أسباب السكتة القلبية
- تاريخ النشر: الخميس، 31 مارس 2022 آخر تحديث: الأحد، 30 أكتوبر 2022
تُساعد معرفة أسباب السكتة القلبية في التقليل من خطورة الإصابة بهذه الحالة الطبية الطارئة إذا تعامل معها المرء بشكل صحيح، وكذلك من المُهم معرفة الأعراض التي تصاحب هذا المرض حتى يتمكن الشخص من طلب المساعدة على الفور والحصول على الإسعافات مع ضمان عدم التأثير على الدماغ بشكل سلبي أو تهديد الحياة بشكل كامل.
السكتة القلبية
هُناك عدة حالات خطيرة تُصيب القلب وتُهدد حياة الإنسان، ومنها: السكتة القلبية (بالإنجليزية: Cardiac Arrest) التي تؤدي إلى توقف القلب عن النبض، وتُعرف هذه الحالة باسم الموت القلبي المُفاجئ (بالإنجليزية: Sudden cardiac death) أيضًا، ولا بُد من المسارعة إلى الإسعافات الأولية والذهاب إلى مقدم الرعاية الصحية لحماية حياة المصابين عند التعرض إلى السكتة؛ فإنها واحدة من الحالات الطارئة. [1]
أسباب السكتة القلبية الشائعة
من الجيد معرفة أسباب السكتة القلبية لتجنبها أو التعامل معها بشكل جيد قبل الإصابة بالسكتات، وفيما يأتي قائمة ببعض الأسباب الشائعة لهذه الحالة: [2]
- عدم انتظام ضربات القلب: يُعد عدم انتظام ضربات القلب السبب الأكثر انتشارًا للإصابة بالسكتة القلبية المُفاجئة، وتحدث مشكلة الاضطراب في ضربات القلب عن خلل في النظام الكهربائي المسؤول عن انتظام النبض عند الإنسان.
- اختلال الكهارل: يحتوي جسم الإنسان على عدة أنواع من الكهارل، وأبرزها: الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وإذا تعرض الجسم إلى نقص كبير عن حاجته من أحد هذه الكهارل؛ فإن ذلك يؤدي إلى توقف عضلة القلب عن الحركة وتوقفه عن ضخ الدم والإصابة بالسكتة.
- تضخم القلب: يؤدي تضخم القلب إلى ظهور تقلصات غير طبيعية في قلب الإنسان، ويُمكن أن تتسبب هذه التقلصات بسكتة قلبية. [3]
- مرض القلب التاجي: يُعرف هذا المرض بعدة أسماء أخرى، ومنها: داء الشريان التاجي، وهو مرض يُصاب به الإنسان عندما تضيق الشرايين التاجية وتتضخم نتيجة لانسداد اللويحات، ويؤثر ذلك على تدفق الدم في الجسم، ويكون سببًا في السكتة التي يتعرض إليها القلب أحيانًا. [3]
- النزيف الحاد: يفقد الجسم كميات كبيرة من الدم عند الإصابة بنزيف حاد ويؤثر ذلك على عمل القلب ويؤدي إلى السكتة، ويعرف النزيف الحاد كذلك باسم صدمة نقص حجم الدم. [4]
عوامل خطورة الإصابة بالسكتة القلبية
تزيد العوامل الآتية من خطورة إصابة المرء بسكتات القلب: [1]
- أمراض صمام القلب: إذا أصيب المرء بأمراض صمام القلب فإن حُجرات القلب تمتلئ بالدم أكثر من المُعتاد أو لا تستطيع الحصول على حاجتها من الدم حسب نوع المرض الذي يتعرض إليه الإنسان، وتؤثر هذه الحالات على قلب الإنسان وتزيد من خطورة الإصابة بالسكتة.
- أمراض القلب الخَلقية: يصاب البعض بأمراض القلب مُنذ الولادة، وتُعرف هذه الأمراض باسم أمراض القلب الخَلقية، وعادة ما تزداد خطورة إصابة الأطفال بسكتات القلب المُفاجئة إذا كانت لديهم مشاكل وأمراض قلبية خطيرة عند ولادتهم.
- الجنس: عادة ما تزداد نسبة الإصابة بسكتات القلب عند الرجال مُقارنة بنسبة الإناث الذين تُصيبهم هذه الحالة.
- النشاط الرياضي: تصل نسبة الوفيات الناتجة عن السكتة القلبية أثناء ممارسة الرياضة إلى الثلثين في الأطفال، كما أن ثلاثة أرباع نسب وفيات السكتة القلبية عند الشباب تكون في الرياضيين أيضًا. [5]
- نمط الحياة غير الصحي: تزداد فرصة التعرض إلى سكتة القلب عند الأشخاص الذين يمارسون نمط حياة يؤدي إلى السمنة وارتفاع ضغط الدم، وكذلك التعرض إلى السموم والعقاقير وتناول بعض الأدوية أو الكوكايين. [5]
- الضربات المباشرة على الصدر: إذا تعرض المرء إلى ضربة مباشرة على المنطقة التي تغطي القلب من الصدر؛ فإن ذلك يزيد من فرصة السكتة. [5]
أعراض السكتة القلبية
يُمكن أن يتعرض البعض إلى السكتة القلبية دون وجود أية أعراض تسبقها بينما تظهر الأعراض المبكرة التحذيرية عند البعض، ومنه هذه الأعراض ما يأتي: [1]
- الإصابة بالدوار.
- الشعور بالتعب أو الضعف.
- الضيق التنفس.
- التقيؤ.
- التغير في خفقان القلب أو اختفاء النبض نهائياً.
- الشعور بآلام في الصدر.
- توقف النفس أو مواجهة صعوبة في التنفس.
- الانهيار أو فقدان الوعي.
تشخيص السكتة القلبية
تظهر السكتة القلبية بشكل مُفاجئ عادة، ولا يتوفر الوقت لإجراء الاختبارات والفحوصات، ولذلك فإنه يتم الاعتماد على الأعراض للتحقق من إصابة المرء بالسكتات، وخاصة إذا كان النبض متوقفًا أو تعرض المصاب إلى فقدان الوعي، [6] وكثيرًا ما يقوم الأطباء بإجراء الفحوصات والاختبارات الآتية لمعرفة مدى خطورة إصابة الشخص بالسكتة القلبية لاتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة: [7]
- مُخطط كهربية القلب: يستطيع هذا الاختبار التحقق من النشاط الكهربائي للقلب ومُلاحظة أية إشارات أو حالات غير طبيعية.
- تخطيط صدى القلب: يهدف هذا الفحص إلى التحقق من حجم القلب بالإضافة إلى معرفة شكله والتأكد من نجاحه بإتمام وظائفه.
- القسطرة القلبية: عند إجراء القسطرة يقوم الطبيب بإدخال أنبوب عبر أحد الشرايين أو الأوردة في الساق أو القدم حتى الوصول إلى القلب، وتُساعد هذه العملية في إجراء العديد من الاختبارات، ومن ذلك إدخال صبغة أثناء القسطرة عند الرغبة في تصوير الأوعية التاجية. [8]
- تحاليل الدم: في بعض الأحيان يقوم مقدم الرعاية الطبية بأخذ عينة من الدم ثم تحليلها للتحقق من مستويات البوتاسيوم والهرمونات والمغنيسيوم والعديد من المواد الكيميائية الأخرى التي تؤثر على عمل القلب وتزيد من خطورة السكتة. [9]
العلاجات والإسعافات الأولية للسكتة القلبية
تَجب المُسارعة إلى إجراء الإسعافات الأولية فور الإصابة بالسكتة القلبية للحد من نسبة تعرض المصاب إلى الوفاة، وينبغي الحصول على المساعدة من الأشخاص الذين بالقرب؛ فإن المريض يُعاني من مشاكل في التنفس والوعي، ولن يكون قادرًا على إسعاف نفسه عادة، ولا يحتاج إسعاف هذه الحالة إلى كثير من الخبرة، وإنما يمكن اتباع العديد من الإرشادات السهلة للتعامل مع سكتة القلب، ومنها: الضغط على صدر المريض ومُحاولة الإنعاش القلبي الرئوي والاتصال بالطوارئ. [10]
الاتصال مع الطوارئ
لا بُد من التواصل مع الطوارئ في البداية قبل البدء بأي إسعاف للمصاب -بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي- إذا توفر هاتف يُمكن الوصول إليه فورًا، وذلك ليتمكن الفريق الطبي المسؤول عن الإسعافات من الوصول في أسرع وقت والتعامل مع الحالة باحترافية تزيد من فرصة إنقاذ المريض، ويجدر الذكر بأن أرقام الطوارئ تختلف بين دولة وأخرى. [11]
الإنعاش القلبي الرئوي
على المُسعف التحقق من تنفس المصاب بالسكتة القلبية ثم البدء بالإنعاش القلبي الرئوي على الفور إذا كان النَفس مُنقطعًا، وذلك عن طريق الضغط بقوة وسرعة كبيرتين على صدر المصاب، وينبغي أن يتراوح عدد الضغطات بين 100-120 ضغطة في كل دقيقة، وفي حالة تلقى المُسعف دورة تدريبية في الإنعاش القلبي الرئوي؛ فينبغي عليه التحقق من مجرى الهواء عند المصاب ثم إجراء التنفس الإنقاذي بعد كل 30 ضغطة، وإلا فإنه يجب الاستمرار في الضغط بقوة وسرعة حتى توفر مُزيل الرَجَفان. [11]
الاعتماد على مزيل الرجفان
يمكن استخدام مُزيل الرجفان بسهولة كبيرة؛ فإنه مُزود بنظام صوتي لإرشاد المستخدم خطوة بخطوة، ويستطيع هذا الجهاز فحص نبضات الشخص المصاب وتقديم التوصيات لإجراء صدمة إذا لزم الأمر، ثم يجب على المُسعف الاستمرار بالإنعاش القلبي الرئوي بعد الصدمة مُدة دقيقتين ثم التحقق من نبضات القلب وإجراء الصدمة مرة أخرى إذا كان المصاب بحاجة لها، وهكذا ينبغي تكرار الخطوات السابقة حتى إنعاش الشخص أو حضور رجال الإسعاف. [11]
علاج السكتة في المستشفى
إذا وصل المصاب المشفى؛ فإن الأطباء يقومون بالتعامل مع حالة السكتة حتى ضمان استقرار القلب ثم يتم علاج السبب الرئيسي وراء السكتة بعد التحقق من استقرار الحالة حسب حالة المريض، وينبغي على المرضى اتباع جميع إرشادات مُقدم الرعاية الصحية بعد ذلك لضمان الحد من الإصابة بالسكتة مرة أخرى، ومنها: إجراء العمليات الجراحية واستخدام الأجهزة الطبية وتناول الأدوية وإجراء الاختبارات بانتظام. [11]
فرصة النجاة من السكتة القلبية
يعتمد تحديد فرصة نجاة المرء من السكتات القلبية على العوامل الآتية: [10]
- مدى مُعاناة المصاب من تلف في الدماغ ونسبة هذا التلف.
- الوقت بين الإصابة بالسكتة والبدء بالإنعاش القلبي الرئوي واستخدام جهاز مُزيل الرجفان.
- جودة استخدام جهاز مُزيل الرجفان وإجراء الإنعاش القلبي الرئوي لإسعاف المصاب.
- الوقت المُستغرق لاستئناف أنشطة الدماغ بعد الإصابة بالسكتة.
مضاعفات السكتات القلبية
تتسبب السكتة القلبية بانخفاض نسبة الدم التي تصل إلى الدماغ، وينتج عن ذلك غياب الوعي، وإذا لم يتم إسعاف المريض وإعادة النبض بسرعة فإن ذلك يؤدي إلى تلف الدماغ ثم الوفاة، ويمكن أن تظهر علامات تلف الدماغ على الإنسان حتى بعد النجاة من الإصابة بالسكتة القلبية، وهي أخطر المُضاعفات التي تصاحب هذه الحالة التي تؤثر على القلب والجسم بشكل سلبي. [11]
الوقاية من السكتات القلبية
هُناك العَديد من الإرشادات التي تساعد في الوقاية من السكتة الدماغية وآثارها الخطيرة، وأبرزها ما يأتي: [7]
- تناول الأطعمة الصحية: يجب على الشخص الإكثار من تناول الخضروات والفواكه بالإضافة إلى الحبوب الكاملة ومصادر البروتينات الخالية من الدهون للحد من تعرضه إلى السكتات القلبية.
- المُحافظة على الوزن الصحي: تساعد المُحافظة على الوزن الصحي في الحدث من عدة أمراض وحالات مُختلفة، ومنها: سكتات القلب، ويُمكن للمرء استشارة مُختص التغذية للحصول على نظام غذائي يعينه في الوصول إلى الوزن الصحي.
- التحكم في التوتر: على الشخص التحكم في انفعالاته عند التعرض إلى التوتر والحد من الانفعالات الخارجة عن السيطرة للتقليل من خطورة السكتات القلبية.
- ممارسة الأنشطة البدنية: ينبغي الاستمرار في ممارسة الأنشطة البدنية مُدة تبلغ 150 دقيقة خلال الأسبوع وتجنب الجلوس وعدم الحركة فترة طويلة للوقاية من السكتة.
- الإقلاع عن التدخين: تؤدي عادة التدخين إلى الإصابة بالعديد من الأمراض التي تسبب السكتة القلبية، ولذلك فإنه يجب الحد من التدخين لتجنب هذه الأسباب ونتائجها.
- علاج أمراض القلب: لا بُد من علاج الأسباب التي تصيب القلب وتزيد من خطورة الإصابة بالسكتات حتى يضمن الشخص وقاية نفسه من السكتة، ومن ذلك إجراء جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي أو تناول حاصرات بيتا (بالإنجليزية: beta blockers). [6]
الفرق بين السكتة القلبية والنوبة القلبية
كثيرًا ما يتم استخدام مصطلح النوبة القلبية للدلالة على السكتة القلبية إلا أن ذلك من الأخطاء، وعلى الرغم من خطورة الحالتين ولكنهما يشيران إلى معاني مُختلفة، ويُمكن تلخيص الفرق بأن النوبة القلبية تحدث نتيجة لانسداد يتسبب بإيقاف وصول الدم إلى القلب، وأما السكتة؛ فإنها تنتج عن خلل كهربائي يؤدي إلى توقف نبضات القلب، كما أن السكتة القلبية تؤدي إلى الموت بسرعة أكبر إذا لم يتم إسعاف المصاب على الفور. [12]
مُهمٌ جداً معرفة الإسعافات الأولية لحالة السكتة القلبية حتى يتمكن الشخص من إنقاذ الآخرين في الحالات الطارئة، وكذلك تجب معرفة أعراض هذه الحالة ومضاعفاتها وأسبابها حتى يتمكن الإنسان من التعامل معها بشكل صحيح ويُقلل من خطورة الإصابة بالسكتة القلبية الخطيرة.
- أ ب ت "مقال السكتة القلبية" ، المنشور على موقع healthline.com
- ↑ "مقال الأسباب الشائعة للسكتة القلبية المفاجئة" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
- أ ب "مقال السكتة القلبية" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org
- ↑ "مقال السكتة القلبية" ، المنشور على موقع bhf.org.uk
- أ ب ت "مقال السكتة القلبية المفاجئة" ، المنشور على موقع chop.edu
- أ ب "مقال السكتة القلبية" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- أ ب "مقال السكتة القلبية: ما يجب أن تعرفه" ، المنشور على موقع webmd.com
- ↑ "مقال السكتة القلبية المفاجئة" ، المنشور على موقع texasheart.org
- ↑ "مقال السكتة القلبية المفاجئة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- أ ب "مقال ما هي السكتة القلبية؟" ، المنشور على موقع heartfoundation.org.au
- أ ب ت ث ج "مقال السكتة القلبية المفاجئة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- ↑ "مقال حول السكتة القلبية" ، المنشور على موقع heart.org