ماذا تفعل عمليات تجميل الأمهات في الأبناء؟

  • بواسطة: Shaimaa تاريخ النشر: الأحد، 05 مايو 2024
مقالات ذات صلة
عمليات تجميل الغمازات
عملية تجميل الأنف
جورجينا قبل وبعد عمليات التجميل

ماذا تفعل عمليات تجميل الأمهات في الأبناء؟

أصبحت عمليات التجميل الآن هي المنفذ الذي تلجأ إليه النساء لتعديل ما يطرأ على وجوههن من علامات التقدم في السن، فبلمسات بسيطة وأيام معدودة للاستشفاء تحصل المرأة على وجه جديد تمامًا بملامح أفضل من وجهة نظرها، أو تتماشى مع المواصفات العصرية للجمال، وببعض المساحيق التي توضع على الوجه يزداد الوجه رونقًا، ولكن على الطرف الآخر هناك في نفس المكان يقف صغارها يراقبونها من بعيد ويتعلمون دروسهم الأولى عن الكثير من الأشياء.

انهيار الثقة بالنفس

قد يكون الموقف بسيطًا على بعض الأبناء فلا يجدون أن الأمر جلل، فاهتماماتهم مختلفة، لكن البعض الآخر يسقط ضحية لتلك الأفعال خاصة المبالغ فيها منها، فإن كانت الضحية هنا فتاة لم تتجاوز الثانية عشر من العمر وعلى عتبات المراهقة على سبيل المثال، فلن تستطيع تقبل تلك الملامح التي حصلت عليها من والدتها، وكيف يمكنها تقبلها وقد رفضتها الأم بنفسها وقامت بتغييرها، ولأن عمليات التجميل لا تصلح للصغار، فستعيش تلك الصغيرة في معاناة لا تنتهي إلا باستفاقة تدرك معها المعنى الحقيق للجمال، أو وهي على عتبات طبيب التجميل لتغير من شكلها.

وفي حالة الأولاد الذكور يكون الأمر مأساويًا، فقد تتكون لدى الصبي فكرة المثالية في الشكل والمظهر وأنه على جميع النساء السعي لتغيير أنفسهن كي يصبحن في القالب المناسب الذي وضعه المجتمع، وعادة ما يجهل الرجال أن عيوب المرأة الشكلية والجسدية هي أمر طبيعي، فما بالك بمن ينمو ويكبر في بيئة ترفض تلك الطبيعة وتتمرد عليها.

الأمر لا يتعلق باهتمام أو نظافة شخصية بل بالهوس الذي تمتلكه بعض النساء نحو ذلك النوع من العمليات، وهنا يعتقد الأبناء أنهم غير مرغوب بهم بسبب ملامحهم التي تشبه ملامح الأم الأصلية والتي تخلصت منها بالفعل، فيرون أن عليهم التخلص هم أيضًا من تلك الملامح للحصول على ثقة وقبول الأم.

ماذا بعد عمليات التجميل؟

تظهر آثار عمليات التجميل على النساء عامًا بعد عام والتي تكون في غالبيتها آثارًا سيئة، فيبدأ الوجه بالتهدل بعد أن عاش سنوات في الشد وتتغير الملامح بفعل السن فلا تعد لائقة بتلك الأنف التي تتحول إلى شكل غريب وتتداعى الآثار التجميلية ولنا في الكثير من الفاتنات عبرة بعد تغير شكلهن إلى أسوأ ما يكون.

وإن صح التعبير يمكننا أن نطلق لقب مجرم على عمليات التجميل التي تشوه الوجه ثم الروح وتعدم الثقة بالنفس، وأخيرًا تصيب أطفالًا لا ذنب لهم لم يتعلموا كيفية حب الذات وتقبلها، بل وجدوا أنفسهم في مجتمع أقرب من لديهم به يحاول تبديل جلده ليتماشى مع قوانين لا نعلم من وضعها، لكنها حولتنا جميعًا إلى مشترين يباع لنا الهواء في أكياس مزينة فنشتريه.

نصائح للتعامل مع الأطفال قبل إقدام الأم على إجراء عملية تجميلية

لا يمكن للأطفال فهم المغزى من وراء عمليات التجميل بسهولة خاصة في عمر المراهقة والتغيرات التي تطرأ عليهم وعدم قدرتهم على الثقة بأنفسهم، لذلك يجب أن تكون الأم واعية لذلك وتبدأ باتخاذ بعض الإجراءات ومنها:

التحدث على الأطفال حول الأمر وعدم مفاجأتهم به وذلك من خلال حديث مناسب لأعمارهم، فيما يجب التأكيد على أن الجمال الحقيقي لا يأتي من جمال الوجه فقط، وشرح بعض الأسباب التي جعلت الأم تأخذ تلك الخطوة.

إذا كان الأطفال يحملون بعض المخاوف بداخلهم من هذا النوع من العمليات، فيجب أن نترك لهم المساحة الكاملة للتعبير عن تلك المخاوف لأن بعض التصورات التي يحملونها قد تكون مخيفة وسيئة لكنها بعيدة عن أرض الواقع.

لا يجب أن يتم تجاهل الدعم النفسي للأطفال في تلك المرحلة ويمكن اللجوء إلى استشاري نفسي للتمهيد لهم والتعامل مع أي قلق يعانون منه في هذه المرحلة.

سيكون على الأم أن تؤكد على الأبناء مدى حبها لهم وتقبلها لما هم عليه وأنها ستظل كذلك، وبعد إجراء العملية التجميلية يجب ملاحظة ما يتغير من سلوكيات الأطفال والتأكد من عدم إصابتهم بأي أعراض مقلقة مثل التوتر والاكتئاب.

لا ننكر أن عمليات التجميل خيار شخصي ولكنه خيار ذو عواقب يجب أن توضع في الحسبان.

  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    الكاتب Shaimaa

    كاتبة محتوى حاصلة على ليسانس الألسن قسم اللغة الألمانية اهتم بالموضوعات الخاصة بالمجتمع والأسرة.

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!