ما علاقة المشروبات الغازية بالبلوغ المبكر لدى الفتيات
ترتبط المشروبات الغازية بإصابة الفتيات بالبلوغ المبكر لما تحتويه على كمية كبيرة من السكريات
على الرغم من شعبية المشروبات الغازية بين الصغار والكبار إلا أنها تعد من المشروبات الأكثر ضرراً على الصحة، لكن تلك الأضرار لا ترتبط بالسمنة أو زيادة الوزن فقد بل تصل إلى التأثير على الهرمونات، لنجيب في هذا المقال على ما علاقة المشروبات الغازية بالبلوغ المبكر لدى الفتيات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو البلوغ المبكر
البلوغ المبكر يحدث عندما يبدأ جسم الطفل في التحول إلى جسم بالغ مبكر حيث يبدأ سن البلوغ في المتوسط لدى الفتيات بين سن 8 و 13 عاماً، ولدى الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 14 عامًا، والفتيات هن الأكثر أكثر عرضة للبلوغ المبكر 10 مرات من الفتيان، وتشمل أعراضه ما يلي:
- يبدأ الثدي في النمو.
- الحيض المبكر.
- نمو سريع للارتفاع.
- حب الشباب.
- رائحة جسم الكبار.
مضاعفات البلوغ المبكر
يمكن أن يؤدي البلوغ المبكر للفتيات إلى العديد من المشكلات خاصة مع صغر السن، وتشمل مضاعفاته ما يلي:[1]
- قصر القامة: في حين أن الأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر غالبًا ما يكونون طويلي القامة بالنسبة لأعمارهم، فإن البعض ينتهي بهم المطاف إلى قصر القامة.
- مشاكل سلوكية: وجدت بعض الدراسات صلة بين البلوغ المبكر ومشاكل السلوك، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو، إلا أن الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات.
- الضغط العصبي: مرحلة البلوغ بصفة عامة تكون مُرهقة للأطفال، ويمكن أن يكون الأمر أكثر إرهاقًا للأطفال الصغار في سن البلوغ المبكر إذ قد يشعرون بالحرج حيال المظهر المختلف عن زملائهم، ويمكن أن يكون الحيض المبكر مزعجًا للفتيات اللائي يبلغن من العمر 9 سنوات أو أقل.
أسباب البلوغ المبكر
يوجد بعض الأسباب التي تؤدي إلى زيادة نسبة إصابة الأطفال بالبلوغ المبكر، سنتحدث عن أبرزها.
السمنة وزيادة الوزن
تجاوز الخط من زيادة الوزن إلى السمنة في مؤشر كتلة الجسم للأطفال يؤدي إلى تغيرات هرمونية يمكن أن تؤدي إلى سن البلوغ المبكر، حيث تعمل الدهون الزائدة أو الأنسجة الدهنية في الجسم على تغيير مستويات هرمون الاستروجين، والأنسولين، واللبتين وهذا يؤدي إلى وقت بلوغ مبكر.
الوجبات السريعة أيضاً هي أحد الأسباب الرئيسية لسمنة الأطفال حيث ترفع كمية الدهون الحيوانية المرتفعة عامل النمو الشبيه بالأنسولين أو ما يُسمى ب IGF-1، مما يؤدي إلى تطور البلوغ، لذلك يعد البلوغ المبكر أكثر شيوعًا للأطفال الذين يكون تناولهم للدهون الحيوانية أعلى بين سن الثالثة والسابعة.[2]
المواد الكيميائية البيئية
بيسفينول أ (بالإنجليزية: (Bisphenol A التي تشتهر باسم BPA هي مادة كيميائية توجد في العبوات البلاستيكية، وعبوات الطعام، وزجاجات المياه وغيرها من حاويات تخزين الطعام يمكن أن تتسرب إلى الطعام وتسبب مشكلات داخل الجسم.
تشير الدراسات أن التعرض لـ BPA هو أحد الأسباب الرئيسية للبلوغ المبكر عند الفتيات، بالإضافة إلى أن الفثالات، وهي شكل آخر من المواد الكيميائية القوية الموجودة في مستحضرات التجميل، ومثبتات الشعر، ومزيلات العرق تؤدي أيضًا إلى نمو الثدي المبكر عند الفتيات.[2]
العلاقة بين المشروبات الغازية والبلوغ المبكر
عادة ما يدخلن الفتيات سن البلوغ ما بين سن 8 و 14 عامًا، ومتوسط العمر الذي تبدأ فيه الفتيات فترات الحيض هو 12، على الرغم من أن أسباب البلوغ المبكر للفتيات ليست مؤكدة بشكل قاطع وحاسم، إلا أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود علاقة بين استهلاك المشروبات الغازية والبلوغ المبكر للفتيات.
تابعت دراسة أجرتها جامعة هارفارد ما يقرب من 5600 فتاة (من سن 9 إلى 14 عامًا) لم يبدأن الحيض، وملأن استبياناً يحتوي على عدد المرات التي شربن فيها المشروبات المحلاة (لم تُطبق النتائج على عصير الفاكهة الذي يحتوي على سكر يسمى الفركتوز، لكن فقط على المشروبات الغازية المحلاة بالسكروز) وجدت الدراسة ما يلي:
- وجد الباحثون أن الفتيات اللاتي شربن المشروبات السكرية بدأن الدورة الشهرية في المتوسط بعمر 12.8 عامًا ، في حين أن اللائي شربن أقل عدد بدأن الدورة الشهرية في المتوسط في سن 13 عامًا.
- وجدت الدراسة أن الفتيات اللائي يشربن أكثر من 1.5 مشروبًا محلى بالسكر يوميًا بدأن الدورة الشهرية قبل 2.7 شهرًا في المتوسط من الفتيات اللائي تناولنها مرتين في الأسبوع أو أقل.
- تميل الفتيات اللواتي شربن الكثير من المشروبات الغازية إلى ممارسة تمارين أقل، واستهلاك المزيد من السعرات الحرارية بشكل عام ، وتناول كميات أقل من البروتين.[3]
المشروبات الغازية وهرمون الأنسولين
السكروز في المشروبات السكرية يسبب ارتفاعًا حادًا في هرمون الأنسولين، الذي يتحكم في مستويات السكر في الدم، بمرور الوقت قد يؤدي إلى أن تصبح أنسجة الجسم أقل حساسية للهرمون، مما يؤدي إلى اضطراب في عملية التمثيل الغذائي.
وجد الباحثون أن استهلاك المشروبات الغازية والسكرية يرتبط بزيادة مؤشر كتلة الجسم حيث تعد وسيطًا للبلوغ المبكر لدى الفتيات مما يعني أن المشروبات الغازية قد تسبب زيادة الوزن والتي قد تؤدي بدورها إلى سن البلوغ المبكر.[3][4]
الإستروجين والبلوغ المبكر
العديد من التغييرات التي تمر بها الفتيات في سن البلوغ سببها هرمون الإستروجين، حيث يشير بعض الباحثين إلى أن استخدام الشامبو الذي يحتوي على الإستروجين والمواد الكيميائية الأخرى التي تحاكي تأثيرات الهرمون، بما في ذلك تلك الموجودة في بعض المواد البلاستيكية سبباً في البلوغ المبكر، لكن ربما تكون الدلالة الأكثر إقناعًا هي أن ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال بسبب المشروبات الغازية وغيرها هو السبب الرئيسي، لأن دهون الجسم يمكن أن تنتج هرمون الإستروجين.[3][4]
الوقاية من البلوغ المبكر
لا يمكن تجنب بعض عوامل الخطر الخاصة بالبلوغ المبكر، مثل النوع والعرق، لكن هناك أشياء يمكنك القيام بها لتقليل فرص الفتيات والفتيان في سن البلوغ المبكر، أبرزها ما يلي:
- ابتعاد الأطفال عن المصادر الخارجية للإستروجين والتستوستيرون، مثل الأدوية الموصوفة للبالغين في المنزل أو المكملات الغذائية التي تحتوي على الإستروجين أو التستوستيرون.
- تشجيع طفلك على الحفاظ على وزن صحي وممارسة الأنشطة الرياضية.
- لكي تمنع طفلك من استهلاك المشروبات الغازية يجب أن تتبع الأسرة بأكملها نمط حياة ونظام غذائي صحي يخلو من المشروبات الغازية لتشجيع الطفل.
- تجنب اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء وحافظ على الحد الأدنى من تناولها، على سبيل المثال مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.[5]
البلوغ المبكر قد يكون مرحلة صعبة يمر بها الأطفال لذلك تحتاج إلى دعم الآباء وتعزيز ثقة الأطفال في لأنفسهم، ومساندتهم، كما يمكنك استشارة طبيب الأطفال إذا كانت أعراض البلوغ المبكر مُقلقة.