مرض التصلب اللويحي أنواعه وأسبابه وأعراضه ومضاعفاته
هل سمعت بمرض التصلب اللويحي من قبل؟ سنتعرف في هذا المقال على مفهوم تصلب اللويحي وأسبابه، إضافةً لعلامات وأعراض المرض مع توضيح مضاعفاته، تابع معنا القراءة لتتعرف على المزيد حول هذا المرض المناعي الخطير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التصلب اللويحي
يعرف التصلب اللويحي بعدة أسماء، مثل التصلب العصبي المتعدد أو مرض العصب اللويحي أو يسمى أيضاً اختصاراً بمرض MS (بالإنجليزية: Multiple sclerosis) وهو مرض التهابي مناعي مزمن يصيب جهازك العصبي المركزي (CNS)، حيث يهاجم الجهاز المناعي مادة المايلين (بالإنجليزية: Myelin)، وهي المادة المحيطة بالخلية العصبية في الدماغ والعمود الفقري؛ ويقوم بإتلافها مما يصعب على الدماغ إرسال إشارات إلى بقية أجزاء الجسم، مع الوقت يمتد الضرر الذي يسببه مرض MS إلى الأعصاب مما يؤدي إلى تضررها أو تلفها أيضاً.[1][2][3]
أنواع مرض تصلب لويحي
مرض تصلب اللويحي ليس نوعاً واحداً، بل يوجد منه عدة أنواع، هي كالتالي:[1]
متلازمة التصلب اللويحي المعزول
متلازمة التصلب اللويحي المعزول (بالإنجليزية: Clinically isolated syndrome or CIS) وهي حالة تمثل ما قبل التصلب المتعدد، حيث تتضمن نوبة واحدة من الأعراض، مثل وخز في الذراعين، وضعف التوازن، وضبابية الرؤية تستمر لمدة 24 ساعة على الأقل، هذه الأعراض تحدث بسبب إزالة الميالين في الجهاز العصبي المركزي، إذا كان هناك أكثر من آفة واحدة في سائلك الشوكي بالعمود الفقري، فمن المرجح أن تحتاج لمراجعة الطبيب لمعرفة إن كنت مصاباً بالتصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر.[1]
مرض التصلب العصبي المتعدد الانتكاس
التصلب العصبي المتعدد الانتكاس (بالإنجليزية: Relapsing-remitting MS or RRMS) حيث تكون الانتكاسات واضحة في السائل الشوكي، وهذا النوع من المرض هو الشكل الأكثر شيوعاً لمرض MS، حيث يمثل حوالي 85 بالمائة من جميع الحالات.[1]
مرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي الأساسي
التصلب العصبي المتعدد الانتكاس (بالإنجليزية: Primary progressive MS or PPMS) تتدهور أثناءه الوظيفة العصبية بشكلٍ أسوء، ويحدث ذلك تدريجياً، وقد تصاحبه آفات جديدة في الدماغ، وقد يتخلله فترات استقرار، ويستخدم مصطلح نشط وغير نشط أحياناً لوصف نشاط المرض أثناء ظهور الأعراض أو الآفات الجديدة.[1]
مرض التصلب العصبي المتعدد الثانوي
يحدث مرض التصلب المتعدد الثانوي (بالإنجليزية: Secondary progressive MS or SPMS) عندما يصبح مرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي الأساسي (RRMS) متقدماً، وقد يسبب هذا النوع من المرض انتكاسات ملحوظة في الأعصاب وقد يتسبب في حدوث إعاقة.[1]
أسباب التصلب اللويحي
سبب إصابتك بمرض التصلب العصبي المتعدد غير معروف، فهو أحد أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم جهاز المناعة في الجسم مادة الميالين الحامية للخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، معتبراً إياها جسماً غريباً، ومن ثمّ يتسبب هذا الهجوم في حدوث التهاب لهذا الغشاء؛ مما ينتج عنه تعطيل وظيفة الإرسال بين الدماغ باقي أجزاء الجسم، وحتى بعد زوال الالتهاب يبقى الغشاء متضرراً وحاملاً للندوب، ومع تكرار الهجمات والالتهابات يحدث التدمير والتلف للأعصاب المهاجمة من قبل جهاز المناعة.[2][3]
عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة
صحيح أن سبب تطور مرض العصب اللويحي غير واضح لكن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية هي المسؤولة عن هذا المرض وتطوره، حيث تلعب تلك العوامل دوراً هاماً في زيادة احتمال الإصابة بالمرض، ونذكر من تلك العوامل:[2][3]
- العمر: يمكن أن تكون الإصابة بالمرض في أي عمر، لكنها تحدث عادةً بين عمري 20 و40 سنة، ومع ذلك، يمكن أن يتأثر به الشباب وكبار السن.
- الجنس: النساء أكثر إصابة من الرجال بمرض MS بمعدل من مرتين إلى ثلاث مرات.
- تاريخ العائلة: إذا كان أحد والديك أو أشقائك مصاباً بهذا المرض، فأنت أكثر عرضة للإصابة به.
- إصابتك ببعض الفيروسات: يزيد من خطر الإصابة بمرض تصلب لويحي، مثل: مرض فيروس إبشتاين – بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr or EB)، وهو فيروس يصيب كريات الدم البيضاء المعدية.
- لون البشرة: الأشخاص البيض-وخاصة أولئك المنحدرين من أصل أوروبي شمالي- هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، أما الأشخاص من أصل آسيوي أو أفريقي أو أمريكي لديهم خطر أقل للإصابة بالمرض.
- المناخ: إن مرض التصلب العصبي المتعدد أكثر شيوعاً في البلدان ذات المناخ المعتدل، بما في ذلك كندا وشمال الولايات المتحدة ونيوزيلندا وجنوب شرق أستراليا وأوروبا.
- نقص فيتامين د: إذا كنت تعاني من انخفاض مستويات فيتامين د وقلة التعرض لأشعة الشمس فهذا سيزيد من خطر إصابتك بمرض العصب اللويحي.
- بعض أمراض المناعة الذاتية: يزداد خطر الإصابة إذا كنت تعاني من اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل أمراض الغدة الدرقية، وفقر الدم الخبيث، والصدفية، والسكري من النوع الأول، أو مرض التهاب الأمعاء.
- التدخين: يجعلك التدخين أكثر عرضة للإصابة بمرض MS قياساً بغير المدخنين.
العلامات المبكرة لمرض التصلب العصبي المتعدد
يوجد العديد من أعراض هذا المرض والتي تظهر على المصاب تبعاً لمنطقة الأعصاب التي تأثرت بالهجمة أو النوبة، وقد تزداد الأعراض سوءً في بعض الأحيان فتسمى نوبات أو هجمات، وقد تظهر الأعراض ومن ثمّ تختفي، ومن تلك العلامات والأعراض نستعرض التالي:[1]
- الشعور بالتعب: يعاني مريض التصلب المتعدد شعوراً شديداً بالتعب يعوقه عن أداء مهامه اليومية، وبناءً على تقرير الجمعية الوطنية لمرضى التصلب العصبي المتعدد (NMSS) فإن ظهور هذا العرض على المصابين يقدر بنسبة 80%.
- صعوبة في المشي: والسبب في وجود تلك الصعوبة هو وجود تنميل ووخز في الأطراف في الساقين أو الذراعين، مع قلة التوازن، وضعف العضلات، كما قد يعاني المريض تشنجاً عضلي يعوقه عن الحركة.
- مشاكل في الرؤية: يُصاب المريض منذ بداية المرض بالرؤية المزدوجة أو الرؤية الضبابية في عين واحدة أو فقدان الرؤية الجزئي، كما قد يصاب بالتهاب العصب البصري (بالإنجليزية: Optic neuritis) الذي يرافقه ألماً ورؤية ضبابية في عين واحدة، كما يعاني حركة لا إرادية للعين (بالإنجليزية: Nystagmus)، وقد يصل الأمر إلى إصابة المريض بالعمى.
- عسر الكلام: وتنتج هذه الحالة بسبب وجود ظهور آفات أو تضرر لمنطقة الكلام في الدماغ، وقد تظهر مشاكل الكلام أو عسر الكلام (بالإنجليزية: Dysarthria) خفيفة أو متوسطة أو قد تكون شديدة.
- علامات أخرى: صعوبة في المضغ والبلع، مشاكل في النوم، آلام في الجسم قد تكون حادة أو مزمنة، الشعور برعشة في الجسم، مشاكل في إيجاد الكلمات المناسبة، والذاكرة، بالإضافة إلى قلة التركيز.
ملاحظة: قد تظهر هذه العلامات وقد تختفي، وقد تستغرق هذه العلامات أسابيع أو شهور أو حتى سنوات كي تظهر، ويمكن أن يكون لهذه الأعراض العديد من الأسباب المختلفة، بالتالي حتى إذا كان لديك هذه الأعراض، فهذا لا يعني بالضرورة أن مصاباً بمرض التصلب العصبي المتعدد.[1]
مضاعفات مرض التصلب اللويحي المتعدد
إذا تطور مرض تصلب اللويحي فقد يسبب لك ما يلي:[2]
- مشاكل الحركة قد تعرض المريض للكسر عند السقوط، والتهاب المفاصل، ومرض هشاشة العظام.
- مشاكل في المثانة أو الأمعاء أو الوظيفة الجنسية.
- التغيرات العقلية، مثل النسيان أو تقلبات المزاج.
- مشاكل في الإدراك بدرجات مختلفة.
- تصلب أو تشنج العضلات.
- شلل في الساقين.
- كآبة.
- الصرع.
علاج مرض تصلب لويحي
لا يوجد علاج لهذا المرض المناعي حتى الآن، لكن ترتكز فكرة العلاجات على محاور معينة مثل السيطرة على تقدم المرض، أو التخفيف من أعراض المرض، أو التأخير والسيطرة على نوباته، وتشمل العلاجات أقراص فموية مثل عقار فينجوليمود (الاسم التجاري: جايلينيا)، وقد يكون العلاج في شكل حقن مثل عقار الإنترفيرون بيتا (بالإنجليزية: Interferon) والذي تنتمي إليه العديد من الحقن التي تعطى تحت الجلد أو في العضلات، كما من الممكن أن يصف الطبيب علاجات إبطاء المرض التي تُعطى للمريض من خلال التسريب الوريدي، مثل عقار أوكريليزوماب (الاسم التجاري: أوكريفوس)، هذا بالإضافة إلى العلاجات الخاصة بأعراض اضطرابات الرؤية والسيطرة على سلس البول والبراز، ومن العقاقير المستخدمة أيضا الكورتيكوستيرويدات بهدف الحد من التهاب الأعصاب.[1][3]
ملاحظة: تشمل استراتيجيات العلاج أيضاً العلاج الفيزيائي والتأهيلي بالإضافة إلى استخدام العقاقير الباسطة للعضلات والمخففة للتعب.[1][3]
مرض التصلب اللويحي مرض شائع يستهدف شريحة الشباب بالدرجة الأولى بالنظر إلى أن العمر الذي يتم اكتشاف المرض فيه هو بين 20 و40 عاماً، لذا إذا كنت تعاني من العلامات المبكرة لمرض التصلب اللويحي المتعدد فراجع الطبيب للتأكد مما إذا كنت مصاباً بهذا المرض أم لا.