علاج الدوالي طبيعياً وجراحياً
مرض الدوالي يسبب إزعاجاً شديداً للمصابين به، ليس فقط على المستوى الجمالي، بل على المستوى الصحي أيضاً، فما المقصود بمرض الدوالي؟ وكيف يمكن السيطرة عليه وعلاجه؟ مقالنا يحتوي على المزيد من المعلومات الهامة حول علاج الدوالي بالطرق المختلفة، فتابع معنا القراءة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طرق علاج الدوالي
تتدرج وسائل علاج الدوالي (بالإنجليزية: Varicose veins) لتبدأ ببعض الإجراءات الذاتية التي يؤديها المصاب بنفسه مثل: علاج الدوالي طبيعياً، وعلاج الدوالي في المنزل، ومروراً ببعض الوسائل غير الجراحية التي تتم بمعرفة الطبيب المختص، بالإضافة إلى الاستعانة بتطبيق العلاجات الموضعية الدوائية، لتصل في النهاية إلى الحل الجراحي، وهو ما يتوقف على شدة الحالة ومدى استجابتها للعلاج. تستهدف طرق علاج مرض الدوالي تحقيق الآتي: [1] [2]
- التخلص من الأوردة المتضررة والمتسببة في ظهور أعراض المرض.
- التخفيف من الألم والحكة.
- تحسين الدورة الدموية في المنطقة المصابة.
- تحسين المظهر الجمالي للجلد.
للدوالي أنواعٌ متعددة، وتعتمد على جنس المصاب، لأن أنواع الدوالي عند الرجال والنساء مختلفة أحياناً، حيث إن الرجال يصيبهم دوالي الخصيتين، وأما النساء فتصيبهن دوالي الرحم، لكن هناك أنواعاً مشتركة، مثل دوالي الساقين، وهذا ما سنتحدث عنه اليوم.
جديرٌ بالذكر أن طبيب الأوردة، أو جراح الأوعية الدموية، أو طبيب الأمراض الجلدية، هم المختصون بتقديم الاستشارة الطبية الصحيحة لاختيار طريقة العلاج المناسبة للحالة، ويمكن تلخيص علاج الدوالي طبيعياً كما يلي:[1]
اتباع نمط حياة صحي
اتباع الإجراءات الآتية من الممكن أن يحمي من ظهور مرض الدوالي أو منع تفاقمه: [1]
- ممارسة الرياضة، كتمارين الدوالي التي تهدف إلى تحسين الدورة الدموية في الجسم.
- تجنب الثبات على وضعية واحدة فترة طويلة سواءً الجلوس أو الوقوف (يجب تغيير الوضع كل نصف ساعة أو ساعة على الأكثر).
- رفع الساقين لمستوى أعلى من مستوى القلب.
- اكتساب وزن صحي ومثالي.
ارتداء الجوارب الضاغطة
تُسبب تلك الجوارب الضغط الكافي لضمان رجوع الدم من الساقين ليتجه نحو القلب، بالإضافة إلى أنها تُساعد في التخلص من تورم القدمين.
نلفت انتباه القارئ إلى أن الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings) تُباع من خلال الصيدليات أو شركات المستلزمات الطبية، وتتفاوت الجوارب الضاغطة في أسعارها بناءً على مقدار الضغط الذي تُسببه، وعلامتها التجارية، كما أن طول الجورب من ضمن العوامل المؤثرة على سعره أيضاً. [1]
الطب البديل
يلجأ البعض إلى استخدام بعض الأعشاب الطبية لعلاج مرض وريدي يُصاحب مرض الدوالي أحياناً، وهو مرض القصور الوريدي المزمن، وينتج عن هذا المرض صعوبة في رجوع الدم من الساقين ليتجه نحو القلب، ونذكر من تلك العلاجات البديلة الآتي: [3]
- الآس البري الشائك (بالإنجليزية: Butcher"s broom).
- ثمار العنب وبذوره وأوراقه.
- كستناء الحصان.
- الحندقوق.
ملاحظة: يجب لفت الانتباه إلى أن استخدام الأعشاب الطبية للتداوي يجب أن يسبقه استشارة الطبيب؛ لمنع حدوث آثار جانبية ومضاعفات.[3]
علاج مرض الدوالي جراحياً
الاستئصال بواسطة الحرارة الداخلية
الاستئصال بواسطة الحرارة الداخلية (بالإنجليزية: Endothermal ablation)، لطالما كان هذا النوع من العلاج هو المفضل عند الكثير من أطباء الأوردة، وتعتمد فكرة العلاج على الاستفادة من الطاقة الناتجة من الترددات الراديوية أو أشعة الليزر لغلق الوريد غلقاً تاماً، وتكون خطوات الاستئصال كالتالي: [2]
- يمكن الوصول للوريد المتضرر عن طريق عمل شقّ جراحيّ صغير أعلى الركبة أو أسفلها.
- يُدخل الطبيب أنبوباً رفيعاً (قسطرة) من خلال هذا الشق، مسترشداً بالتصوير بالموجات فوق الصوتية.
- يدخل من خلال تلك القسطرة مسباراً (مجس)، هو المسؤول عن إرسال الترددات الراديوية أو أشعة الليزر، والتي بدورها تُنتج الحرارة اللازمة لعملية الاستئصال.
- تُسبب تلك الحرارة انكماش جدران الوريد، وبذلك تحدث النتيجة المرجوة، حيث ينغلق الوريد المُتضرر، ويتجه الدم تلقائياً وبصورة طبيعية ليسري في وريد آخر سليم.
ملاحظة: يتم علاج مرض الدوالي بهذه التقنية تحت التخدير الموضعي أو التخدير الكلي، وهي تتناسب مع استئصال الأوردة الكبيرة، وقد يعاني المريض بعدها شعوراً بوجود دبابيس أو إبر في موضع الإجراء، كما يمكن حدوث كدمات، لكن كل تلك الآثار الجانبية هي آثار مؤقتة، ويُفضل ارتداء الجوارب الضاغطة لمدة أسبوع بعد الاستئصال بواسطة الترددات الراديوية.[2]
التصليب بالرغوة
التصليب بالرغوة (بالإنجليزية: Foam sclerotherapy) هو أحد الطرق الجراحية المعروفة التي تهدف إلى علاج الدوالي، حيث تُحقن الأوردة المتوسطة والصغيرة بمحلولٍ رغوي معين، يُسبب هذا الإجراء حدوث ندبات في الأوردة المتضررة، وبتكرار عملية الحقن تتلاشى تلك الأوردة وتختفي بعد عدة أسابيع، وخلال العلاج بالتصليب يُلاحظ التالي: [2]
- تُجرى عملية التصليب تحت التخدير الموضعي في عيادة الطبيب.
- يسترشد الطبيب بالتصوير بالموجات فوق الصوتية.
- قد يحتاج الوريد الواحد أكثر من جلسة حقن، حتى يتمكن الطبيب من التخلص منه نهائياً.
- يُمكن حقن أكثر من وريد متضرر في الجلسة الواحدة.
- لا يناسب هذا النوع من العلاج من سبق لهم الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة.
- تنقل الأوردة السليمة الدم بعد اختفاء الأوردة المتضررة.
- يرتدي المريض الجوارب الضاغطة بعد هذا الإجراء لمدة أسبوع على الأكثر.
- يتسبب العلاج بالتصليب ببعض الآثار الجانبية، مثل: الصداع، والإغماء، وقد تحدث بعض التجمعات الدموية في أوردة مجاورة، كما يمكن حدوث اضطراب مؤقت في الرؤية، بالإضافة لحدوث بعض التصبغات البنية في موضع الإجراء.
- نادراً ما يتسبب العلاج بالتصليب في حدوث سكتات دماغية أو نقص التروية الدماغية العابر.
علاج الدوالي بالربط والتجريد
عملية الربط والتجريد (بالإنجليزية: Ligation and stripping)، يُجري فيها الطبيب خطوات الربط والتجريد كالتالي: [4]
- يبدأ الطبيب بعمل شقين جراحيين، أحدهما في أعلى الوريد المستهدف، والآخر أسفل الساق في منطقة الكاحل أو الركبة.
- يربط الطبيب الوريد من الأعلى ويُغلقه.
- كما يربط أسفل الوريد بسلك رفيع ومرن.
- يسحب الوريد إلى خارج الجسم عن طريق هذا السلك من خلال الشق الجراحي.
استئصال الوريد باستخدام المنظار الضوئي
استئصال الوريد باستخدام المنظار الضوئي (بالإنجليزية: Transilluminated powered phlebectomy) هو ، يستخدم الطبيب في هذه الطريقة منظاراً مزوداً بإضاءة خاصة، وتكون خطوات الإجراء كالتالي: [4]
- يُدخل الطبيب المنظار تحت الجلد، من خلال شق جراحي صغير.
- يسترشد بالإضاءة الخاصة داخل المنظار لتحديد الوريد المتضرر.
- من ثمّ يقطع الطبيب هذا الوريد ويزيله، مستخدماً جهاز شفط.
- يكون مريض الدوالي تحت التخدير الكلي أو الموضعي.
- تترك هذه التقنية بعض البقع الداكنة في موضع العملية، كما أنها قد تُسبب بعض النزيف.
ما هي أسباب الدوالي
لا يمكن الجزم بوجود سبب محدد يؤدي لحدوث هذا الخلل في صمامات بعض أوردة الجسم، يؤدي الخلل في وظيفة الصمام إلى صعوبة عودة الدم إلى القلب، مما ينتج عنه تجمع الدم داخل تلك الأوردة، فيصيبها التضخم والتورم، لكن يمكن القول إن هناك بعض العوامل التي تساعد في الإصابة بمرض الدوالي، نذكر منها: [5]
- التغيرات الهرمونية التي تُصاحب النساء على وجه الخصوص، مثل الحمل.
- العامل الوراثي.
- الوقوف لفترات طويلة.
- التقدم في العمر.
- السمنة.
الوقاية من مرض الدوالي
تعتمد الوقاية على تنشيط الدورة الدموية، وعلى تقوية انقباض العضلات، فنرجو اتباعك للنصائح التالية: [6]
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة تزيد عن الساعة.
- تناول الوجبات الغذائية المتوازنة الغنية بالألياف.
- التخلص من الوزن الزائد.
- عدم الإفراط في تناول الطعام المملح.
- ممارسة الرياضة.
نود التنويه أن مرض الدوالي قد يسبب مضاعفاتٍ خطيرة لدى بعض المصابين به، تصل إلى حد حدوث جلطات وريدية تهدد الحياة، لذلك كان من الضروري عدم إهمال زيارة الطبيب المختص عند حدوث الإصابة.