كل ما تريد معرفته بما يخص تجميل الأسنان
يعتبر تجميل الأسنان واحد من أكثر الاجراءات الطبية المطلوبة نظرا" لما يحمله من تحسينات في النواحي التجميلية للفم والوجه بالإضافة لتحسين النواحي الوظيفية للأسنان والتناظر الوجهي مما ينعكس ايجابيا" على صحة المريض الجسدية والنفسية.
لا يمكن القول بأن تجميل الأسنان هو حديث العهد وتجميل الأسنان لا يعني فقط قشور بيضاء تغطي سطوح الأسنان كما يعتقد البعض
لأننا عندما نتكلم عن التجميل فنحن نتكلم عن تجميل للمركب السني الفكي الوجهي وليس فقط تجميل الأسنان وتغطية عيوبها بقشور بيضاء.
بدأ تجميل الأسنان عمليا" كعلم أكاديمي منذ ما يزيد عن مئة عام بقليل عندما أصبح علم تقويم الأسنان علما" أكاديميا" يدرس في الجامعات والأكاديميات العلمية وكانت الغاية هي رصف الأسنان ضمن القوس السنية لتحسين حالة الاطباق وتحسين الحالة التجميلية.
سنتناول في هذا المقال تجميل الأسنان ليس من خلال التقويم سنعتبر أن الأسنان لا تحتاج لتقويم وانما تحتاج لبعض اللمسات الجميلة فيما يتعلق بشكلها ولونها.
أولى تطبيقات تجميل الأسنان كانت من خلال تطبيق الحشوات التجميلية على الأسنان الأمامية واستخدمت على الأسنان التي تعاني من التسوس والأسنان المكسورة ثم تطورت عبر عدة أجيال لتصبح هي المادة الأساسية المستعملة في حشو الأسنان الأمامية والخلفية
ثم استخدمت لعمل وجوه تجميلية مباشرة على الأسنان الأمامية.
من الاجراءات التجميلية أيضا" هو تبييض الأسنان والذي سنتكلم عنه لاحقا" في مقال مخصص لذلك الموضوع
حاليا" من أكثر الاجراءات التجميلية شيوعا" هي الفينير أو عدسات الأسنان أو ما يسمونه ابتسامة هوليوود وسنتكلم عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل.
ما هو الفينير؟
الفينير هو عبارة عن طبقة رقيقة مصنوعة من مادة السيراميك ويتم تصنيعها في مختبر الأسنان وتتم بعدة تقنيات وحاليا" يتم تفصيلها بقياسات رقمية ثلاثية الأبعاد ( كاد-كام) وتستخدم في الحالات التي تتطلب أعلى درجات التجميل وفي الحالات التي لايمكن للحشوة التجميلية فيها أن تحل المشكلة وبذلك تعيد المظهر الطبيعي للأسنان.
متى نستخدم الفينير؟
يستخدم الفينير لعلاج سن واحد أو أكثر وذلك حسب الحاجة وقد يضطر الطبيب ببعض الحالات لاعادة بناء الابتسامة بالكامل وذلك بالعمل على مجموعة أسنان بالفك العلوي والسفلي والسؤال الذي يطرح نفسه متى نحتاج لعمل ابتسامة كاملة ؟
هناك بعض الحالات التي لايمكن أن نحصل فيها على نتيجة جميلة الا من خلال إعادة بناء الابتسامة بالكامل ومن أهم هذه الحالات :
1- الأسنان صغيرة الحجم
2- الأسنان المهترئة
3- الأسنان المكسورة
4- الأسنان المتباعدة والتي لا يمكن للتقويم اغلاق كامل الفراغات
5- الأسنان المتصبغة بشدة والتي لا يمكن للتبييض علاجها
متى لا يجب استخدام الفينير؟
ان الاستخدام الزائد لقشور الفينير من قبل بعض الأطباء يمكن أن يكون مؤذي للأسنان لأنه يستهلك جزء لا يستهان به من ميناء السن الطبيعية السليمة ومن هذه الحالات:
1-الأسنان السليمة الغير مصطفة ضمن القوس السنية والتي تحتاج لتقويم
2- الأسنان المصطبغة بشكل بسيط والتي يمكن علاجها بالتبييض أو التنظيف الدوري الروتيني
3-الأشخاص اليافعين وصغار العمر
4-الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان
5- الأشخاص الذين يعانون من مشكلات لثوية
هل يحتاج الفينير لتحضير لسطح السن؟
كلنا نسمع في الوقت الحالي من خلال بعض الاعلانات التجارية وعبر مواقع السوشيال ميديا عن تركيب قشور الأسنان بدون تحضير لسطح السن وبدون ازالة أي جزء من سطح السن وهذا بالطبع لا يمت للعلم بأي صلة لانه لا يوجد أي دراسة أو مرجع أكاديمي يتكلم عن تركيبات الفينير أو القشور بدون تحضير أو نحت أو حك لسطح السن, لأنه منطقيا" مهما كانت هذه القشور رقيقة وقليلة السماكة فهي تعتبر سماكة اضافية لسطح السن الغير محضر وهذا من شأنه أن يؤدي الى عدم وجود انطباق ما بين سطح السن وسطح الفينير وعدم انطباق للحواف مما يؤدي لمشكلات على مستوى اللثة تبدأ بحدوث احتقان وضخامة باللثة وتنتهي بالنزف والتراجع اللثوي والرائحة الكريهه للفم لأن عدم انطباق الحواف ما بين السن والفينير يخلق مسافة آمنة ومناسبة لتجميع بقايا الطعام ونمو وتكاثر الباكتيريا والجراثيم المتواجدة أصلا" في البيئة الفموية والتي تؤدي لنتائج كارثية على صحة الفم والأسنان.
ما الهدف من تحضير الأسنان لاستقبال الفينير؟
الهدف الأساسي لتحضير الأسنان هو خلق سطح متوازن وغير حاد الزوايا وعمل سرير يجلس عليه الفينير بدون أي سماكة زائدة وخصوصا" عند منطقة التقاء الفينير مع اللثة وهذا من شأنه أن يحفظ الفينير من الكسر ومن شأنه أيضا" أن يحافظ على لثة سليمة وصحية.
اعتبارات لابد من الالتزام بها خلال وبعد تركيب الفينير
من أهم الاعتبارات العلمية كما ذكرنا هو التحضير الجيد والغير مبالغ به من سطح الميناء بما يحقق خلق السطح الجديد الذي سيستند عليه الفينير من دون استهلاك مبالغ به وغير مبرر لمادة السن الطبيعية. كذلك لا بد من احترام تموضع اللثة وعدم التعدي على المسافات اللثوية على أعناق الأسنان وما بين الأسنان والحليمات اللثوية .
التحضير يجب أن يكون على السطح الشفوي للأسنان وليس من دواعي لامتداد التحضير للسطوح الداخلية للأسنان بهدف عمل تثبيت ميكانيكي لأن مواد الالصاق الحالية والمتطورة كفيلة باحداث ثبات لا يستهان به للفينير عل سطح السن.
كمية التحضير يجب ألا تتجاوز 0.2 الى 0.5 مم من سطح السن ويتم تحديد تلك السماكة من خلال أدوات خاصة لتحديد عمق التحضير.
أثناء التركيب لا بد من مراعاة زمن التخريش الحمضي لسطوح الأسنان المحضرة بما لا يتجاوز 20 الى 30 ثانية تجنبا" لحدوث حساسية سنية وأذية قد تمتد للب السني وتحدث تغييرات قد تؤدي لموت اللب( العصب) .
تطبيق المواد الرابطة على سطح السن والفينير وفقا" لتعليمات الشركات المصنعة
انتقاء المواد اللاصقة ذات الجودة العالية والموثوقة عالميا"
تنظيف المسافات ما بين الأسنان بعد الالصاق مباشرة لضمان عدم حدوث رض على اللثة بين الأسنان ولتحقيق سهولة التنظيف باستخدام الخيوط من قبل المريض
ازالة أي زوائد من المادة اللاصقة قد تكون مندخلة تحت اللثة مما قد يسبب احتقان ونزف لثة قي المستقبل.
هل من اعتبارات أخرى؟
لا بد قبل البدء بتحضير الأسنان من الأخذ بعين الاعتبار كل المقاييس الجمالية للفم والوجه فعلى سبيل المثال قد يحتاج الطبيب لاجراء قطع للثة على بعض الأسنان المشمولة بالابتسامة أو كلها كذلك في بعض الحالات لا بد من اجراء قص للعظم اذا كان المريض يعاني من ابتسامة لثوية وذلك لرفع مستوى أعناق الأسنان لمكان أعلى لا تظهر من خلاله لثة عريضة خلال الابتسام وفي بعض الحالات المتقدمة يضطر الطبيب لعمل اعادة تموضع للشفة العلوية لمستوى أخفض ويتم ذلك جراحياً وأحيانا يتم معالجة الحالات البسيطة والمتوسطة من فرط الفعالية العضلية للشفة العلوية باستخدام حقن البوتوكس على العضلات الرافعة للشفة العلوية.
قطع اللثة باستخدام الليزر
من الأمور المهمة أيضا" هو تحقيق التناظر بين نصفي الوجه الأيمن والأيسر وجعل الخط المتوسط السني منطبق الى حد كبير مع الخط المتوسط الوجهي .
حجوم وأطوال الأسنان لا بد لها من أن تكون متناسقة ومتوافقة مع طول وعرض الوجه وتبعا" لاختلاف الجنس كذلك زوايا وحدود الأسنان فالزوايا المدورة أجمل في أفواه النساء بينما الزوايا الحادة تناسب أفواه الرجال.
لون الأسنان لا بد أن يؤخذ أيضا" بعين الاعتبار وفقا" للون البشرة ولون العينين فالألوان شديدة البياض ليست بالضرورة أن تكون الأجمل.
ما الجديد في عالم الفينير؟
نتيجة لتطور المواد المستعملة في صناعة الفينير وكذلك تطور التقنيات والأجهزة أصبح بالإمكان الحصول على أسنان تماثل الى حد كبير الأسنان الطبيعية الجميلة وبملامح تشريحية وتضاريس على سطح السن وشفافيات عالية ثلاثية الأبعاد تعطي شكل ولون طبيعي.
الدكتور نضال سلطان
اختصاصي طب وجراحة وتجميل الأسنان
تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا