متلازمة أسبرجر وطرق علاجها
ما هي متلازمة أسبرجر
يعتقد الأطباء أن متلازمة أسبرجر (بالإنجليزية: Asperger"s syndrome) ليست تشخيصاً رسمياً، كما أن لها بعض طرق العلاج النمطي للتحكم في أعراضها على المدى الطويل، وتعتبر متلازمة أسبرجر أحد أشكال اضطراب طيف التوحد (ASD) المعتدلة، حيث يعاني المصاب من بعض الصعوبات فيما يتعلق في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، إذ تكون نمطية ومحدودة باتجاه واحد، قد تصل إلى الهوس في بعض المجالات المثيرة لاهتمام المصاب، وتصبح عائقاً أمام تعاملات الحياة اليومية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تصل نسبة إصابة الذكور بمتلازمة أسبرجر إلى ثلاثة أضعاف الإصابة عند الإناث، ويتم تشخيص المرض بين عمري الخامسة حتى التاسعة، إلا في بعض الحالات النادرة حيث يتم تشخيص الإصابة في عمر الثالثة.[1][2]
أسباب متلازمة أسبرجر
لم يحدد العلماء بعد التغيرات التي تحدث في الدماغ المسؤولة عن متلازمة اضطراب طيف التوحد أو متلازمة أسبرجر، لكنهم قد عرضوا بعض الأسباب التي يُعتقد أنها من الممكن أن تكون السبب وهي كما يلي:[2]
- التوارث الجيني: حيث من الممكن توارث الحالة عن طريق جينات الأب أو الأم وحتى عن طريق الأجداد.
- السموم والبيئة: قد تكون السموم عامل مؤثر، خاصةً في وقت الحمل بالطفل، إذ أن تعرُّض الأم للسموم بسبب البيئة أو العمل أثناء فترة الحمل، يكون عامل أساسي في هذه الحالة.
أعراض متلازمة أسبرجر
تختلف أعراض متلازمة أسبرجر من شخص لآخر على تطور الحالة، حيث لا تظهر جميع الأعراض في الشخص الواحد، إذ تجد في أحد المصابين عدم القدرة على التواصل النظري وفي أحيانٍ أخرى تجد عند الآخر الحاجة الشديدة للتواصل النظري وفيما يلي أكثر الأعراض انتشاراً:[1][3]
صعوبة اكتساب الأصدقاء
يواجه المصابون بمتلازمة أسبرجر تحديات كبيرة في تكوين الأصدقاء، حيث إنهم لا يستطيعون التواصل مع أقرانهم في المجتمع المحيط؛ لافتقارهم لمهارات التواصل الاجتماعي في التعامل مع الأشخاص الآخرين، كما يلاحظ أيضا ضعف في مهارات التأقلم، لذلك يعتبر من الصعب جداً عليهم المشاركة في النشاطات الجماعية.[3]
الصمت المفاجئ
يعاني أصحاب متلازمة أسبرجر من حالات فريدة من نوعها، حيث إنهم ينفصلون عن محيطهم العام ويلتزمون الصمت الشديد، وقد يتجنبون الحديث مع الغرباء بشكل كلي لفترات معينة من الزمن، وإن كانوا مع مجموعة من الأصدقاء فإنهم لن يشاركوا في أي حديث، وقد يكتفون في الابتسام في أفضل الأحوال.[3]
القلق الاجتماعي
يجد المصاب بمتلازمة أسبرجر صعوبة في تفسير ملامح وجه الشخص المقابل أو فهم مشاعره بشكل صحيح، مما يؤدي إلى إبداء ردات فعل غير مناسبة أو قول بعض الكلام الغير مناسب في ذلك الموضع، فيختار المصاب الانطواء والوحدة.[3]
صعوبات التواصل البصري
- صعوبة التواصل البصري: قد يواجه الشخص المصاب بمتلازمة أسبرجر بعض الصعوبات في التواصل البصري مع المتحدث إليه، حيث إنه من الممكن أن يسبب التواصل البصري عدم الشعور بالراحة للشخص المصاب.
- الحاجة الشديدة للتواصل البصري: حيث إن الشخص المصاب يواصل النظر في عيني المتحدث معه، وقد يظن البعض أن هذا التصرف نابع بسبب قلة الثقة في النفس للشخص المصاب، بينما أنه في الحقيقة يكون في حاجة ملحة للتأكد من الشخص المقابل على تفرغه التام للاستماع، وقدرة المستمع على التركيز بشكل كامل.[3]
التركيز الشديد
يتكون لدى المصاب بمتلازمة أسبرجر اهتمامات محددة، وهو سلوك يتبعه المصاب ليتخلص من القلق الاجتماعي أو التوتر في لحظات معينة، إذ أنهم يشعرون أحياناً بشعور فقد السيطرة، ويستخدمون التركيز الشديد على اهتمام واحد كآلية دفاع فعالة.
حيث تتكون هذه الاهتمامات في الرسم، أو تحليل الأرقام، أو صنع بعض التحف، ومن الممكن أن تكون هذه المواهب ذات قيمة عالية جداً للمصاب وتعود عليه بفائدة نفسية عظيمة، لكن على الجانب الآخر لها آثار مدمرة إن منعهم من ممارسة هذه المواهب أو أن تبوء بالفشل.[3]
البحث عن الأنماط
يتميز الشخص المصاب بمتلازمة أسبرجر بقدرته الهائلة على إيجاد الأنماط وتحليلها، بشكل متفرع ودقيق في نفس الوقت، حيث يجد في ذلك السكون والراحة التي يبحث عنها، إذ يلاحظ على السلوك العام للشخص المصاب بترتيب الأشياء على حسب اللون، أو الشكل، أو الحجم، أو أي نمط قد يشعره بالراحة عندما ينظر إليه.
لذلك يلاحظ على الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر أنهم يعملون في مجال الفيزياء أو إيجاد السمات المشتركة، لذلك يُنصح بتنمية هذه المواهب بالإضافة أن الهوس في إيجاد الأنماط قد يدفعهم للتميز.[3]
الالتزام في روتين محدد
يستخدم المصاب بمتلازمة أسبرجر الروتين اليومي المحدد، والذي يعتبر برنامجاً قاسياً كنوعٍ من الأنماط التي تشعره بالنظام والسكون، وقد يشعر المصاب بضغط شديد إذا تغير الروتين المعتاد، وقد يشعر بالخوف من أي حدث طارئ.[3]
أعراض أخرى
- حفظ الحقائق المفضلة بسهولة.
- صعوبة إدارة العواطف، مما يؤدي إلى نوبات لفظية أو سلوكية.
- حركات غير منسقة، بما في ذلك صعوبة الكتابة بخط اليد.
- فرط الحساسية لبعض الأصوات والأضواء.[1]
الفرق بين طيف التوحد ومتلازمة أسبرجر
اعتاد الأطباء التفكير بمتلازمة أسبرجر على أنها حالة منفردة، لكن في عام 2013 تم إصدار الكتاب القياسي المستخدم من قبل خبراء الصحة العقلية الدليل التشخيصي (DMS-5) والإحصائي للاضطرابات العقلية، فإن متلازمة أسبرجر لم تعد تشخيصاً بمفردها من الناحية العلمية، بل إنها جزء من فئة أوسع تسمى اضطراب طيف التوحد، حيث ترتبط متلازمة أسبرجر وطيف التوحد بعدة أعراض، لكن متلازمة أسبرجر يسميها الأطباء (ASD) عالي الأداء بسبب أعراضها الخفيفة، وقدرة المصاب على التعلم بشكل أسرع، وتعامله الطبيعي مع محيطه بشكل أفضل من اضطراب طيف التوحد.[4]
تشخيص متلازمة أسبرجر
لم يحدد العلماء اختبارات ثابتة لمتلازمة أسبرجر، حيث إن أعراضها كثيرة ومتشابهة مع اضطرابات أخرى، لذلك فإن الاختبارات معيارية على حسب تطور الحالة عند المريض والأعراض التي يعاني منها، وعلى الأبوين الانتباه لتصرفات أطفالهم، وفي حال ملاحظة بعض التصرفات التالية يجب استشارة الطبيب المختص:[1][2]
- ضعف في مهارات اللغة: في هذه الحالة يجب عرض الطفل على طبيب تنموي مختص.
- التفاعلات الاجتماعية: عند ملاحظة أن الطفل يتصرف بغرابة في المناسبات الاجتماعية يجب عرضه على طبيب نفسي مختص.
- تعابير الوجه الغريبة عند التحدث: يجب عرض الحالة على الطبيب التنموي.
- التنسيق الحركي: إذا لوحظ أن تصرفات الطفل غير منسقة أو عشوائية بشكل يدعو للشك، فيجب عرض الحالة على الطبيب العصبي المختص.
- الوسواس القهري: فعندما يعاني الطفل من بعض أنواع الوسواس القهري، أو عدم التحكم بالمشاعر، أو العصبية الشديدة لتغيير روتين معين فإنه ينصح بزيارة الطبيب النفسي.
التكيف مع متلازمة أسبرجر
قد لا يوجد علاج لمتلازمة أسبرجر، لكن رشح الأطباء بعض البرامج والعلاجات السلوكية طويلة الأمد لكي تساعد على تخفيف الأعراض، وتساعد في الحصول على حياةٍ أقرب إلى الطبيعية، فيما يلي بعض أهم العلاجات البديلة:[3]
تمارين التنفس والاسترخاء
حيث تساعد تمارين الاسترخاء في الهواء الطلق على تصفية الذهن، وتخفيف موجات التوتر والضغط الناتجة من حياة المصاب، إذ تساعد من تقليل بعض الموجات الهستيرية مع الوقت.[3]
تمرين المرآة
يستطيع المصاب بمتلازمة أسبرجر التدريب أمام المرآة بشكل يومي على الحديث، حيث إنه مع الوقت قد يستطيع تنفيذ هذه المحادثات على أرض الواقع، ويساعد أيضاً على تقليل حالات القلق الاجتماعي.[3]
التمارين الحسية الحركية
يمكن للشخص المصاب تعلم ألعاب الليغو أو حل المسائل الرياضية للتخفيف من الحالات التوتر، إذ يستطيع جعل هذه الألعاب أو المهارات ملجأً له عند حالات الهلع.[3]
العلاج الجسدي الرياضي
يمكن أن تؤثر النشاطات الجسدية بشكل إيجابي على المصاب، حيث إن الرياضة تساعد الدماغ على إفراز هرمون السعادة وتقلل من نسبة التوتر، وتساعد الشخص على تحكم أفضل بجسده.[3]
الدعم المعنوي
ينصح الأطباء المصابين بمتلازمة أسبرجر على البحث عن مصدر للطاقة الإيجابية والدعم المعنوي، حتى يستطيع تعلم القيام بواجباته اليومية على أتم وجه.[3]
علاج متلازمة أسبرجر
لم يتم اكتشاف علاج لمتلازمة أسبرجر بعد، لكن المصاب يستطيع استخدام بعض الأدوية التي من الممكن أن تساعده على التحكم بالأعراض، بعد مراجعة الطبيب المسؤول عن الحالة، وفيما يلي بعض هذه الأدوية: [2][3]
- الميلاتونين.
- مضاد الذهان.
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
- العلاج النفسي.
- العلاج بالإبر.
- العلاج الفيزيائي (التدليك).