أسباب الصداع في رمضان بعد الإفطار

يُعرف شهر رمضان بالخيرات والبركات التي يحملها معه كل عام، ويصوم فيه المسلمون عن الطعام والشراب وبعض السلوكيات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، لكن قد يعاني البعض من الصداع في شهر رمضان، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الصداع في رمضان قبل وبعد الإفطار أسبابه وعلاجه ونصائح للوقاية من صداع رمضان.

ما هو الصداع في رمضان

يعد الصداع (بالإنجليزية: Headache) أو ألم الرأس إحدى المشكلات الشائعة في رمضان، وبشكل عام، يُعرف الصداع أنه عبارة عن ألم في أي منطقة من مناطق الرأس، كما قد يكون الصداع في أماكن متعددة منها على جانب واحد من الرأس أو على كلا الجانبين، أو قد يكون متمركزاً في مكان محدد من الرأس، أو ينتشر عبر الرأس ابتداءً من نقطة معينة.

يمكن أن يأتي الصداع على شكل ألم حاد أو خفيف أو إحساس نبضي، كما يمكن أن يتطور الصداع تدريجياً أو بشكل مفاجئ، وقد يستغرق الألم الناتج عن الصداع ما بين أقل من نصف ساعة إِلى عدة أيام.

لكن الصداع الذي يترافق مع الصيام عادةً ما يأتي بشدة تتراوح ما بين الخفيفة إلى المعتدلة، كما يُوصف بأنه ألم غير نابض في المنطقة الأمامية من الرأس، وبذلك فهو يتشابه مع الصداع التوتري (بالإنجليزية: Tension headache) أكثر من الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine)، لكنه قد يُحفز الصداع النصفي لمن يعاني منه.^[1][2][3]

مسببات الصداع في رمضان بعد الإفطار

يعد الصداع بعد الإفطار أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصحاء، الذين لا يعانون من الصداع خارج أوقات الصيام، حيث يحدث لديهم الصداع بعد الإفطار بمدة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعتين بعد تناول الإفطار.

يُعزى السبب حسب رأي المتخصصين لانخفاض ضغط الدم، حيث يؤدي تناول الوجبات الدسمة أو الكبيرة لضخ الدم نحو الجهاز الهضمي ليدعم وظائفه في هضم الطعام والقيام بالعمليات الحيوية اللازمة، فتقل بذلك كمية الدم الواصلة إلى خلايا المخ والدماغ والأكسجين الواصل إلى هذه الخلايا، مما يؤدي للشعور بالصداع بعد الإفطار، كما أن اختلاف العادات الغذائية، وتغيير ساعات النوم تلعب دوراً في ذلك.^[4]

مسببات الصداع في رمضان قبل الإفطار

يرتبط حدوث الصداع مع زيادة ساعات الصيام، وفي معظم الحالات يحدث الصداع بعد 16 ساعة على الأقل من الصيام ويتم التعافي خلال 72 ساعة بعد تناول الطعام، رغم أن الأسباب التي تفسر صداع الصيام (بالإنجليزية: Fasting Headaches) ليست معروفة تماماً، لكن هناك العديد من النظريات التي تفسر العلاقة ما بين ألم الرأس والصيام، نذكر منها ما يلي:^[2][3]

• انخفاض نسبة السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، يستهلك الدماغ طاقة أكثر من أي عضو آخر في الجسم، وذلك لأنه غني بالخلايا العصبية التي تحتاج للجلوكوز كمصدر للطاقة، ويعد سكر الجلوكوز الذي نحصل عليه من خلال الطعام هو مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ وخلاياه، وفي غياب ذلك المصدر أو قلته أثناء ساعات الصيام فإنه يؤدي للشعور بآلام الرأس.^[5]
• تأثير الكافيين، إن الامتناع عن تناول الكافيين لمن تعود على إدخاله في نظامه الغذائي خلال ساعات النهار يعد من الأسباب المحتملة في إحداث الصداع أثناء الصيام، وتسمى تلك الحالة بانسحاب الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine-withdrawal) ويحدث عادةً بعد مرور 18 ساعة بعد تناول أخر جرعة من الكافيين سواءً كان تناولها عن طريق الشاي أو القهوة أو غيرها من الأطعمة أو المشروبات الحاوية على الكافيين .
• الجفاف أو الإجهاد، فإن عدم تناول كفايتك من الماء من الأطعمة والمشروبات بالتزامن مع الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، قد يعرضك للجفاف والذي ينتج عنه الصداع.
• تغيّر العادات الغذائية، حيث إن اقتصار وجبات الطعام ضمن وجبتي الإفطار والسحور يمكن أن يؤدي إلى الشعور بآلام الرأس خصوصاً في ساعات النهار.
•  التوقف المفاجئ عن التدخين، إن انسحاب النيكوتين المفاجئ الناتج عن الامتناع عن التدخين لساعات طويلة يؤدي لعدة أعراض مرتبطة بانسحاب النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine withdrawal) وأشهرها الصداع.^[6]
• اضطرابات النوم، هناك أدلة كثيرة تربط ما بين اضطرابات النوم وحدوث الصداع، وتعد قلة النوم من أِكثر الممارسات شيوعاً في شهر رمضان نظراً لتغيير نمط الحياة بشكل عام.^[7]
• انخفاض الصوديوم، يحفز الصيام انخفاض مستويات الصوديوم في الدم وذلك عن طريق زيادة طرحه في البول ويعرف طبياً باسم فرط إفراغ الصوديوم في البول المرتبط بالصيام (بالإنجليزية: The Natriuresis Of Fasting)، وفي غياب تعويض الصوديوم قد يعاني الصائم من نقص الصوديوم في الدم (بالإنجليزية: Hyponatremia) الذي يسبب ألم الرأس وأعراض أخرى.^[8]
• نقص العناصر الغذائية، قد يؤدي اتباع الأنماط الغذائية غير المناسبة أو الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الحرمان لحدوث الصداع أثناء الصيام.^[8]

طرق الوقاية من الصداع في رمضان

هناك العديد من الخطوات التي تساعدك في علاج الصداع في رمضان والوقاية منه، ومن أبرز نصائح تجنب الصداع ما يأتي:^[2][3][8][9]

• تقليل تناول الأطعمة والمشروبات الحاوية على الكافيين بشكل تدريجي قبل رمضان، حيث يعد التخفيض التدريجي من تناول القهوة والشاي من الطرق الناجحة في تقليل الإصابة بالصداع في رمضان.
• شرب كميات كافية من المياه، فإن تناول احتياجك اليومي من المياه يساعدك في المحافظة على رطوبة جسمك، كما يجنبك حدوث الصداع أثناء الصيام أيضاً.
• تغيير النمط الغذائي، حيث وُجِد أن اتباع الأنظمة قليلة الكربوهيدرات يمكن أن يساعد عقلك أن يتعود على استخدام الأجسام الكيتونية في الطاقة بدلاً عن الجلوكوز، كما يُنصح أن يكون نظامك الغذائي معتدلاً يحتوي على جميع المًغذيات الضرورية.
• تناول الطعام على دفعات، لتجنّب امتلاء المعدة بشكل مفاجئ وزيادة الدم الواصل إليها على حساب الدم الواصل إلى خلايا الدماغ، مما يقلل فرصة حدوث الصداع بعد الإفطار.
• تجنب الإجهاد الذهني والبدني، تأتي توصيات وزارة الصحة السعودية بتجنب الإجهاد الذهني أو البدني، فإن ذلك يرفع من احتمالية حدوث الصداع لدى الصائمين.
• مارس تمارين الرياضية بانتظام، وينصح أن يتم ممارسة الرياضة بعد الإفطار للحفاظ على صحتك وضمان إمداد جسمك بالطاقة اللازمة للتمرين.^[10]
• تناول سحور صحي، إن توجهك للخيارات الصحية عند السحور أمر بالغ الأهمية ويجنبك تأرجح مستويات السكر في الدم وما يعقبه من آلام في الرأس.
• الحصول على قدر كافٍ من النوم، ذلك من شأنه أن يجنبك الإجهاد وما ينجم عنه من آلام في الرأس خلال ساعات الصيام.

نلاحظ أن الأسباب المؤدية للصداع لا زالت محل جدل للعلماء، لكن النظريات المقترحة تحاول إيجاد علاقة بين الممارسات التي نقوم بها وإمكانية تحفيز الصداع، وبذلك يمكننا تفادي حدوث الصداع عن طريق تجنّب محفزاته، أمّا إذا كنت تعاني من صداع في رمضان شديد وبشكل مستمر فلا تتردد باستشارة الطبيب لإيجاد حل يتناسب مع حالتك الصحية و علاج الصداع أثناء الصيام .