فوائد الكركم التي لا تعرفها
استخدامات غير معتادة: فوائد الكركم التي يمكن أن تفاجئك
في عالمنا الحديث الذي تتسارع به الحياة، وتزداد تحديات الصحة والعافية، يتجه الكثيرون نحو البحث عن وسائل طبيعية وفعّالة لتعزيز صحتهم والحفاظ على جسمهم بطرق طبيعية، من بين هذه الوسائل الطبيعية المذهلة والتي غالباً ما يتجاهلها الكثيرون، تبرز فوائد الكركم كإحدى الخيارات الرائعة، في هذا المقال نكتشف فوائد الكركم التي لا تعرفها.
ما هو الكركم
يعد الكركم من التوابل ذات القيمة الغذائية الجيدة، يستخرج من جذور نبات الكركم (بالإنجليزية: Curcuma Longa)، ويتميز الكركم بلونه البرتقالي الزاهي ونكهته الفريدة، مما يجعله جزءاً لا غنى عنه في المأكولات التقليدية، إذ يتم استخدام الكركم على نطاق واسع في صناعة مساحيق الكاري، والخردل، والزبدة، والجبن، مما يضيف إلى تركيبها نكهة غنية ومميزة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومع ذلك، لا تقتصر فائدة الكركم على المجال الطهي فقط، بل يُعتبر جذر الكركم مصدراً هاماً لصنع الأدوية التقليدية والعلاجات الطبيعية، كما يتمتع الكركم بفوائد صحية متعددة، حيث يُشير إلى خصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة، مما يجعله اختياراً شائعاً لتعزيز الصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الكركم أيضاً كمادة تلوين طبيعية للأطعمة ومستحضرات التجميل، حيث يضيف لمسة من الحيوية واللون إلى المنتجات بشكل طبيعي وصحي.[1]
فوائد الكركم
إليك بعض الفوائد الصحية للكركم:[1][2]
الخصائص المضادة للالتهابات
الكركم يحتوي على مركب الكركمين، وهو معروف بخصائصه المضادة للالتهابات الفعّالة، مما يساعد في تقليل التورم والالتهاب في الجسم.[1]
الخصائص المضادة للأكسدة
الكركم غني بالمواد المضادة للأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.[2]
تعزيز الجهاز المناعي
مركب الكركمين في الكركم يعزز نشاط الجهاز المناعي، مما يساعد في دعم الصحة العامة ومكافحة العدوى.[1]
فوائد هضمية
يُعتقد أن مشروبات الكركم تساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل الأعراض المرتبطة بالاضطرابات الهضمية، مثل الانتفاخ والغازات.[2]
خصائص محتملة مضادة للسرطان
الكركمين في الكركم قد يمتلك خصائص محتملة مضادة للسرطان عن طريق تثبيط نمو وانتشار خلايا السرطان، ولكن يحتاج المزيد من البحث للتأكد من هذه الفوائد.[1]
دعم صحة الدماغ
يظهر أن الكركمين قادر على عبور حاجز الدماغ-الدم، مما يعني أن لديه تأثيرات محتملة للحماية العصبية، مما قد يساعد في تقليل مخاطر الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض ألزهايمر.[1][2]
محاذير استخدام الكركم
يُعتبر الكركم عادة آمناً لمعظم الأفراد، إلا أن هناك ظروفاً قد تتطلب توخي الحذر، ويحتمل أن يحتاج بعض الأشخاص إلى تجنب استخدامه. إليك بعض الاعتبارات المهمة:[3]
- الحمل والرضاعة: لا يوجد الكثير من الأبحاث حول سلامة استخدام مكملات الكركم خلال فترة الحمل والرضاعة، لذا يجب على النساء الحوامل والمرضعات ممارسة الحذر والتشاور مع مقدم الرعاية الصحية قبل استخدام مكملات الكركم.
- أمراض المرارة: قد يؤدي استخدام الكركم إلى انقباض المرارة، مما قد يزيد من أعراض بعض حالات أمراض المرارة.
- تكوّن حصى الكلى: يحتوي الكركم على نسبة عالية من حمض الأوكساليك، الذي قد يتفاعل مع الكالسيوم ويسبب تكون حصى الكلى.
- اضطرابات النزيف: قد يُبطئ الكركم قدرة الدم على التخثر، مما قد يزيد من مشاكل النزف لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزف.
- السكري: قد يؤدي استخدام الكركم إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، ولذا يجب على مرضى السكري مراقبة مستويات السكر بعناية.
- نقص الحديد: قد يتداخل الكركم مع امتصاص الحديد، لذا ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد استشارة الطبيب قبل استخدامه.
علاوة على ذلك، يمكن أن تتفاعل مكملات الكركم مع بعض الأدوية، مثل مضادات تخثر الدم وأدوية السكري. ومع ذلك، يبدو أن الكركم آمن عند تناوله على النحو المعتاد في الطعام تحت هذه الظروف.
جرعات الكركم الموصى بها
إن جرعات الكركم التي تتراوح بين 500 و10,000 ملغ يومياً قد تكون فعّالة في تحقيق الفوائد الصحية. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الجرعات قائمة على الغرض الطبي المحدد، حيث يعتمد ذلك على نوع الحالة الصحية أو المشكلة التي تستهدف علاجها.
يُستخدم عادةً جرعات تتراوح ما بين 500 ملغ و 2,000 ملغ من الكركم يومياً، وغالباً ما يكون ذلك في شكل مستخلص يحتوي على تركيز عالٍ من مركب الكركمين، والذي يكون أعلى بكثير من الكميات الموجودة طبيعياً في الأطعمة.
على سبيل المثال، النظام الغذائي الهندي العادي يوفر حوالي 2,000-2,500 ملغ من الكركم يومياً، وهو ما يحتوي على حوالي 60-100 ملغ من الكركمين فقط، وذلك يعني أن بهارات الكركم تحتوي على حوالي 3% من الكركمين، بينما يحتوي مستخلصات الكركم على نسبة تصل إلى 95% من الكركمين؛ لذلك لا بد من الانتباه إلى الجرعة التي تتناولها.
على الرغم من أن الجرعات العالية قد تظهر نتائج واعدة في الأبحاث، إلا أنه لا يُنصح باستخدامها بشكل طويل الأمد نظرًا لنقص الأبحاث التي تؤكد سلامتها. وفي هذا السياق، حددت منظمة الصحة العالمية جرعة يومية مقبولة بمقدار 1.4 ملغ لكل رطل من وزن الجسم.
بذلك يظهر أن الكركم ليس مجرد توابل تُضاف إلى الطعام بل هو كنز صحي يحمل في طياته فوائد لا تُعد ولا تُحصى، رغم أن الجرعات العالية من الكركم قد تحمل فوائد واعدة، ينبغي استخدامها بحذر وبشكل متوازن للحفاظ على الصحة العامة.