أسباب ألم الكلى وقت الدورة الشهرية

تتعدد الآلام التي تعاني منها السيدات وقت الدورة الشهرية، ويعد ألم الكلى من ضمن هذه الآلام التي تتعرض لها نسبة قليلة من السيدات، فما هي اسباب الم الكلى وقت الدوره الشهرية؟ وكيف يمكن التغلب على هذه الآلام؟ 

اسباب الم الكلى ثناء الدوره الشهرية

لا يعد ألم الكلى وقت الدورة الشهرية من المشكلات البسيطة التي يمكن أن تمر مرور الكرام، فمن المتوقع أن تعاني معظم السيدات من الانتفاخ، والصداع، وآلام الظهر وقت الدورة الشهرية، لكن حين يتعلق الأمر بألم الكلى فإن الأمر بالتأكيد يستدعي القلق؛ لأنه قد يشير إلى احتمال الإصابة بمشكلة تستدعي التدخل الطبي، نستعرض في السطور القادمة علاقة ألم الكلى بالدورة الشهرية. ^[1]  

الانتباذ البطاني الرحمي الكلوي

يعد الانتباذ البطاني الرحمي الكلوي (بالإنجليزية: Kidney Endometriosis) أو بطانة الرحم الكلوية سبب الم الكلى وقت الدوره، وهو من المشكلات غير الشائعة بين السيدات، وفيها تعاني المريضة من تكوين بطانة الرحم لطبقة ليفية تحيط بالكلى وتسبب الألم، تستجيب هذه الطبقة للتغيرات الهرمونية التي تحدث وقت الدورة الشهرية، وتنهار وتنزف مثل بطانة الرحم الطبيعية.^[1]

يختلف الم الكلى اثناء الدورة الشهرية عن ألم الظهر التقليدي التي تعاني منها معظم السيدات، فهو يكون أكثر شدة، ولا يوجد سبب علمي واضح يفسر مشكلة بطانة الرحم المهاجرة بشكل عام، أو حتى بطانة الرحم الكلوية، ويرجح البعض أنها ترجع إلى ارتداد الحيض وتدفقه عبر قناتي فالوب إلى أحد أعضاء الحوض، بدلاً من تدفقه إلى خارج الجسم.^[1]

حصى الكلى والدورة الشهرية

حصوات الكلى (بالإنجليزية: Kidney Stones) هي عبارة عن معادن صلبة بلورية تتكون داخل الكلى والمسالك البولية، تظهر الآلام الناتجة عن حصوات الكلى عادةً تحت الضلوع، وبالتحديد على جانبي أو منتصف الجزء العلوي من الظهر، يمين أو يسار العمود الفقري. ^[1]

تخلط كثير من السيدات بين ألم الدورة الشهرية وبين الآلام الناتجة عن حصوات الكلى، والحقيقة أننا لا نستطيع أن ننكر تأثير حصى الكلى على الدورة الشهرية، حيث إن وجود حصوات الكلى يؤدي إلى تفاقم آلام الدورة الشهرية، ويزيد من شدتها، ولحسن الحظ يساعد تفتيت الحصوات أو التخلص منها عن طريق الجراحة في التخلص من هذه الآلام، وعودة آلام الدورة إلى نمطها الطبيعي.^[1]

جفاف الجسم وقت الدورة الشهرية

تعاني كثير من السيدات من الجفاف أثناء فترة الحيض، خاصةً إذا كانت الدورة الشهرية غزيرة جداً، أو إذا استمرت فترة طويلة؛ مما ينعكس على تعرض الجسم للجفاف؛ نتيجة لفقدان قدر كبير من السوائل أثناء النزف، لهذا السبب تظهر في هذه الحالة آلام الكلى الناجمة عن الجفاف، وهي مشكلة يمكن التغلب عليها عن طريق شرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم.^[2]  

انتشار تقلصات الرحم

يبدأ جدار الرحم في التقلص بقوة أثناء الدورة الشهرية؛ حتى يتخلص من الدم وبطانة الرحم؛ مما يشكل ضغطاً كبيراً على الأوعية الدموية في منطقة الحوض، وإطلاق الرحم مواد كيميائية تسبب تقلصات الدورة الشهرية، قد تنشر هذه التقلصات عبر شبكة الأعصاب في منطقة الحوض، وتصل إلى عضلات الظهر؛ وهو ما يجعل بعض السيدات يشعرن بألم الكلى وقت الدورة الشهرية.^[2]

أعراض مصاحبة لألم الكلى وقت الدورة

هناك بعض الأعراض المصاحبة لوجع الكلى اثناء الدورة الشهرية، وبالتحديد لمشكلة بطانة الرحم الكلوية، تتضمن هذه الأعراض: ^[1]

1. آلام الظهر الشديدة: تختلف الآلام المصاحبة للطمث في هذه الحالة، حيث تعاني المريضة من آلام شديدة لا تستجيب إلى المسكنات التقليدية، ولا تتحسن بعد استخدام أقراص منع الحمل الفموية.
2. ظهور دم في البول: يعد ظهور الدم في البول أو البراز أثناء الدورة الشهرية من الأعراض الشائعة لبطانة الرحم الكلوية؛ نظراً لوجود علاقة بين الكلى ودورة الطمث.
3. غزارة الطمث: يعد النزيف الغزير من الأعراض المميزة لبطانة الرحم المهاجرة بشكل عام، وبطانة الرحم الكلوية باعتبارها شكلاً من أشكالها.
4. طول فترة الحيض: تعاني السيدات المصابات ببطانة الرحم الكلوية من النزيف الشديد الذي يستمر في بعض الحالات أكثر من سبعة أيام.

أسباب ألم الظهر وقت الدورة الشهرية

تخلط بعض السيدات بين ألم الظهر الذي يحدث بشكل متكرر أثناء الدورة الشهرية، وبين ألم الكلى، ويعد ألم الظهر من الأعراض الشائعة المصاحبة لعسر الطمث، وهناك العديد من الأسباب الكامنة التي تؤدي إلى ألم الظهر أثناء الدورة، من ضمن هذه الأسباب:^[3]  

1. عسر الطمث الأولي الذي يحدث عند الفتيات منذ بداية الدورة الشهرية.
2. عسر الطمث الثانوي الناتج عن مشكلة كامنة؛ مثل: الأورام الليفية بالرحم، أو بطانة الرحم المهاجرة، والالتهابات.
3. العضال الغدي، وهي حالة تنمو فيها بطانة الرحم داخل عضلات الرحم.
4. حالات الحمل غير الطبيعي؛ مثل: الحمل خارج الرحم، أو الإجهاض.
5. التهابات منطقة الحوض، وهي عدوى تسببها بعض أنواع البكتيريا، تبدأ العدوى في الرحم وتنتشر إلى باقي أعضاء الحوض.

الفرق بين ألم الكلى وألم الدورة الشهرية

لا تستطيع كثير من السيدات التفرقة بين الآلام الشائعة المصاحبة للدورة الشهرية، وبين آلام الكلى، وهناك بعض العلامات التي تميز ألم الكلى على وجه التحديد، من أهمها:^[4]  

1. موضع الألم: يحدث ألم الكلى أسفل القفص الصدري على جانبي العمود الفقري، ويصف المرضى هذا الألم بأنه يأتي من أعماق الجسم، يمكن أن ينتشر الألم إلى مناطق أخرى من الجسم؛ مثل: البطن، والفخذ، وجانبي البطن.
2. شدة الألم: يختلف ألم الكلى عن ألم الدورة الشهرية، فهو ألم شديد جداً ولا يستجيب للمسكنات، ويتسم بالثبات، على عكس تقلصات الدورة الشهرية التي تتحسن باستخدام المسكنات التقليدية.
3. الأعراض المصاحبة: هناك بعض الأعراض المصاحبة لألم الكلى؛ مثل: تعكر البول، والألم أثناء التبول، والغثيان، والقيء.

كيفية التغلب على ألم الدورة الشهرية

ينبغي استشارة الطبيب على الفور عند الاشتباه في إصابة أي سيدة بالم الكلى مع الدوره؛ حتى يحدد العلاج المناسب سواء عن طريق الجراحة، أو عن طريق الأدوية، وهناك بعض الطرق التي تساعد على التغلب على الآلام التقليدية للدورة الشهرية، من ضمنها: ^[3]

1. تدليك المنطقة المصابة لتخفيف الألم.
2. ممارسة التمارين الرياضية البسيطة.
3. النوم في وضع يخفف الضغط على عضلات الرحم.
4. تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين وقت الدورة الشهرية.
5. الاستعانة بكمادات الماء الدافئ لتهدئة الألم، أو الاستحمام بالماء الدافئ.
6. الاستعانة بالمسكنات التقليدية؛ مثل: الإيبوبروفين، والأسبرين لتخفيف الألم.

أسئلة شائعة حول الم الكلى قبل الدوره وأثناء نزولها

تشكو بعض النساء من آلام متفاوتة الشدة في الكلى أثناء نزول الدورة الشهرية لديهن، ولقد آثرنا عرض بعض الاستفسارات حول هذا الموضوع:^[1][2][3][4]  

هل الدورة الشهرية تسبب الم في الكلى؟

لا، الدورة الشهرية غالباً ما لا تسبب ألماً في الكلى. عادة ما يكون الألم المرتبط بالدورة الشهرية مرتبطاً بانقباضات العضلات في منطقة الحوض والرحم، وقد يكون مصحوباً بآلام في الظهر أو البطن السفلي. هذه الانقباضات العضلية تحدث نتيجة تقلصات الرحم للتخلص من بطانة الرحم الشهرية. 

ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تحدث مشاكل في الكلى تسبب آلاماً أثناء الدورة الشهرية. قد تتسبب بعض الأمراض مثل التهابات المثانة أو تكون الحصى الكلوية في آلام في منطقة الحوض أو الظهر السفلي. إذا كنت تعاني من آلام شديدة أو غير طبيعية خلال الدورة الشهرية، فمن الأفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد السبب المحتمل وتوجيه العلاج المناسب.^[1][2][3][4]  

هل يمكن أن تشرح لي المزيد عن الأمراض التي يمكن أن تسبب آلاماً في الكلى؟

التهاب الكلى، والتهاب المثانة، وبطانة الرحم المهاجرة، ووجود حصوات في الكلى، والتهاب الجراب الكلوي.^[1][2][3][4] 

هل التهاب الكلى يؤثر على الدورة الشهرية؟

نعم، التهاب الكلى قد يؤثر على الدورة الشهرية. التهاب الكلى قد يسبب تغيرات في نمط ومدة الدورة الشهرية، مثل زيادة النزيف أو نقصه، وتغيرات في الألم المرتبط بالدورة الشهرية. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه التأثيرات ليست شائعة وقد تختلف من حالة لأخرى؛ لذا، إذا كان لديك أعراض مشابهة، من الأفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتوجيه العلاج المناسب.^[1][2][3][4] 

هل هناك علاقة بين تأخر الدورة وألم الكلى؟

لا، عادةً ما لا تكون هناك علاقة مباشرة بين تأخر الدورة وألم الكلى. تأخر الدورة الشهرية يمكن أن يكون نتيجة لعوامل مثل التوتر النفسي، التغيرات في الوزن، التغيرات في نمط الحياة، أو مشاكل هرمونية أخرى. بالمقابل، ألم الكلى غالباً ما يكون ناتجاً عن أسباب مثل التهاب الكلى أو حصى الكلى.^[1][2][3][4]  

هل حصى الكلى يؤثر على الدورة الشهرية؟ 

إن تأثير حصى الكلى على الدورة الشهرية غير شائع لكنه قد يحدث في بعض الحالات، حيث إن حصى الكلى هي ترسبات صلبة تتكون في الكلى نتيجة تراكم المعادن والمواد الكيميائية. وعادةً ما تؤثر حصى الكلى على الجهاز البولي؛ مما يمكن أن يسبب آلام في الكلى وتغيرات في البول مثل وجود الدم في البول أو زيادة التبول.^[1][2][3][4] 

هل ألم الكلى قبل الدورة من علامات الحمل؟

لا، ألم الكلى قبل الدورة ليس من علامات الحمل، ألم الكلى قد يكون ناتجاً عن مشكلات في الجهاز البولي أو التهابات في المسالك البولية، وهو غالباً ما يكون مصحوباً بأعراض أخرى مثل آلام الظهر أو البطن السفلي، وتغيرات في البول. على الجانب الآخر، فإن علامات الحمل تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم، تأخر الدورة الشهرية، زيادة في حجم الثدي، تعب، غثيان، تقيؤ، وتغيرات في المزاج.^[1][2][3][4] 

تتعدد أسباب ألم الكلى وقت الدورة الشهرية، فقد يكون بعضها بسيطاً ويمكن التغلب عليه، وقد يشير البعض الآخر إلى مشكلة تستدعي التدخل الطبي؛ لهذا السبب لا ينبغي تجاهل هذا الألم مطلقاً، واستشارة الطبيب على وجه السرعة؛ حتى يحدد العلاج الطبي المناسب لحالة المريضة.