;

أسباب تجعل فنلندا البلد الأكثر سعادة في العالم

تعد فنلندا البلد الأكثر سعادة في العالم والسبب يعود لبعض عادات الشعب الفنلندي، وطريقته الخاصة في الحياة.

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 14 يونيو 2023 آخر تحديث: الجمعة، 14 يونيو 2024
أسباب تجعل فنلندا البلد الأكثر سعادة في العالم

تتربع فنلندا على قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم مما جعل الجميع يبحث في أسرار تلك السعادة والرضا لدى شعبها حيث أجمع الباحثون على وجود عدة عوامل تجعل فنلندا الأكثر سعادة نتعرف إليها فيما يلي:

فنلندا البلد الأكثر سعادة في العالم  

للعام السادس على التوالي تحتل فنلندا قائمة أسعد دول العالم وفقاً لتقرير السعادة العالمي الذي يُنشر سنويًا في 20 مارس، والسبب يعود إلى عدة أشياء في المجتمع الفنلندي، والطريقة التي ينظر إليها الفنلنديون إلى الحياة، كما تتمتع فنلندا بمستويات عالية من الثقة في المجتمع مما يجعل معظم الفنلنديين يتوقعون إعادة محفظتهم إليهم إذا فقدوها. 

بحسب القائمة فإن البلدان الثمانية الأكثر سعادة تقع في أوروبا الغربية، وتضم الدنمارك، وهولندا، وأيسلندا بينما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة 15 متقدمة على ألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا. 

من الاختلافات بين الشعب الفنلندي والشعوب الأخرى على سبيل المثال الأمريكيين هو الأسلوب الذي ينظرون به إلى الرضا والحياة حيث يصف الناس في فنلندا الرضا عن الحياة على أنه تلبية احتياجاتهم الأساسية بينما في كثير من الشعوب الأخرى قد يكون الرضا عن طريق المزيد من الاستهلاك، وامتلاك الأشياء، والثراء. 

يشعر الفنلنديون بأنهم أحراراً في اتخاذ خياراتهم الخاصة، ولديهم قدر ضئيل من الشك في الفساد الحكومي، وكلا هذين العاملين يسهمان بقوة في تحقيق السعادة.[2][3]

لماذا فنلندا أسعد دولة في العالم؟

يكشف الفنلندي فرانك مارتيلا الفيلسوف، وباحث في علم النفس الذي يدرس أساسيات السعادة، ويعمل محاضراً في جامعة آلتو في فنلندا عن أسباب السعادة لدى الشعب الفنلندي، ويقول أن سؤال الناس الدائم عن معنى الحياة يجب أن يتعلق بكيفية إيجاد معنى للحياة، وما الذي يجعل الحياة ذات قيمة، وما الذي يمنحك تلك القيمة؟ وبالفعل وجد أن معنى الحياة يتلخص في خمس كلمات "اجعل نفسك ذا معنى للآخرين" عن طريق الانفتاح والتواصل مع مجتمعك، وشغفك.

لكي تصبح سعيداً ليس من الضرورة أن تذهب للعيش في فنلندا بل يمكنك اتباع نهج حياة يمنحك السعادة، ووفقاً لفرانك مارتيلا تعد الأشياء التالية من أسباب السعادة في فنلندا:

عِش لنفسك، وليس لتوقعات الآخرين

المجتمع الفنلندي يعاني من القلق أقل من غيره، والسبب يعود إلى أن الناس هناك لا يهتمون كثيراً بالتعريفات المجتمعية الصارمة للنجاح على عكس الكثير من الدول الأخرى لأنك ستشعر بالتعب، والاستياء إذا سرت على طريق رسمه الآخرون لك مثل يجب أن تصبح طبيباً أو مهندساً وفقاً لقواعد المجتمع، قبل أن تبحث عن سعادة الآخرين يجب أن تبدأ في فعل ما يجعلك أنت سعيداً.  

كن خبيرًا، وشارك معرفتك

من أفضل الطرق لخدمة الآخرين أن تجد شيئًا تقوم به يضمن ما يلي:

  • شئ تجيد فعله.
  • شئ يثيرك، ويشعرك بالحماس والسعادة.
  • شئ له تأثير إيجابي على الآخرين.

بمجرد العثور على وظيفة أو هواية تجعلك تشعر بالرضا، ضع كل تركيزك لتصبح خبيرًا فيها، ثم شاركها مع مجتمعك.

اللطف العشوائي

السلوك الجيد واللطيف بصورة عشوائية مع أي شخص قد تصادفه في حياتك اليومية يعزز من روابط المجتمع مثل تقديم هدية إلى عامل نظافة أو قضاء بعض الوقت مع الأقارب أو مساعدة شخص يحتاج إلى الدعم لأن مساعدة الناس لا تقتصر على الشعور بالرضا في الوقت الحالي فقط بل تفيد صحتك على المدى الطويل أيضًا. 

مصطلح Talkoot

يشتهر لدى المجتمع الفنلندي مصطلح (Talkoot) وهي كلمة فنلندية قديمة تُترجم إلى "العمل معًا لفعل شيء لا يمكن للمرء القيام به بمفرده" مثل التجمع طواعية لبناء شئ ما في المدينة بمساعدة الآخرين، أو التجمع لإعداد مهرجان موسيقي أو إصلاح فناء مدرسة، وغيرها من الأنشطة التي تجمع المجتمعات المحلية في فنلندا.

يمتد هذا النوع من الثقافة إلى سبب شعور الفنلنديين بالإيجابية تجاه الواجبات المدنية في مجتمعك مثل دفع الضرائب لأن الخير يعم على المجتمع بأكمله.

الأوقات الهادئة

لا يحتاج الناس إلى القيام بأشياء مبالغ بها ليكونوا جزءًا مهمًا من حياتك بل يكفي أم يكونوا معاً مثل الذهاب في نزهة سير أو الجلوس أمام الشاطئ أو أي نشاط آخر حيث تعد تلك اللحظات الهادئة مثالية للتواصل العميق.[1]

أسلوب الحياة الفنلندي

يتمتع أسلوب الحياة في فنلندا بالعديد من العناصر التي تساهم في تحقيق السعادة والرضا لأفراده، وأهمها ما يلي:

التواصل مع الطبيعة 

يشعر معظم الفنلنديين بالارتباط بالطبيعة لأنها تمنحهم إحساسًا بالطاقة والاسترخاء وراحة البال، ولا يسمحون للطقس السئ أن يمنعهم من الاستمتاع بالطبيعة لذلك تكثر لديهم الأنشطة والألعاب الشتوية، ويؤدي الوجود في الطبيعة إلى تقليل التوتر والقلق، وتعد الأكواخ الريفية من الوجهات المفضلة في فنلندا.

لا للمقارنات

الشعب الفنلندي لا يقارن حياته بأي أحد بل يركزون على الجوانب الإيجابية للأشخاص من حولهم، ويمارسون اللطف، ويختارون عدم مقارنة أنفسهم بالآخرين، ويهتمون بقيمهم الخاصة، وما يجعلهم يشعرون بالسعادة لذلك نجد أن معظم الفنلنديين لا يتباهون بثرواتهم أو يتفاخرون بها.

الرعاية الصحية والتعليم

الرعاية الصحية والتعليم مجانيان لجميع المقيمين وصولاً إلى الدكتوراه حيث تدفع الحكومة الفنلندية نسبة من تكاليف رعاية الأطفال للعائلات، ويحق للعمال الحصول على أربعة أسابيع من الإجازة الصيفية، وأسبوع واحد من الإجازة الشتوية على رأس أيام العطلة الوطنية الـ13 في البلاد، على الرغم من أن الضرائب مرتفعة للغاية في فنلندا إلا أن لها عائد كبير يشعر به المواطن.

عدم قبول ظروف العمل السيئة 

ينشأ ويتعلم المواطن الفنلندي منذ الصغر على عدم قبول ظروف العمل السيئة بل يجب أن يقبل بالوظائف التي تمنحه أجراً مناسباً، وإجازات، وساعات عمل محددة، والحصول على وظيفة تتناسب مع قدراته، كما أن فنلندا تضمن قدراً من الحماية للمواطن في حال فقد وظيفته ستساعده الدولة على إيجاد وظيفة جديدة.[2][3][4]

التواصل مع الطبيعة، ومساعدة الآخرين، والاهتمام بسعادتك الشخصية، والنظم التعليمية والاجتماعية المتقدمة جميعها من العوامل التي أدت إلى تربع فنلندا على قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!