هل ضعف عضلة القلب خطير
ضعف عضلة القلب أو ما يسمى باعتلال عضلة القلب من الأمراض الخطيرة التي تصيب القلب وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وفي مقالنا الآتي شرح عن طرح سؤال هل ضعف عضلة القلب خطير والإجابة عليه بالتفصيل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ضعف عضلة القلب
ضعف عضلة القلب (بالإنجليزية: Cardiomyopathy) وهي إحدى أمراض القلب التي يكون يواجه فيها القلب صعوبة في ضخ الدم إلى جميع أنحاء وأجزاء الجسم، الأمر الذي يؤدي بالتدريج إلى فشل القلب، وقد تم تقسيم اعتلال عضلة القلب إلى عدة أنواع رئيسية تشير إلى شكل هذا الاعتلال وأعراضه، وهذه الأنواع كالآتي: [1]
- اعتلال عضلة القلب التوسعي (بالإنجليزية: Dilated cardiomyopathy)
- اعتلال عضلة القلب الضخامي (بالإنجليزية: Hypertrophic cardiomyopathy)
- اعتلال عضلة القلب المقيد (بالإنجليزية: Restrictive cardiomyopathy).
مخاطر ومضاعفات ضعف عضلة القلب
تنطوي الإصابة باعتلال عضلة القلب على إصابة المريض بعدة مخاطر ومضاعفات لا يستهان بها منها: [1]
فشل القلب
عدم قدرة القلب على ضخ الدم بالشكل الطبيعي والمعتاد ومواجهة صعوبة وعجز في ذلك يؤدي إلى ما يسمى بالفشل القلبي (بالإنجليزية: Heart failure) أو قد يطلق عليه قصور القلب، وهو أمر خطير مهدد لحياة المريض يحتاج إلى تدخل جراحي بشكل فوري.
الجلطات الدموية
ضخ الدم بشكل سليم يعني انسيابه وسريانه إلى جميع أجزاء الجسم بسلاسة، لكن ضعف التدفق يعني ازدياد فرصة تكون جلطات دموية في القلب، وهي ذات خطر كبير في حال انتقالها إلى مجرى الدم، حيث تتسبب في انسداد الشرايين ومنع تدفق الدم إلى الأعضاء الحساسة مثل الدماغ.
مشاكل في صمام القلب
عدم غلق وفتح صمامات القلب بشكل طبيعي يعني حصول مشكلة فيها، هذا الأمر ينتج عن تدفق الدم غير الطبيعي، كما أنه قد يتسبب في تدفق الدم إلى خلف الصمام فلا يغلق بطريقة سليمة.
السكتة القلبية المفاجئة
من أهم المخاطر التي تنطوي عليها الإصابة باعتلال عضلة القلب؛ التعرض لسكتة قلبية بشكل مفاجئ، وهو ما يعني الموت المفاجئ أيضاً، ذلك يعود إلى عدم انتظام ضربات القلب بسبب ضعف عضلة القلب، الأمر الذي يؤدي إلى الإغماء أو الموت المفاجئ.
عوامل خطر الإصابة بضعف عضلة القلب
هناك العديد من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة باعتلال عضلة القلب منها: [1]
- التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب عامة واعتلال عضلة القلب خاصة.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن.
- التعرض لنوبات قلبية سابقة أو مرض الشريان التاجي أو عدوى في القلب.
- إدمان الكحول وتعاطيها.
- تناول العقاقير غير المشروعة والمخدرة مثل الكوكايين والمنشطات.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل؛ مرض السكري والغدة الدرقية واضطرابات النسيج الضام.
- السمنة.
- داء ترسب الأصبغة الدموية.
- الداء النشواني.
- التعرض للسموم مثل؛ المعادن الثقيلة.
أسباب ضعف عضلة القلب
الإصابة بضعف عضلة القلب يعني أن هناك أسباب تكمن وراء ذلك، ومن هذه الأسباب الآتي: [1] [2]
أسباب وراثية
وهي تعني ولادة الشخص مع ضعف في عضلة قلبه، يعود هذا الأمر إلى جينات ورثها عن والديه.
أسباب مكتسبة
وتعني عدة عوامل تعرض لها المريض خلال حياته سببت اعتلالاً في قلبه، مثل:
- تلف أنسجة القلب جراء التعرض لنوبة قلبية.
- ارتفاع ضغط الدم طويل الأمد.
- عدم انتظام دقات القلب.
- مشاكل في صمام القلب.
- عدوى فيروس كورونا.
- التهاب القلب.
- اضطرابات التمثيل الغذائي التي تسبب السمنة والسكري وغيرها.
- نقص الفيتامينات الأساسية مثل؛ فيتامين ب1.
- تراكم الحديد في عضلة القلب.
- الأورام الحبيبية.
- اضطراب النسيج الضام.
- إدمان الكحول والمخدرات.
- أدوية علاج السرطان مثل؛ العلاج الكيميائي.
أعراض اعتلال عضلة القلب
يواجه مريض ضعف عضلة القلب عدة أعراض ناتجة عنه، ومن أهم هذه الأعراض: [2]
- التعب والضعف العام.
- ضيق التنفس.
- الدوخة.
- ألم في الصدر.
- خفقان القلب.
- السعال عند الاستلقاء.
- نوبات من الإغماء.
- ارتفاع ضغط الدم.
- انتفاخ البطن.
- تورم في القدم أو الكاحل أو الساق أو أجزاء أخرى من الجسم.
طريقة تشخيص ضعف عضلة القلب
تأكيد الطبيب لإصابة المريض بضعف في عضلة قلبه يتم عن طريق إجراء عدة تحاليل وفحوصات مثل: [2]
- الفحص البدني.
- تحاليل الدم الخاصة بالقلب.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية لتبين حجم القلب وبنيته.
- مخطط صدى للقلب الذي يهدف لإنشاء صورة حية للقلب ومتابعة نبضاته.
- التصوير بالرنين المغناطيسي لتصوير القلب والأوعية الدموية.
- قسطرة القلب عبر إدخال أنبوب طويل ورفيع في الشريان أو الوريد ثم التوجه فيه إلى القلب لتقييم أداءه وكشف مواضع الانسداد أن وجدت.
- خزعة عضلة القلب؛ وهي عبارة عن أخذ جزء صغير من أنسجة القلب لفحصها بتمعن تحت المجهر.
علاج ضعف عضلة القلب
علاج اعتلال عضلة القلب يعني ظهور أعراض هذا المرض على المريض مثل ارتفاع ضغط الدم وغيره، لذلك العلاج يكون بحسب الأعراض، إذ غالباً الإصابة بهذا المرض دون أعراض ظاهرة لا يستدعي العلاج، ومن الطرق العلاجية المتاحة لضعف عضلة القلب: [2] [3]
الأجهزة المزروعة جراحياً
يمكن علاج ضعف عضلة القلب جراحياً عبر زرع أجهزة تساعد العضلة في عملها على ضخ الدم، مثل الأجهزة المخصصة لتنظيم ضربات القلب.
تغيير نمط الحياة الصحي للمريض
يكون ذلك عبر اتباع تدابير تخفف من الضغط على عضلة القلب مثل؛ التخلص من الوزن الزائد والتدخين، فيعمد المريض هنا إلى الوصول إلى وزن معتدل عبر اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والإقلاع عن التدخين، علاوة على ممارسة النشاط البدني باستمرار ومنتظم وإدارة الإجهاد والتوتر، كما ينصح بتقليل الملح في النظام الغذائي المتبع، والحد من استهلاك الكحول.
الأدوية الطبية
يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية للمرضى بحسب العَرَض الظاهر عليهم، مثل الأدوية الخاصة بارتفاع ضغط الدم ومنع احتباس الماء والسوائل في الجسم، بالإضافة إلى الأدوية التي تنظم ضربات القلب وتلك التي تمنع تجلط الدم وتقلل من معدلات الالتهاب.
أما عن أنواع الأدوية التي تُصرف لمريض ضعف عضلة القلب فمنها:
- الأدوية المدرة للبول.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين الاسم التجاري: (Angiotensin-converting enzyme (ACE)، تعمل هذه الأدوية خفض ضغط الدم وبالتالي تقليل الضغط الى عضلة القلب.
- حاصرات بيتا (الاسم التجاري: Beta-blockers) تعمل هذه الأدوية على تقليل معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- دواء إيفابرادين (الاسم التجاري: Corlanor) وهو مخصص لخفض معدل ضربات القلب، كذلك الأمر لدواء الديجوكسين (الاسم التجاري: Lanoxin).
الخيار الجراحي
الخيار الجراحي يتضمن عدة حلول تساعد المريض على عيش حياة طبيعية مثل؛ استبدال صمام القلب أو استئصال عضلة الحاجز أو حتى إزالة بعض أنسجة القلب للحصول على تدفق دم أفضل.
الزراعة
يقصد بالزراعة هنا هو زراعة قلب كامل، وهو خيار يتم اللجوء له في حالات ضعف عضلة القلب الشديد، فيحدد الطبيب موعداً لزراعة قلب لمريضه إذا توفر متبرع قلبه يتوافق مع جسد المريض.
الوقاية من ضعف عضلة القلب
اعتلال عضلة القلب مرض لا رجعة عنه لكن هناك تدابير وقائية من شأنها أن تحافظ على صحة القلب وتقلل تأثير المرض عليه مثل: [2] [3]
- الانتظام في ممارسة الرياضة والنشاط البدني بشكل عام، والعمل قدر الإمكان على تخفيف مقدار الجلوس عبر التحرك المتواصل، كما ينصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة بشكل يومي.
- اتباع نظام غذائي صحي والذي يكون عبر الحد من تناول السكريات والأطعمة المقلية والدهون، واستبدال ذلك بزيادة تناول الفواكه والخضروات، علاوة على الحرص على تناول الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- العمل على تقليل الإجهاد النفسي والتوتر.
- الإقلاع عن التدخين.
- إدارة الظروف الصحية مع الطبيب المختص بحالة المريض لمنع تفاقمها.
- مراقبة الضغط الدم والحرص على كونه ضمن المعدل الطبيعي، إذ إن ارتفاع ضغط الدم يتسبب في الإصابة بالسكتة القلبية والفشل الكلوي والذبحة الصدرية وغيره.
- الانتباه للتفاعلات والتداخلات الدوائية التي قد تزيد من حدة أعراض قصور القلب ويهدد الحياة، يكون ذلك في حالة تناول أكثر من دواء خاصة لمن يعاني من قصور القلب، لذا يجب إدارة أوقات هذه الأدوية مع الطبيب المختص، وتسجيل الأعراض الظاهرة بعد أخذها، ومن الأمثلة على هذه الأدوية دواء الإيبوبروفين (الاسم التجاري: Advil) الذي يتسبب في حبس السوائل في الجسم مما يزيد من أعراض قصور القلب ولا يعالجها.
متى تجب استشارة الطبيب
يلزم المريض مراجعة طبيب مختص عاجلًا لدى ملاحظة أية من أعراض ضعف عضلة القلب السابق ذكرها، إذ الانتظار حتى ظهور أعراض فشل القلب يعني خطر فقدان حياة المريض. [3]
ضعف عضلة القلب مرض يمكن التعايش معه عبر اتباع التدابير الوقائية منه، وعلاج الأعراض الظاهرة على المريض، كما ينصح مرضى اعتلال عضلة القلب بالابتعاد عن مسببات التوتر والانفعال لكي لا تتفاقم حدة الأعراض والمرض لديهم.