ما علاج التهاب الملتحمة
التهاب الملتحمة من المشكلات الشائعة التي تؤثر على الكبار والأطفال، وعلى الرغم من عدم خطورة هذه المشكلة من الناحية الطبية، وتعافي بعض المرضى دون أي تدخل طبي، إلا أن هناك بعض الحالات الخطيرة التي تسبب مضاعفات لأصحابها، فما علاج التهاب الملتحمة؟ وكيف يمكن الوقاية من حدوثه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التهاب الملتحمة
التهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis) أو العين الوردية (بالإنجليزية: Pink Eye) كما يطلق عليها في بعض الأحيان، هو أكثر أنواع التهابات العين شيوعاً بين البالغين والأطفال، وفيه يعاني المريض من التهاب واحمرار في منطقة الملتحمة، وهي النسيج الصافي الذي يبطن السطح الداخلي للجفن والطبقة الخارجية للعين. [1]
من الممكن أن يؤثر التهاب الملتحمة على إحدى العينين أو كلتيهما، وتعد أغلب الحالات التي تعاني من هذه المشكلة في كلتا العينين نتيجة لعدوى فيروسية. [1]
علاج التهاب الملتحمة طبياً
هناك العديد من الخيارات الدوائية التي يفاضل بينها الأطباء بناءً على نوع الإصابة، أو بالأحرى المسبب الرئيسي لها. نلقي الضوء في السطور القادمة على الأدوية المستخدمة في علاج كل نوع من أنواع التهاب الملتحمة. [2]
علاج التهاب الملتحمة البكتيري
هناك العديد من أنواع البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض التهاب الملتحمة، وتعد بكتيريا المكورات العنقودية من أشهر هذه الأنواع.[1]
ينطوي علاج التهاب الملتحمة البكتيري على استخدام قطرات العين أو المراهم التي تحتوي على مضادات حيوية؛ للتخلص من البكتيريا المسببة للعدوى، ينبغي أن تتحسن الأعراض خلال أسبوع على الأكثر من استخدام الأدوية، وإلا ينبغي أن يلجأ المريض إلى استشارة الطبيب. [2]
علاج التهاب الملتحمة الفيروسي
يعد التهاب الملتحمة الفيروسي هو النوع الأكثر شيوعاً، وتتسم العدوى بسرعة انتشارها من العين المصابة إلى العين الأخرى، إلى جانب معاناة المريض من زيادة الدموع وإفرازات العين. [1]
لا تعد المضادات الحيوية خياراً مناسباً لعلاج التهاب الملتحمة الفيروسي، ويقتصر العلاج على استخدام الكمادات الباردة، والقطرات التي تحتوي على دموع صناعية للحد من الأعراض التي تختفي غالباً في غضون أسبوع. [2]
علاج التهاب الملتحمة التحسسي
هناك العديد من مسببات الحساسية التي تؤدي إلى التهاب ملتحمة العين؛ مثل: حبوب اللقاح، والغبار، والعفن، يعاني معظم المرضى من سيلان وحكة في الأنف إلى جانب أعراض العين الوردية. [2]
يعتمد علاج التهاب الملتحمة التحسسي على استخدام القطرات التي تحتوي على مضادات الهستامين؛ للتحكم في رد الفعل التحسسي، والتخلص من التهاب العين. [1]
علاج التهاب الملتحمة بالطرق المنزلية
هناك العديد من الطرق المنزلية البسيطة التي يمكن الاعتماد عليها في الحد من أعراض الالتهاب البسيطة؛ نظراً لأن هناك كثير من الحالات التي يمكن أن تتحسن تلقائياً دون الحاجة إلى أدوية. [1]
تتضمن الإجراءات المنزلية التي تساعد على علاج التهاب الملتحمة: [1] [2]
- استخدام قطرات العين التي تحتوي على دموع صناعية؛ حتى تساعد على تخفيف الحكة والاحمرار.
- وضع كمادات باردة على العين، واستبدالها بكمادات دافئة إذا لم تتحسن الأعراض.
- التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة.
- غسل الوجه باستخدام إحدى منتجات الصابون المخصصة للأطفال؛ تجنباً لتهيج العين.
- الحرص على نظافة العين على مدار اليوم، والتخلص من الإفرازات باستخدام كرة قطنية، والتخلص منها بمجرد الانتهاء من تنظيف العين.
- تجنب لمس أو فرك العين المصابة، ومسحها فقط باستخدام المناديل.
- عدم وضع ضمادة على العين؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تطور العدوى.
- حماية العينين من أي مواد تسبب تهيج.
أعراض التهاب الملتحمة
هناك العديد من الأعراض الشائعة التي يعاني منها مرضى العين الوردية، من أشهر هذه الأعراض: [1] [2]
- تورم الجفون.
- حرقة في العين.
- زيادة التحسس من الضوء.
- دموع أكثر من المعتاد.
- احمرار في بياض العين أو الجزء الداخلي من الجفن.
- خروج إفرازات صفراء سميكة عند الاستيقاظ من النوم، خاصةً في حالة التهاب الملتحمة البكتيري.
- حكة في العين، خاصةً في التهاب الملتحمة التحسسي.
- تورم الغدد اللمفاوية في بعض الحالات التي تعاني من التهاب الملتحمة الفيروسي.
مضاعفات التهاب الملتحمة
تتحسن بعض حالات التهاب الملتحمة البسيط إلى المتوسط من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى أي أدوية، ويتعافى معظم المرضى من حالات الالتهاب الشديد بعد استخدام الأدوية التي يصفها أطباء العيون، لكن هذا لا يمنع وجود بعض الحالات التي يمكن أن تتعرض لبعض المضاعفات. [2]
تظهر هذه المضاعفات نتيجة لتكون بعض الندوب في قرنية العين، وهي من المشكلات المصاحبة لالتهاب الملتحمة الناتج عن بعض أنواع العدوى؛ مثل: الكلاميديا، والسيلان، وبعض أنواع الفيروس الغدي. [2]
بالإضافة إلى ذلك، يعد الهربس من ضمن الأسباب المحتملة للإصابة بالتهاب الملتحمة، وهو من أشد أنواع العدوى خطورة، وإذا لم يتم التعامل معه طبياً بشكل سريع قد يتعرض المريض إلى فقدان البصر. [1]
الوقاية من التهاب الملتحمة
تنتشر أعراض العين الوردية التي ترجع أسبابها إلى عدوى بكتيرية أو فيروسية من مريض إلى آخر عن طريق المصافحة، أو لمس الأسطح الملوثة، الأمر الذي يفرض أهمية الوقاية من الإصابة بها من البداية، إلى جانب الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية التي تساعد على منع انتقال العدوى من المصاب إلى أفراد أسرته، والمحيطين به. [1]
الوقاية من الإصابة بالتهاب ملتحمة العين
يمثل الالتزام بالنظافة الشخصية العامل الأهم في الوقاية من عدوى التهاب الملتحمة، إليك بعض الإرشادات التي تجنبك الإصابة به: [3]
- تجنب لمس العين إلا بعد غسل اليدين.
- الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون.
- تجنب مشاركة مستحضرات التجميل الخاصة بالعين مع الآخرين.
- تجفيف الوجه والعينين باستخدام مناشف أو مناديل نظيفة فقط.
- الحرص على غسل أكياس الوسائد بشكل منتظم.
- الحرص على تنظيف العدسات اللاصقة بشكل متكرر.
- استبدال العدسات اللاصقة أو المحلول الخاص بها إذا تسببا في ظهور التهابات بالعين.
الوقاية من انتشار التهاب الملتحمة
يوصي الأطباء ببقاء مرضى التهاب الملتحمة الناجمة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية في المنزل؛ تجنباً لانتقال العدوى إلى الآخرين، مع الأخذ في الاعتبار أن احتمال انتقال العدوى يقل كثيراً عند تناول المريض المضادات الحيوية، ويصبح المريض غير معدٍ عند اختفاء الأعراض تماماً. [1]
هناك بعض الإجراءات الوقائية التي تساعد على منع انتقال العدوى من المصاب إلى أفراد أسرته، من ضمن هذه الإجراءات: [3]
- غسل اليدين بانتظام.
- تجنب مشاركة المناشف الخاصة بالمريض مع الآخرين.
- الحرص على تغيير المناشف يومياً.
- استبدال مستحضرات تجميل العيون بعد زوال العدوى.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب في موعدها.
- عدم ذهاب الأطفال المصابين إلى المدرسة؛ تجنباً لنقل العدوى إلى الأطفال الآخرين.
متى يجب زيارة الطبيب
هناك بعض الأعراض التي تحتم زيارة الطبيب عند ظهورها؛ نظراً لخطورتها واحتياج المريض إلى استشارة طبيب العيون على وجه السرعة، تضم هذه الأعراض: [1] [2]
- عدم وضوح الرؤية أو ضعف الرؤية.
- شعور المريض بألم شديد في العين، أو شيء عالق في العين.
- زيادة الإفرازات الصفراء أو الخضراء، وتسببها في التصاق الجفون في الصباح.
- ظهور أعراض التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة، حتى لو كانت هذه الأعراض بسيطة؛ لأنها قد تلحق أضراراً بعين الطفل.
- معاناة المريض من احمرار بسيط لم يتحسن خلال أسبوعين من ظهوره.
لا تعد معظم حالات التهاب الملتحمة من الإصابات الخطيرة، وهناك عدد كبير من المرضى الذين يتعافون دون الحاجة إلى التدخل الطبي، وهناك العديد من الخيارات الدوائية والمنزلية التي تساعد على علاج التهاب الملتحمة؛ تجنباً لمعاناة بعض المرضى من المضاعفات التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.