فيروس كورونا هل هو مميت؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 01 أبريل 2020 | آخر تحديث: الخميس، 22 أغسطس 2024

طرق الوقاية الفعالة من الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19)

مقالات ذات صلة
أنواع فيروس كورونا
السلالة الجديدة من فيروس كورونا
الوقاية من فيروس كورونا في المدارس


انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار مرعبة عن فيروس كورونا وأعداد الوفيات المتزايدة المرتبطة به، وقد زاد من السمعة السيئة لهذا الفيروس انتشاره الواسع والسريع في الكثير من بلدان العالم واحدة تلو الأخرى في فترة زمنية قصيرة، فتوالت التحذيرات والتعاليم الصارمة للوقاية من الإصابة، سنتناول في هذا المقال حقيقة ما يقال من جميع ما سبق ونتحدث بشيء من التفصيل عن الوباء الجديد. 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

مرض كورونا الوباء العالمي الجديد، ما هو هذا الفيروس وما مدى خطورته على جسم الإنسان؟ ما هي أعراض الإصابة بالمرض؟ وما هي طرق الوقاية الأكثر فعالية تجاهه؟ هل سيكون من الممكن التوصل إلى علاج ناجح في الوقت القريب؟

بنية (COVID-19) وسلالته والزمرة التي ينتمي إليها كورونا


تعرّف فيروسات الكورونا بأنها عائلة واسعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي لكل من الإنسان والحيوان على حد سواء، وقد اكتشف منها مؤخراً سلالة جديدة في شهر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية والتي عرفت باسم كوفيد 19 (COVID-19)، ولا يعد ظهور الفيروس الجديد أمراً مستغرباً أو مستهجناً في عالم الفيروسات فطالما اشتهرت هذه الكائنات المجهرية بقدرتها على تطوير وتغيير شكلها ومواصفاتها مع تكرار عملية استنساخ وتكاثر الفيروس مع الوقت، وهذا ما يجعل التطعيم ضد الفيروسات قليل الفائدة لدى بعضها ومستحيلاً لدى البعض الآخر [1].

شاهدي أيضاً: أنواع فيروس كورونا

أعراض الإصابة بمرض كورونا


تختلف الأعراض وشدتها من شخص لآخر بحسب الحالة الصحية للشخص المصاب وقوة جهاز المناعة لديه، ففي كثير من الحالات تكون الإصابة بالفيروس غير عرضية أبداً ويكون الشخص معدٍ لمن حوله على الرغم من ذلك، الأمر الذي ساعد في انتشار الفيروس بهذا الشكل، أما بالنسبة لمن تظهر لديهم أعراض المرض (بعد 2- 14 يوماً) من التعرض للفيروس فغالبيتهم يشكون من أعراض الزكام الشائع المعتادة:

  • ارتفاع الحرارة والذي يبدو وكأنه العرض الأكثر تواجداً.
  • سيلان الأنف.
  • الصداع.
  • ألم الحلق وصعوبة البلع.
  • السعال.
  • التعب والوهن العام وآلام العضلات والمفاصل.

أما بالنسبة لتلك النسبة القليلة التي تظهر لديها الأعراض الأكثر حدة للإصابة؛ فأغلبهم في الأصل غير معافيين صحياً (أشخاص مرضى أو ضعيفو المناعة):

  • مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي.
  • المرضى الذي يعانون من مشاكل سابقة في الجهاز التنفسي مثل مرضى الربو والداء الرئوي الانسدادي المزمن (COPD) ومرضى السل.
  • طرفي العمر أي كبار السن والأطفال الصغار والرضع.
  • مرضى السكري.
  • المرضى الذين يتناولون الكورتيزون أو غيره من الأدوية المُضعفة للمناعة.

تشكل هذه الفئات المجموعات الأكثر خطورة من الأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس وتكون نسبة الوفيات بينهم هي الأعلى.
أما عن الأعراض التي تظهر لدى هؤلاء الأشخاص:

  •  المتلازمة التنفسية الحادة (SARS): والتي تتصف بضيق التنفس الشديد المترافق مع نقص في كمية الأوكسجين في الدم وتدهور في الحالة الصحية العامة وبالتالي قد يحتاج المريض أن يوضع على جهاز للتهوية الصنعية، وهي حالة مهددة للحياة.
  • متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS): تسببها سلالات من فيروس كورونا تدعى (MERS-COV)، وهي تتميز بالإضافة لأعراض الزكام الشديد بتطورها في بعض الحالات إلى فشل تنفسي وفشل كلوي وقصور في عمل وظائف الأعضاء الأخرى، وهي أيضاً حالة مهددة للحياة [2].

الوقاية والحماية من فيروس كورونا والحد من انتشار الإصابة


لا يتوفر في الوقت الحالي أي لقاح فعال ومثبت ضد فيروس كورونا، على الرغم من الدراسات الكثيرة التي تجرى في المخابر حول العالم، لكن وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن تدابير الوقاية تلعب دوراً هاماً في حماية من يلتزم بها إلى حد كبير من الإصابة ومن أهمها:

  • غسل الأيدي بالماء والصابون بشكل متكرر خلال النهار، أو بواسطة الكحول ومعقمات الأيدي.
  • تغطية الأنف والفم معاً بمنديل ورقي عند السعال أو العطاس.
  • تجنب لمس العيون والأنف والفم قبل تعقيم الأيدي.
  • تجنب الاحتكاك مع أشخاص تبدو عليهم أعراض وعلامات الزكام.
  • تجنب مشاركة أدوات الطعام وأغطية الوسائد مع المريض.
  • تجنب الأماكن المزدحمة مثل المطارات ووسائل النقل العامة والمطاعم قدر الإمكان.
  • تنظيف السطوح التي تلمسها باستمرار بالمعقمات والكحول بشكل متكرر.
  • الابتعاد عن أكل اللحوم النيئة أو التعاطي مع الحيوانات في المناطق التي ثبت انتشار الفيروس فيها.

ومن الجدير ذكره أن وضع الأقنعة الواقية لم يدرج ضمن التوصيات لأولئك الأصحاء الذين يريدون حماية أنفسهم من الإصابة، بل فقط للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض الزكام لحماية الآخرين من العدوى، بالإضافة إلى العاملين في المجال الصحي الذين هم على احتكاك دائم مع الأمراض التنفسية المختلفة [3].

خيارات العلاج من فيروس كورونا المتوفرة حالياً 


كما ذكرنا سابقاً أن الفيروسات تمتاز بقدرتها على التغيير من خواصها وصفاتها، مما يجعل مضادات الفيروسات المعروفة حالياً تقف عاجزة أمام الأشكال المتطورة منها، وهذا تماماً ما يواجه الأطباء أمام فيروس كورونا، حيث يقاوم الفيروس جميع مضادات الفيروسات الموجودة، لذلك يقتصر العلاج على العلاج الداعم (خافضات الحرارة والسوائل الوريدية والدعم التنفسي في حال تطور الأعراض نحو الأسوأ)، ويترك الأمر على عاتق جهاز المناعة لدى المريض للتخلص من الفيروس والتماثل للشفاء.

تخضع حالياً الكثير من العلاجات التجريبية للدراسة والاختبار وسيتم طرح مضاد الفيروس المناسب في حال أثبتت الدراسات جدواه وتمت المصادقة عليه من قبل منظمة الدواء والغذاء (FDA) [4].
من هذه العلاجات نذكر الأهم من حيث عدد التجارب التي تُجرى والأكثر قبولاً لدى المجتمع الطبي:

  • دواء (Kaletra): وهو تركيبة من مضادات الفيروسات المعروفة (Ritonavir - lopinavir)، يصنف هذا الدواء كأحد مثبطات استنساخ فيروس الإيدز (HIV1) ويستخدم عادةً لعلاج الإيدز لدى البالغين والأطفال بعد عمر الأسبوعين.

وقد سجلت الدراسات شفاء ثلاثة أشخاص بعد تناول هذا الدواء، والتجارب مستمرة حالياً على عشرين مريض آخر.

  • دواء (leronilmab): ينتمي هذا الدواء إلى ما يدعى (الأضداد وحيدة النسيلة) وهي أدوية شكلت مؤخراً ثورة في العلاج المناعي لبعض الأورام.

يجري الباحثون تجارب سريرية على حوالي 800 مريض في الصين بواسطة هذا الدواء وقد تم اختياره من هذه الزمرة لكونه أبدى سابقاً بعض النتائج الجيدة في تجارب على فيروس (HIV1).

  • دواء (favipiravir): وهو مضاد فيروسي واسع الطيف مركب خصوصاً لمهاجمة الحمض النووي للفيروسات بشكل انتقائي وتثبيط استنساخها، وقد تم استخدامه سابقاً في اليابان لعلاج بعض الإصابات المعندة بالإنفلونزا، كما استخدم لعلاج فيروس إيبولا في غينيا.

يطبق الدواء حالياً على مجموعة من المصابين بفيروس كورونا لدراسة النتائج ومقدار الاستجابة [5].

ختاماً.. لا يمكن الاستمرار بالنظر إلى فيروس كورونا بالقلق الذي يروج له حالياً بين عامة الناس، لأن ذلك سيحول دون محاربة انتشاره بطريقة فعالة وعلمية ويساعد على زيادة الإشاعات المغلوطة حوله، فبمزيد من الوعي الصحي والاهتمام بالنظافة الشخصية واتخاذ تدابير الوقاية الصحيحة؛ سيكون تجنب الإصابة أمراً شبه مؤكد.

المصادر والمراجع:

[1].مقال "مرض كورونا 2019  (COVID-19)" منشور على موقع mayoclinic.org.

[2]. مقال "وباء كورونا لعام 2019موقع مركز مكافحة الأوبئة والوقاية" منشور على موقع cdc.gov.

[3]. مقال "الأسئلة الشائعة حول فيروس كورونا وطرق الوقاية منه" منشور على موقع nhs.uk.

[4]. مقال "فيروس كورونا: الأعراض وطرق العلاج" منشور على موقع canada.ca.

[5]. مقال "كيفيه التغلب على فيروس كورونا" منشور على موقع genengnews.com.