ما هي الاضطرابات التي تسببها المخدرات لوظائف التنفس
كيف تؤثر المخدرات على الجهاز التنفسي
الاضطرابات التي تسببها المخدرات لوظائف التنفس
لا يقتصر التأثير المدمر لتعاطي المخدرات على الجهاز العصبي فحسب كما يعتقد البعض، بل يمتد إلى العديد من أجهزة الجسم، ومن ضمنها الجهاز التنفسي، لذا نلقي الضوء اليوم على تأثير تعاطي المخدرات على الجهاز التنفسي، وما هي الاضطرابات التي تسببها المخدرات لوظائف التنفس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كيف تؤثر المخدرات على الجهاز التنفسي
يؤثر تعاطي المخدرات على الرئتين أكثر من أي عضو آخر، يرتبط هذا التأثير بالتفاعل الكيميائي المباشر للمواد المخدرة باختلاف نوعها مع الرئتين، إلى جانب الطريقة التي يتم بها تعاطي المخدرات من المدمنين، والتي تحمل أيضاً أضراراَ جسيمة على أنسجة الرئتين. [1]
التأثير الكيميائي للمخدرات على الرئتين
المخدرات هي مواد كيميائية يتناولها المدمنون عن طريق الشم أو الحقن، تتفاعل هذه المواد مع تبادل الغازات الذي يحدث بشكل طبيعي في أجسامنا، مما يجعل من الصعب على الرئتين القيام بهذه الوظيفة، وهو ما أكدته الأبحاث التي تناولت هذا التأثير، وأشارت إلى معاناة كثير من متعاطي المخدرات من الالتهاب الرئوي التنفسي، والوذمة الرئوية، وهما من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على كفاءة الرئة. [1]
تأثير طريقة تعاطي المخدرات
ترتبط الاضطرابات التنفسية الناتجة عن المخدرات بطريقة التعاطي، حيث يتسبب التدخين، وتعاطي بعض المواد المخدرة عن طريق الشم؛ مثل: الهيروين، والكوكايين، في ترسب هذه المواد على أنسجة الرئة، مما يقلل من قدرتها على نشر الأكسجين إلى الجسم، وتشير الدراسات إلى أن استنشاق المخدرات يجعل الأهداب أو النتوءات الموجودة على سطح الرئتين عاجزة عن حماية الجهاز التنفسي، مما يزيد من فرص الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي. [1]
الاضطرابات التي تسببها المخدرات لوظائف التنفس
تختلف طبيعة الاضطرابات التنفسية التي يعاني منها مدمنو المخدرات باختلاف نوع المخدر الذي يتم تعاطيه، نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر اضطرابات التنفس المصاحبة لتعاطي بعض المواد المخدرة الشائعة. [1]
العقاقير الأفيونية
العقاقير الأفيونية هي مواد مثبطة للجهاز العصبي المركزي، حيث أنها تعمل على الحد من نشاط الخلايا العصبية في المخ والنخاع الشوكي، يؤثر تثبيط الجهاز العصبي المركزي في نفس الوقت على تثبيط الجهاز التنفسي، عن طريق إبطاء معدل التنفس، كما يؤدي الاستخدام المتكرر لهذه العقاقير إلى مشاكل أخرى في الجهاز التنفسي، من ضمنها: [2]
- ضعف كفاءة الجهاز المناعي، وزيادة احتمال الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
- تفاقم مشكلات الجهاز التنفسي الحالية؛ مثل: الربو، وانتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية.
- زيادة احتمال الإصابة بالوذمة الرئوية؛ نتيجة تراكم السوائل في الرئتين بشكل متكرر.
- تزايد خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان على المدى الطويل، وخاصةً سرطان الرئة.
الكوكايين
يعد الكوكايين من أشهر المخدرات التي يتم تعاطيها عن طريق الشم أو التدخين، وهو يعمل عن طريق تنبيه الجهاز العصبي ليزيد من معدل إطلاق الخلايا العصبية في المخ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى حدوث انقباض شديد في الأوعية الدموية، وتصلب في الجدران الخلوية للرئتين، وموت الخلايا في الجهاز التنفسي. [2]
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الاضطرابات التنفسية المرتبطة بتعاطي الكوكايين، من أهمها: [2]
- التهابات الأنف.
- تلف الممرات الأنفية.
- زيادة احتمال الإصابة بالربو.
- تورم الرئتين أو الوذمة الرئوية.
- تمزق الأكياس الهوائية في الرئتين.
- نزيف في الأوردة والشرايين داخل الرئة.
- الضرر الإقفاري في القصبة الهوائية والممرات الأنفية؛ نتيجة لنقص الأكسجين بشكل متكرر.
منتجات القنب
القنب، أو الماريجوانا، أو الحشيش، كلها مرادفات لأكثر أنواع المخدرات شيوعاً بين الشباب، وعلى الرغم من أن الاستخدام الترفيهي لهذه المنتجات أصبح قانونياً في بعض الدول، إلا أن هذا لا يقلل من تأثيرها السلبي على وظائف التنفس على وجه التحديد، حيث تشير الأبحاث إلى ارتباطها بالعديد من الاضطرابات التنفسية، ومن ضمنها: [2]
- سرطان الرئة.
- انتفاخ الرئة.
- الالتهاب الرئوي.
المستنشقات
ينتشر تعاطي المستنشقات بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، وهي عبارة عن منتجات يتم استخدامها للوصول إلى درجات مختلفة من النشوة عن طريق استنشاق البخار أو الغاز المنبعث منها، يعاني أغلب الشباب المستخدمين لهذه المخدرات من العديد من مشكلات الجهاز التنفسي، ومنها: [2]
- السل.
- الربو.
- الالتهاب الرئوي.
- عدوى الجهاز التنفسي.
- التهاب الشعب الهوائية.
- تلف أنسجة الرئتين بسبب الطبيعة الكاوية للعديد من هذه المنتجات.
تأثير الأدوية المخدرة على وظائف التنفس
تندرج كثير من الأدوية التي يستخدمها بعض المرضى بهدف علاجي تحت قائمة الأدوية المخدرة، قد يتسبب الاستخدام العشوائي لهذه الأدوية في الإصابة بنفس الاضطرابات التنفسية التي تسببها المخدرات، وتعد بعض الأدوية المضادة للاكتئاب من أشهر الأمثلة على ذلك، حيث ترتبط الجرعات العالية من هذه الأدوية بتثبيط نشاط الأعصاب في المخ، ومن ثم إبطاء بعض الوظائف الأساسية في الجسم، ومن ضمنها التنفس، ومعدل ضربات القلب. [3]
إلى جانب مضادات الاكتئاب، هناك العديد من الأدوية التي من الممكن أن تؤدي إلى نفس التأثير السلبي على وظائف التنفس، من أشهر هذه الأدوية: [3]
- الباربيتيورات.
- البنزوديازيبينات.
- المواد الأفيونية.
- بعض أنواع الحبوب المنومة.
أعراض اضطرابات التنفس الناتجة عن المخدرات
هناك بعض العلامات أو الأعراض التي تشير إلى احتمال معاناة مدمني المواد المخدرة من اضطراب في وظائف التنفس، وعدم حصولهم على القدر الكافي من الأكسجين، من أهم هذه العلامات: [2]
- ضيق التنفس.
- زرقة حول الشفتين.
- شحوب الجلد، وتحول لونه إلى اللون الرمادي.
- سماع أزيز أو صفير في الرئتين أثناء التنفس.
- التعرق الشديد دون التعرض إلى درجة حرارة عالية.
ينبغي طلب الرعاية الطبية على الفور بمجرد ملاحظة ظهور هذه الأعراض على المدمن؛ حتى يتلقى العلاج المناسب لحالته، يتضمن العلاج عادةً استخدام الأدوية الموسعة للشعب الهوائية، أو اللجوء إلى جهاز التنفس الصناعي في بعض الحالات المتقدمة التي تعاني من فشل وظيفة التنفس. [2]
لا شك أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين استخدام المخدرات، والاضطرابات التي يعاني منها كثير من المدمنين في وظائف التنفس، كما يؤدي الاستخدام العشوائي لبعض الأدوية إلى نفس التأثير، عند تناولها بجرعات زائدة دون استشارة الطبيب، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على بعض العلامات التي تشير إلى معاناة المريض من مشاكل في التنفس؛ لطلب الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن.