ما هو علاج مرض السكري
يحتاج جسم الإنسان بشكل طبيعي إلى السكر لكنّ زيادة كمياته عن المستوى الطبيعي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، فما هو مرض السكري؟ وما هي طرق علاجه؟ وكيف أعرف أنّي مصاب بالسكري؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مرض السكري
مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes) الذي يحدث نتيجة خلل في كيفية تحويل الطعام إلى طاقة، في هذا المقال سنوضح ما هو علاج مرض السكري، عند تناول الإنسان للطعام فإنّ الجسم يحوّل هذا الطعام إلى جليكوز ويتم إطلاقه في مجرى الدم، يرافق ذلك إفراز البنكرياس لهرمون الأنسولين المسؤول عن إدخال الغلوكوز إلى الخلايا ليمدّها بالطاقة.
عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين، أو تقاوم الخلايا الأنسولين وتمنع دخوله إليها فإنّ مستوياته سترتفع في مجرى الدم مسببةً الإصابة بمرض السكري.[1]
الطرق العلاجية لمرض السكري
يختلف علاج مرض السكري بالاعتماد على النوع المصاب، وفيما يلي علاجات مرض السكري:[3]
مراقبة نسبة السكر في الدم
يحتاج المصابون بمرض السكري إلى مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري ومستمر لأربع مرات في اليوم وربما أكثر في حال استخدم المصاب للأنسولين، يعد فحص مستويات السكر الطريقة الوحيدة لضمان الحفاظ على مستويات السكر ضمن الحدود الطبيعية، في الغالب لا يفحص المصابين بالسكري من النوع الثاني بشكل كبير والذين لا يستخدمون الأنسولين مقارنةً بالمصابين بالنوع الأول.
على الرغم من أنّ فحص مستويات السكر باستخدام أجهزة الرصد المستمرة لا يمكن قياس نسبة الغليكوز من خلالها إلا أنّها تقلل من عدد مرات وخز الأصابع الضروري للحصول على قطرات دم لقياس مستوى السكر، بالإضافة إلى فحص ومتابعة السكر يوصي الطبيب بإجراء فحص للسكر التراكمي الذي يقيس مستويات السكر خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
من الممكن أن تتغير مستويات السكر في بعض الأحيان بشكل غير متوقع مع ذلك فإنّ الطبيب المختص يعلّم المصاب كيفية تغير مستوى السكر في الدم وتأثره ببعض العوامل ومنها تناول الطعام، ممارسة النشاط البدني، أخذ أدوية السكري، الضغط النفسي والتقلبات الهرمونية التي تحدث بشكل كبير لدى النساء. [3]
حقن الأنسولين
على الرغم من أنّ المصابين بمرض السكري بجميع أنواعه يحتاجون في بعض الأحيان إلى العلاج بالأنسولين إلا أنه أكثر شيوعاً لعلاج المصابين بالسكري من النوع الأول، تتوفر عدة أنواع من الأنسولين منها ما هو قصير المفعول، سريع المفعول، طويل المفعول، بالإضافة إلى الأنسولين متوسط المفعول، وقد يصف الطبيب مجموعة من أنواع الأنسولين تبعاً لاحتياجات المصاب خلال فترتي الليل والنهار.
من الجدير بالذكر أنه لا يمكن تناول الأنسولين فموياً ذلك لأن أنزيمات المعدة تتداخل مع مفعوله وتضعفه، إنّما يتم حقن الأنسولين بواسطة إبرة صغيرة ومحقنة أو قلم أنسولين، من الممكن أن تكون مضخة الأنسولين خياراً جيداً للحصول على الأنسولين وهي جهاز بحجم الهاتف المحمول يثبت خارج الجسم وله أنبوب يعمل على توصيل خزان الأنسولين بقسطرة يتم إدخالها أسفل البطن.[3]
العلاجات الدوائية
في بعض الحالات يصف الطبيب الأدوية الفموية أو الحقن، تعمل أدوية السكري بطرق مختلفة منها ما يحفز البنكرياس لإنتاج كميات إضافية من الأنسولين، ومنها ما يمنع إنتاج الغليكوز من الكبد وإطلاقه وهذا يشير إلى أنّ المصاب بحاجة إلى كمية أقل من الأنسولين لنقل السكر في الخلايا.
مع ذلك فإنّ بعض العلاجات الدوائية ما زالت تعيق حركة المعدة أو الإنزيمات المعوية التي تفكك الكربوهيدرات أو تجعل الأنسجة أكثر حساسية لهرمون الأنسولين، تعد أدوية الميتفورمين التي تتواجد بأسماء تجارية متنوعة منها (Fortamet، Glumetza) الخيار العلاجي الدوائي الأول للمصابين بالسكري من النوع الثاني.[3]
زراعة الأعضاء
قد تكون زراعة البنكرياس الخيار العلاجي الأمثل للمصاب بالسكري من النوع الأول، بالإضافة إلى أنّ بعض الدراسات ما زالت تبحث إمكانية زراعة خلايا جزيرية، على الرغم من أنّ المصاب لن يحتاج إلى الأنسولين بعد الخضوع لجراحة البنكرياس إلا أن جراحة زرع الأعضاء لا تنجح دائماً وتشكل خطراً شديداً.
من الممكن أن تسبب جراحة زراعة الأعضاء بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها بما فيها الآثار الناتجة عن استخدام الأدوية المثبطة للمناعة والتي تؤخذ بهدف تقبل الجسم العضو الجديد.[3]
جراحة علاج السمنة
تناسب جراحة علاج السمنة المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم عن 35، ومن الممكن أن تتحسن مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة تحويل المعدة، مع ذلك فإنّ مخاطر هذا الخيار العلاجي لعلاج مرض السكري من النوع الثاني لم تحدد بعد.[3]
اتباع نمط حياة صحي
لا يقل اتباع نمط حياة صحي لدى المصابين بالسكري أهمية عن العلاجات الدوائية، إذ يمكن لهذه التدابير أن تقلل من مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وتتضمن التدابير ما يلي:[3]
- ممارسة التمارين الرياضية: يحتاج جميع الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين إلى ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر، ذلك لأنّ التمارين الرياضية تقي من الإصابة بالسمنة وتقلل من مستوى السكر في الدم من خلال نقله إلى الخلايا واستخدامه كطاقة، كما تزيد التمارين الرياضية من حساسية الخلايا لهرمون الأنسولين وبالتالي دخوله إليها بشكل سهل وخفض مستويات السكر في مجرى الدم. ينبغي على المصاب بمرض السكري ممارسة التمارين الرياضية بما فيها المشي، السباحة، ركوب الدراجات، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة غالبية أيام الأسبوع، أو 150 دقيقة على الأقل من الأنشطة البدنية المعتدلة كل أسبوع، من الأفضل استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة التمارين الرياضية.
- اتباع نمط غذائي صحي: على عكس ما هو شائع لا يوجد نظام غذائي معين للمصابين بالسكري لكن يحتاج المصاب بالسكري إلى التركيز في نظامه الغذائي على تناول الخضراوات والفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات الخالية من الدهون، الأغذية منخفضة الدهون والسعرات الحرارية، الأغذية التي تحتوي على كميات جيدة من الألياف، بالإضافة إلى خفض استهلاك الدهون المشبعة والنشويات المنقاة والحلويات. ومع أنّ الأمر واضح فيما يخص اختيار الأغذية إلا أن المصاب يجد صعوبة في تحديد كمية الأغذية لذا يمكن استشارة الطبيب ووضع خطة تلائم حالة المصاب إذ يحتاج المصابون إلى تناول الكربوهيدرات في النظام الغذائي بشكل خاص إذا كان الشخص مصاباً بالسكري من النوع الأول.
علاج السكري الحملي
من أهم النقاط عند إصابة الحامل بالسكري الحفاظ على مستويات السكر ضمن الحدود الطبيعية لتجنب حدوث مضاعفات تلحق ضرراً بالأم والجنين، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وقد تحتاج الحامل إلى العلاج بحقن الأنسولين، والأدوية الفموية، والأهم من ذلك مراقبة مستوى السكر بشكل مستمر.
الجدير بالذكر أن الطبيب أيضاً يراقب مستويات السكر خلال الولادة وإذا ارتفع السكر في هذه الحالة فإنّ الطفل سيفرز مستويات عالية من الأنسولين مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر بشكل مباشر بعد الولادة.[3]
أعراض مرض السكري
عند ارتفاع مستويات السكر في الدم فإنّ مجموعة من الأعراض تظهر، تختلف الأعراض ما بين الرجال والنساء وفيما يلي توضيح ذلك:[2]
أعراض السكري العامة
تتضمن الأعراض العامة لمرض السكري ما يلي:[2]
- الجوع الشديد.
- زيادة العطش.
- فقدان الوزن.
- كثرة التبول.
- تشويش في الرؤية.
- التعب والإرهاق.
- بطء التئام القروح.
أعراض السكري لدى الرجال
بالإضافة إلى الأعراض العامة تتميز أعراض السكري لدى الرجال بما يلي:[2]
- ضعف قوة العضلات.
- ضعف الرغبة الجنسية.
- ضعف في انتصاب العضو الذكري.
أعراض السكري لدى النساء
أيضاً بالإضافة للأعراض العامة قد تظهر أعراض مميزة لدى النساء وتتضمن هذه الأعراض الآتي:
- جفاف الجلد.
- الحكة.
- التهابات المسالك البولية.
- عدوى فطر الخميرة.
أنواع مرض السكري
يصنّف الأطباء أنواع مرض السكري إلى ثلاثة أنواع وفيما يلي توضيح الفرق بين كل نوع:[4]
- النوع الأول: يصيب هذا النوع من مرض السكري الأطفال والشباب بشكل خاص، يحدث النوع الأول من السكري عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا التي تنتج الإنسولين ويدمرها وبالتالي لا يكون لدى المصاب بالسكري من النوع الأول أنسولين.
- النوع الثاني: يصيب النوع الثاني من السكري جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم لكنه أكثر انتشاراً لدى كبار السن، ويحدث نتيجة خلل في كيفية تعامل الجسم مع الأنسولين، أي ما يميزه عن النوع الأول هو وجود الأنسولين لا فقدانه بشكل كامل.
- السكري الحملي: يصيب هذا النوع من السكري النساء الحوامل فقط، ومع أن السكري الحملي يزول بعد الولادة إلا أن بعض النساء تزداد لديهن احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
يعد مرض السكري من الحالات المرضية التي لا تتُرك دون علاج فقد تسبب مضاعفات، من حسن الحظ أيضاً أنه من الحالات المرضية التي يمكن أن يسيطر عليها المصاب لسنوات طويلة.