مرض الكرون وأعراضه
يعد الجهاز الهضمي من أكثر أجهزة الجسم أهمية وحساسية، كما يمكن أن يصاب بالعديد من الحالات المرضية، بما فيها مرض الكرون، فما هو مرض الكرون؟ وما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه؟ وما هي طرق تشخيصه وعلاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مرض الكرون
داء الكرون (بالإنجليزية: Crohn"s Disease) أو ما يعرف بالتهاب الأمعاء أو الالتهاب اللفائفي، حيث إن هذه الحالة المرضية تصيب الأمعاء الدقيقة والغليظة في آنٍ واحد. في هذا المقال سنتحدث عن مرض الكرون وأعراضه.
يعد مرض الكرون من الحالات المرضية شائعة الحدوث، إذ إنها تصيب أكثر من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنّ مرض الكرون يصيب الرجال والنساء والأطفال على حدٍ سواء، عدا عن أنّ هذا الالتهاب يؤدي إلى ظهور مجموعة كبيرة من الأعراض التي قد تكون حادة في كثير من الأحيان. [1]
أعراض مرض الكرون
يتسبب مرض كرون بإظهار مجموعةٍ من الأعراض التي تختلف بالاعتماد على الجزء المصاب من الأمعاء، حيث تتضمن الآتي:[2]
الأعراض العامة
يتسبب مرض كرون بإظهار مجموعة من الأعراض التي تظهر بشكلٍ عام لدى أي شخص مصاب بالالتهاب، كما أنّ مرض كرون قد يظهر بأربعِ أنماطٍ مختلفة، أولها الشكل الالتهابي العام الذي يؤدي إلى أعراضٍ عامة، و الشكل الذي يؤدي إلى أعراضٍ أشد، وشكلٍ يؤدي إلى أعراض تتشابه مع بعض الحالات المرضية، على أية حال تتضمن هذه الأعراض ما يلي: [2]
- فقدان الشهية: يمكن أن يعاني الشخص المصاب بمرض كرون من فقدان الشهية التي تؤدي بشكلٍ طبيعي إلى حدوث فقدان في الوزن.
- الإسهال: الذي يمكن أن يكون خفيفاً أو شديداً، كما قد يرافق الإسهال الشديد دم أو قيح، عدا عن أنّ المصاب يشعر بالرغبة المتكررة في الدخول للحمام، لكن لا يوجد شيء لإخراجه.
- التقرحات الفموية: من الشائع أيضاً حدوث تقرحات فموية لدى المصابين بمرض كرون.
- التعب والإرهاق: غالباً ما يشعر المصابون بداء كرون بالإرهاق وانخفاض الطاقة في الجسم.
- الألم الحاد: يختلف الألم الناتج عن مرض كرون من شخص لآخر، كما أنّ الألم يعتمد على الجزء الذي أصابه الالتهاب في القناة الهضمية، لكن في الغالب يشعر المصاب بمرض كرون بالألم في الجانب الأيمن السفلي من منطقة البطن.
- تقرحات في القناة الهضمية: يصيب القناة الهضمية التقرحات التي تؤدي إلى نزيف دموي فيها، هذا يؤدي إلى وجود دم في البراز.
- فقر الدم: يمكن أن يصاب الشخص أيضاً في بعض الأحيان بفقر الدم.
- نزيف في المستقيم والشقوق الشرجية: يحدث نزيف المستقيم والشقوق في منطقة الشرج نتيجة تشقق الجلد والذي يؤدي إلى النزيف والألم.
الأعراض الشديدة
من الممكن أن تكون الأعراض شديدة، حيث تسمى في هذه الحالة نوبة داء كرون، إذ تتضمن أعراض مرض كرون الشديدة ما يلي: [2]
- التهاب المفاصل.
- الالتهاب الذي يصيب القناة الصفراوية والكبد.
- الطفح الجلدي.
- الالتهاب الذي يصيب القزحية.
- التأخر في النمو بشكلٍ عام، بالتحديد تأخر نمو الأعضاء الجنسية عند الأطفال.
الأعراض لدى النساء
تكون الأعراض لدى النساء، بشكلٍ خاص النساء اللاتي يبلغن من العمر 35 عاماً فما دون مميزة، حيث تتضمن الآتي: [2]
- اضطراب الدورة الشهرية: تعاني النساء المصابات بداء كرون من عدم انتظام الدورة الشهرية، ذلك نتيجة التأثيرات على الهرمونات الأنثوية.
- نقص الحديد: ذلك لأن مرض كرون يؤثر على امتصاص المواد المغذية، مما يزيد من خطر الإصابة بنزيف في الأمعاء.
- ألم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية: قد يصيب مرض كرون المناطق التناسلية، بما فيها فتحة الشرج والمهبل، هذا ما يؤثر على العملية الجنسية ويؤدي إلى حدوث ألم، كما أنّ مرض كرون قد يؤثر على الرغبة الجنسية لدى المرأة.
- صعوبة الحمل: من غير الواضح ما إذا كان مرض كرون يؤثر على الخصوبة أم لا، لكن يشار إلى صعوبة الحمل لدى النساء المصابات بمرض كرون.
أسباب مرض الكرون
لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً للإصابة بمرض كرون، إذ إنّ هذا المرض يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، لكنه أكثر انتشاراً بين المراهقين والأفراد البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-35 عاماً، على أية تتضمن أسباب مرض كرون الآتي: [3]
اضطراب في الجهاز المناعي
تكمن أهمية الجهاز المناعي لدى جسم الإنسان في كونه يهاجم البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، حيث يحدث ما يسمى بالاستجابة المناعية للتخلص من العدوى، كما أنه في الحالة الطبيعية يتم الحفاظ على البكتيريا النافعة من ردة فعل الجهاز المناعي التي تتواجد في الجهاز الهضمي والضرورية لعملية الهضم.
أمّا عند الإصابة بمرض كرون فإنّ الجهاز المناعي لا يفرق بين البكتيريا النافعة والبكتيريا الضارة للجسم، فيقوم بالتخلص منها جميعها، بالتالي يحدث مرض كرون. [3]
العوامل الوراثية
يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دوراً في الإصابة بمرض كرون، إذ تزداد نسبة الإصابة بمرض كرون لدى الأشخاص الذين يكون لديهم أحد أفراد العائلة من المصابين بهذا المرض.
حيث يشار إلى أن ما يتراوح بين 5-20% من المصابين كان لديهم إصابات في مرض كرون من الدرجة الأولى، كأحد الوالدين، أو أطفال، أو أشقاء، كما أنّه يكون الخطر الوراثي أكثر في مرض كرون من التهاب القولون التقرحي. [3]
العوامل البيئية
يشار إلى أنّ مرض كرون ينتشر في بعض المناطق بنسبة أكبر مقارنةً بغيرها من المناطق، حيث لوحظ وجود إصابات كبيرة بمرض كرون في المدن والبلدات الحضرية لا المناطق الريفية، بالإضافة إلى المناطق التي يكون مناخها شمالي أو جنوبي. [3]
تشخيص مرض كرون
يهدف تشخيص مرض كرون إلى استبعاد الحالات المرضية الأخرى لتأكيد الإصابة بمرض كرون، حيث يتم ذلك من خلال إجراء بعض الفحوصات التي تتضمن ما يلي: [4]
الفحوصات المخبرية
يمكن أن يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات المخبرية التي تتضمن الآتي: [4]
- فحص الدم: الذي يكشف عن وجود عدوى.
- فحص البراز: يفيد فحص البراز في الكشف عن وجود طفيليات في البراز.
الفحوصات الأخرى
بالإضافة إلى الفحوصات السابقة يمكن أن يجري الطبيب بعض الفحوصات التي تتضمن الآتي: [4]
- تنظير القولون.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- فحص الكبسولة.
- التنظير بمساعدة البالون.
علاج مرض الكرون
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض كرون، حيث تهدف علاجات مرض كرون إلى التخفيف من حدة الأعراض التي يسببها الالتهاب، أمّا عندما يكون الالتهاب مزمناً يهدف العلاج إلى التقليل من خطر حدوث مضاعفات، بجميع الأحوال تتضمن علاجات مرض كرون الخيارات الآتية: [4]
أدوية مضادات الالتهاب
تعد الأدوية المضادة للالتهاب الخيار العلاجي الأولي، كما يمكن أن يصفها الطبيب بالتزامن مع الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، حيث تتضمن هذه الأدوية أدوية الكورتيكوستيرويدات بما فيها البريندزون التي تقلل من الالتهاب في الجسم، مع ذلك لا تجدي نفعاً لدى كل المصابين. [4]
أدوية تثبط الجهاز المناعي
من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية التي تثبط عمل الجهاز المناعي، ذلك للتقليل من الالتهاب، حيث تتضمن هذه الأدوية أدوية الميثوتريكسات التي غالباً ما يلجأ الطبيب إليها عندما لا تجدي العلاجات الأخرى نفعاً مع المصابين، بالإضافة إلى أدوية الأزاثيوبرين والميركابتوبوين، التي تعد الأدوية الأكثر استخداماً لعلاج مرض كرون. [4]
المضادات الحيوية
يصف الطبيب المضادات الحيوية للتقليل من كمية التقرحات والخراجات، كما أنه يشير بعض الأطباء إلى أن المضادات الحيوية أيضاً تقلل من وجود البكتيريا الضارة، وليس البكتيريا النافعة التي تتواجد في الأمعاء، التي تحفز جهاز المناعة المعوي، مما يؤدي إلى حدوث التهاب في الأمعاء، ومن أمثلة هذه المضادات السيبروفلوكساكسين والميترانيدازول. [4]
مضاعفات مرض كرون
مع أنّ العلاجات يمكنها التخفيف من أعراض مرض كرون، إلا أنه قد يسبب بعض المضاعفات، كما تكمن خطورته في كونه لا يوجد أي طرق للوقاية من هذا المرض، على أية حال تتضمن مضاعفات كرون الآتي: [4]
- انسداد الأمعاء.
- الشق الشرجي.
- الناسور.
- سرطان القولون.
- سوء التغذية.
في الختام لا يخفى على أحد خطورة الإصابة بمرض كرون نظراً لما يؤدي إليه من مضاعفات، لذا من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض يدل على الإصابة به لإجراء الفحوصات وعلاج العامل المسبب.