نقص فيتامين د عند الأطفال
لماذا فيتامين د مهم جدا للجسم؟
لماذا يعاني بعض الأطفال من نقص فيتامين د؟
ما هي كمية فيتامين د التي يحتاجها الطفل؟
جميعنا نعلم أن نقص فيتامين د يسبب الكساح عند الأطفال، لذلك علينا إمداد أطفالنا بالكميات الكافية من هذا الفيتامين من أجل الوقاية من المرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو فيتامين د؟
لفترة طويلة، تم تصنيف فيتامين د مع فيتامينات أخرى هي (أ) و (هـ) و (ك) التي تذوب في الدهون. لكن وبحسب النتائج العلمية الحديثة المتعلقة بمهام هذا الفيتامين في جسم الإنسان، أصبح بصنف كأحد هرمونات الستيرويد. أي مثل هرمونات الستيرويد الأخرى كالهرمونات الجنسية أو هرمون التستوستيرون أو الكورتيزون. ما تشترك فيه هذه الهرمونات هو تركيبها الكيميائي الحيوي وحقيقة أنها تعمل على تنظيم عمليات التمثيل الغذائي في الجسم على المدى الطويل. كالسيفيرول هو هرمون نشط بيولوجيًا مثل فيتامين د. ويشار إليه عادة باسم فيتامين د، على الرغم من أنه في الواقع مجموعة فرعية.
يتشكل 80 - 90٪ من فيتامين د في الجسم بتأثير الأشعة فوق البنفسجية (UV-B بطول موجي من 290 - 315 نانومتر) ويتم الحصول عليه بكميات قليلة جدًا من الطعام.
يتم تحويل الكوليسترول (ديهيدروكسي كوليسترول 7-DHC) المخزن في الجلد إلى فيتامين د 3 عبر مراحل وسيطة تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية. فيتامين د 3 الذي ينتقل من الجلد إلى الدم يكون غير نشط، ويتحول إلى هرمون فيتامين د النشط في الكبد والكلى.
ومع ذلك، يمكن أيضًا استقلاب الشكل غير النشط بيولوجيًا لفيتامين د في جميع الخلايا تقريبًا. الكلى فقط هي التي تجعل الكالسيتريول متاحًا لعملية التمثيل الغذائي للعظام وتنقله لها عبر مجرى الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يتحكم الكالسيتريول في توازن الكالسيوم عن طريق تنظيم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، كما أنه يؤثر على استقلاب الفوسفات. نتيجة لذلك، يتم تخزين الكالسيوم والفوسفات في العظام، وتصبح المادة العظمية أكثر صلابة، وهذا يساهم في جعل الهيكل العظمي بأكمله أكثر صلابة وقوة.
يتم تخزين فيتامين د في الأنسجة العضلية والدهنية.
لماذا فيتامين د مهم جدًا للجسم؟
بينما كان يُعتقد سابقًا أن فيتامين د مهم فقط لنمو العظام، فإننا نعرف اليوم آثاره المتنوعة على الجسم:
- تقوية العظام والعضلات.
- تشكيل الأسنان.
- تقوية جهاز المناعة للدفاع ضد مسببات الأمراض وتثبيط ردود الفعل المناعية المفرطة وبالتالي تخفيف أمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول والتصلب المتعدد. وحماية الخلايا العصبية في الدماغ.
- له تأثير إيجابي على نظام القلب والأوعية الدموية، فهو يخفض ضغط الدم ويحد من أمراض الأوعية الدموية.
- له تأثير وقائي ضد السرطان.
ما هو مصدر فيتامين د الطبيعي؟
تعتبر أشعة الشمس المصدر الرئيسي لفيتامين د، ولكن كيف يمكننا الاستفادة من هذه الأشعة؟
يجب تعريض الجسم لأشعة الشمس من 15 - 30 دقيقة 3 - 4 مرات في الأسبوع، هذا يكفي لإنتاج الكمية اللازمة من فيتامين د. لكن يحب أن يكون الجلد غير مغطى بواقٍ شمسي.
لكن في فصل الشتاء، حين يكون من الصعب التعرض لأشعة الشمس، من الضروري تعويض أي نقص في فيتامين د باتباع نظام غذائي يحتوي على هذا الفيتامين أو أخذ مكملات فيتامين د.
باستثناء زيت كبد سمك القد وأسماك البحر الغنية بالدهون مثل الرنجة أو ثعبان البحر أو الماكريل أو التونة، هناك قليل جدًا من الأطعمة التي تحتوي على كميات جيدة من فيتامين د. تشمل هذه الأطعمة الحليب والزبدة وصفار البيض والخميرة والأفوكادو وكبد البقر. على سبيل المثال، يحتوي 100 جرام من بيض الدجاج على 2.4 ميكروجرام من فيتامين د.
يكون الحليب غنيًا بفيتامين د أكثر بعشر مرات إذا كانت الحيوانات تتغذى في المراعي خارجًا.
لأن فيتامين د مقاوم للحرارة ويمكن تخزينه، فإنه يضاف إلى بعض الأطعمة، وخاصة المارجرين (الزبدة النباتية) وأغذية الأطفال.
لماذا يعاني بعض الأطفال من نقص فيتامين د؟
إن السبب الرئيسي لنقص فيتامين د عند الجميع بما في ذلك الأطفال والمراهقين هو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، هذا يعني أن بقاء الطفل في المنزل لفترة طويلة يمكن أن يؤثر على مستويات فيتامين د وقد يؤدي لإصابته بأمراض مثل الكساح أو هشاشة العظام.
تستخدم الكثير من المراهقات مستحضرات تحتوي على عامل حماية من الشمس. هذه المستحضرات تمنع إنتاج فيتامين د بنسبة 99 بالمائة.
يعتبر نقص فيتامين د مشكلة أساسية في بعض البلدان، فكلما كان البلد بعيدًا عن خط الاستواء، زادت صعوبة التعرض للإشعاع الشمسي.
كل حالات نقص الفيتامين السابقة تسمى نقص فيتامين د الأولي، هناك حالات تسمى نقص فيتامين د الثانوي التي تحدث عندما تمنع الاضطرابات أو الأمراض إنتاج فيتامين د أو تحويله مثل:
- عدم اكتمال بنية العظام وضعف نمو الهيكل العظمي نتيجة الفشل الكلوي المزمن (حالة تعرف باسم الحثل العظمي الكلوي).
- أمراض الجهاز الهضمي، مثل الاضطرابات في إنتاج العصارة الصفراء أو ضعف الكبد أو التهاب الأمعاء المزمن (الداء البطني).
- تناول أدوية الصرع.
ما هي كمية فيتامين د التي يحتاجها الطفل؟
إذا كان من الممكن تلبية متطلبات فيتامين د إلى حد كبير عن طريق التعرض اليومي لأشعة الشمس، فإن المدخول اليومي هو 5 ميكروغرام (5 ميكروغرام = 0.005 ملغ أي ما يعادل 200 وحدة دولية) هذه الكمية الموصى بها يوميًا لأي شخص من عمر السنة حتى سن 65 عامًا.
في المقابل، تزداد حاجة الأطفال في الأشهر الاثني عشر الأولى من الحياة إلى تكوين عظام صحية. توصي الجمعية الألمانية لطب الأطفال والمراهقين (DGKJ) بإعطاء الأطفال الرضع فيتامين د تحت إشراف الطبيب إذا كانوا لا يرضعون رضاعة طبيعية، وذلك للوقاية من الكساح، يمكن زيادة فيتامين د لهؤلاء الأطفال أيضًا من خلال التعرض لأشعة الشمس والحليب المدعم بفيتامين د. أو أغذية الأطفال المدعمة بفيتامين د.
مكملات فيتامين د للأطفال هي قرص يحتوي على 10 - 12.5 ميكرو غرام (400 - 500 وحدة دولية) من نهاية الأسبوع الأول من الحياة إلى نهاية السنة الأولى من الحياة. يمكن أن تستمري في إعطاءه المكملات بعد ذلك إذا أشار الطبيب إلى ذلك.
بعد سن الثانية، لن تكون هناك حاجة لجرعة المكمل. يمكن أن يكون التعرض لأشعة الشمس كافيًا، كما أن بعض أغذية الأطفال تكون مدعمة بهذا الفيتامين مثل حليب الأطفال وبعض حبوب الأطفال والعصائر.
من سن الثانية، قد يكون من الضروري إعطاء مكملات فيتامين د إذا تبين أن الطفل يعاني من نقص هذا الفيتامين، يمكن لطبيب الأطفال تحديد ما إذا كان هناك نقص في فيتامين د عن طريق فحص الدم. للقيام بذلك، يتم قياس نسبة 25 هيدروكسي فيتامين د في دم الطفل. يتم قياس كمية 25 هيدروكسي فيتامين د بواحدة هي نانو مول لكل لتر.
- أقل من 12.5 نانو مول / لتر يعتبر نقصًا حادًا في فيتامين د (عادة ما يرتبط بالكساح).
- 12.5 إلى أقل من 25 نانو مول / لتر: نقص معتدل في فيتامين د (مع تأثير محتمل على استقلاب العظام).
- 25 إلى أقل من 50 نانو مول / لتر (اعتمادًا على العمر أيضًا من 25 إلى أقل من 75 نانو مول / لتر): إمداد فيتامين د دون المستوى المثالي مع تأثيرات محتملة على استقلاب العظام.
في حين أن التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة (خاصة إذا تسبب بحروق الشمس في مرحلة الطفولة) أو التعرض الشديد للشمس أثناء فترات الإجازة ضار بالصحة ويعزز سرطان الجلد، فإن التعرض لأشعة الشمس في فترة الصباح حين تكون أشعة الشمس معتدلة يكون أكثر فائدة للصحة.
ما يحدث حين يتناول الطفل جرعة زائدة من فيتامين د؟
يقوم الجسم بتعديل إنتاجه لفيتامين د إذا بقي الشخص لفترة أطول مرضًا لأشعة الشمس، بحيث تكون الجرعة الزائدة مستحيلة بطريقة طبيعية. الأمر نفسه ينطبق على تناول الطعام. أي لا يمكن أن يعاني الشخص من زيادة فيتامين د بسبب التعرض الزائد لأشعة الشمس أو بسبب تناول أطعمة معينة.
يؤدي تناول جرعات عالية من مكملات فيتامين د التي تزيد عن 500 ميكروغرام لفترة طويلة إلى زيادة تركيز الكالسيوم (فرط كالسيوم الدم). تم تحديد الحد الأعلى الآمن لتناول فيتامين د عند 25 ميكروغرام في اليوم للأطفال (1000 وحدة دولية) و 50 ميكروغرام يوميًا للبالغين (2000 وحدة دولية).
في حالة تناول جرعة زائدة أعلى من ذلك الحد لفترة قصيرة، تظهر علامات التسمم مثل الغثيان والتقيؤ والعطش الشديد والصداع والتعب. في حين تؤدي الجرعة الزائدة لفترة طويلة إلى ترسب الكالسيوم في الأوعية الدموية والكلى، مما قد يؤدي إلى تشكل حصوات الكلى والفشل الكلوي.
الكساح بسبب نقص فيتامين د
يساعد إنتاج فيتامين د بكمية كافية على دمج فوسفات الكالسيوم في العظام. يضمن هذا التمعدن استقرار العظام. يمكن أن يؤدي عدم حدوث التمعدن في العظام بسبب نقص فيتامين د إلى الكساح، وهو مرض يصيب الأطفال خاصة في السنوات الأولى من العمر. يتميز المرض، بتليين العظام وانحناء العمود الفقري، وانثناء عظام الساق (تقوس الساقين) وضعف العضلات وتشنجات العضلات. قد تتسطح الجمجمة في الجزء الخلفي من الرأس أيضًا، وتنتفخ منطقة الجبهة.
من الأعراض الأخرى لنقص فيتامين د تأخر ظهور الأسنان وتسوس الأسنان وعيوب مينا الأسنان وترهل عضلات البطن (حالة تعرف باسم بطن الضفدع) وتورم المفاصل وتأخر النمو بشكلٍ عام وزيادة التعرض للعدوى والإمساك. إذا كان الصدر مشوهًا بشدة، فمن المحتمل حدوث ضعف في وظائف الرئة وأمراض الشعب الهوائية. إذا كان الكساح ناتجًا عن اتباع نظام غذائي سيء، قد يترافق ذلك مع معاناة الطفل من نقص الحديد وفقر الدم في نفس الوقت.
غالبًا ما تبدأ الأعراض في الشهر الثالث من العمر وتشمل الأرق والعصبية والمزاج السيئ وصعوبة الحركة وارتخاء العضلات والتعرق في مؤخرة الرأس.
يتم التشخيص عن طريق الأشعة السينية للمعصم والتحليل المختبري لفيتامين د والكالسيوم وكذلك تحليل الفوسفاتيز القلوي. قد تكون هناك حاجة لإجراء تشخيص الكشف عن العيوب الوراثية، كعدم قدرة الأمعاء والهيكل العظمي على امتصاص الكالسيتريول.
يمكن أن يكون الكساح أيضًا بسبب نقص الفوسفات، هذا قد يسبب أمراض الكلى أو ما يسمى بداء السكري الفوسفاتي.
يتم التعامل مع الكساح وعلاجه على النحو التالي:
السنة الأولى من العمر
إذا حدثت في الأسابيع الأربعة الأولى من العمر: 1000 وحدة دولية من فيتامين D3 ومكمل إضافي من الكالسيوم 40 - 80 ملغ لكل كيلوغرام من الوزن يوميًا لمدة 12 أسبوعًا.
من الأسبوع الرابع من العمر حتى نهاية الشهر الثاني عشر من العمر: 3000 وحدة دولية من فيتامين D3 وإعطاء الكالسيوم الإضافي 40 - 80 ملغ لكل كيلوغرام من الوزن يوميًا لمدة 12 أسبوعًا.
ثم يجب متابعة العلاج الوقائي بـ 500 وحدة دولية من فيتامين D3 حتى نهاية السنة الأولى من العمر
بعد سن السنة
بعد السنة الأولى من العمر: 5000 وحدة دولية من فيتامين D3 وإعطاء الكالسيوم الإضافي 40 - 80 ملغ لكل كيلوغرام من الوزن يوميًا لمدة 12 أسبوعًا.
بعد ذلك يجب أن يتعرض الطفل للشمس لفترة كافية ويتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم (مثل الحليب).
إذا تعذر ضمان التعرض الكافي للشمس، يجب الاستمرار في إعطاء مكملات فيتامين د.
إذا تم تشخيص المرض مبكرًا والبدء بعلاجه على الفور، فإن أي تشوه في الأطراف أو أي مشكلة في الهيكل العظمي ستشفى في غضون عام ولا تتطلب إجراء أي تصحيحات جراحية.