أحدث الدراسات: التورين قد يكون كلمة السر في إطالة العمر

إبطاء عملية الشيخوخة وإطالة عمر الإنسان من الأمور التي تتسم بالتعقيد الشديد حينما يتناولها العلماء بالدراسات والتجارب حيث تتداخل عدة عوامل في تأخير عملية الشيخوخة، أحدث تلك الدراسات تشير إلى دور فعّال تلعبه مادة التورين في إبطاء عملية الشيخوخة.

هل التورين هو إكسير الحياة؟

كشفت نتائج دراسة نشرتها مجلة ساينس يوم الخميس 8 يونيو 2023 عن علاقة محتملة بين مكملات التورين وتأثيرها على الشيخوخة، وقياس ما إذا كانت مستويات التورين في الدم تؤثر في الشيخوخة عن طريق قياس تركيزات الحمض الأميني في أثناء عملية الشيخوخة في العديد من الفئران، والقردة، والديدان إذ تنتج الحيوانات مثل البشر التورين بصورة طبيعية، وتنخفض مستوياته مع التقدم في العمر حيث يقل التورين بنسبة 80% لدى كبار السن.

توصلت الدراسة إلى أن الفئران، والديدان، والقرود الكبيرة في السن يمكن أن تعيش حياة أطول، وتتمتع بصحة أفضل عند تناولها كميات كبيرة من التورين، وكشف الباحثون أن مستويات الأحماض الأمينية التي تحدث طبيعياً تنخفض مع تقدم الحيوانات في العمر، ويؤدي تعويض هذه الخسارة بمكمل التورين إلى تأخير المشكلات الصحية المرتبطة بالعمر.

قام الباحثون في الدراسة بإطعام مجموعة من الفئران يوميًا بمحلول التورين، بعدها زاد عمر الحيوانات بنحو 12٪ في الإناث، و10٪ في الذكور مقارنةً بالحيوانات في مجموعات التحكم التي لم تتناول التورين، كما شهدت الفئران أيضاً تحسناً ملحوظاً في قدرتها على التحمل، والقوة العضلية، وانخفضت بعض السلوكيات المرتبطة بالاكتئاب والقلق لدى الإناث، وتقوية جهاز المناعة، وتقليل زيادة الوزن المرتبطة بالعمر في الإناث.  

أعطى الباحثون في التجربة طعاماً يحتوى على التورين للديدان، وقردة الريسوس في منتصف العمر، ووجدوا أن الديدان عاشت لفترة أطول وكانت أكثر صحة من المجموعة التي لم تتناول التورين، وانخفض وزن القردة، وأصبح لديها عظاماً أكثر كثافة، ولاحظ العلماء علامات أقل لتلف الكبد.

نتائج الدراسة حول تأثير التورين في إبطاء الشيخوخة جاءت متوافقة مع بعض الأبحاث السابقة التي أشارت إلى أن التورين يحمي الخلايا، ويعزز بقائها على قيد الحياة مع ذلك تعد الشيخوخة أمراً معقداً للغاية، ولا يمكن لعنصر واحد فقط أن يؤثر فيها.^[1][2]  

مكملات التورين

على الرغم من أن الدراسة كشفت عن مدى تأثير تناول التورين على مكافحة الشيخوخة وإطالة عمر الحيوانات إلا أنه لا يُنصح بتناول مكملات التورين إلا بعد إجراء التجارب السريرية على حيث لم يكتشف العلماء بعد تأثير التورين في الشيخوخة لدى الإنسان، كما أن كميات التورين المستخدمة في التجارب على الحيوانات كانت كبيرة للغاية، وهي مستويات قد تتجاوز بكثير حدود الاستهلاك الآمن الموصى للبشر.

الأمر اللافت الذي أشارت إليه الدراسة هو أن ممارسة التمارين الرياضية أدت إلى زيادة تركيزات التورين في دم كل من الرياضيين والأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، وهو ما قد يفسر الآثار المضادة للشيخوخة الناتجة عن التمارين الرياضية.^[1][2]

التورين ومشروبات الطاقة

التورين هو عنصر شائع في المكملات الصحية، وأيضاً مشروبات الطاقة التي تحتوي على ما يقرب من 1 جرام من التورين مع ذلك يحذر العلماء والباحثون في الدراسة من تناول مكملات التورين دون استشارة الطبيب، واستهلاك مشروبات الطاقة حيث تؤدي مشروبات الطاقة المليئة بالسكر إلى أضرار صحية خطيرة، ولا تؤدي إلى أي تأثير لإبطاء الشيخوخة، كما أنها تحتوي على مواد أخرى غير آمنة عند استهلاكها بكميات كبيرة. ^[1][2]

كيف نحصل على التورين؟

التورين (بالإنجليزية: Taurine) هو مادة كيميائية تُسمى حمض السلفونيك الأميني، تُصنع بشكل طبيعي في الجسم، ويتركز التورين في العقل، والقلب، والعضلات، والعين، ويقوم بالعديد من الوظائف الهامة في القلب والمخ حيث يساعد على نمو الأعصاب، وخفض ضغط الدم، وتهدئة الجهاز العصبي مما يمنع فشل القلب، ويستخدم التورين في حالات التهاب الكبد، وفشل القلب الاحتقاني.

المصادر الرئيسية للتورين هي البروتينات الحيوانية مثل اللحوم، والمأكولات البحرية مثل المحار، ومنتجات الألبان، كما يمكن العثور على كميات كبيرة من التورين في لحم الديك الرومين والدجاج الداكن، ولا تحتوي النباتات على كمية كافية من التورين لذلك يستهلك الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا نباتيًا كميات أقل من التورين.^[3][4]  

كشفت نتائج أحدث الدراسات علاقة بين استهلاك التورين وإبطاء عملية الشيخوخة في الحيوانات مما جعل العلماء يدعون إلى إجراء تجارب سريرية موسعة على البشر للتأكد من فوائد التورين في مكافحة الشيخوخة.