فوائد بيكربونات الصوديوم للتنحيف
تتميز بيكربونات الصوديوم باستخداماتها المتعددة، فهي تعد من أشهر المكونات المنزلية المستخدمة في الخبز، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الآراء التي تدعم قدرتها على التخسيس، سواء عند تناولها بمفردها، أو عند إضافتها إلى عصير الليمون وخل التفاح، فما هي الحقيقة وراء فوائد بيكربونات الصوديوم للتنحيف؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بيكربونات الصوديوم
بيكربونات الصوديوم أو كما يطلق عليها صودا الخبز، هي عبارة عن مادة قلوية تتحلل في الماء لتكون الصوديوم والبيكربونات، تتميز بيكربونات الصوديوم بقدرتها على معادلة الأحماض؛ نتيجة لطبيعتها القلوية، مما يجعلها خياراً مناسباً لعلاج الحموضة وعسر الهضم، كما يفضل الكثيرون استخدامها في تبييض الأسنان. [1]
فوائد بيكربونات الصوديوم للتنحيف
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الادعاءات حول قدرة بيكربونات الصوديوم على التخلص من الدهون الزائدة في الجسم، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة علمية قوية تؤكد هذه المزاعم، إلا أن هذا لا ينفي وجود بعض الأشخاص الذين يروجون لطرق مختلفة لتحضير مشروب بيكربونات الصوديوم، باعتباره وسيلة فعالة للتخسيس وحرق الدهون. [2]
نستعرض في السطور القادمة التفسير العلمي الذي تعتمد عليه النظريات المؤيدة والمعارضة لاستخدام بيكربونات الصوديوم للتنحيف. [2]
الآراء المؤيدة
على الرغم من عدم وجود أبحاث علمية تؤيد فوائد بيكربونات الصوديوم في التخسيس حتى الآن، إلا أن هناك بعض النظريات التي تعتمد على أن الطبيعة القلوية لبيكربونات الصوديوم تعزز عملية إنقاص الوزن؛ حيث أنها تساعد على معادلة حمض المعدة من خلال تفاعل كيميائي ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يسبب شعور براحة وخفة المعدة. [2]
تقترح نظرية أخرى أن إضافة بيكربونات الصوديوم إلى ماء الاستحمام يساعد على إنقاص الوزن؛ لأنه يساعد على تجديد مستوى عنصر المغنيسيوم، وهو من العناصر التي تعزز عملية التمثيل الغذائي التي تحدث في الجسم بشكل طبيعي، وتساعد على حرق الدهون. [2]
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الآراء التي ترجح فعالية بيكربونات الصوديوم في حرق الدهون عند إضافتها إلى خل التفاح، وهو من المشروبات التي يعتقد البعض أن لها دوراً في تقليل الشهية، على الرغم من عدم وجود أدلة علمية تؤيد ذلك. [2]
الآراء المعارضة
على الجانب الآخر، تستند النظريات الرافضة لأهمية بيكربونات الصوديوم في التخسيس على بعض الحقائق العلمية، حيث يعتبر العلماء أن خسارة الوزن الناتجة عن شرب بيكربونات الصوديوم مع الماء ترجع فقط إلى الماء وليس بيكربونات الصوديوم؛ لأن تناول الماء يعزز عملية حرق الدهون، كما يساعد على تقليل كمية الطعام التي يتناولها الشخص. [3]
بالإضافة إلى ذلك، ترفض الأبحاث العلمية ارتباط تناول المكونات التي لها طبيعة قلوية بإنقاص الوزن؛ لأن الجسم ينظم بشكل طبيعي مستويات الأس الهيدروجيني، للتأكد من أنها ليست حمضية أو قلوية، وبالتالي فإن تأثير ما يتناوله الإنسان على هذه العملية يبدو ضئيلاً للغاية. [3]
أضرار بيكربونات الصوديوم
يرتبط استخدام صودا الخبز بمجموعة من الآثار الجانبية، خاصةً عند الإفراط في استخدامها دون استشارة الطبيب، الأمر الذي يفرض توخي الحذر، وعدم الانسياق وراء الآراء التي تروج لتناولها للتخسيس، ومن أشهر أضرار بيكربونات الصوديوم ما يأتي: [2][3]
- الحماض الأيضي: وهي حالة طبية شديدة الخطورة، تحدث عندما يفشل الجسم في التحكم في درجة الحموضة في الدم، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض؛ مثل: تشنج العضلات، وعدم انتظام ضربات القلب، وتغير الحالة العقلية للمريض.
- ارتفاع ضغط الدم: تحتوي بيكربونات الصوديوم على نسبة عالية من الصوديوم، لهذا السبب قد يؤدي تناول كميات كبيرة منها إلى ارتفاع ضغط الدم، وفشل عضلة القلب في بعض الأحيان.
- التفاعلات الدوائية: تتفاعل بيكربونات الصوديوم مع كثير من الأدوية، مما يشكل خطراً بالغاً على المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية، الأمر الذي يفرض أهمية استشارة الطبيب قبل استخدام بيكربونات الصوديوم.
محاذير استخدام بيكربونات الصوديوم
هناك بعض الحالات التي قد يكون استخدام بيكربونات الصوديوم فيها محفوفاً بالمخاطر، لهذا السبب ينبغي التعرف على هذه الحالات، وتجنب استخدام بيكربونات الصوديوم فيها مطلقاً. نستعرض في السطور القادمة أشهر هذه الحالات. [1]
الحمل
لا تعد بيكربونات الصوديوم من المكونات الآمنة أثناء الحمل، لهذا السبب لا ينبغي استخدامها أثناء الحمل؛ لاحتمال تسببها في احتباس السوائل، وعدم توازن مستوى الأس الهيدروجيني داخل الأنسجة. [1]
التورم
ينبغي تجنب استخدام بيكربونات الصوديوم مطلقاً في الحالات المرتبطة بتراكم السوائل داخل الجسم؛ مثل: مرضى قصور عضلة القلب، ومرضى الكبد. [1]
الرضاعة الطبيعية
لا يوجد معلومات كافية تؤكد أمان بيكربونات الصوديوم عند استخدامها أثناء الرضاعة الطبيعية، لهذا السبب من الأفضل البقاء في الجانب الآمن وتجنب استخدامها. [1]
ارتفاع ضغط الدم
ينبغي على مرضى الضغط تجنب استخدام بيكربونات الصوديوم مطلقاً؛ لأن محتواها العالي من الصوديوم يساهم في رفع مستوى ضغط الدم. [1]
انخفاض مستوى البوتاسيوم
يساهم تناول بيكربونات الصوديوم في خفض مستوى البوتاسيوم في الدم، لهذا السبب ينبغي على المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة تجنب استخدام بيكربونات الصوديوم مطلقاً؛ لأن ذلك يعرضهم لبعض المضاعفات الخطيرة التي تهدد القلب. [1]
ارتفاع مستوى الصوديوم
يجب على المرضى الذين يعانون من ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم تجنب استخدام بيكربونات الصوديوم؛ لأن وجود الصوديوم بها يساهم في تفاقم أعراض المشكلة. [1]
ارتفاع مستوى الكالسيوم
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم صعوبة في التخلص من البيكربونات، مما يعرض هؤلاء الأشخاص إلى بعض المضاعفات عند تناول بيكربونات الصوديوم. [1]
الطرق الأكثر أماناً للتنحيف
على الرغم من انتشار كثير من الطرق التي تساعد على التخسيس، إلا أن الأطباء دائماً يوصون بالاعتماد على التمارين الرياضية إلى جانب النظام الغذائي لإنقاص الوزن؛ باعتبارهم الطرق الأكثر أماناً في التخسيس، خاصةً على المدى الطويل. [3]
يفضل أن يكون فقدان الوزن عن طريق ممارسة الرياضة تدريجياً، فبناء على التوصيات الصادرة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، ينبغي ألا يفقد الأشخاص أكثر من 0.9 كيلو جرام من وزنهم أسبوعياً. [3]
على الجانب الآخر ينبغي عدم إجراء تغييرات مفاجئة على النظام الغذائي، مثل تناول السلطة فقط طوال اليوم؛ لأن هذا النمط الغذائي قد يساعد على فقدان الوزن على المدى القصير، لكنه في نفس الوقت من الأنماط التي يصعب الالتزام بها، كما أنه لا يوفر جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها أي شخص. [3]
لهذا السبب ينبغي استشارة الطبيب؛ لتحديد النظام الغذائي الأنسب لإنقاص وزن المريض، لأن الطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تقييم الحالة العامة للمريض، وفهم احتياجاته الغذائية، مع مراعاة وضع الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض في عين الاعتبار، أثناء وضع النظام الغذائي. [3]
لا توجد حتى الآن أدلة علمية تؤيد فوائد بيكربونات الصوديوم للتخسيس، على الرغم من وجود من يروجون لاستخدامها وقدرتها على إنقاص الوزن، لكن لا يجب الانسياق وراء هذه الآراء؛ نظراً لوجود العديد من الآثار الجانبية والمحاذير حول استخدام بيكربونات الصوديوم، وينبغي الاعتماد على النظام الغذائي والتمارين الرياضية؛ لأنهما الطرق الأكثر أماناً في إنقاص الوزن.