ما هو مرض العنقز

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 مارس 2022 | آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
مقالات ذات صلة
مرض باركنسون
ما هو مرض لايم
ما هو مرض أبو وجه

قد تعلم فعلًا ما هو مرض العنقز، الذي كان من أكثر الأوبئة الفيروسية المعروفة انتشارًا خاصة بين الأطفال تحت مُسمى (الجدري المائي)، لكن بفضل المجهودات الطبية تم السيطرة عليه بواسطة اللقاحات الفعالة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

دعنا نتعرف بالتفصيل عن ما هو مرض العنقز، وما أشهر أعراضه، وآلية انتشاره، وهل من الممكن الإصابة به في وقتنا الراهن أم لا.

ما هو مرض العنقز

مرض العنقز، أو الجُديري المائي (بالإنجليزية: Chicken Pox) هو عدوى فيروسية تحدث نتيجة الإصابة بفيروس الحماق النطاقي (بالإنجليزية: Varicella Zoster Virus) من عائلة الفيروسات الهربسية، وهو من الأمراض شديدة العدوى الذي تُسبب طفح جلدي خاصة بين الأطفال في حالة عدم وجود اللقاح.

ونجد أن في الولايات المتحدة الأمريكية قد أصيب الجميع تقريبًا بجدري الماء قبل الموافقة على اللقاح الأول في عام 1995، ومن الجدير بالذكر أنه بمجرد إصابتك به، لن تُصاب مرة أخرى من شخص آخر، وقد يُصاب البالغون بمرض العنقز أيضًا في حالة عدم تلقي اللقاح، أو الإصابة به من قبل. [1]  

طرق انتقال مرض العنقز

ينتقل مرض العنقز بسهولة من المصابين إلى الأصحاء الذين لم يصابوا بالمرض من قبل، أو لم يتم تطعيمهم مُطلقاً، ومن الشائع انتشاره بين الأطفال في الأعمار المختلفة، إذ في معظم الأحيان عند إصابة طفل واحد في المنزل ينتقل إلى جميع الأطفال في نفس المنزل إلا في حالة الإصابة السابقة بالعدوى.

وأهم طرق انتقال عدوى العنقز التالية: [1] [2]

  • الاتصال المباشر: يحدث عند المخالطة المباشرة مع شخص مصاب، إذ ينتقل الفيروس عبر الهواء في أثناء الكلام، أو العطس، أو السعال، أو ملامسة سوائل الأنف، أو الفم، أو العينين للشخص المصاب.
  • الاتصال غير المباشر: يحدث عند التعامل مع الأدوات الشخصية التي تحتوي على السوائل الصادرة من الشخص المصاب، مثل: الملابس، أو أغطية الفراش، وقد ينتقل خلال نظام التهوية في الأماكن المغلقة أيضاً.
  • الطرق غير الشائعة: قد تنتقل العدوى من الأم المصابة إلى الجنين قبل عملية الولادة، لكن تُعد من الطرق النادر حدوثها الآن.

أعراض مرض العنقز بالتفصيل

تبدأ أعراض مرض العنقز في الظهور بعد مرور 7-21 يومًا من التعرض إلى العدوى، إذ يتمثل العرض الكلاسيكي المشهور في ظهور طفح جلدي، قد يظهر أولًا على منطقة الصدر، والظهر، والوجه، ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ونجد أن الطفح الجلدي قد يمر بالمراحل التالية:

  • حطاطات (بالإنجليزية: Papules): عبارة عن نتوءات جلدية حمراء، أو وردية اللون مرتفعة عن سطح الجلد، تظهر على عدة أيام.
  • حويصلات (بالإنجليزية: Vesicles): هي بثور صغيرة بداخلها سائل، تتكون في ظرف يوم واحد تقريباً من ظهور الحطاطات، ثم تُفتح ويتسرب منها السائل.
  • القشور (بالإنجليزية: Crusts): هي المرحلة الأخيرة من الطفح الجلدي، تكون في صورة قشور تُغطي البثور المفتوحة، وقد تستغرق أياماً عدة للشفاء.

هناك بعض الأعراض النموذجية الأخرى قد تظهر قبل يوم أو يومين من الطفح الجلدي، وتتمثل في التالي:

الجدير بالذكر أن الأعراض قد تكون أكثر حدة عند البالغين مقارنة بالأطفال، خاصة الذين لم يصابوا بالمرض من قبل، والذين لديهم مناعة ضعيفة.

لذلك يجب مراجعة الطبيب المختص إذا كنت تظن أنك أو طفلك مصاب بمرض العنقز، خاصة في حالة وجود مما يلي:

  • انتشار الطفح الجلدي في العينين.
  • مرافقة الطفح الجلدي مع الدوار، وضيق التنفس، وضربات القلب السريعة، وفقدان التنسيق العضلي.
  • وجود علامات تشير إلى عدوى بكتيرية ثانوية، تتضمن: احمرار الطفح الجلدي بشدة، أو الشعور بسخونة في بثور الطفح الجلدي. [3]

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض العنقز

فترة الحضانة التي تمتد من قبل ظهور الطفح الجلدي والبثور إلى التعرض للعدوى، وتتراوح ما بين 7-21 يومًا، ويكون المصاب مُعدياً في بداية أول يوم إلى يومين قبل ظهور الطفح الجلدي حتى تجف جميع البثور وتتقشر.

وبعد مرور 7-17 يومًا من حضانة الفيروس داخل جسم المصاب، تصبح صحة المريض أفضل غالبًا ولا ينقل العدوى للآخرين، بينما أعراض مرض العنقز قد تستمر غالبًا نحو 4-10 أيام. [2] [3]

ويزداد خطر التعرض إلى الإصابة بمرض العنقز مع الفئات التالية:

  • الأطفال والبالغون الذين لم يُصابوا من قبل، أو لم يتم تطعيمهم.
  • الأطفال تحت عمر السنتين هم الأكثر عرضة للإصابة بنسبة قد تصل إلى 90%.
  • الأطفال الرضع الذين لم تصب أمهاتهم من قبل بمرض العنقز، أو لم يتلقين الِلقاح ضد المرض.
  • السيدات الحوامل في حالة عدم الإصابة من قبل، أو عدم تلقي التطعيم.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف القدرات المناعية بسبب حالة مرضية، أو علاج دوائي.
  • المدخنون.
  • الأشخاص العاملون في رعاية الأطفال، أو المدارس.  [4]

كيف يتم تشخيص مرض العنقز

يتم تشخيص مرض العنقز غالباً من الأعراض الجلدية المميزة، لكن قد يقوم الطبيب بتأكيد التشخيص خلال مجموعة من الاختبارات: [2] [5]

  • تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): تُعد الطريقة الأكثر دِقة، وحساسية للكشف عن الأمراض الهربسية الجلدية.
  • تقنيات العزل الفيروسي الخاصة بالأجسام المضادة: لا يوصي بهذه التقنيات عموماً؛ لأنها أقل حساسية من تفاعل البوليميراز، كما أنها تستغرق وقتاً أطول.

مضاعفات مرض العنقز

قد تكون المضاعفات المُحتملة من الإصابة بمرض العنقز تشمل التالي: [5] [6]

  • الحصول على ندبات جلدية في أثناء تعافي البثور.
  • الإصابة بعدوى بكتيرية جلدية، يُطلق عليها (التهاب النسيج الخلوي).
  • الالتهابات البكتيرية للأنسجة الرخوة عند الأطفال. 
  • الالتهاب الرئوي.
  • التهاب الدماغ.
  • التهابات مجرى الدم (تعفن الدم).
  • اضطرابات النزيف.
  • الجفاف.
  • الموت (من المضاعفات النادر حدوثها خاصة بعد توافر التطعيم).

وهناك بعض المضاعفات الخاصة في أثناء الحمل، إذ نجد أن تسعة من كل عشر نساء حوامل لديهن المناعة من مرض العنقز، وعددًا قليلًا من النساء قد يصبن في أثناء الحمل في حالة عدم الإصابة به من قبل.

وقد تتعرض الأم إلى مضاعفات خطيرة، مثل: الالتهاب الرئوي، والتهاب الكبد، والتهاب الدماغ، وقد يكون الأمر أكثر خطورة في حالة الإصابة خلال أول 20 أسبوعًا في الحمل خاصة على الجنين. [6]

وتشمل المضاعفات التي قد يتعرض لها الجنين ما يلي:

  • عيوب العين، والأطراف الصغيرة، والتشوهات العصبية.
  • الإصابة بمرض القوباء المنطقية (الهربس) خلال السنوات الأولى القليلة من العمر.
  • الإصابة بمرض العنقز (الجدري المائي) عند الجنين في حالة إصابة الأم قبل أربعة أسابيع من الولادة. 

علاج مرض العنقز

لا يوجد علاج للجدري المائي (مرض العنقز)، ونجد أن الأعراض تختفي عموماً في غضون 4-10 أيام دون الحاجة إلى إجراءات علاجية في معظم الحالات، لكن قد يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية منزلية؛ لتخفيف حدة الأعراض، ومنع انتقال العدوى، كما يحدث بالشكل التالي: [6] [7]

العلاجات الدوائية

قد يسمح الطبيب بتناول:

  • الأدوية المزيلة للألم: قد تساعد الأدوية التي تحتوي على مادة أسيتامينوفين (الاسم التجاري: Panadol) في تخفيف ارتفاع درجة الحرارة والألم عند المصاب تحت الإشراف الطبي المتخصص، ويُفضل تجنب تناول الأدوية المُسكنة التي تحتوي على الإيبوبروفين؛ لأنها قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الحلق، أو التهابات الجلد، وكذلك تجنب تناول الأسبرين للأطفال والمراهقين؛ لأنه قد يؤدي إلى حالة خطيرة تسمى (متلازمة راي). 
  • الأدوية المضادة للفيروسات: قد يصف الطبيب هذا النوع من الأدوية مدّة فترة الحمل، أو البالغين الذين تم تشخيصهم مبكرًا، والأطفال حديثو الولادة، والذين يعانون ضعف الجهاز المناعي، وأشهرهم: الأسيكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir) الذي يعمل بشكل فعال إذا تم إعطاؤه خلال أول 24 ساعة من ظهور الأعراض.
  • مضادات الهيستامين: يمكن أن يصف الطبيب ديفينهيدرامين (الاسم التجاري: Benadryl)؛ لتخفيف الشعور بالحكة الجلدية.

العلاجات المنزلية

تمثل القاعدة العلاجية الأساسية فيما يخص مرض العنقز، وإليك أهم الوسائل التي يُمكن المريض القيام بها في المنزل: [6] [7]

  • تجنب الجفاف من خلال شرب القدر الكافي من السوائل.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة، والمالحة في حالة وجود تقرحات فموية، ويُمكن تناول المصاصات الخالية من السكر؛ لتخفيف أعراض وجع الفم في هذه الحالة.
  • الحفاظ على الأظافر نظيفة وقصيرة قدر الإمكان؛ تجنباً لخدش الطفح الجلدي والبثور.
  • ارتداء ملابس قطنية فضفاضة.
  • عدم ممارسة مجهودات بدنية شديدة، ويُفضل الراحة إن أمكن.
  • استخدام المراهم الموضعية، والمستحضرات الجلدية المُهدئة؛ لتقليل الشعور بالحكة، والحد من خطر التعرض إلى المضاعفات من الندوب الجلدية.
  • الحمامات بالماء الفاتر قد تُساعد في تخفيف حدة الأعراض، ويمكن إضافة صودا الخبز، أو دقيق الشوفان، أو غسول كالامين إلى الماء.
  • ارتداء القفازات خاصة في حالة الأطفال؛ لأن ذلك يساعد في تجنب الخدش الذي قد يسبب ندبات، ويزيد من خطر إصابة التقرحات بالعدوى.
  • اتباع نظام غذائي صحي ناعم؛ لتعزيز القدرة المناعية، وقد يُفيد في حالة ظهور تقرحات العنقز في الفم. 

الوقاية من مرض العنقز

لأن الوقاية خير من العلاج، ينصح جميع الأطباء بضرورة الحصول على لقاح الجدري المائي (مرض العنقز)، إذ يعتبر الِلقاح أفضل وسيلة للوقاية بنسبة تصل إلى 98% حسب خبراء مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، بالإضافة إلى: [6] [7]

  • تجنب الاتصال المباشر مع المصابين.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع المصابين.
  • عزل الفرد المصاب عن باقي أفراد الأسرة.
  • تطهير الأسطح التي قد يكون المصاب لمسها.

هناك نوعان من اللقاحات المعتمدة الخاصة بمرض العنقز (الجدري المائي)، وتشمل:

  • لِقاح Varivax: لقاح الجدري المائي (العنقز) الذي يُمكن أن يحصل عليه الأطفال في صورة جرعتين: الأولى بين سن 12-15 شهرًا، والثانية بين سن 4-6 سنوات، ويصلح أيضًا للمراهقين.
  • لِقاح ProQuad: لقاح مركب يحتوي على لقاح العنقز (الجدري المائي)، ولقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، ولا يُمكن إعطاؤه إلا للأطفال بين عمر 12 شهرًا و12 عامًا.

وتوجد بعض الفئات التي لا ينبغي أن تحصل على لِقاح مرض العنقز (الجدري المائي)، وتشمل كل ما يلي: [7]

  • الأشخاص الذين عانوا ردود فعل تحسسية تجاه أحد مكونات اللقاح، أو تجاه جرعة سابقة من اللقاح.
  • النساء الحوامل، أو من المحتمل أن يكونوا حوامل.
  • الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الجهاز المناعي.
  • الأشخاص المصابون بمرض السل النشط.
  • الأشخاص الذين تلقوا مؤخرًا نقل دم، أو بلازما لأي غرض طبي.

ساعدنا التقدم الطبي في التخلص من مرض العنقز (الجدري المائي) بتطوير لِقاح فعال، الذي أصبح ضمن روتين التطعيمات الخاصة بكل طفل، لذلك على كل فرد التأكد من تطعيمه، وتطعيم طفله، ومعرفة أعراض مرض العنقز المميزة، ومعرفة طريقة التعامل السليمة عند الإصابة بمرض العنقز، فلا يوجد أفضل من التثقيف المعرفي الطبي لمجابهة مرض ما بجانب الاستشارة الطبية من المختصين.

  1. أ ب "مقال جدري" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  2. أ ب ت ث "مقال حول جدري الماء" ، المنشور على موقع cdc.gov
  3. أ ب ت "مقال جدري" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  4. "مقال جدري" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org
  5. أ ب "مقال جدري" ، المنشور على موقع betterhealth.vic.gov.au
  6. أ ب ت ث ج "مقال ما تحتاج لمعرفته حول جدري الماء" ، المنشور على medicalnewstoday.com
  7. أ ب ت ث "مقال ما هو علاج جدري الماء؟" ، المنشور على موقع webmd.com