متلازمة الكوخ الأسباب والأعراض
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فنحن جميعاً نستمتع بالتجمعات العائلية، والخروج مع الأصدقاء، مما يجعل البقاء في المنزل فترات طويلة عبئاً نفسياً على الكثير منا، لكن ماذا لو اضطرتنا الظروف إلى التواجد في المنزل لأسباب خارجة عن إرادتنا؟ تلك هي متلازمة الكوخ التي نلقي الضوء على أسبابها، وأعراضها، وكيفية التأقلم معها في هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي متلازمة الكوخ
متلازمة الكوخ (بالإنجليزية: Cabin Fever) أو حمى الكابينة كما يطلق عليها في بعض الأحيان، هي مصطلح شائع يتضمن مجموعة من الأعراض التي يعاني منها الأشخاص الذين تضطرهم الظروف إلى المكوث في المنزل لفترات طويلة، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من بعض المشاعر السلبية، والأحاسيس المؤلمة؛ نتيجة لانعزالهم عن العالم، وافتقادهم القدرة على التواصل الاجتماعي مع من حولهم. [1]
لا تُصنف متلازمة الكوخ على أنها اضطراب نفسي يستدعي التدخل الطبي أو العلاج، لكن هذا لا ينفي أهمية إيجاد طريقة للتأقلم مع العزلة التي تفرضها ظروف كثيرة على بعض الأفراد، وهو ما تجلى بوضوح أثناء فترة العزل الصحي التي عشناها جميعاً خلال تفشي فيروس كورونا المستجد. [1]
أسباب متلازمة الكوخ
يعد الشعور بالعزلة والوحدة هو السبب الرئيسي والمحرك الأول لأعراض متلازمة الكوخ، وهناك العديد من الأسباب التي تفرض على البعض هذا الموقف الصعب؛ مثل: فقدان الوظيفة، أو المرض الشديد، أو سوء الأحوال الجوية، أو افتقاد وسائل المواصلات، وكلها أسباب تدفعهم في نهاية الأمر إلى المعاناة من مشاعر الوحدة، وسوء الحالة المزاجية. [2]
إلى جانب الحصار داخل المنزل، وهو السبب الرئيسي لمتلازمة الكوخ، هناك بعض العوامل التي قد تساهم بشكل أو بآخر في ظهور الأعراض، وربما تفاقمها، من ضمن هذه العوامل: [2]
- عدم القدرة على المشاركة في الأنشطة التي يجدها الشخص ممتعة.
- افتقاد القدرة على التواصل الجسدي مع الأصدقاء، وأفراد العائلة.
- افتقاد الحافز للعمل؛ بسبب الخمول الناتج عن البقاء في المنزل.
- تزايد القلق بشأن الأمور المالية؛ نتيجة لافتقاد الدخل الثابت بعد ترك العمل.
أعراض متلازمة الكوخ
تختلف أعراض متلازمة الكوخ من شخص لآخر، كما تختلف ردود الأفعال أيضاً بينهم؛ نظراً لأن الشخصية العامة تلعب دوراً شديد الأهمية في كيفية تعامل كل شخص مع أعراض هذه المتلازمة، فعلى سبيل المثال نجد الأشخاص الذين يميلون إلى الانطواء لا يتأثرون بشكل كبير وواضح، بل قد يتغلب البعض منهم على مشاعر الوحدة عن طريق الاندماج في بعض المشاريع الإبداعية داخل المنزل؛ حتى يمضي الوقت دون أن تسيطر عليهم الكآبة والملل. [3]
على الجانب الآخر نجد الشخصيات التي تتسم بالانفتاح، وحب التواصل والتفاعل مع الآخرين هم الأكثر تضرراً من أعراض الوحدة والعزلة، لهذا السبب يواجه البعض منهم صعوبة كبيرة في إيجاد حل للمرور من الأزمة، مما يجعل هذه المرحلة تمر عليهم كأنها دهر. [3]
تنعكس آثار الوحدة والعزلة التي يعاني منها بعض الأشخاص المتأثرين بمتلازمة الكوخ من خلال بعض الأعراض، من ضمنها: [1][2][3]
- الملل.
- العصبية الزائدة.
- مشاعر القلق.
- صعوبة التركيز.
- اضطرابات النوم.
- الخمول والكسل.
- صعوبة الاستيقاظ.
- افتقاد الثقة في الآخرين.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- الحزن، وأعراض الاكتئاب المستمرة.
علاج متلازمة الكوخ
تختلف طريقة علاج متلازمة الكوخ باختلاف شدة وطبيعة الأعراض التي يعاني منها كل شخص، فقد يعاني البعض من أعراض شديدة قد تؤدي إلى الدخول في مرحلة من الاكتئاب، الأمر الذي يستدعي استشارة طبيب نفسي لوضع خطة علاجية تمنع تدهور هذه الأعراض. [4]
على الجانب الآخر قد يعاني البعض من أعراض بسيطة تحتاج إلى مزيد من الاطلاع على بعض الآليات التي تساعد على التأقلم مع الوحدة والعزلة. نستعرض في هذا الجزء من المقال أهم هذه الآليات. [4]
ممارسة التمارين البسيطة
لا تتطلب ممارسة الرياضة في المنزل أن تكون محترفاً للياقة البدنية، فهناك الكثير من التمارين البسيطة التي يمكنك أن تمارسها بمنتهى السهولة وأنت داخل منزلك، يمكنك الاستعانة ببعض التطبيقات الإلكترونية التي تقدم فصولاً مجانية للأشخاص المقيمين داخل المنزل؛ حتى يمارسوا بعض الرياضات البسيطة؛ مثل: اليوجا، ودروس الرقص، وتمارين الكارديو منخفضة التأثير. [4]
الخروج من المنزل إن أمكن
إذا كان بإمكانك الخروج من المنزل ولو لفترة قصيرة، فلا تتردد بكل تأكيد، فقد أوضحت كثير من الأبحاث أن الخروج من المنزل يخفف من أعراض التوتر والقلق، كما يساعد التعرض إلى ضوء النهار على تنظيم دورات الجسم الطبيعية، وحتى إذا لم تكن قادراً على الخروج، يمكنك الاقتراب من النافذة، والتحرك قليلاً حتى تشعر بالنشاط والتحرر.[3]
البحث عن الطبيعة
قد يكون الخروج من المنزل والتواصل مع الطبيعة بشكل مباشر أمراً يعجز البعض عن تنفيذه، لكن يمكنك التغلب على ذلك عن طريق فتح النوافذ، أو اقتناء بعض النباتات المنزلية التي تعيد إليك الاتصال بالعالم، وتشعرك بالحيوية، كما يمكنك أيضاً مشاهدة بعض الأفلام التي تدور أحداثها في بعض الأماكن الطبيعية، مع الاستعانة ببعض المؤثرات الصوتية والضوئية التي تجعلك تشعر وكأنك بين أحضان الطبيعة. [4]
النشاط الذهني
يعتقد البعض أن الإفراط في مشاهدة المحتوى التلفزيوني من الأمور التي تساعدهم على التغلب على مشاعر الوحدة والعزلة، لكن التلفاز يعد سلاح ذو حدين؛ لأنه يؤثر سلبياً على نشاطك الذهني، لهذا السبب حاول أن تلجأ إلى بعض الأنشطة الذهنية البسيطة؛ مثل: حل الكلمات المتقاطعة، أو قراءة الكتب، أو ألعاب الطاولة؛ لأنها تحفز ذهنك باستمرار، وتقلل مشاعر الوحدة والحزن. [3]
الحفاظ على التواصل الاجتماعي
قد تشعر بالألم لأنك لا تستطيع التنزه مع أصدقائك كما كان الحال من قبل، لكن هناك بدائل مناسبة تساعدك على الالتقاء معهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تمكنك من الدردشة مع أصدقائك وزملائك، كما يمكنك الاستعانة ببعض التطبيقات الإلكترونية التي تمكنك من رؤيتهم وجهاً لوجه كأنك معهم. [1]
متى يجب زيارة الطبيب
في كثير من الأحيان تكون مشاعر العزلة مؤقتة، ويمكن لآليات التأقلم التي تحدثنا عنها أن تجعل أي شخص يتغلب على هذه المشاعر، لكن هناك بعض الأعراض التي تفرض الاستعانة بطبيب نفسي؛ حتى لا تتفاقم هذه الأعراض، ويدخل المريض في مشكلة أكثر صعوبة. [2]
تتضمن الأعراض التي تفرض ضرورة الاستعانة بطبيب: [1][2]
- عدم القدرة على النوم.
- عدم القدرة على الأكل.
- تغيرات شديدة طرأت على الحالة المزاجية.
- ظهور بعض سلوكيات الوسواس القهري.
- تراجع ملحوظ في الاهتمام بالأشياء التي كانت مصدراً للسعادة والمتعة من قبل.
- معاناة الشخص من مشاعر جديدة تنطوي على القلق والاكتئاب، أو زيادة في المشاعر التي كانت موجودة مسبقاً.
ترتبط متلازمة الكوخ بالعزلة المنزلية التي تفرضها بعض الظروف المرضية على بعض الأشخاص، وقد يضطر البعض مرغماً إلى البقاء في المنزل عندما يتعرض إلى فقدان عمله، أو عندما تسوء الأحوال الجوية بشكل يمنعه من الخروج، هناك العديد من الآليات التي تساعدك على التكيف مع مشاعر الوحدة والحزن التي يشعر بها الجميع في هذه الحالة؛ تجنباً لتطور الأعراض والدخول في الاكتئاب.