ما هي مشكلات مرحلة المراهقة وطرق علاجها
تعج مرحلة المراهقة بالكثير من الأحداث التي تكون متسارعة في حياة الفرد جسدياً ونفسياً وسلوكياً، وهي مرحلة محفوفة بالمخاطر والمخاوف ويسعى الأهل لتجنب السلبيات فيها.
في هذا المقال سنعرض أبرز المشاكل التي تظهر في فترة المراهقة بالنسبة للفتيات والأولاد وطرق علاجها من قبل الأهل.
ما هي مشاكل مرحلة المراهقة
قد تكمن مشاكل مرحلة المراهقة (بالإنجليزية: Adolescence) في أمور تبدو طبيعية وبسيطة في بعض الأحيان، وقد تكون مشاكل صعبة وتحتاج الخبرة والتخصص أحيانا لتجاوزها، ومن أمثلة تلك المصاعب نذكر التالي:[1]
- التغيرات الجسدية لدى الأولاد والفتيات والتي قد تبدو مفاجئة لهم ولذويهم في بعض الأحيان.
- التغيرات والمشاكل العاطفية إذ يميل المراهقون إلى الشعور بالعاطفة المفرطة، كما يمكن لأي شيء أن يجعلهم سعداء أو متحمسين أو غاضبين.
- تعاطي المخدرات: المراهقون ضعفاء ويمكن أن يتحولوا بسهولة إلى الجانب الخطأ، حيث يعد تعاطي المخدرات أحد أكبر المشكلات تواجه آباء المراهقين، ويعد ضغط الأقران أحد العوامل المهمة التي تدفع المراهقين إلى عادة التدخين، وشرب الكحول، أو تعاطي المخدرات.
- تحديات تعليمية: قد يكون الضغط من أجل الأداء الأكاديمي إن كان من قبل الأهل أو المدرسة أمراً يؤذي المراهق مزاجياً.
- مشاكل العنف: الشخصية العدوانية التي قد يتقمسها المراهقون نتيجة عدم رضاهم عن واقعهم ورغبتهم في الاستقلال والتفرد.
- ظهور المشاعر الجنسية:، حيث يمكن للأفكار المتعلقة بالجنس أن تثير لدى المراهقين الشعور بالذنب.
- التغيرات السلوكية التي يمكن أن تظهر بشكل تمرد غير مرغوب به أحياناً.
- مشاكل صحية مرتبطة بالتغيرات الجسدية.
- مشاكل نفسية مرتبطة بالهرمونات وغيرها.
مشكلات مرحلة المراهقة المبكرة
تنقسم المراهقة إلى مراحل، فنجد المرحلة المبكرة بين 11-14 عاما، بينما المرحلة المتوسطة منها تكون بين 15-17، أما المراهقة المتأخرة فهي بين 18-21،ويمكن تلخيص خصائص المرحلة المبكرة كالتالي:[1]
- التغييرات الجسدية في فترة المراهقة المبكرة تؤدي إلى تشكل الوعي بالذات لدى الفتيان والفتيات قبل أوانهم.
- قد يشعر الأطفال الذين بلغوا سن البلوغ مبكراً بالغرابة ما يشكل لديهم أسباباً للاضطراب النفسي.
- يمكن أن تظهر لدى المراهق مشاعر الدونية أو التفوق في مرحلة المراهقة المبكرة.
- تصبح تقلبات المزاج شائعة بين الفتيان والفتيات في سن المراهقة.
- تصبح المراهقات أكثر عرضة للبكاء.
مشاكل المراهقين السلوكية
يواجه الأطفال في مرحلة المراهقة بعض المشاكل السلوكية المختلفة في شدتها ونوعيتها من فرد إلى آخر، ونذكر منها:[1]
- يمكن أن تؤدي المشاعر المفرطة التي يمر بها المراهق إلى السلوك الاندفاعي؛ الذي يمكن أن يكون ضاراً للمراهق والآخرين من حوله.
- المراهقة هي الوقت الذي يطور فيه الأطفال استقلاليتهم ويمارسونها؛ مما قد يجعلهم يشككون في قواعد الوالدين ويدافعون عما يعتقدون أنه صحيح، وهذا يُنظر إليه على أنه عناد.
- يؤدي التغيير النمائي الكبير في الدماغ إلى تقلب المزاج لدى المراهقين والتعب؛ مما يجعل التعامل معهم صعباً.
- يمكن للهرمونات النشطة لدى الأولاد المراهقين أن تدفعهم إلى الدخول في مواجهات جسدية فيميلون أحياناً للعنف أو العراك.
- قد يرغب المراهقون المجازفة أو تجربة أشياء جديدة؛ مما يؤدي إلى سلوك غير مبالٍ فيوصف المراهق بأنه مستهتر.
- يمكن أن يؤدي ضغط الأقران إلى جعلهم يتصرفون بطريقة معينة أو تطوير عادات معينة يصعب التخلص منها.
- قد يرغب المراهق بتغيير تسريحة شعره ومواكبة الموضة بطريقة مبالغ فيها أحياناً قد لا يوافق عليها الأهل.
- قد يلجأ المراهقون إلى الكذب لتجنب المواجهة مع الوالدين أو بدافع الخوف.
مشاكل الصحة النفسية للمراهق
تتنوع مشاكل تلك الفئة العمرية كما ذكرنا سابقاً، ومن المشاكل النفسية التي يتعرض لها المراهقون:[1]
- قد يعاني المراهقون من مشاكل احترام الذات أو عدم الثقة التي تسبب مشاعر الدونية لديهم.
- يمكن أن يعاني المراهقون من عدم تقبل شخصياتهم وأجسادهم إذا قارنوا أنفسهم بأترابهم.
- الشعور بالاكتئاب وهو إحدى المشاكل النفسية الشائعة المرتبطة بالمراهقة.
- يمكن أن يؤدي الضغط الذي يتعرض له المراهقون إلى مشاكل متعلقة بالقلق، بينما يمكن أن تؤدي تقلبات المزاج إلى اضطراب السلوك أو اضطراب العناد.
- يمكن أن يصاب المراهقون باضطرابات الأكل التي تعتبر نفسية جسدية نتيجة عدم الرضا عن الشكل.
الاكتئاب عند المراهقين
من أخطر المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها المراهقون هي إصابتهم بأعراض الاكتئاب:[2]
- الاكتئاب هو أحد الأسباب الرئيسية للمرض والعجز بين المراهقين وقد يؤدي أحياناً إلى الإقدام على الانتحار إذا تفاقمت الحالة.
- يمكن أن يؤدي العنف، والفقر، والإذلال، والشعور بالتقليل من القيمة إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية والنفسية ومنها الاكتئاب.
- في المقابل يمكن أن يساعد بناء المهارات الحياتية لدى الأطفال والمراهقين، وتزويدهم بالدعم النفسي والاجتماعي في المدارس والأماكن المجتمعية الأخرى؛ يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الصحة العقلية الجيدة وتلافي حالات الاكتئاب التي قد تحدث.
- في حال تعرض المراهق للاكتئاب يجب على الأهل عرضه على اختصاصي نفسي حتى لا تصل الحالة على مضاعفات يمكن أن تؤدي لنتائج غير مرغوبة وتؤثر على صحة المراهق الجسدية أيضا.
- قد تكون البيئة المحية أو بعض تصرفات الوالدين وتعامل الأقران من الأمور التي يمكن أن تسبب الاكتئاب لدى المراهقين.
مشاكل المراهقين الصحية
هناك أكثر من مشكلة صحية قد تواجه المراهقين بسبب عاداتهم وما هم عليه من سلوكيات تخص سن المراهقة، ومن تلك المشكلات الصحية:[1]
- المراهقون ضعفاء عاطفيا وجسدياً، وبدون التغذية السليمة والرعاية الصحية يكونون عرضة للأمراض، وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2015 فقد توفي 1.3 مليون مراهق في عام 2015، معظمهم كانوا يعانون من أمراض يمكن الوقاية منها.
- المراهقون لديهم جدول زمني متسارع حيث يقفزون من نشاط إلى آخر مع تخصيص وقت قصير لتناول الطعام أو الراحة المطلوبة.
- يمكن أن يؤدي إدراكهم ووعيهم بأجسامهم إلى اضطرابات الأكل، خاصة عند الفتيات المراهقات اللاتي يقلقن من وزنهن ومظهرهن حيث يمكن أن يصبن باضطرابات مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
- يمكن أن تؤدي عادات الأكل غير الصحية ونمط الحياة الأقل نشاطاً إلى السمنة وخاصة عندما يستهلك طفلك الكثير من السعرات الحرارية الفارغة من خلال المشروبات الغازية والوجبات السريعة.
- عادات الأكل غير الصحية قد تمنع المراهقين من الحصول على التغذية التي يحتاجونها.
- يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى فقدان الشهية والأرق عند الأطفال الصغار.
مشاكل مرحلة المراهقة للفتاة
تعاني الفتيات في المراهقة من مشاكل عدة، وهي وإن كانت أمور طبيعية إلا أنها تستحق الفهم وحسن إدارة الأمور من المراهقة وذويها، ومن أمثلتها:[3]
- قد يبدأ أحد الثديين في النمو قبل الآخر فيحدث تفاوت في نموهما وحجمهما، لكن هذا الأمر طبيعي ويجب شرحه للفتاة.
- عندما تلاحظ الفتاة الورم الموجود أسفل إحدى الحلمات لأول مرة، فقد تشعر بالقلق من أن هذا سرطان وهنا يجب طمأنتها بأن أحد الثديين قد بدأ في النمو قبل الآخر، لكن في حال استمرار الوضع يجدر استشارة الطبيب.
- قد يبدأ الحيض في وقت أقرب مما تتوقع الفتاة وقد تكون غير جاهزة نفسياً له، لكن بمجرد أن يبدأ نمو ثدي ابنتك يجب أن تحضّريها للمرحلة التالية.
- قد تعاني الفتاة في البداية من فترات حيض غير منتظمة، وهذا أمر طبيعي حتى يتكيف جسدها مع التغيرات.
- قد تعاني الفتاة من بعض التقلصات قبل الدورة الشهرية أو خلالها، فإذا أصبحت التقلصات شديدة يمكن استشارة الطبيب الذي قد يقترح ممارسة التمارين البدنية أو أخذ الأدوية للتخفيف من التقلصات وآلامها.
مشاكل مرحلة المراهقة للأولاد
تتضمن مشاكل الأولاد في المراهقة ما يخص كونهم ذكوراً، ومن تلك المشاكل أو المصاعب نذكر ما يلي:[4]
- تغيير الصوت: الذي قد يكون محرجاً بعض الشيء ومزعجاً أحياناً إذا خرج وكأنه مبحوح أو حاد.
- الانبعاث الليلي: سببها القذف لا التبول، وتحدث أثناء النوم، لكنها ليست إشارة إلى أن الصبي كان يحلم بحلم جنسي بل إنها جزء من عملية النمو.
- الانتصاب اللاإرادي: يحدث خلال فترة البلوغ حتى دون لمس القضيب أو التفكير الجنسي، ويمكن أن تكون حالات الانتصاب غير المتوقعة هذه محرجة للغاية، خاصة إذا حدثت في الأماكن العامة كالمدرسة.
- تورم الثديين: قد يحدث خلال السنوات الأولى من البلوغ، وقد يشعر الصبي بشيء كالزر يشبه النتوء تحت إحدى الحلمتين أو كلتيهما، كما يشعر بألم في الثديين خاصة عند لمسهما بقوة، وهذا مؤقت وطبيعي.
- قد يعاني الصبي من وجود خصية واحدة أصغر من الأخرى، لكن هذا أيضاً طبيعي وشائع ومرتبط بالنمو.
علاج مشاكل المراهقة
للوالدين ومن يحيطون بالمراهق دوراً أساسياً في تهيئة المراهق لما ذكرناه من مشاكل سابقة، وعليهم أيضاً مساعدته في حلها إن أمكن ذلك:[5]
- ساعد طفلك على توقع التغييرات في جسده، عرفه على سن البلوغ واشرح له ما هو قادم عليه، وطمئنه إلى أن التغيرات الجسدية والنشاط الجنسي الناشئ جزء من التطور الطبيعي والصحي.
- اجعله يتولى المسؤولية أو يشاركك بها فيشعر بأنه يمكن الاعتماد عليه وأنه ذو فائدة وله دور في مجتمعه ووسطه، وأن له رأي مؤثراً.
- ناقش مع ابنك السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل النشاط الجنسي وتعاطي المخدرات وعواقبها، وحاول أن تكون قدوة إيجابية له.
- ادعم ابنك المراهق نفسياً وساعده على الشعور بالثقة بنفسه، وحاول أن تكون توقعاتك منه غير ضاغطة عليه نفسياً.
- اترك مساحة للأسئلة واسمح للأطفال بطرحها كما يريدون وإن دعت الحاجة يمكنك استشارة طبيب أو استشاري نفسي.
- يمكن إجراء محادثات مبكرة مع طفلك حول مواضيع مهمة، مع الحفاظ على التواصل المفتوح حول العلاقات الصحية.
- اجعل المحادثات مع طفلك إيجابية وبناءة وأثنِ على طفلك خلال النقاش لتحفيزه على الكلام.
- ساعد ابنك عل الاستقلال الإيجابي والسليم وشجعه على اتخاذ القرارات بالشكل الصحيح.
- أجب عن أسئلة طفلك المتعلقة بالجنس والنشاط الجنسي.
يمكن القول إن مرحلة المراهقة أكثر المحطات حساسية ودقة في حياة الفرد، فيها تتحدد معالم شخصيته وتبنى، لذا فإن الحذر ضروري لتجنب المشاكل التي يمكن أن تحدث وخاصة المشاكل البسيطة التي تكون عرضية، إذ من الواجب تبسيطها أمام المراهق لمتابعة حياته كما ينبغي.