مرض الفطر الأسود
في السنوات الأخيرة انقلب العام رأساً على عقب نتيجة تفشي فيروس كورونا الذي أصاب الملايين، كما أنه خلال هذه الفترة ظهرت حالة مرضية تعرف بالفطر الأسود، فما هو مرض الفطر الأسود، ما هي أعراضه؟ ما هي أسباب الفطر الأسود، كيف يتم علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الفطر الأسود
الفطر الأسود (بالإنجليزية: Mucormycosis) أو ما يعرف بفطار الغشاء المخاطي الذي يعد أحد أنواع العدوى الغازية الوعائية نادرة الحدوث، ويشبه الفطر الأصفر والفطر الأبيض. في هذا المقال سنتحدث عن مرض الفطر الأسود.
على الرغم من أنّ حدوث عدوى الفطر الأسود نادر إلا أنه من الحالات المرضية الخطيرة التي تسبب مجموعة من الفطريات بالتحديد الفطريات المخاطية، إذ يمكن استنشاق أبواغ الفطريات الموجودة في كل مكان بما فيه التربة، والأوراق المتساقطة، والسماد، وروث الحيوانات، والهواء لتنتقل بعد ذلك إلى الرئتين، والجيوب الأنفية من ثم إلى الدماغ والعينين، كما يمكن أن تحدث عدوى الفطر الأسود من خلال دخول الجراثيم من خلال جرح مفتوح.
كما يمكن أن يصيب مرض الفطر الأسود بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، أو الأشخاص الذين لديهم حالات مرضية مزمنة كمرض السكري، وفيروس نقص المناعة البشرية، وقلة العدلات وهو نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء، وترسب الأصبغة الدموية. [1]
أعراض الفطر الأسود
تعتمد أعراض داء الغشاء المخاطي أو الفطر الأسود على مكان نمو الفطريات في جسم المصاب، بجميع الأحوال تتضمن أعراض الفطر الأسود حسب مكان إصابته ما يلي: [2]
أعراض الداء المخاطي في الجيوب والدماغ
عندما يصيب الفطر الأسود الجيوب الأنفية والدماغ فإنّه يتسبب بإظهار مجموعة من الأعراض التي تتضمن الآتي: [2]
- صداع الرأس.
- تورم الوجه من جانب واحد.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية.
- ظهور آفات سوداء على جسر الأنف، أو الجزء العلوي من الفم التي تصبح شديدة بشكل سريع.
أعراض الفطر الأسود في الرئتين
تتضمن أعراض الفطر الأسود الذي يصيب الرئتين ما يلي: [2]
- السعال.
- ألم في الصدر.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ضيق في التنفس.
أعراض الفطر الأسود على الجلد
عندما يصيب داء الغشاء المخاطي الجلد فإنّ ذلك يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: [2]
- تغير لون المنطقة المصابة إذ يتحول لونها إلى اللون الأسود.
- ألم المنطقة المصابة.
- الإحساس بدفء أو احمرار المنطقة المصابة.
- تورم حول المنطقة التي ظهرت فيها التقرحات أو البثور.
أعراض الفطر الأسود على الجهاز الهضمي
تشمل أعراض داء الغشاء المخاطي عندما يصيب الفطر الأسود الجهاز الهضمي ما يلي: [2]
- الاستفراغ والغثيان.
- آلام في البطن.
- حدوث نزيف في الجهاز الهضمي.
طرق انتشار الفطر الاسود
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ معدل الإصابات بالفطر الأسود على مستوى العالم تراوح ما بين 0.005 إلى ما يقارب 1.7% لكل مليون نسمة، إذ قدر انتشار الفطر الأسود في الهند خلال الجائحة التي أصابتها بما يقارب 140 لكل مليون شخص، أي أعلى بما يقارب 80 مرة من انتشار البلدان الأخرى.
تم الإبلاغ عن حالات العدوى الفطرية بما فيها داء الفطر الأسود، وداء المبيضات، وداء الرشاشيات لدى الأفراد الذين أصيبوا بفيروس كورونا، أو الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كما أبلغت الهند عن زيادة في عدد الوفيات المرتبطة بالفطر الأسود.
أما عن طرق انتشار داء الفطر الأسود فهو لا يعد من الحالات المرضية المعدية أي التي لا تنتقل عن طريق الاتصال المباشر، لكن تم العثور على الفطر الأسود في التربة، إذ يحدث انتقال الفطر الأسود من خلال استنشاق أو تلقيح أو ابتلاع جراثيم من البيئة، وعلى الرغم من أنّ حالات الإصابة بالفطر الأسود متفرقة إلا أنه تم ربط انتشار الفطر الأسود المرتبط بمراكز الرعاية الصحية بالضمادات اللاصقة، وبياضات المستشفيات، وتسريب المياه، والأجهزة الطبية غير المعقمة، لكن من أكثر أنواع الفطر الأسود شيوعاً تلك التي تصيب الرئتين أو الجيوب الأنفية الذي يحدث عند استنشاق الجراثيم الفطرية من الهواء، بعد ذلك ينتشر الفطر الأسود إلى الدماغ والعينين، كما يمكن أن يصيب الفطر الأسود الجلد بعد تعرضه إلى أحد أنواع الإصابات سواءاً حرق أو إصابة أخرى. [1]
تشخيص الفطر الأسود
من الجدير بالذكر في البداية بأنّ عدوى الفطر الأسود ليس بالضرورة أن تصيب كل من للعوامل الممرضة إذ أنّ العفن يمكن أن يحدث بشكل طبيعي في البيئة، مع ذلك فلن يصاب جميع من يلامس العفن بالعدوى الفطرية، لكن قد تزداد احتمالية الإصابة بعدوى الفطر الأسود إذا كان لدى الشخص ضعف في الجهاز المناعي، أو إصابة بالحروق أو الخدوش، أو إصابة الشخص بالسرطان، أو خضوعه لعملية زراعة أعضاء حديثاً، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أو ما يعرف بالإيدز، بالإضافة إلى أنّ المصابين بمرض السكري يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض، والأشخاص الخاضعين للجراحة.
غالباً لا يعرف المصابون بالفطر الأسود أنهم مصابون، إذ أن الأطباء يشخصون الإصابة به عند مراجعة الشخص إليهم لإجراء فحص الإصابة بالتهاب الرئة، أو التهاب الجيوب الأنفية أو الجلد، لذا لا بد من مراجعة الطبيب لتحديد نوع العدوى التي أصابت الشخص، كما أن الطبيب يشخص داء الفطريات المخاطية من خلال تحليل عينة من أنسجة المنطقة المصابة، أو من خلال جميع عينة من البلغم أو إفرازات الأنف إذا تواجدت ذلك عندما يكون لدى الطبيب شك بأنّ العدوى قد أصابت الجيوب الأنفية، أما في حالة الإصابة بعدوى جلدية فإنّ الطبيب يقوم أيضاً بتنظيف المنطقة المصابة. [3]
علاج الفطر الأسود
على الرغم من أن علاج عدوى الفطر الأسود قد تكون صعبة في بعض الأحيان لكن يلجأ الأطباء في كثير من الحالات إلى وصف المضادات الفطرية عن طريق الوريد، أو من خلال الاستئصال الجراحي، كما يمكن أن يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية أمفوتريسين ب الشحمي الذي يعد من أفضل أنواع الأدوية المعالجة للفطر الأسود لكن من المهم البدء باستخدامه في أوقات مبكرة، من ثم وصف مضادات الفطريات الأخرى بما فيها بوساكا نزول، وأدوية إيزافوكونازول.
كما أصدرت المديرية العامة للخدمات الطبية دليلاً إرشادياً كاملاً للتعامل مع عدوى الفطر الأسود، التي أشارت أيضاَ إلى أنّ نسبة الوفيات بعدوى الفطر الأسود تعتمد على عدة عوامل من أبرزها الكشف المبكر عن الحالة المرضية، والظروف الأساسية للمصاب، وموقع الإصابة، مع ذلك فإنّ نسبة الوفيات كانت ما يقارب 50% من المصابين بهذه العدوى، بجميع الأحوال فإنّ التشخيص المبكر والعلاج يزيدان بشكل كبير من الوصول إلى نتائج أفضل في العلاج. [1]
الوقاية من الفطر الأسود
لا يخفى على أحد خطورة عدوى الفطر الأسود، إذ كما أشرنا أعلاه بأنّ 50% من المصابين قد توفوا هذا يعني أنه لا بد من الالتزام بأساليب الوقاية أياً كانت، كما أنّ الفطر الأسود قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات التي من أبرزها العمى أي فقدان الرؤية بشكل كامل، بالإضافة إلى حدوث تلف في العصب، أو الإصابة بالجلطات الدموية أو انسداد في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى الوفاة التي يشير الأطباء إلى احتمالية حدوثها لدى الأشخاص المصابين بالفطر الأسود في الجيوب الأنفية أقل من المصابين بالعدوى في الرئتين أو الدماغ، بجميع الأحوال فإنّ الوقاية من الفطر الأسود تتم من خلال التدابير الآتية: [4]
- الابتعاد عن المناطق الملوثة: على الرغم من أنه لا يوجد طريقة للوقاية من استنشاق الأبواغ، إلا أنه يمكن القيام ببعض التدابير لتقليل احتمالية الإصابة بداء الغشاء المخاطي، بما في ذلك الابتعاد عن المناطق التي يوجد فيها الكثير من الغبار والأتربة كمواقع البناء، والحفريات، وإذا كان ولا بد من التواجد فيها فيمكن ارتداء قناع واقي.
- تجنب المياه الملوثة: بما فيها مياه الفيضانات أو المباني التي تضررت بالماء.
- اتخاذ التدابير الوقائية: إذا كان الشخص من ذوي الجهاز المناعي الضعف فينبغي اتخاذ بعض التدابير الوقائية، ذلك من خلال تجنب الأعمال التي تزيد التعرض للغبار والأتربة، وحماية البشرة، وغسل الجروح والخدوش بالماء والصابون.
ختاماً كما هو الحال في الحالات المرضية المعدية التي قد يكون بعضها خطيراً أي يؤدي للوفاة بشكل كبير، لا بد من الالتزام التام بالتدابير الوقائية لتجنب الإصابة، وإن حدثت إصابة فمن المهم عدم إهمال الأعراض واستشارة الطبيب لمعرفة الأسباب وعلاجها.