ما هو الجذام؟ أسبابه وأعراضه وعلاجه بالأدوية وبالأعشاب
مرض الجذام أو ما يعرف بداء هانسن هو مرض معدي مزمن ارتبط قديماً بالكثير من العار وقيل العديد من القصص المرعبة عن مرضاه وذلك نتيجة التشوهات الخطيرة التي قد يسببها الجذام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شكل الجذام تحدياً لمنظمة الصحة العالمية حتى تمكنت من إيجاد علاجه والحد من انتشاره، وفي حال لم تسمع بالمرض من قبل؛ نقدم مادة تزيد معرفتك حول مرض الجذام وأعراضه وطرق علاجه.
ما هو مرض الجذام أو داء هانسن؟
الجذام أو مرض هانس هو عدوى بكتيرية مزمنة تسببها الفطريات الجذامية التي تصيب تحديداً أعصاب الأطراف ومناطق الجلد وبطانة الأنف والجهاز التنفسي العلوي والعينين.
وفي حال لم يعالج الجذام، ينتج تقرحات الجلد وتلف الأعصاب بالإضافة لضعف العضلات وفي حالات مزمنة قد يسبب المرض تشوهات خطيرة وإعاقة كبيرة، ولكن بالعموم الجذام قابل للشفاء وخاصة في حالات الإصابة المبكرة.
الجذام في التاريخ
يعد الجذام داءً قديماً إذ سجلت أول حالة للمرض قبل الميلاد، وكان مصدراً للعار والوصم في العصور القديمة فقد أصاب المرض الناس بالذعر في جميع أنحاء العالم القديم مثل الصين ومصر والهند، ما دفعهم إلى نفي المرضى ونبذهم.
ومازال الجذام شائعاً اليوم في العديد من البلدان حول العالم بشكل خاص في مناطق المناخ الاستوائي أو شبه الاستوائي.
ويصيب جميع الأعمار من سن الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة، لكنه لا ينتقل بسهولة بين الأشخاص إذ يحتاج إلى اتصال وثيق ومتكرر مع لعاب فم ورذاذ أنف المصاب غير المُعالج [1] [2] [3].
شاهدي أيضاً: مرض بهجت
أسباب مرض الجذام
ينتج الجذام عن العدوى ببكتريا تدعى المتفطرة الجذامية عصوية الشكل، وينتقل عن طريق
- ملامسة رذاذ العطاس والسعال.
- لمس الأسطح الملوثة بسوائل الأنف.
- في الغالب لا تنتج العدوى عن لمس الشخص المصاب على خلاف ما كان يعتقد.
ويستطيع الجهاز المناعي للإنسان منع العدوى والتصدي لبكتريا المرض، ولكن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجذام من البالغين.
وهناك نوعان من المرض هما
- الورم الجذامي والجذام السلي (السل).
- الورم الجذامي أكثر شدة وقد يسبب ظهور كتل كبيرة ونتوءات جلدية [4].
أعراض مرض الجذام
تصنف أعراض الجذام حسب المناطق المتأثرة من الجسم مثل الجلد والأعصاب والأغشية المخاطية.
أعراض الجذام الجلدية:
- بقع جلدية مسطحة في الغالب لونها ابهت من المناطق المحيطة.
- عقد على الجلد.
- سماكة الجلد أو جفافه أو تصلبه.
- تقرحات في باطن القدم لا تترافق مع الألم.
- تساقط شعر الرموش والحاجبين.
- كتل وتورمات غير مؤلمة على الوجه أو شحمة الأذن.
الجذام يتلف الأعصاب مسبباً الأعراض التالية:
- ضعف العضلات أو شللها وغالباً تكون عضلات اليدين والقدمين.
- خدر الجلد المصاب بالبكتريا.
- ضرر في العينين يسبب العمى في حال إصابة أعصاب الوجه.
- تضخم الأعصاب في المناطق حول الكوع والركبة والعنق.
وعندما يصيب مرض الجذام الأغشية المخاطية ينتج عوارض مثل:
- انسداد أو احتقان الأنف.
- نزيف في الأنف.
- فقدان الإحساس في بعض مناطق الجلد وبالتالي لا يشعر المريض بالحرارة ما قد يعرضه لأذى جسدي وحروق دون أن يلاحظ.
إذا ترك الجذام دون علاج فقد تتفاقم العوارض لتسبب الأضرار التالية:
- شلل في بعض مناطق الجسم مثل اليدين والقدمين.
- العمى.
- تشوه الأنف.
- تقرحات مزمنة في أسفل القدمين تكون غير قابلة للشفاء.
- قصر في أصابع اليدين أو الأقدام.
شاهدي أيضاً: الطاعون
علاج مرض الجذام
طورت منظمة الصحة العالمية في عام 1995 علاج مرض الجذام الذي أصبح متاحاً ومجاني في جميع دول العالم، وعولج أكثر من 16 مليون مريض لتظهر إحصاءات منظمة الصحة العالمية عام 2014 وجود حوالي 200 ألف حالة إصابة بالجذام في 121 بلد حول العالم.
ولا يزال هناك دول موبوءة بشدة بالجذام لذلك تسعى المنظمات غير الحكومية للقضاء نهائياً على المرض.
المضادات الحيوية لعلاج الجذام
علاج الجذام عبارة عن مجموعة أدوية لمختلف أنواع الجذام وتعمل فعاليته على استخدام المضادات الحيوية لقتل البكتريا المتفطرة الجذامية العصوية وفي الغالب يصف الطبيب أكثر من مضاد حيوي في ذات الوقت مثل:
-
دابسون.
- ريفامبين.
- كلوفازيمين.
- مينوسيكلين.
علاج تلف الأعصاب الناتج عن الجذام
لا تستطيع المضادات الحيوية علاج تلف الأعصاب الناتج عن مرض الجذام، وقد يصف الطبيب مضاد التهاب للحد من آلام الأعصاب وبعض أضرار الجذام مثل:
- بريدنيزون.
- ثاليدومايد الذي يعد دواء قوي يثبط جهاز المناعة ويسهل علاج عقيدات الجلد ولكنه لا يوصف للمرأة الحامل أو الراغبة بالإنجاب في المستقبل، لأنه قد يسبب عيوب خلقية خطيرة للجنين ويهدد الحياة.
مدة علاج الجذام الدوائي
وتتراوح فترة علاج الجذام من بضعة أشهر لسنة أو سنتين فهو يعتمد على نوع المرض لأن المصاب بالجذام الشديد يحتاج إلى أخذ المضادات الحيوية لفترة طويلة [1] [3].
علاج مرض الجذام بالأعشاب
مع أن الجذام مرض قديم جداً فقد وجدت أول إصابة مسجلة في مصر القديمة مكتوبة على أوراق البردي في عام 1550 قبل الميلاد، لكنه لم يحظى بعلاج شائع في الطب البديل فلا يوجد مصدر يثبت وجود علاج مرض الجذام بالأعشاب، ومرد ذلك إلى أنه ارتبط بالعار.
فقد ظنت معظم الثقافات أنه لعنة من الآلهة ولم تترك علاج المرضى للمختصين والأطباء بل تعامل معهم الكهنة ورجال الدين وغالباً ما عزل المرضى وجمعوا في مناطق خاصة وأُجبروا على ارتداء ملابس مميزة وأجراس ليتمكن الناس من تلافيهم.
من هنا كان من الصعب إيجاد علاج واضح قديم للجذام يعتمد على طب الأعشاب، ولكن بعد اكتشاف الطبيب النرويجي (كرهارد هانسن) أن المرض هو نتيجة عدوى بكتيرية وليس ناتج عن لعنة أو عقاب من الآلهة، استخدم علاج مع المصابين يتضمن حقنهم بزيت جوز التشولموجرا الذي ساهم في تحسين حالة المرضى مع أنه كان مؤلماً جداً ولم يكن مضمون الفعالية على المدى البعيد.
الجدير بالذكر أن مرض الجذام له أعراض خطيرة تتفاقم في حال بقي دون علاج، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدء بأي وصفة علاجية [6] [7].
شاهدي أيضاً: مرض السيلان: كل ما تريدون معرفته!
في النهاية الوعي هو السلاح الأهم ضد الأمراض المعدية مثل مرض الجذام، فتجنب الاختلاط بصورة متكررة مع المصابين بالمرض ولا تتردد بمراجعة الطبيب في حال ملاحظتك لأعراض الجذام وذلك في حال مخالطتك لأحد المصابين، ولكن لا يجب الذعر من مرض هانسن فهو قابل للعلاج.
المصادر:
[1] مقال Maureen Donohue "الجذام" منشور على موقع healthline.com
[2] مقال "القضاء على الجذام" منشور على موقع who.int
[3] مقال "نظرة عامة على الجذام" منشور على موقع webmd.com
[4] مقال Alina Bradford "مرض الجذام: الأسباب الأعراض والعلاج" منشور على موقع livescience.com
[5] مقال "مرض هانسن (الجذام)" منشور على موقع cdc.gov
[6] مقال "تاريخ الجذام" منشور على موقع web.stanford.edu
[7] مقال Charles Patrick Davis "الجذام (مرض هانسن)" منشور على موقع medicinenet.com