مرضى الصرع في رمضان
مع حلول شهر رمضان تتغير أوقات تناول الطعام والأدوية ما بين الإفطار والإمساك، فهل يؤثر ذلك على مرضى الصرع في رمضان؟ وكيف يتم التعامل معه ؟ إليك هذا المقال
مرض الصرع
يعد مرض الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy) حالة شائعة تؤثر على الدماغ وتسبب في حدوث نوبات متكررة، وهي اندفاعات من النشاط الكهربائي في الدماغ تؤثر مؤقتاً على طريقة عمله، الأمر الذي يمكن أن يتسبب للعديد من الأعراض والمضاعفات.
يمكن أن يبدأ مرض الصرع في أي عمر، ولكنه يبدأ عادةً في مرحلة الطفولة أو عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، وغالباً ما يستمر مدى الحياة، لكن يمكن أن يتحسن تدريجياً مع مرور الوقت.[1]
التعامل مع الصرع في رمضان
يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب خلال شهر رمضان، الأمر الذي يؤثر على نظام حياة مرضى الصرع، ويمكن تفسير ذلك من خلال تأثير التغييرات المرتبطة بالصيام على الالتزام بأنظمة الأدوية المضادة للنوبات، لذلك يجب التعامل مع الصرع في رمضان ضمن خطة معينة وتتضمن ما يلي:[2]
تحديد المرضى المعرضين للخطر
من الضروري أن يكون المرضى وأطباؤهم قادرين على وضع خطة لإدارة اضطراب النوبات التشنجية استعداداً لشهر رمضان، يُقترح تصنيف المرضى إلى خطر مرتفع أو منخفض بالاعتماد على التاريخ الطبي الذي يتضمن الميل نحو التعرض لنوبات شديدة أو مطولة، ومن ثم تقديم المشورة الطبية والنصائح والتوجيهات المرتبطة في السيطرة على الصرع أثناء رمضان، وبذلك يكون الصيام آمناً لمعظم الأشخاص المصابين بالصرع إذا اتبعوا النصائح الطبية، إذ يمكن السماح بالصيام لمرضى الصرع بناءً على طبيعة الصرع واحتمالية تكرار النوبة، لكن قد يُعفى من الصيام إذا كان المريض في مرحلة الخطر.
دراسة تأثير الأدوية
يمكن للطبيب أن يناقش الخطة العلاجية لمريض الصرع لمعرفة كيفية تناولها وموعد تناولها بما يتناسب مع الصيام في شهر رمضان، وذلك بهدف تقليل الأعراض الجانبية أو المضاعفات الناتجة عن سوء التعامل، ويؤخذ بعين الاعتبار مخاطر النوبة المتأصلة لدى المريض، وطول فترة الصيام، ونظام جرعات المريض، وقد تشمل العوامل الأخرى: المهنة التي يزاولها المريض، وخطر الجفاف، وأنماط النوم المُتّبَعة.
فوائد الصيام لمرضى الصرع
يمكن لصيام رمضان أن يعود بالنفع على مرضى الصرع ، وذلك عند التزامهم بالجرعات الدوائية، واتباع إرشادات الطبيب، ويمكن أن تكون الفوائد كما يلي:[3][4]
- قد يكون للصيام خلال شهر رمضان تأثير إيجابي على السيطرة على النوبات لدى مرضى الصرع ، والتي استمرت خلال الشهر التالي للصيام ، بينما لم تتأثر درجات جودة الحياة بالصيام.
- ارتبط تقييد السعرات الحرارية بتقليل نوبات الصرع، وذلك من خلال تهدئة الخلايا العصبية ذات النشاط المفرط، حيث إن الصيام يقلل من نشاط النواقل العصبية التي تحفز النوبات.
- فرصة لاتباع نظام غذائي يساعد في السيطرة على الصرع، مثل نظام الكيتو منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، رغم أن آلية هذا النظام لا تزال غير معروفة في كيفية تأثيرها إيجابياً على مرضى الصرع، إلا أنها مفيدة.
مخاطر الصيام لمرضى الصرع
رغم وجود فوائد محتملة لصيام مرضى الصرع، إلا أن هناك فئة من المرضى تتأثر بالصيام عن طريق ازدياد نوبات الصرع أو المعاناة منها بشكل أكبر، وقد يرجع ذلك للأسباب التالية: [5]
- اضطرابات النوم، حيث يرتبط النوم والصرع بشكل كبير، إذ إن صيام رمضان يعني الاضطرار إلى الاستيقاظ مبكراً لتناول الطعام قبل الفجر وربما النوم في وقت لاحق بعد غروب الشمس.
- تغييرات في طريقة تناول أدوية الصرع، يجب تناول بعض أدوية الصرع على معدة فارغة، كما يجب تناول بعضها الآخر مع الطعام.
- الإجهاد والتعب، غالباً ما يؤدي عدم تناول الطعام لفترات طويلة إلى نفاذ طاقة الأجسام، ومن المعروف أن الشخص المصاب بالصرع يكون أكثر عرضة لخطر النوبة عندما يكون متعباً.
ختاماً، نلاحظ أن الصيام يمكن أن يؤثر على مرضى الصرع وشدة النوبات إذ تم الصيام دون اتباع الإرشادات الطبية؛ لذا يُنصح باستشارة الطبيب قبل شهر رمضان للحصول على المشورة الطبية اللازمة والصيام بشكل آمن.