ما هو مرض لايم
مرض لايم هو عدوى بكتيرية معدية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات قراد الغزلان، الذي يجب علاجه حتى لا يسبب انتشار الالتهاب في سائر أنحاء الجسم، فما هي أعراض هذا المرض، وطرق تشخيصه وعلاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو مرض لايم
يعد مرض لايم (بالإنجليزية: Lyme disease) واحد من الأمراض الناتجة عن عدوى من الحشرات والحيوانات، فهذا المرض ينتج عن إصابة الإنسان بلدغة حشرة تسمى قراد الغزلان (بالإنجليزية: Deer tick)؛ لذا سنجد فيما يلي تفاصيل أكثر حول ذلك المرض من حيث الأعراض، والأسباب، والوقاية والعلاج.
يعد مرض لايم أحد أكثر الأمراض المعدية شيوعاً التي تنتقل عن طريق الحشرات في الولايات المتحدة؛ حيث تمتص حشرة القراد الدم الملوث ببكتيريا البوريليا بورغدورفيري (بالإنجليزية: Borrelia burgdorferi) من الغزلان، أو الفئران، أو الطيور، ثم تنقلها إلى الإنسان عند لدغه.
لكن لا تحدث الإصابة فعلياً إلا إذا ظلت الحشرة ملتصقة بجلد الإنسان لمدة 36-48 ساعة، وذلك يتحقق كلما كان حجم الحشرة صغيراً وغير ملحوظ، أما إذا كان الحجم كبيراً للدرجة الكافية التي يلاحظها الإنسان؛ فإنه يبعدها ولا يسمح بانتقال البكتيريا للجسم. [1] [2]
أعراض مرض لايم
تبدأ أعراض مرض لايم الالتهابي عادة بعد لدغة القراد بمدة تتراوح من 3-30 يوماً، وبعض الحالات لا يُلاحظ عليها أية أعراض لمدة أشهر بعد اللدغ، وتظهر الأعراض على مرحلتين هما: [3]
أعراض المرحلة المبكرة
يختلف الوقت الذي تظهر فيه الأعراض المبكرة من شخص لآخر، فقد تظهر مباشرةً بعد لدغة القراد أو تتأخر لأيام كثيرة، ومن هذه الأعراض ما يلي: [3]
- الحمى.
- الرعشة.
- الصداع.
- تورم العقد الليمفاوية.
- الإرهاق.
- ألم بالعضلات والمفاصل.
- الطفح الجلدي المُسمى بالحُمامى المهاجرة (بالإنجليزية: Erythema migrans).
قد يُخطئ المريض في تشخيص الأعراض السابقة لأنها أقرب لأعراض نزلات البرد، ما عدا الطفح الجلدي الذي يعد عرضاَ مميزاً لمرض لايم ويحدث في حوالي 70-80% من المصابين، ويتميز بعدة مواصفات هي: [2] [4]
- يبدأ في صورة بقعة صغيرة حمراء، تتسع في الحجم تدريجياً بمرور الأيام.
- تظهر عادةً في مكان لدغة القرادة، لكن مع انتشار البكتيريا بالجسم قد تظهر في أماكن أخرى.
- غير مؤلمة ولا تسبب الشعور بالحكة.
- يصل الحجم النهائي لهذه البقعة إلى قطر 30 سنتيمتراً.
- مع الوقت قد يختفي اللون قليلاً من منتصفها.
أعراض المرحلة المتقدمة
أحياناً لا يهتم المريض لظهور أحد الأعراض السابقة وبالتالي لا يتلقى العلاج المناسب؛ مما يؤدي إلى ازدياد الأعراض سوءاً بعد أشهر من العدوى، والتي منها ما يلي: [2] [3]
- تيبس الرقبة.
- الصداع الشديد.
- ظهور الطفح الجلدي في أماكن مختلفة بالجسم.
- التهاب المفاصل وتورمها، بالأخص مفصلي الركبتين.
- ارتخاء عضلات الوجه بأحد جانبيه أو كليهما، ما يسمى بالشلل الوجهي (بالإنجليزية: Facial palsy).
- عدم انتظام نبضات القلب.
- ألم بالعظام، والعضلات، والأعصاب.
- التهاب بأغشية المخ والحبل الشوكي.
- تنميل في اليدين أو القدمين.
قد تختفي الأعراض السابقة دون علاج في غضون أسابيع أو شهور، لكنها تسبب فيما بعد ما يعرف باسم مرض لايم المزمن (بالإنجليزية: Chronic lyme Disease)، وفيه يصاب المريض بنوبات متكررة من التهاب المفاصل وتورمها، والإرهاق، وصعوبة في التركيز.
كما أن هناك بعض المرضى بالرغم من خضوعهم إلى العلاج يكونون معرضين لهذا النوع المزمن من مرض لايم، الذي يُطلق عليه أيضاً في هذه الحالة متلازمة ما بعد علاج مرض لايم (بالإنجليزية: Post treatment lyme disease syndrome)، وتستغرق معظم الحالات سنوات حتى تتعافى منه.
من الجدير بالذكر أن الأطفال أيضاً عرضة للإصابة بمرض لايم مثل البالغين، وتظهر عليهم نفس الأعراض كالإرهاق، وألم المفاصل، والحمى، وأعراض نزلات البرد، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأعراض النفسية؛ مثل: [1]
- الغضب.
- العنف والعدوانية.
- التقلبات المزاجية.
- الاكتئاب.
- الكوابيس.
مرض لايم في الحمل والرضاعة
أظهرت بعض الدراسات المحدودة تأثير إصابة الأم بمرض لايم خلال أشهر الحمل على الجنين؛ إذ إنه يؤثر على عملية نموه وتطوره، وقد يصل تأثيره إلى الوفاة، لكن هذه النتائج ما زالت بحاجة إلى المزيد من البحوث المكثفة؛ للتأكد من صحتها.
أما عن الآثار المترتبة عنه في مرحلة الرضاعة، فلم ترد أية تقارير عن انتقال العدوى إلى الرضيع، ومع ذلك فإن الطبيب يوصي بالتوقف عن الرضاعة خلال مدة العلاج. [2]
عوامل الخطورة
تلعب الكثير من العوامل دوراً في زيادة فرص الإصابة بمرض لايم؛ مثل: [4] [5]
- السن، تعد الفئات الأكثر عرضةً للإصابة البالغين من عمر 40-60 عاماً، والمراهقون الأكبر من 15 عاماً؛ لأنهم أكثر الفئات التي تميل إلى قضاء الكثير من الوقت خارج المنزل في التخييم، أو الصيد، أو التنزه.
- الذهاب إلى مناطق كثيفة الأشجار والأعشاب، وذلك سواء كان بحكم طبيعة العمل، أو بغرض الترفيه؛ حيث إن هذه المناطق يكثر بها حشرات القراد، التي منها ولايات إنجلترا الجديدة، ومينيسوتا، وويسكونسن.
- ارتداء الملابس القصيرة، التي تجعل الجسم معرضاً للدغات.
- عدم التخلص من حشرة القرادة الملتصقة بالجلد بطريقة صحيحة، وبسرعة.
مضاعفات الإصابة بمرض لايم
ينجم عن الإصابة بعدوى لايم إذا لم تُعالَج، عدداً من المضاعفات التي لا يستهان بها؛ مثل: [4]
- التهاب المفاصل المزمن بالأخص في الركبتين.
- خلل بالقدرات المعرفية التي من أهمها الذاكرة.
- التهاب الأعصاب.
- الشلل الوجهي.
- عدم انتظام نظم القلب.
كيفية التشخيص
يبدأ الطبيب في سؤال المريض عن ذهابه مؤخراً إلى مكان مختلف قد يكون من أماكن انتشار حشرات القراد، أو إذا كان قد تعرض للدغ من حشرة ما، ثم يفحص المريض للكشف عن وجود الطفح الجلدي المميز للمرض أو أي أعراض أخرى.
أما عن الاختبارات والتحاليل فلا يطلبها الطبيب إلا بعد مضي عدة أسابيع عن الإصابة؛ حتى يتسنى للجسم فرصة إنتاج الأجسام المضادة، ومن هذه الاختبارات ما يلي: [1] [4]
- تحليل إليزا: أو المعروف بالمقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط (بالإنجليزية: Enzyme-linked immunosorbent assay) وذلك للكشف عن الأجسام المضادة ضد بكتيريا البوريليا.
- لطخة ويسترن (بالإنجليزية: Western blot): اختبار تأكيدي في حالة إيجابية نتيجة تحليل إليزا.
- تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل (بالإنجليزية: Polymerase chain reaction): يستخدم لتقييم حالة المرضى عند استمرار أعراض التهاب المفاصل، أو الأعصاب.
علاج مرض لايم
يفضل علاج العدوى في مراحلها الأولى؛ لأن العلاج بالمضادات الحيوية الفموية لا يستغرق سوى 14 يوماً للقضاء على البكتيريا تماماً، التي من أمثلتها الأدوية التالية: [1] [4]
- دوكسيسيكلين، أو سيفوروكسيم، أو أموكسيسيللين: لعلاج البالغين والأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 8 سنوات.
- سيفوروكسيم أو أموكسيسيللين: لعلاج البالغين، والأطفال الأقل من 8 سنوات، والحوامل، والمرضعات.
أما في حالة تأثير العدوى على الجهاز العصبي أو القلب، فيكون الحل الأمثل هو استخدام المضادات الحيوية الوريدية، كسيفترياكسون (الاسم التجاري: روسيفين) لمدة تتراوح من أسبوعين إلى شهر، لكن هناك بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تترتب عليها؛ مثل:
- انخفاض عدد كرات الدم البيضاء.
- الإسهال البسيط أو الشديد.
- الإصابة بعدوى أخرى لبكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية، ليس لها صلة ببكتيريا البوريليا.
عند وصول العدوى إلى مرحلة متقدمة وحدوث التهاب بالمفاصل، تُوصف إحدى المضادات الحيوية الفموية لمدة 28 يوماً، بالإضافة إلى بعض مسكنات الألم لتخفيف الالتهاب مثل دواء إيبوبروفين.
طرق الوقاية
تُعد طرق الوقاية من عدوى لايم هي نصائح وتعليمات لتجنب لدغات حشرات قراد الغزلان، والتي تشمل التالي: [1] [2] [3]
- ارتداء الملابس الطويلة التي تغطي الذراعين والساقين كاملين عند الخروج من المنزل.
- تقليل كمية الأشجار في الحديقة الخاصة بك، والسماح بوصول أشعة الشمس لأكبر مساحة ممكنة.
- استخدام طارد للحشرات، الذي يحمي لمدة ساعتين، لكن يجب ألا يوضع على أيدي الأطفال أو وجههم.
- الاستحمام بعد القدوم من خارج المنزل.
- تجفيف الملابس على درجة حرارة عالية؛ وذلك لقتل أي قرادة بها.
- التخلص من حشرة القرادة عند التصاقها بالجلد بسرعة، وبطريقة صحيحة، كما يلي:
- استخدام المِلقط لانتزاعها.
- سحب الملقط للخارج بثبات دون لفه.
- بعد إزالة القرادة، يُنظف مكان اللدغ بالماء والصابون أو الكحول.
- التخلص منها بوضعها في الكحول، ثم رميها في المرحاض، أو في القمامة بعد وضعها في كيس محكم الغلق.
لعل من أفضل طرق الوقاية من أي مرض وجود لقاح ضده؛ لذلك فقد بدأت شركة فرنسية تدعى فالنيفا عام 2017 بعمل اختبارات مكثفة على البالغين بالولايات المتحدة وأوربا؛ للتوصل إلى لقاح فعال، وفعلاً الاختبارات مستمرة ووصلت للمرحلة الثانية، التي من المتوقع أن تنتهي عام 2026.
ختاماً لا يسعنا إلا انتظار اللقاح الذي نتمنى أن يحقق النتيجة المنشودة في القضاء على مرض لايم، لكن حتى تحين هذه اللحظة يجب اتباع تعليمات الوقاية، والخضوع إلى العلاج فور الإصابة؛ حتى لا تحدث مضاعفات نحن في غنى عنها.