أسباب حرارة الجسم دون مرض

وُجد أن بعض الأشخاص من مختلف الفئات العمرية  يعانون ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم دون وجود مرض واضح الأعراض، مما قد يثير قلق من يشعر بهذه الحالة، فما هي أشهر أسباب حرارة الجسم دون مرض؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟

كيف يحدث الارتفاع في حرارة الجسم

يحتوي الدماغ على جزء يسمى تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) وهو المسؤول عن تنظيم درجة حرارة الجسم الطبيعية حتى تصبح 37° في أغلب الأحيان، لكن قد يحدث اضطراب ما بالجسم يجعل منطقة تحت المهاد تزيد من حرارة الجسم عن المستوى الطبيعي. 

كما أنه يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم بدون مرض أو سبب واضح (بالإنجليزية: Fever of unknown origin) حتى تصبح فوق 38°، وقد يستمر ذلك لعدة أيام أو أسابيع. [1]

أهم أسباب حرارة الجسم دون مرض

ربما يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم دون سبب (بالإنجليزية: Fever of unknown origin-FUO) بمثابة ناقوس خطر بأن هناك مرضاً أو مشكلة ما بالجسم تحتاج إلى العلاج، فنجد أن من أشهر أسباب حرارة الجسم دون مرض ما يلي: [2]

• وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية بالجسم. 
• بعد تلقي مصل أو لقاح. 
• الإصابة بأحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية. 
• وجود تجلطات بالدم. 
• التعرض لأشعة الشمس الشديدة.
• خلال مرحلة تسنين الأطفال. 
• تناول بعض الأدوية المحظورة؛ مثل الكوكايين. 
• تسمم الطعام.

خطورة ارتفاع حرارة الجسم عن الطبيعي

قد يتعرض المريض إلى بعض المخاطر الصحية إذا تعدت درجة حرارة الجسم 39°، ومن أشهر تلك المخاطر ما يلي: [3] 

• الهلاوس والهذيان. 
• سرعة التنفس. 
• جفاف الجلد واحمراره. 
• زيادة معدل ضربات القلب. 
• التشنجات. 
• عدم القدرة على التبول. 
• فقدان الوعي. 
• تلف المخ وبعض أعضاء الجسم ومن ثَم الوفاة. 

لذا يُنصح بضرورة طلب المساعدة الطبية فوراً متى ما لاحظ المريض أو أحد ذويه بداية ظهور أحد تلك الأعراض أو كلها. 

أنواع الحمى

تتعدد أنواع الحمى الناشئة دون سبب وتنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية كما يلي: [4] 

الحمى الكلاسيكية (Classic fever)

ربما يظهر هذا النوع من الحمى لدى الأصحاء دون سبب واضح، وقد تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، كما أنها يمكن أن تصيب مرضى الأورام السرطانية، واللوكيميا، وكذلك المصابين بالأمراض التي تؤثر على الأنسجة الضامة.

حمى المستشفى (Nosocomial fever)

ينتج هذا النوع من الحمى لدى المرضى الماكثين بالمستشفى لفترة زمنية طويلة، وقد يكون من أسبابها ما يلي:

•  انسداد الصمام الرئوي.
• التهاب الأمعاء والقولون.
• التهاب الجيوب الأنفية.
• جلطات الوريد العميقة.
• التهاب الأوردة.  

حمى نقص المناعة (Immune-deficient)

يصيب هذا النوع من الحمى مرضى نقص المناعة مثل مرضى السرطان ممن يتلقون العلاج الكيماوي الذي يؤثر على الجهاز المناعي للمريض.

الحمى المصاحبة لفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV-associated)

 يعد الارتفاع في درجة حرارة الجسم من أعراض الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة أو كما يطلق عليه الإيدز، كما أنه يجعل المريض معرضاً للإصابة بأمراض أخرى قد تزيد من درجة حرارة الجسم أيضاً.    

متى تجب مراجعة الطبيب

لا يعد الارتفاع الطفيف في درجة حرارة الجسم مثيراً للقلق أو يستدعي زيارة الطبيب، لا سيما إذا لم يكن يصاحبه أعراض أخرى وهناك استجابة للأدوية الخافضة للحرارة، لكن هناك حالات لا تحتمل الانتظار طويلاً، ومن أشهرها حالات ارتفاع حرارة الجسم عند الأطفال؛ إذ ينبغي اللجوء إلى المساعدة الطبية فوراً في الحالات التالية: [5]

• عندما يكون عمر الطفل أقل من 3 أشهر، ودرجة حرارة جسمه 38° أو أكثر. 
• إذا كان عمر الطفل يتراوح بين 3-6 أشهر، ويصاحب درجة حرارة جسمه المرتفعة رغبة مستمرة في النوم. 
• في حالة كان سن الطفل يتراوح بين 6-24 شهراً ولديه ارتفاع في درجة حرارة الجسم يستمر لأكثر من يوم مع وجود إسهال أو كحة. 
• إذا كان الارتفاع في درجة حرارة الجسم يصاحبه نوبات تشنج. 
• في حالة عدم استجابة الجسم للأدوية الخافضة للحرارة. 

الأعراض الملازمة لزيادة درجة حرارة الجسم

قد يصاحب ارتفاع درجة حرارة الجسم بعض الأعراض الأخرى المتمثلة فيما يلي: [6] 

• الرعشة والتعرق.
• فقدان الشهية. 
• الإحساس بالجفاف. 
• الصداع والشعور بالضعف العام. 

تشخيص أسباب حرارة الجسم دون مرض

يُشخص السبب وراء ارتفاع درجة حرارة الجسم من خلال ما يلي:  [7]

• قياس درجة حرارة الجسم: هذا كأول خطوة لتشخيص مستوى ارتفاع درجة الحرارة.
• الاستماع إلى شكوى المريض: يعد التحدث مع المريض إن كان بالغاً أو أحد ذويه إن كان طفلاً حول الأعراض التي يعاني منها والمصاحبة لارتفاع حرارة الجسم هي أولى خطوات التشخيص السليم. 
• الفحص السريري للمريض وتحاليل الدم: ويتم ذلك من خلال فحص الجلد للبحث عن وجود أي علامات تدل على الإصابة بمرض معين، وكذلك النظر إلى تحاليل الدم للتأكد من خلوها من أي علامات للأمراض المناعية أو غيرها. 
•  عينات الزراعة: وتشمل عينات الدم، والبول، والبلغم للبحث عن وجود أي مصدر للعدوى الفطرية أو البكتيرية.
• الأشعة التصويرية: وتستخدم في فحص أعضاء الجسم الداخلية كالقلب والرئتين للبحث عن وجود علامات للالتهابات أو العدوى التي تتسبب في حدوث الحمى. 

طرق علاج ارتفاع حرارة الجسم

إن علاج ارتفاع درجة حرارة الجسم يعتمد على معرفة السبب المؤدي إليها حتى يتسنى للطبيب معرفة العلاج المناسب وهو كالآتي:

العلاج الطبي 

• تناول مضاد حيوي مناسب يصفه الطبيب للمريض إذا كان سبب حرارة الجسم عدوى بكتيرية. 
• تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) التي تخفض حرارة الجسم الناتجة عن عدوى فيروسية.

جدير بالذكر أنه لا يُنصح بتناول المضادات الحيوية أو  بعض أنواع الأدوية المسكنة الخافضة للحرارة لمدة طويلة دون استشارة الطبيب؛ لخطورة تأثيرها على الكبد والكلى عند إساءة الاستخدام.[8]

العلاج المنزلي

يمكن التغلب على ارتفاع درجة حرارة الجسم من خلال بعض الممارسات المنزلية، ومنها:

• تناول كمية وفيرة من الماء والمشروبات التي قد تساهم في علاج الجفاف الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم. 
• الالتزام بالراحة التامة وعدم ممارسة أي نشاطات يمكن أن تتسبب في زيادة حرارة الجسم. 
• ارتداء ملابس خفيفة مع الحفاظ على درجة حرارة الغرفة منخفضة قدر المستطاع.

قد لا يكون العلاج الدوائي في حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم الناتجة عن التعرض لحرارة الشمس مفيداً بقدر ما تعين الممارسات المنزلية السابق ذكرها على تحسن الحالة.[8]