لماذا يجب أخذ بعض الأدوية قبل أو بعد أو مع الطعام؟
حركة الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم
مع أي سائل يجب أخذ الدواء؟
التفاعلات الممكنة
متى يجب اهتمام بموضوع الطعام؟
قبل أو بعد أو مع الطعام؟ كم مرة جعلنا هذا السؤال نشك فيه وقت تناول الدواء. عندما نتناول دواءً على معدة ممتلئة، قد يتداخل عمل هذا الدواء مع الطعام، لكن لحسن الحظ، في معظم الحالات لا يكون ذلك على نحو يضر بفاعليه أو يشكل خطرًا. عند وصف دواء، يجب إعطاء المريض معلومات شاملة حول كيفية تناوله، لكن لا يتم تقديم تفسيرات لسبب هذه التوصيات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التفاعلات الدوائية الغذائية، بالإضافة إلى كونها متعددة، يمكن أيضًا أن تكون معقدة للغاية وهذا ليس المكان المناسب لمناقشة شاملة للمشكلة. ومع ذلك، الأمر يستحق محاولة معرفة المزيد عما يحدث عندما يتفاعل الطعام والأدوية بشكل مباشر، مع إبراز بعض الحالات الأكثر أهمية. إن تكرار قوائم طويلة من الأدوية التي يجب تناولها على معدة فارغة أو ممتلئة لن يكون مفيدًا لأنها لن تكون كاملة أبدًا.
أولاً، من الضروري توضيح أن عبارة "على معدة فارغة" لا يُقصد بها قبل الوجبة فقط، بل قبل تناول الطعام بساعة واحدة أو بعده بساعتين.
من الواضح أن الاعتبارات التالية تنطبق فقط على العلاجات الفموية، أي عندما يتم ابتلاع الأدوية، وذلك لأن مسارها يكون نفس مسار الطعام. لذلك، فإن طرق أخذ الدواء الأخرى لا تؤثر، بما في ذلك الحبوب تحت اللسان التي تمر مباشرة إلى الدم حيث يتم امتصاصها من خلال الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي للفم.
حركة الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم
يتم امتصاص الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم في الأمعاء. لكن الأقراص أو الكبسولات تتفكك عند وصولها إلى المعدة حيث يتم إطلاق الدواء الموجود بها (لا تكون هذه المرحلة ضرورية في حالة الأدوية السائلة مثل القطرات أو الشراب أو المنتجات التي يجب إذابتها في الماء قبل تناولها مثل الأقراص القابلة للذوبان والأكياس). يُستثنى من ذلك ما يسمى بالتركيبات المقاومة للمعدة، والتي تطلق الدواء مباشرة في الأمعاء.
بمجرد أن يتحرر الدواء، يجب أن يعبر جدار الأمعاء ليمر عبر الشعيرات الدموية إلى الدورة الدموية وبالتالي يصل إلى المواقع التي يظهر مفعوله فيها. هذه العملية تعرف باسم الامتصاص.
بمجرد وصول الدواء إلى الدم، يتم نقله أولاً إلى الكبد حيث يمكن تحويله جزئيًا قبل الوصول إلى مواقع التأثير. وبعد إحداث التأثير، يعود مرة أخرى عن طريق الدم إلى الكبد ليتم تعطيله ويخرج أخيرًا عن طريق الكلى.
مع أي سائل يجب أخذ الدواء؟
نوع السائل أو الشراب الذي يؤخذ به الدواء له تأثيره. ففي حالة عصير الجريب فروت. أكدت العديد من الدراسات أن إحدى المواد الموجودة في هذا العصير (النارينجين التي تمنحه طعمًا مرًا)، قادرة على تعديل نشاط بعض الأدوية، والتدخل في المواد (الإنزيمات) التي تعمل على استقلاب الأدوية (أي جعلها غير نشطة). يتعلق هذا التفاعل ببعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كما أن لها أيضًا تفاعلات خطيرة مع العديد من الأدوية الأخرى.
نتيجة لذلك، سيكون من الجيد عدم شرب عصير الجريب فروت مطلقًا عند تناول الأدوية. إذا كنت ترغب في إخفاء المذاق المزعج لدواء ما، فلا بأس في شرب عصير البرتقال، ولكن تذكر أنه لا ينبغي شرب أي عصائر المشروبات حمضية إذا كان عليك أخذ البنسلين.
لتقليل تهيج المعدة، يمكن تناول الدواء مع الحليب، ولكن يجب تجنب الحليب إذا كان الدواء هو التتراسيكلين (أمبراميسين) لأن امتصاص الدواء قد ينخفض.
لتجنب أي مشكلة، الماء هو الخيار الأنسب دائمًا، ويفضل أن يكون بدرجة حرارة الغرفة وبكمية جيدة، وذلك لمنع الدواء من الالتصاق بجدران المريء وفي نفس الوقت تسهيل انحلاله وامتصاصه لاحقًا.
لا يجب شرب المشروبات الكحولية مع الأدوية في أي ظرف من الظروف. كما يفضل تجنب المشروبات الساخنة (الشاي والقهوة).
التفاعلات الممكنة
الأدوية والغذاء يمكن أن تتفاعل مع بعضها أثناء عبورها المشترك في الجهاز الهضمي.
بشكل عام، فإن تناول الدواء على معدة فارغة يسمح ببدء التأثير المتوقع بشكلٍ أسرع. حيث تعمل السوائل على تسريع مرور الدواء وتقصير الفترة الزمنية بين تناول الدواء وظهور آثاره.
من ناحية أخرى، تعمل الأطعمة الصلبة على إبطاء إفراغ المعدة وتقليل معدل امتصاص بعض الأدوية. تتجلى هذه الظاهرة بشكل أكبر مع الأطعمة شديدة السخونة واللزوجة والدهون. لا يؤثر الامتصاص البطيء بالضرورة على التأثير العلاجي. لأنه سيتم امتصاص الدواء عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي فإن الكمية الإجمالية للدواء التي ستصل إلى الأعضاء المستهدفة هي نفسها.
ومع ذلك، فإن سرعة الامتصاص تصبح مهمة عند الحاجة إلى تخفيف سريع للأعراض، مثل تناول مسكنات الألم الحاد (الباراسيتامول) والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (ايبوبروفين - ديكلوفيناك - نابروكسين) يفضل تناولها على معدة ممتلئة لتقليل الضرر على المعدة، لكن إذا كنت تشعر بألم شديد وترغب في تخفيف الألم بسرعة، قد يكون الحل الوسط المقبول هو تناول الجرعة الأولى على معدة فارغة مع الكثير من الماء والأخرى التالية على معدة ممتلئة.
الأدوية التي يجب تناولها مع الوجبات لا تعتمد على التفاعل المباشر مع الطعام، ولكن على حقيقة أن هذه الأدوية يمكن أن تكون حساسة بشكلٍ خاص لحموضة المعدة. هذا يشمل بعض المضادات الحيوية من عائلة البنسلين والماكروليدات.
سبب آخر لعدم توافق الطعام في بعض الأحيان مع بعض الأدوية هو احتمال ارتباط بعض المواد من الطعام مع الدواء ما يمنع امتصاصها. هذا ما يحدث مع التتراسيكلين (مضاد حيوي).
يجب على المرضى الذين يعالجون بمضادات التخثر الفموية الحرص على عدم إدخال كميات كبيرة من الأطعمة وخاصة الغنية بفيتامين K، لأن هذا الفيتامين يعكس تأثير الدواء، مما يقلل من قدرته في الحفاظ على سوائل الدم. تشمل هذه الأطعمة الخضار الورقية الخضراء (الملفوف والسبانخ والخس والبروكلي وبراعم بروكسل) والحمص وكبد البقر.
أشهر التفاعلات بين الغذاء والدواء هو ما يتعلق بالعقاقير المضادة للاكتئاب المسماة مثبطات MAO، ما نقصده هو دواء ترانيلسيبرومين، يجب على أولئك الذين يتناولون هذا الدواء تجنب الأطعمة الغنية بمادة تسمى التيرامين، لأن ذلك يسبب ارتفاعًا في الضغط، الأطعمة التي يجب تجنبها مع هذا الدواء كل من الجبن المخمر والنقانق وكبد الدجاج واللحم البقري خلاصات الخميرة. يمكن أن تكون الشوكولاتة والقهوة والفاصوليا مسؤولة أيضًا عن هذا التفاعل.
متى يجب اهتمام بموضوع الطعام؟
إذا كنت تتناول أدوية تكون الجرعة السامة لها قريبة جدًا من الجرعة العلاجية، أي ذات "مؤشر علاجي منخفض"، ومن الأمثلة على ذلك مضادات التخثر ومضادات الصرع (أدوية الصرع).
عندما تقوم بتغيير نظامك الغذائي بشكل جذري، على سبيل المثال، عندما تبدأ نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية أو تقرر التحول إلى نظام غذائي نباتي، أو عند تناول أطعمة معينة بكميات كبيرة.
إذا كنت مسناً. يمكن أن يكون النظام الغذائي سيئًا أو غير متوازن. حتى عدم شرب الماء بكميات كافية يمكن أن يكون له عواقب على مصير الأدوية التي يتم تناولها.
لا يجب أخذ أي نوع من الأدوية مع النبيذ أو المشروبات الكحولية، وبالأخص الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض واضطرابات الجهاز العصبي المركزي.