ما هو مرض السل
يتساءل البعض ما هو مرض السل، وهل يصيب الرئة فقط أم ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم، وهل هو من الأمراض القديمة التي انتهت منذ زمن أم مازال شائعاً في بعض البلدان؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بينت بعض الإحصائيات أن مرض السل تسبب في وفاة العديد من البشر، حيث إنه ثاني مرض معدٍ ويسبب الوفاة بعد كوفيد 19، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الأمراض التي تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية في أغلب الأحيان.[1]
مرض السل
مرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) وهو مرضٌ ينتج عن أحد أنواع البكتيريا ويحتاج علاجه إلى عدة أشهر، ومع ذلك قد لا يدرك الشخص المصاب أنه مصاب بهذا المرض نظراً لعدم ظهور أعراض لديه.[2][3]
أنواع مرض السل
إن أنواع مرض السل كالتالي:
السل الكامن
يتصف السل الكامن بتواجد البكتيريا في الجسم، لكن إذا كان جهاز المناعة قوياً فإنه سيمنع انتشارها، ويعد السل الكامن غير معدي ولكنه قد يتحول إلى السل النشط عند ضعف المناعة في أي وقت.
السل النشط
هذا النوع من السل تكون البكتيريا منتشرة في الجسم، حيث تظهر أعراض مرض السل النشط على الشخص المصاب، كما أنه يسبب العدوى، مع العلم أن 90% من حالات السل النشط ناتجة عن الإصابة بالسل الكامن.[2][3]
أسباب مرض السل
يعد مرض السل من الأمراض المعدية التي تنتقل عند مخالطة شخص مصاب بشخص سليم، وإن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض هو نوع من البكتيريا ينتشر في الهواء مثل تلك العدوى التي تسبب البرد والإنفلونزا.[4][2]
عوامل خطر الإصابة بمرض السل
يوجد عدة عوامل تزيد من فرص الإصابة بمرض السل، وهي كالتالي:
- إذا كان أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء مصاب به.
- تؤثر البيئة المحيطة بزيادة فرص الإصابة بالمرض، على سبيل المثال المقيمين في السجون، أو المشردين، أو مدمني المخدرات.
- ترتفع معدلات الإصابة بالمرض في بعض البلدان مثل أمريكا الجنوبية، والهند، وباكستان، وغرب أفريقيا.
- تؤثر أيضاً طبيعة العمل على زيادة فرص الإصابة بالمرض، فإن العاملين بالقطاع الطبي من أطباء، وتمريض، وعمال نظافة، وفنيين، أكثر عرضة للإصابة بمرض السل.
- يعد التدخين أيضاً من عوامل خطر الإصابة بالمرض.
- كما أن بعض الأمراض التي تسبب ضعف المناعة مما يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وهذه أمثلة على تلك الأمراض:
- فيروس نقص المناعة البشري.
- مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s Disease).
- داء السكري.
- أمراض الكلى.
- سوء التغذية.
- مرضى السرطان نظراً لضعف المناعة الناتج عن العلاج الكيميائي.
- كما أن أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي، وأدوية الصدفية، والأدوية التي يتم تناولها بعد عمليات زراعة الأعضاء تتسبب في إضعاف المناعة مما يزيد من فرص الإصابة بالسل.[2][3]
أعراض مرض السل
إن أعراض مرض السل كالتالي:
- سعال مستمر لمدة تزيد عن 3 أسابيع.
- سعال يصحبه الدم.
- آلام في الصدر.
- الحمى.
- التعرق الليلي.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- التعب والإرهاق طيلة الوقت.[2][3][4]
مضاعفات مرض السل
يؤدي مرض السل في بعض الأحيان إلى ظهور عدة مضاعفات وهي كالتالي:
- تلف الرئة.
- تلف المفاصل.
- مشاكل في الكلى والكبد.
- التهاب حول عضلة القلب.
- تعفن الدم وهو مرض خطير قد يسبب الوفاة.[2]
تشخيص مرض السل
يمكن تشخيص مرض السل عن طريق عدة اختبارات وهي كالتالي:
- اختبار الجلد لتشخيص مرض السل: تُحقن كمية من سائل يدعى مشتق البروتين المنقي (بالإنجليزية: Purified Protein Derivative Skin Test Or PPD) في الجلد أسفل الذراع مع الانتظار من 2-3 أيام. إذا ظهر تورم في مكان الحقن بعد تلك المدة فهذا يدل على الإصابة بالمرض، ولكن هذا التورم قد يحدث أيضاً لمن تلقى لقاح ضد مرض السل، لذلك يعد هذا الاختبار غير دقيق.
- فحص الدم لتشخيص مرض السل: يؤكد هذا الفحص الإصابة بمرض السل إذا كانت النتيجة إيجابية، ولكنه لا يوضح نوع السل هل هو كامن أم نشط.
- تحديد نوع مرض السل: إذا تأكدت الإصابة بمرض السل يُجري الطبيب فحصاً بالأشعة السينية أو المقطعية لتحديد نوع المرض، كما أنه قد يجري اختباراً يسمى اختبار العصيات الحمضية السريعة (بالإنجليزية: Acid-Fast Bacillus or AFB)، وفي هذا الاختبار تظهر بكتيريا السل في البلغم أو المخاط، وعندها يمكن تحديد نوع السل، هل هو كامن أم نشط، مع وضع الخطة العلاجية الصحيحة للقضاء على المرض.[1][2][3]
علاج مرض السل
يعتمد علاج مرض السل على نوعه هل هو كامن أم نشط، مع ملاحظة أن الأعراض غالباً تتحسن بعد 14 يوماً من العلاج، ولكن هذا لا يعني إهمال جرعات الأدوية، بل يجب الالتزام بمواعيدها التي وصفها الطبيب حتى لا تتحور البكتيريا لتصبح مقاومة للأدوية.
علاج السل الكامن
يمنح الطبيب المريض مجموعة من المضادات الحيوية لقتل البكتيريا، مثل: أيزونيازيد (الاسم التجاري: إيزوناريف)، أو ريفابنتين (الاسم التجاري: بريفتين)، أو ريفامبين (الاسم التجاري: ريفادين)، ويمكن تناولها منفردة أو مجتمعة وتصل مدة العلاج لتسعة أشهر.
علاج السل النشط
يمنح الطبيب المريض مجموعة من المضادات الحيوية لقتل البكتيريا وهي أيزونيازيد (الاسم التجاري: إيزوناريف)، وريفامبين (الاسم التجاري: ريفادين)، وبيرازيناميد (الاسم التجاري: تبرازيد)، وإيثامبوتول (الاسم التجاري: ميامبوتول) وتترواح مدة العلاج ما بين 6-12 شهر.
علاج السل المقاوم للأدوية
يصف الطبيب المضادات الحيوية التي تم ذكرها سابقاً كالمستخدمة في علاج السل النشط لكن تمتد مدة العلاج إلى 30 شهراً.
علاج السل خارج الرئة
إذا كان مرض السل في الدماغ أو الكيس المحيط بالقلب يتم العلاج بالمضادات الحيوية بالإضافة إلى تناول الكورتيكوستيرويد لتقليل التورم في المناطق المصابة.[2][4]
الآثار الجانبية لعلاج مرض السل
قد تتسبب أدوية علاج مرض السل في التأثير على الكبد، لذلك ينبغي استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض التالية:
الوقاية من مرض السل
يمكن الوقاية من مرض السل عن طريق أخذ لقاح الدرن (لقاح السل)، ولكن اللقاح لا يمنع العدوى بنسبة 100%.
أما في حالة الإصابة بالمرض ينبغي الالتزام بالعلاج مع اتباع عدة إجراءات لمنع انتشاره خاصة في الأسابيع الثلاثة الأولى من الإصابة، والإجراءات هي كالتالي:[2][3]
- تغطية الفم والأنف أثناء العطس والسعال.
- غسل اليدين باستمرار.
- تهوية المنزل.
- العزل الاجتماعي والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، مع ارتداء القناع الطبي في حالة الاضطرار لمخالطة الآخرين.
لا تعني إصابتك بمرض السل أنك على مشارف الموت، لقد تطور الطب وتطورت معه أنواع المضادات الحيوية، كل ما عليك فعله هو الالتزام بالخطة العلاجية التي وصفها الطبيب، والالتزام أيضاً بمواعيد الزيارات لتجنب التعرض لمضاعفات المرض أو الآثار الجانبية للأدوية، ولا تنسى أن نسبة الشفاء من مرض السل مرتفعة للغاية.