علاج امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية
تعد مرحلة الرضاعة من أهم المراحل التي تمر بها المرأة، ذلك يزيد من أهمية وحساسية المرأة عندما تكون عملية الرضاعة طبيعية، فما هي الرضاعة الطبيعية، وما هي علاجات امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية؟ وما هي أسباب امتناعه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية (بالإنجليزية: Breastfeeding) التي تعد من أفضل المصادر التي تمد الطفل بالعناصر الغذائية، والفيتامينات والمعادن الضرورية لنموه. في هذا المقال سنتحدث عن علاج امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية.
من الجدير بالذكر أنّه من الشائع إرضاع الطفل من الثدي، ذلك لما لهذه الرضاعة من فوائد كثيرة سواءً للأم، أو للطفل، إذ يمكن أن يكون حليب الأم واقياً أو معالجاً للعديد من الحالات المرضية، كما ينصح الكثير من الأطباء ومنظمات طب الأطفال بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية مدة لا تقل عن ستة شهور. [1]
علاج امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية
تتأثر عملية الرضاعة الطبيعية بالعديد من العوامل بشكل كبير، إذ تعد الرضاعة من الأمور الحساسة بالنسبة للطفل أو الأم، كما يمكن أن يمتنع الطفل أو يضرب عن تناول حليب الثدي، هذا ما يعرف باضطراب الطفل عن الرضاعة الطبيعية.
لكن من المهم الإشارة إلى أنّ إضراب الطفل عن الرضاعة لا يشير فوراً إلى بدء مرحلة الفطام، إذ إنّ الطفل قد يكون في عمر لا يفطم به، أو أنّ امتناعه عن تناول الحليب ناتج عن سبب مرضي، على أية حال يمكن اللجوء إلى بعض الخيارات العلاجية عند امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية، حيث تتضمن هذه الخيارات الآتي: [2]
- ضخ الحليب: يكون امتناع الطفل عن الرضاعة أمراً مرهقاً نفسياً وجسدياً، إذ يتسبب ذلك بتخزين الحليب في الثديين بكميات كبيرة، هذا يزيد من خطر إصابة الأم بالتهاب الثدي، لذا من الأفضل ضخ كمية الحليب وفقاً لنفس جدول رضاعة الطفل، كما يمكن إرضاع الطفل بواسطة ملعقة، أو زجاجة حليب مخصصة للرضاعة.
- الاستمرار في المحاولة: يحتاج الأطفال خاصة في موضع تناول الطعام إلى محاولة الأم أكثر من مرة، إذ على الأم إذا شعر الطفل بالإحباط أن تحاول مرة أخرى في وقت آخر، على سبيل المثال إطعام الطفل عندما يشعر بالنعاس.
- تغيير وضعيات الرضاعة: قد يمتنع الطفل عن الرضاعة الطبيعية كون وضعية الرضاعة غير مريحة، لذا من المهم تغيير الوضعيات، كما أنّ بعض الوضعيات قد تزيد من حالة الطفل سوءاً، إذا كان مصاباً باحتقان الأنف، فإنّ الوضعية تلعب دور كبير في التخفيف من هذا الاحتقان، بالإضافة إلى تنظيف الأنف من المخاط.
- احتضان الطفل: من الممكن أن يجدد التلامس الجلدي بين الطفل والأم تجديد رغبته في الرضاعة الطبيعية.
- التعامل مع مشتتات الانتباه: قد يمتنع الطفل عن الرضاعة الطبيعية عند وجود عوامل مشتتة حوله، كصوت التلفاز مثلاً، لذا يمكن تجربة إرضاع الطفل في غرفة هادئة ومظلمة بعيداً عن عوامل التشتت.
- علاج مشكلة العض: من المشاكل الشائعة للرضاعة الطبيعية قيام الطفل بعض حلمة الثدي، لذا على الأم الحفاظ على هدوئها، ووضع الإصبع في فم الطفل لإيقاف العض.
- تقييم التغييرات الجديدة: يمكن أن يكون امتناع الطفل نتيجة تغيرات حدثت، بما فيها تناول أدوية جديدة، أو تغيير على روتين حياة الأم، أو الشعور بالتوتر والقلق، أو استخدام نوع جديد من العطر أو الصابون المعطر، بالإضافة إلى تركيز الأم على الاعتناء بنفسها جيداً.
- استشارة الطبيب: عندما يستمر إضراب الطفل عن الرضاعة الطبيعية لأكثر من عدة أيام، أو عند تبلل حفاضته أقل من المعتاد، أو وجود صعوبة بالغة في إرضاعه، أو عند بكاء الطفل خلال الرضاعة، لا بد من استشارة الطبيب.
أسباب امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية
على الرغم من أنّ الرضاعة الطبيعية تجربة مميزة بالنسبة للأم، كما فوائد الرضاعة الطبيعية كثيرة، إلا أنها لا تخلو من الصعوبات في كثير من الأحيان، حيث يعد امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية أمراً مرهقاً جداً، مع ذلك فلا بد للأم من محاولة معرفة أسباب إضراب الطفل عن الرضاعة الطبيعية التي تتضمن الآتي: [3]
وضعية خاطئة للرضاعة
يحتاج الطفل فترة زمنية جيدة للتعود على الإمساك بالثدي ومصه حتى يحصل على الحليب، كما أنّ من أكثر العوامل التي تؤدي إلى امتناع الطفل عن الرضاعة الطبيعية هي وضعيته الخاطئة، إذ لا يتمكن من عدم خبرته ومعرفته بشفط الحليب من الإمساك بالثدي جيداً، وشفط الحليب بما يكفي حاجته اليومية، إذ من الطبيعي حدوث شرقة الرضيع خلال الرضاعة.
كما أنّ الطفل عندما يصبح أكثر جوعاً نظراً لعدم تمكنه من الحصول على الحليب الضروري لجسمه، فهذا يؤدي إلى إصابته بالإحباط، مما يجعله يرفض الثدي بشكل كامل.
لذا لا بد من الأم بشكل خاص في المراحل الأولى من ولادة الطفل ضم الطفل إليها بشكلٍ جيد؛ ليمسك بالحلمة وجزء من الثدي حتى يتمكن من شرب الحليب، كما ينبغي الإشارة إلى معرفة طرق الرعاية الأولية لحديثي الولادة لتساعد في نجاح الرضاعة. [3]
ولادة الطفل المبكرة
من الممكن أن تصاب العديد من النساء بالولادة المبكرة، هذا يعني أنّ الطفل بحاجة إلى البقاء في المستشفى، فعند خروجه قد يستغرق تعوده على الرضاعة الطبيعية فترة زمنية ليست بسيطة، ذلك لأنّ الطفل المولود قبل وقته الطبيعي يكون فمه صغيراً جداً، لذا لا يتمكن من الإمساك بالثدي حتى يكبر .
كما أنّه لدى الأطفال الخداج طاقة أقل للرضاعة الطبيعية، لذا فهو يمتنع ليس لسبب مرضي، أو أنه لا يحتاج للحليب، لكن لا يوجد لديه طاقة تدفعه للاستمرار في الرضاعة، حيث يوصى الأمهات اللاتي لديهن أطفال خدج بإرضاع الطفل بأي طريقة كانت حتى يكبر ليصبح لديه طاقة للرضاعة الطبيعية لفترة كافية. [3]
وجود حلمة مقلوبة أو مسطحة
على الرغم من أنّ الأطفال يمكنهم الرضاعة حتى وإن كانت الحلمة مقلوبة أو مسطحة، لكن في بعض الأحيان يكون الإمساك بالثدي صعباً على الطفل، لكن ليس ذلك بسبب الحلمات المتضررة، كما يشير الأطباء إلى تحفيز الثدي قبل الرضاعة، أو استخدام مضخات الثدي لتسهيل عملية خروج الحليب، وإمساك الطفل بالثدي. [3]
إصابات الطفل المرضية
يمكن أن يولد بعض الأطفال وهم مصابون ببعض الحالات المرضية التي تؤثر على الرضاعة الطبيعية، بما فيها كسر في الكتف، أو كدمات من عملية الولادة، كما تكون الرضاعة الطبيعية صعبة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من إعاقات عصبية، أو جسدية عند الولادة، هذا ما يجعل الطفل يرفض حليب الثدي. [3]
تأخر إنتاج حليب الثدي
يمكن أن تعاني بعض الأمهات المصابات بحالات مرضية معينة من صعوبة في إنتاج الحليب من الثدي، إذ قد يستغرق وصول الحليب في الثدي عدة أيام، كما أنّ هذا التأخير قد يكون محبطاً للأم والطفل حديث الولادة، بالتالي فإنّ الطفل يمتنع عن الرضاعة الطبيعية. [3]
نعس الطفل
يميل الأطفال حديثي الولادة إلى النعس الشديد بشكل عام، لكن قد تزيد بعض العوامل من شعور الطفل بالنعس بدرجة أكبر، بما فيها الأدوية التي تم إعطاؤها خلال الولادة، كما أنّ الأم في الأشهر الأولى من حياة الطفل تحتاج إلى إيقاظ الطفل حتى يرضع، ذلك من خلال فرك رأسه، أو حك أنفه، أو فرك قدميه أو يديه، حتى يستيقظ الطفل ويرضع. [3]
نصائح للرضاعة الطبيعية
قد تبدو عملية الرضاعة الطبيعية سهلة بالنسبة للكثير من الأمهات، وعلى الرغم من أنّ هذا صحيح، إلا أن هذه العملية قد تؤدي إلى بعض التأثيرات الجانبية بما فيها الدوخة خلال الرضاعة، لكن جميع هذه التأثيرات ليست خطيرة، كما أنّ عملية الإرضاع تحتاج إلى القيام ببعض التدابير حتى تتم بشكل ناجح، حيث تتضمن هذه التدابير والنصائح الآتي: [4]
- إبقاء الطفل مع الأم: من المهم الحفاظ على إبقاء الطفل بعد الولادة مع أمه، ذلك لتعزيز شعور التقارب، والاستجابة الهرمونية التي ترتبط بنجاح عملية الرضاعة الطبيعية.
- إرضاع الطفل بوضعية صحيحة: في الأيام الأولى القليلة من ولادة الطفل يمكن للأم أن تتعلم طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة، ذلك من تجريب الوضعيات التي تناسب الطفل والحفاظ عليها.
- تخفيف التوتر والقلق: لا يتعلم الطفل فقط الرضاعة والإمساك بالثدي، إنّما تتعلم الأم أيضاً الإرضاع، كما يمكن أن تعاني النساء من القلق حول ما إذا كانت الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل أم لا، لذا من المهم الصبر في المراحل الأولى، والتخفيف من التوتر الزائد والقلق، .
في الختام لا يخفى على أي إحدى فوائد الرضاعة الطبيعية سواءً للأم أو الطفل، لذا من الأفضل الالتزام بالنصائح لتتم هذه العملية بنجاح، واتباع الخيارات العلاجية بشكل جيد عند إضراب الطفل عن الرضاعة.