتلف العضلات الداعمة؛ وعندها لا تعمل عضلات المثانة كما ينبغي.
- الحمل والولادة وانقطاع الطمث: يمكن أن تتسبب تقلبات الهرمونات أثناء الحمل، والولادة، وانقطاع الطمث إلى ضعف العضلات والأعصاب المسؤولة عن التحكم في البول.
- تناول أدوية معينة: حيث يكون من الآثار الجانبية لتلك الأدوية أنها مدرات للبول، ويعود الوضع طبيعياً عند التوقف عن تناول تلك الأدوية.
- مادة الكافيين: والتي تسبب في إدرار البول وامتلاء المثانة بسرعة، وعدم القدرة على التحكم في البول، وتوجد مادة الكافيين في العديد من المشروبات مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- التهابات المسالك البولية: تتسبب عدوى الجهاز البولي والمثانة في الإصابة بالتهابات المسالك البولية؛ مما يؤدي إلى سلس البول المؤقت ، وغالباً ما تعود السيطرة على المثانة عندما يختفي الالتهاب.
أنواع سلس البول عند النساء
تتعدد أنواع سلس البول لدى المرأة نتيجة لتعدد الأسباب المؤدية إلى تلك الحالة المرضية، وتشمل أنواع عدم التحكم في البول التالي:[4]
سلس البول التوتري
يسمى أيضاً سلس البول الإجهادي (بالإنجليزية: Stress incontinence)، وهويرتبط بالحركة، والضحك، والسعال وغيره؛ حيث تضغط تلك الأنشطة البدنية على المثانة، مسببةً تسرب البول منها.[4]
سلس البول الإلحاحي
يحدث عدم التحكم في البول بشكلٍ ملح أو عاجل (بالإنجليزية: Urgency incontinence) عندما يكون لديك رغبة ملحة للتبول، لكن البول يتسرب من المثانة قبل الوصول للمرحاض، وهو ما يسمى فرط نشاط المثانة (بالإنجليزية: Overacting bladder)، وهي حالة مرضية ناتجة عن اضطراب يصيب بعض أعصاب وعضلات المثانة؛ فلا تستطيع حبس البول داخل المثانة؛ مما يتسبب في خروجه في الوقت الخطأ.[4]
ملاحظة: قد تحدث الإصابة بما يعرف بسلس البول المختلط (بالإنجليزية: Mixed incontinence)، وهو الجمع بين نوعين من السلس، وهما سلس البول التوتري وسلس البول الإلحاحي.[4]
سلس البول الانعكاسي
ينتج سلس البول الانعكاسي أو سلس البول اللاواعي (بالإنجليزية: Reflex incontinence or Unconscious incontinence) عن تلف في أعصاب المثانة، مما يجعلها تنقبض بإشارات خاطئة إلى المخ، مع العلم أن تلك الحالة لا يصاحبها رغبة ملحة أو عاجلة للتبول، ويتسبب في تلف أعصاب المثانة بعض الأمراض، مثل إصابة الحبل الشوكي (بالإنجليزية: Spinal cord injury)، ومرض التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis).[4]
سلس البول الزائد أو الفائض
عندما لا تُفرّغ المثانة من البول بالكامل، ويتبقى بها كمية تشعر المريض بارغبة مجدداً في التبول، ينتج عن ذلك تسرب البول منها فيما يُسمى بسلس البول الفائض (بالإنجليزية: Overflow incontinence).[4]
سلس البول الوظيفي
يتعرض المريض لسلس البول الوظيفي (بالإنجليزية: Functional incontinence) عندما تمنعه إعاقته الجسدي أو مشكلةٍ ما عن الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب، وقد يكون السبب مرضياً أيضاً، مثل الإصابة بمرض الزهايمر.[4]
علاج عدم التحكم في البول عند النساء
يعتمد العلاج على السبب وراء حدوث المشكلة و مدى شدة الحالة، وقد يتطلب الأمر مجموعة من العلاجات المشتركة، وقد يوصي الطبيب بعلاجات أقل توغلاً للبدء بها، ومن ثمّ الانتقال إلى خيارات أخرى، سنوضح فيما يلي خطة العلاج الكاملة:[2]
العلاج بالتقنيات السلوكية
وتشمل مجموعة من السلوكيات التي تعمل على تحفيز قدرة المثانة على التحكم في التبول وهي:[2]
- تدريب المثانة لتأخير التبول: للوصول إلى التبول كل 3 ساعات تقريباً.
- تجربة الإفراغ المزدوج: ويعني ذلك التبول على مرحلتين متتاليتين، بهدف إفراغ المثانة بشكلٍ تام.
- رحلات المرحاض المجدولة: كأن تذهب للتبول كل ثلاث ساعات تقريباً ودون انتظار الرغبة بالتبول.
- إدارة السوائل واتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن يؤدي تقليل استهلاك السوائل، أو فقدان الوزن، أو زيادة النشاط البدني أيضاً إلى تخفيف المشكلة.
ممارسة تمارين عضلات قاع الحوض
يوصي الطبيب في بعض الأحيان بإجراء تمارين خاصة مثل تمارين كيجل؛ لتقوية العضلات التي تساعد في التحكم في التبول بشكل متكرر، ومن الأفضل الاستعانة بالمعالج الفيزيائي.[2]
العلاجات بالأدوية
تشمل الأدوية المستخدمة عادة لعلاج سلس البول ما يلي:[2]
- مضادات الكولين: تهديء تلك العقاقير فرط نشاط المثانة؛ وقد تكون مفيدة في علاج عدم التحكم في البول الإلحاحي.
- ميرابيغرون (الاسم التجاري: ميربيتريك): يجعل عضلة المثانة مسترخية، ويعطيها القدرة على الاحتفاظ بالبول فترة أطول.
- الأستروجين الموضعي: على شكل كريم أو حلقة مهبلية توضع لتهدئة وتجديد الأنسجة في مجرى البول والمهبل.
التحفيز الكهربائي
وعندها يتم إدخال أقطاب كهربائية بشكل مؤقت في المهبل لتحفيز عضلات قاع الحوض وتقويتها، يمكن أن يكون التحفيز الكهربائي اللطيف فعالاً في علاج سلس البول الإجهادي والإلحاحي، ولكنه يحتاج غالباً إلى تكرار العلاج على مدار عدة أشهر.[2]
العلاجات التداخلية
تشمل هذه العلاجات التي قد تساعد في التحكم في البول لدى النساء ما يلي:[2]
- البوتوكس: قد يفيد حقن البوتوكس في عضلة المثانة النساء اللاتي يعانين من فرط نشاط المثانة، ويتم وصفه فقط في حالة عدم نجاح العلاجات الأخرى.
- محفزات الأعصاب: وهناك نوعان من الأجهزة التي تستخدم النبضات الكهربائية غير المؤلمة؛ لتحفيز الأعصاب المسؤولة عن التحكم في المثانة (الأعصاب العجزية)، حيث يتم زرع نوع واحد تحت الجلد في الأرداف ويتم توصيلها بأسلاك في أسفل الظهر، أما النوع الآخر عبارة عن سدادة قابلة للإزالة يتم إدخالها في المهبل.[2]
العلاج الجراحي
إذا لم تنجح العلاجات السابقة، يمكن للتداخلات الجراحية علاج هذه المشكلة المرضية، حيث يناقش الطبيب المعالج مع المريض الحالة، وعندها يقوم بتحديد الجراحة الأنسب للتخلص من سلس البول.[2]
علاج عدم التحكم في البول بالأعشاب
يفضل الكثيرون تجربة العلاجات العشبية لعلاج سلس البول كخطوةٍ أولى؛ وذلك نتيجة شيوعها والادعاءات الكثيرة بفائدتها، علماً أنها ليست دائماً آمنة ولا توجد دراسات كافية لتأكيد فعاليتها، ويجب على السيدة استشارة طبيبها قبل البدء في أي علاجٍ عشبي، إليكم أهم هذه الأعشاب:[3]
- غوشا جينكي جان (بالإنجليزية: Gosha-jinki-gan): وهو مستحضر صيني يحتوي على 10 أعشاب صينية تقليدية يمكن أن تؤثر إيجاباً على تقلص المثانة.
- مستخلص بذور اليقطين: أثبتت الدراسات فوائده للتحكم في التبول الليلي.
- كورن سيلك (بالإنجليزية: Corn silk): وهو دواء تقليدي، يستخدم منذ قرون في علاج حالات مثل تهيج المثانة الليلي وسلس البول.
- مادة الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin): هذا العلاج الطبيعي يأتي من الفلفل الحار على شكل بخاخ يوصي به كعلاج فعال وغير مكلف، يستخدم للمثانة شديدة النشاط والحساسية.
- هيدروكسيد المغنيسيوم: تم عرض هذه المكملات في دراسة واحدة صغيرة لتحسين أعراض سلس البول والتبول الليلي.
- فيتامين د: وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن مستويات فيتامين (د) المرتفعة مرتبطة بـ مخاطر أقل لتسرب المثانة لدى النساء.
تحدثي إلى الطبيب إذا كانت أعراض عدم التحكم في البول تزعجك وتؤثر على صحتك العامة، أخبريه إذا كنت قد جربت أي من هذه العلاجات، سيحدد الطبيب العلاج المناسب لك، وقد يشمل ذلك الأدوية أو الجراحة.
- ↑ "مقال سلس البول" ، المنشور على موقع womenshealth.gov
- أ ب ت ث ج ح خ د "مقال سلس البول" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- ↑ "مقال العلاجات الطبيعية لفرط نشاط المثانة" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- أ ب ت ث ج ح خ "مقال تعريف وحقائق مشاكل التحكم في المثانة (سلس البول)" ، المنشور على niddk.nih.gov