ما هو الفرق بين حساسية القمح وحساسية الغلوتين
خلال العقود الأخيرة، ازداد عدد الأشخاص الذين يتم تشخيص معاناتهم من حساسية القمح أو حساسية الغلوتين، ولم يعد هذا المرض نادراً كما كان في الماضي، السبب في ذلك هو تطور وسائل التشخيص وزيادة الوعي من قبل الناس بهذه الأمراض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو الفرق بين حساسية القمح وحساسية الغلوتين وكيف يمكن التمييز بينهما؟
الفرق بين حساسية القمح وحساسية الغلوتين
حساسية القمح
المقصود بكلمة حساسية هو رد فعل يقوم به الجهاز المناعي في الجسم للقضاء على أي مادة يعتبرها غريبة وضارة، في حالة حساسية القمح، تقوم خلايا الجهاز المناعي اللمفاوية التائية بالتفاعل مع البروتينات الموجودة في القمح مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية، عادة ما تظهر هذه الأعراض بعد تناول القمح ومشتقاته.
حساسية القمح تكون أكثر شيوعاً عند الأطفال، حيث يعاني 2 - 9% من الأطفال منها، وتنخفض عند البالغين، حيث بلغت نسبة البالغين الذين يعانون من حساسية القمح 0.5 - 3% فقط.
حساسية الغلوتين
حساسية الغلوتين التي يطلق عليها طبياً اسم مرض الاضطرابات الهضمية، كانت في الماضي تعتبر مرضاً نادراً للغاية، لكن تبين أن هذا المرض أكثر شيوعاً مما كنا نعتقد بعد تطور وسائل التشخيص.
بشكلٍ عام، يعاني حوالي 1% من الناس حول العالم من مرض الاضطرابات الهضمية، لكن هذه النسبة ترتفع وتصل إلى 10% في بعض المجموعات، مثل الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول والتهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي.
بفضل تطور الطب وسائل التشخيص السريري، ازداد عدد الأشخاص الذين تم تشخيص معاناتهم من مرض حساسية الغلوتين، لكن رغم ذلك، يعتقد الباحثون أن 70 – 80% من حالات حساسية الغلوتين لا يتم تشخيصها.
مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين المعروف أيضاً باسم السيلياك أو الداء الزلاقي هو أحد أمراض المناعة الذاتية والذي يحدث نتيجة ردة فعل جهاز المناعة على بروتين الغلوتين الذي يوجد في القمح والشعير وبعض الحبوب الأخرى.
بروتين الغلوتين يشكل الجزء الأكبر من البروتينات الموجودة في القمح (أكثر من 80%)، وهذا ما يجعل الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية يشعرون بأعراض المرض بعد تناول القمح، هذا أيضاً هو السبب الذي يجعل الكثيرين يخلطون ولا يعرفون الفرق بين حساسية القمح وحساسية الغلوتين.
بحسب الدراسات والأبحاث، لا يبدو أن العوامل الوراثية تلعب الدور الرئيسي في معاناة الشخص من حساسية الغلوتين، فقد تبين أن 2 - 3% فقط من الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي يعانون من هذا المرض.
الأعراض
أعراض حساسية القمح
الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح تظهر عليهم أعراض فرط الحساسية حين يتناولون القمح ومشتقاته، تشمل هذه الأعراض:
- تورم وحكة في الفم والحلق والجلد.
- احتقان الأنف.
- صعوبة في التنفس.
لكن قد لا يكون تناول القمح ومشتقاته هو السبب الذي يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، يمكن أن تظهر أعراض الحساسية عند استنشاق دقيق القمح، تعرف هذه الحالة باسم "ربو الخباز"، والتي تتميز بأعراض تنفسية بشكل رئيسي.
أعراض حساسية الغلوتين
العرض الرئيسي لمرض الاضطرابات الهضمية أو حساسيه الغلوتين هو سوء الامتصاص المعوي الذي يؤدي إلى معاناة الأطفال من الإسهال وضعف النمو. يعني أن الأعراض النموذجية لهذا المرض تظهر بشكلٍ رئيسي عند الأطفال. ويمكن أن تستمر لمدة 3 سنوات وتشمل:
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- انتفاخ البطن.
- تأخر النمو.
عندي البالغين، تكون الأعراض مقتصرة على الجهاز الهضمي وتشمل:
- إسهال أو أمساك.
- انتفاخ وألم في البطن.
- فقدان الوزن بشكلٍ غير مبرر.
قد تؤدي حساسية الغلوتين في حالات نادرة إلى تأخر البلوغ عند الأطفال أو اضطرابات تناسلية عند البالغين.
تشمل الاضطرابات التناسلية عند البالغين الناجمة عن حساسية الغلوتين:
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- العقم.
- الإجهاض.
10% من الأطفال وثلث البالغين الذين يعانون من حساسية الغلوتين يعانون أيضاً من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد واضطرابات الجلد المختلفة مثل:
- التهاب الجلد.
- الأرتكاريا.
- الصدفية.
- جفاف الجلد.
- ويمكن أن يعانون أيضاً من الاضطرابات العصبية والنفسية.
الأعراض الناجمة عن حساسية الغلوتين تظهر بعد تناول الحبوب التي تحتوي على بروتين الغلوتين، لكنها تتحسن على الفور وتختفي إذا توقف الشخص عن تناول بروتين الغلوتين في نظامه الغذائي.
شاهدي أيضاً: الغلوتين، فوائده وأضراره ومصادره
التشخيص
تشخيص حساسية القمح
يمكن تشخيص حساسية القمح من خلال الاختبارات التي تثبت وجود الأجسام المضادة في الدم أو من خلال اختبارات الجلد عن طريق الوخز أو الاختبارات المصلية RAST.
بالنسبة لكل أنواع الحساسية الغذائية، يمكن إجراء التشخيص من خلال التوقف عن تناول المادة التي يعتقد أنها تسبب الحساسية، ثم أعادة تناولها، عند ظهور الأعراض بعد تناولها واختفاء الأعراض عند التوقف عن تناولها، فإن ذلك يكشف عن المادة المسببة للحساسية.
تشخيص حساسية الغلوتين
يتم تشخيص حساسية الغلوتين من خلال اختبار الأجسام المضادة.
عادةً ما يشتبه الطبيب بأن المريض يعاني من حساسية الغلوتين أو مرض الاضطرابات الهضمية إذا كان يعاني من أعراض هذه الحساسية ولديه أقارب تم تشخيص إصابتهم بأحد أمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول أو التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي.
لهذا السبب، يعتبر الشك من قبل الطبيب هو الطريقة الأفضل للبدء في عملية تشخيص المرض، بعدها قد يطلب الطبيب من المريض التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتين الغلوتين واتباع نظام غذائي خالٍ تماماً من الغلوتين، إن شعر المريض بتحسن واختفت الأعراض، فإن ذلك يساعد في تشخيص حساسية الغلوتين.
بشكلٍ عام، من أجل تشخيص حساسية الغلوتين، يجب على المريض أن يتبع نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين لمدة 2 – 3 أشهر على الأقل.
العلاج
علاج حساسية القمح
بعد تشخيص حساسية القمح، يعتمد العلاج بشكلٍ أساسي على تجنب تناول أي منتج يحتوي على القمح.
علاج حساسية الغلوتين
بعد تشخيص حساسية الغلوتين، يعتمد العلاج على شكل الحساسية وعلى اتباع نظام غذائي خالٍ تماماً من الغلوتين.
بشكلٍ عام، يجب أن يستمر المريض في اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة 1 - 2 سنوات، وبعدها يمكن أن يعود إلى نظامه الغذائي العادي، لكن في حال عودة الأعراض من جديد، فإن عليه الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين لأجل غير مسمى.
المتابعة
متابعة حساسية القمح
يجب على الشخص الذي يعاني من حساسية القمح أن يكون على تواصل مع الطبيب ويزوده للمتابعة في حال ظهور الأعراض.
متابعة حساسية الغلوتين
يجب على المريض أن يبقى متابعاً لحالته مع الطبيب، ويجب على الطبيب أن يقدم للمريض نصائح لكيفية تجنب بروتين الغلوتين في النظام الغذائي.