متلازمة غيلان باريه أعراضها وأسبابها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 مارس 2022 | آخر تحديث: الأحد، 18 ديسمبر 2022
مقالات ذات صلة
متلازمة غيلان باريه
متلازمة غيلان باريه التشخيص والعلاج
أعراض وأسباب متلازمة إدوارد

يعمل الجهاز المناعي عادةً على حماية الجسم، وذلك من خلال حمايته من العوامل الممرضة والأجسام الغريبة، حيث يقوم بتكوين أجسام مضادة لها، لكن ماذا لو عمل جهازك المناعي ضدك؟ ماذا لو اعتبر الأجزاء السليمة عوامل غريبة وحاربها؟ نعم قد يحدث هذا في عديد من الأمراض والمتلازمات، وأحدها متلازمة غيلان باريه، فما هي هذه المتلازمة؟ وما أعراضها؟

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هي متلازمة غيلان باريه 

تعرف متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barré syndrome or GBS) على أنها اضطراب مناعي نادر الحدوث، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا العصبية السليمة في الجهاز العصبي المحيطي (شبكة الأعصاب الموجودة خارج الدماغ والحبل الشوكي)، بدلاً من القيام بوظيفته الأساسية وهي مهاجمة العوامل الممرضة والأجسام الغريبة، مما يؤثر ذلك على الأعصاب التي تتحكم في حركة العضلات وكذلك الأعصاب المسؤولة عن نقل الإحساس بالألم ودرجة الحرارة واللمس، مما يتسبب بضعف وفقدان الحس في الطرفين العلويين أو السفليين.[1]

الأعراض

تستمر الأعراض عادةً لبضعة أسابيع، ويتعافى معظم الأفراد دون حدوث مضاعفات عصبية شديدة وطويلة الأمد، وتشبه الأعصاب الموجودة في الجهاز العصبي المحيطي كالحبل الذي يربط بين دماغك وبقية جسدك وتنقل الإشارات إلى عضلاتك، وفي حالة تلف تلك الأعصاب، لن تتمكن عضلاتك من الاستجابة للإشارات التي تتلقاها من دماغك؛ لذا ستكون الأعراض على الشكل التالي: [2]

  • الإحساس بالوخز في أصابع قدميك وساقيك، وينتشر الوخز صعوداً إلى ذراعيك وأصابعك.
  • ضعف عضلات الساقين ينتشر نحو الجزء العلوي من الجسم ويزداد سوءاً بمرور الوقت.
  • صعوبة المشي باتزان.
  • صعوبة في حركة العينين أو الوجه؛ مثل: التحدث، أو المضغ، أو البلع.
  • آلام شديدة في منطقة أسفل الظهر.
  • فقدان السيطرة على المثانة.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب .
  • صعوبة في التنفس.
  • شلل.

الأسباب وعوامل الخطر

لا يزال السبب الدقيق مجهولاً حتى الآن، ولكن وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي ثلثي الأشخاص الذين يعانون من متلازمة غيلان باريه يصابون بها بعد فترة وجيزة من إصابتهم بالإسهال، أو عدوى في الجهاز التنفسي، وذلك يشير إلى أن متلازمة غيلان باريه تنجم عن استجابة مناعية غير مناسبة لبعض العوامل الممرضة، حيث تم توثيق العوامل الآتية كعوامل مُهيئة للإصابة بالمتلازمة: [2][3]

عدوى العطيفة الصائمية

عدوى العطيفة الصائمية (بالإنجليزية: Campylobacter jejuni infection)؛ هي نوع من أنواع البكتريا التي تسبب الإسهال، ويشيع انتشارها في الولايات المتحدة، وغالباً ما توجد في الأطعمة غير المطبوخة جيداً، وخاصة الدواجن، كما تعد هذه العدوى من أهم العوامل التي تحفز حدوث متلازمة غيلان باريه.

الفيروس المضخم للخلايا

الفيروس المضخم للخلايا (بالإنجليزية: Cytomegalovirus وهو سلالة من فيروس الهربس، تظهر عدوى الفيروس المضخم للخلايا على أشكال عديدة، كالإصابة بالتهابات في الجهاز التنفسي العلوي، والالتهاب الرئوي، وأعراض غير محددة تشبه الأنفلونزا، ويعد ثاني أكثر العوامل شيوعاً في إحداث المتلازمة.

الالتهاب الرئوي الناتج عن الميكوبلازما

الالتهاب الرئوي الناتج عن الميكوبلازما (بالإنجليزية: Mycoplasma Pneumonia)؛ هو التهاب رئوي تسببه كائنات تشبه البكتيريا.

تناول بعض الأدوية

تتضمن بعض موانع الحمل، والمضادات الحيوية كالبنسلينات الفلوروكينولونات، وأدوية التهاب المفاصل الروماتويدي، وخافضات الضغط.

أسباب أخرى

  • الجراحة.
  • الرضوض.
  • الحمل.
  • السمنة.
  • زرع الكلى.
  • التعرض للصدمات النفسية.
  • سرطانات الغدد الليمفاوية.
  • الإنفلونزا.
  • فيروس إبشتاين بار.
  • فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.

الشيوع والانتشار

يمكن لمتلازمة غيلان باريه أن تصيب أي شخص، لكنها أكثر شيوعاً بين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاماً.[2]  

التشخيص

يصعب تشخيص متلازمة غيلان باريه في البداية، وذلك لأن الأعراض تتشابه في كثير من الأحيان للاضطرابات أو الحالات العصبية الأخرى التي تصيب الجهاز العصبي؛ لذا سيطرح الطبيب عند التشخيص أسئلة عامة حول أعراض معينة، أو غير عادية لأخذ التاريخ الطبي، ومن الضروري حينها أن تخبر طبيبك عن أي أعراض غير عادية، وإذا كنت تعاني من أي أمراض أو عدوى حديثة أو سابقة، ثم سيستعين ببعض الاختبارات التي تساعد في تأكيد التشخيص، منها:[4]

البزل النخاعي

(بالإنجليزية: Spinal tap)؛ يعرف أيضاً باسم البزل القطني، يتم في هذا الاختبار سحب كمية صغيرة من السائل الشوكي من منطقة أسفل الظهر، باستخدام إبرة خاصة تدخل في المنطقة القطنية، لتخضع العينة للفحوصات والاختبارات اللازمة للكشف عن مستويات البروتين فيها، ويتم من خلالها تأكيد التشخيص، وفي حال كان المريض مصاباً بمتلازمة غيلان باريه فستظهر القراءات والنتائج ارتفاعاً في نسبة البروتين.

تخطيط العضلات الكهربائي

(بالإنجليزية: EMG or Electromyography)؛ وفيه توضع الأقطاب على شكل إبر رفيعة  في العضلات المراد دراستها لقراءة النشاط الكهربائي فيها، حيث يقدم هذا الاختبار معلومات عن الفعالية العصبية في هذه العضلات، ويلعب دوراً مهماً في التشخيص، إذا يمكن من خلاله تحديد ما إذا كان ضعف العضلات لديك ناتجاً عن تلف الأعصاب أو تلف العضلات.

اختبارات سرعة التوصيل العصبي

(بالإنجليزية: Nerve conduction velocity)؛ هنا توضع الأقطاب على شكل إبر رفيعة على سطح الجلد، ثم تمرر دفعات كهربائية صغيرة، بهدف قياس سرعة التوصيل العصبي، واختبار مدى استجابة أعصابك وعضلاتك لتلك النبضات الكهربائية الصغيرة، تُظهر هذه الاختبارات عادةً أن الإشارات لا تنتقل على طول الأعصاب بشكل صحيح لدى الأشخاص المصابين بالمتلازمة.

العلاج

يُعالج معظم المرضى في المستشفى، ويحتاجون عادةً إلى البقاء فيه ما بين بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر، ويمكن أن تساعد الطرق العلاجية المستخدمة لمتلازمة غيلان باريه في تقليل الأعراض، وتسريع الشفاء، ومنع تطور المرض وحصول مضاعفات، ونظراً لأن المرض مناعي فستكون العلاجات المستخدمة على الشكل الآتي:[4]

الغلوبيولينات المناعية بالوريد

(بالإنجليزية: IVIG or Intravenous immunoglobulin): وهو العلاج الأكثر شيوعاً لمتلازمة غيلان باريه، يتم من خلال هذا العلاج إعطاء المرضى الغلوبيولينات السليمة التي تم الحصول عليها من عينات دم المتبرعين بها، وذلك للمساعدة في منع الأجسام المضادة الضارة من إتلاف أعصابك، ويعطى مباشرةً بالوريد.

تبديل البلازما

يعرف أيضاً باسم فصادة البلازما (بالإنجليزية: Plasmapheresis)، قد يتم اللجوء لهذه الطريقة العلاجية بدلاً عن الطريقة الأولى، يتضمن ذلك التوصيل بجهاز يقوم بإخراج الدم من الوريد وتصفية الأجسام المضادة الضارة التي تهاجم أعصابك، عن طريق فصل البلازما عن باقي المكونات الخلوية، ثم تقوم الخلايا الدموية بتصنيع كميات جديدة من البلازما لتعويض ما تم إزالته، تساعد هذه الطريقة في تخليص البلازما من الأجسام المضادة التي تهاجم الجهاز المناعي، ويستمر معظم المرضى على هذا العلاج حوالي خمسة أيام.

علاجات أخرى

أثناء وجودك في في المستشفى ستحظى بالمراقبة والرعاية، للتحقق من وجود أي مشاكل في الرئتين أو القلب أو وظائف الجسم الأخرى، ستحصل أيضاً على علاج لتخفيف الأعراض وتقليل خطر حدوث المزيد من المضاعفات.

قد يشمل ذلك: جهاز التنفس الصناعي إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس، أو أنبوب تغذية إذا كنت تعاني من مشاكل في البول، أو وضع قسطرة في مجرى البول (الأنبوب الرفيع الذي ينقل البول من الجسم) إذا كنت تواجه صعوبة في التبول، كما يمكنهم إعطاؤك الأدوية المسهلة إذا كنت تعاني من الإمساك، أو المسكنات إذا كنت تتألم، كما يمكن وصف الأدوية و/أو جوارب الساق الخاصة لمنع تجلط الدم.

المضاعفات

من الممكن أن يؤثر الضعف والشلل الذي يحدث مع متلازمة غيلان باريه على أجزاء متعددة من الجسم؛ لذا قد تشمل المضاعفات ما يلي:[2]

  •  صعوبة التنفس، خصوصاً عندما ينتشر الشلل أو الضعف إلى العضلات التي تتحكم في التنفس، حينها يتم مساعدة المريض على تجاوز ذلك بواسطة  جهاز تنفس.
  • ضعف أو تنميل أو أحاسيس غريبة أخرى حتى بعد الشفاء.
  • مشاكل في القلب أو ضغط الدم.
  • ألم عام.
  • اضطراب وظيفة الأمعاء أو المثانة.
  • تجلطات في الدم وتقرحات ناتجة عن الشلل.

قد تقلل الجوارب الضاغطة من التجلط، كما يمكن تفادي حصول التقرحات عن طريق التغيير المتكرر لموضع الجسم، وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تكون المضاعفات مهددة للحياة، خصوصاً إن لم يتلقّى المريض العلاج المناسب، وتشمل العوامل التي قد تؤدي إلى نتائج خطيرة، ما يلي:

  • التقدم بالسن.
  • تأخير العلاج، مما قد يؤدي إلى مزيد من تلف الأعصاب.
  • الاستخدام المطول لجهاز التنفس الصناعي، والذي قد يعرض المريض للإصابة بالالتهاب الرئوي الجرثومي.[2]

نظرة مستقبلية 

يمكن أن تكون فترة التشافي والتعافي لمتلازمة غيلان باريه طويلة، ولكن في النهاية يتعافى معظم الأشخاص، وبشكلٍ عام تستمر ذروة سوء الأعراض لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل أن تستقر، ويستغرق التعافي بعد ذلك ما بين بضعة أسابيع إلى بضع سنوات، لكن يتعافى معظم الناس في غضون ستة أشهر إلى اثني عشر شهراً.

أما بالنسبة للتعافي التام والمقدرة على المشي بشكل مستقل فيمكن لحوالي 80% من المرضى المصابين بهذه المتلازمة المشي بشكل مستقل بعد ستة أشهر، ويستعيد 60% منهم قوتهم العضلية المنتظمة خلال عام واحد، وقد يستغرق التعافي وقتاً أطول لدى بعض المرضى.[2]

وبشكل عام، تبقى الأمراض المناعية الذاتية بوابةً للسؤال الدائم والبحث المستمر، فلا تزال الأسباب الدقيقة لحدوثها غير معروفة، وتختلف من مريض إلى أخر، لكن يمكننا السيطرة على الأعراض والتخفيف من حدتها عن طريق الرجوع للطبيب والتشخيص الصحيح. 

  1. "مقال متلازمة غيلان باريه" ، المنشور على موقع who.int
  2. أ ب ت ث ج "مقال متلازمة غيلان باريه" ، المنشور على موقع healthline.com
  3. "مقال متلازمة غيلان باريه" ، المنشور على موقع medscape.com
  4. أ ب "مقال متلازمة غيلان باريه" ، المنشور على موقع nhs.uk