علاج ارتفاع الكوليسترول
تحدث حالة الكوليسترول العالي (بالإنجليزية: High Cholesterol) عند ارتفاع مستويات الكوليسترول أو دهون الدم وشحمياته عن الحد الطبيعي، وهذا يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية، وفي هذا المقال سنوضح طرق علاج الكوليسترول العالي، مع توضيح أعم أعراضه وأسبابه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ارتفاع الكوليسترول
يعرف الكوليسترول المرتفع أيضاً بارتفاع شحميات الدم -وهو غير مؤلم- لكنه يتسبب في الإصابة بالعديد من المضاعفات الخطيرة، وتشير المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنّ السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية هو أمراض القلب، والسبب الخامس هو السكتة الدماغية وجميعها تحدث بسبب الكوليسترول العالي.
يتم إنتاج الكوليسترول بشكل طبيعي في الجسم وبالتحديد في الكبد، وهو مادة دهنية كثيفة توجد في كل خلية من خلايا الجسم وتعدّ ضرورية للعديد من وظائف الجسم.[1]
علاج الكوليسترول المرتفع
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية التي يجريها الطبيب وتحديد أسباب الكولسترول العالي يضع الطبيب خطته العلاجية، والتي تتضمن بالدرجة الأولى إجراء تعديلات في نمط الحياة وفيما يلي طرق علاج الكوليسترول العالي:[3]
اتباع نمط حياة صحي
يتمثّل ذلك باتباع بعض التدابير والتي من شأنها أن تقلل من مستويات الكوليسترول العالي بشكل كبير، وتتضمن هذه التدابير الآتي:[3]
- اتباع نظام غذائي صحي: من المهم اتباع نظام غذائي صحي يعزز صحة القلب بالدرجة الأولى، وذلك يكون بالتركيز على الأغذية النباتية كالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى التقليل من تناول الدهون المشبعة والدهون المتحولة، وتعد الدهون الأحادية غير المشبعة التي توجد في زيت الزيتون وزيت الكانولا أكثر صحية، وتتضمن المصادر الأخرى للدهون الصحية المكسرات والأسماك والأفوكادو.
- ممارسة التمارين الرياضية: من المهم ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشّدة، وذلك لخمس مرات في الأسبوع، لتصل مدة أدائها لما لا يقل عن نصف ساعة، ونلفت الانتباه لضرورة استشارة الطبيب.
- تجنب التدخين: من الضروري الابتعاد عن تدخين السجائر كونه يزيد من مستويات الكوليسترول.
- التخلص من الوزن الزائد: يعد الأشخاص المصابون بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الكوليسترول؛ لذا من الأفضل التخلص من الوزن الزائد.
العلاجات الدوائية
إذا لم تُجدي التدابير السابقة نفعاً فإنّ الطبيب يلجأ إلى العلاجات الدوائية لتخفيض مستويات الكوليسترول، حيث يعتمد اختيار الدواء على العديد من العوامل بما فيها عمر المصاب، حالته الصحية، الآثار الجانبية المحتملة للأدوية، وفي جميع الأحوال تتضمن أدوية علاج ارتفاع الكوليسترول الآتي:[3]
- الأدوية الخافضة للكوليسترول: تعمل هذه الأدوية على إعاقة إفراز مادة يحتاجها الكبد لإنتاج الكوليسترول؛ وبالتالي تخلّص الكبد من الكوليسترول وطرحه في الدم، ومن أمثلة هذه الأدوية أدوية الأتورفاستاتين، اللوفاستاتين، الفلوفاستاتين، السيمفاستاتين، الروسوفاستاتين.
- الأدوية المثبطة لامتصاص الكوليسترول: عند تناول وجبات الطعام فإنّ الأمعاء الدقيقة تمتص الكوليسترول من الغذاء وتقوم بإفرازه في مجرى الدم، وتساعد هذه الأدوية على تقليل مستويات الكوليسترول من خلال الحد من امتصاصه في الدم بعد تناول الطعام، ومن أمثلة هذه الأدوية أدوية الأزيتمايب.
- الأدوية الرابطة لحمض المرارة: يستخدم كبد الإنسان الكوليسترول بهدف إنتاج أحماض المرارة وهي مواد ضرورية لعملية الهضم، وتعمل هذه الأدوية على تقليل مستويات الكوليسترول بصورة غير مباشرة من خلال الارتباط بأحماض المرارة وهذا يدفع الكبد لاستخدام الكوليسترول لإنتاج المزيد من أحماض المرارة؛ وبالتالي تقليل نسبة الكوليسترول في الدم.
- أدوية حمض البيميبدويك: تعمل هذه الأدوية بنفس طريقة الأدوية الخافضة للكوليسترول، لكن ما يميزها أنها تسبب ألماً في العضلات بنسب أقل، ويمكن أن تساعد جرعة خفيفة من هذه الأدوية مع جرعة عالية من الأدوية الخافضة للكوليسترول إلى التقليل من البروتين الدهني منخفض الكثافة.
- أدوية مثبطات PCSK9: والتي تساعد الكبد على امتصاص المزيد من كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة؛ وبالتالي تقليل كمية الكوليسترول المنتشرة في الدم، ويمكن استخدام هذه الأدوية للأشخاص المصابين بارتفاع الكوليسترول والناتج عن حالات وراثية، بالإضافة إلى الأشخاص المصابين أو سبق إصابتهم بمرض الشريان التاجي والذين لا يتحملون الأدوية الخافضة للكوليسترول، حيث يتم حقن هذه الأدوية تحت الجلد كل عدة أسابيع، والجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية غالية الثمن.
- أدوية الفايبرات: من أمثلة أدوية الفينوفايبرات هو عقار جمفبروزيل، وهي أدوية تستخدم لعلاج ارتفاع الدهون الثلاثية وتقلل من إنتاج الكبد للكوليسترول البروتيني الدهني منخفض الكثافة، وتسرّع عملية إزالة الدهون المشبعة من الدم، والجدير بالذكر أن الكوليسترول منخفض الكثافة يحتوي أيضاً على دهون ثلاثية مشبعة لذا فإنّ استخدام أدوية الفايبرات مع الأدوية الخافضة للكوليسترول قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.
- أدوية النياسين: تقلل هذه الأدوية من قدرة الكبد على إنتاج الكوليسترول منخفض الكثافة وكوليسترول البروتين الدهني المنخفض كثيراً، وينبغي الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تسبب آثاراً جانبية خطيرة كإحداث ضرر في الكبد، والسكتات الدماغية، ولا يلجأ الأطباء إلى هذه الأدوية إلا عندما يكون المصاب بارتفاع الكوليسترول غير قادر على تحمل أدوية الستاتينات.
- مكملات الأوميغا 3: من الممكن أن تفيد المكملات التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 في تقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية المشبعة، وعلى الرغم من أنه يمكن استخدام هذه المكملات دون وصفة طبية لكن من الأفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها فقد تتعارض مكملات الأوميغا 3 مع أنواع أخرى من الأدوية.
أعراض ارتفاع الكوليسترول
لا يتسبب ارتفاع الكوليسترول عادةً في ظهور أي أعراض مباشرة، لكنه في أغلب الأحيان يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤدي إلى ظهور أعراض؛ وذلك لأن الكوليسترول عندما يرتفع يؤدي إلى تشكيل لويحات في الشرايين؛ والتي تؤدي إلى تقليل مرور الدم؛ كما أنها تسبب ضيق الشرايين؛ أضف إلى ذلك أنّ هذه اللويحات تؤدي إلى إحداث تغيير في بطانة الشرايين.
وعندما يكون الكوليسترول مرتفعاً فإنّ نسبته تكون أعلى من 240 ملليغراماً لكل ديسيلتر، ولا يمكن الكشف عن مستويات الكوليسترول إلا من خلال إجراء تحليل الكوليسترول في الدم، لذا فإنّ الطبيب يوصي -لتجنب مضاعفات الكوليسترول المرتفع- بإجراء فحص للكوليسترول عندما يبلغ الشخص 20 عاماً، ومن ثم فحصه كل 4-6 سنوات، كما يوصي الطبيب المصابين بارتفاع ضغط الدم، والمدخنين، والمصابين بالسمنة بإجراء فحص للكوليسترول بشكل دوري.[2]
أسباب ارتفاع الكوليسترول
يحدث ارتفاع مستويات الكوليسترول نتيجة العديد من الأسباب والتي تتضمن الآتي:[1]
العوامل الوراثية
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنّ الكوليسترول العالي قد يكون ناتجاً عن عوامل وراثية، أي وجود إصابات في العائلة بارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب، وهي حالة وراثية تعرف بارتفاع الكوليسترول العائلي والتي تؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في عمر مبكر، وإذا تُركت دون علاج فإنها تؤدي إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي والنوبات القلبية.[1]
العمر
مع تقدم الإنسان في العمر تحدث تغييرات في عملية الأيض ومن أبرز هذه التغيرات تغير في كيفية إزالة الكبد للكوليسترول الضار من الجسم، لذا فمن الطبيعي أن تزداد احتمالية ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم مع تقدم الإنسان في العمر.[1]
النظام الغذائي
من المتعارف عليه أنّ تناول أغذية تحتوي على مستويات عالية من الكوليسترول يرفع من معدّلاته فوق المعدل الطبيعي، ويتواجد الكوليسترول بكثرة في منتجات الألبان الحيوانية وكاملة الدسم، الزيوت الصلبة والتي توضع تحت درجة حرارة الغرفة.[1]
الكسل والخمول
يشار إلى أنّ الأشخاص المصابين بالكسل والخمول ولا يمارسون أية أنشطة بدنية هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد، وهذا يجعل تخلص الجسم من الكوليسترول الضار أمراً صعباً؛ وبالتالي فإنّه يتراكم في الشرايين.[1]
السمنة
تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأنّ الأشخاص الذين يكون مؤشر كتلة أجسامهم أعلى من 30 هم مصابون بالسمنة، والتي تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية. [1]
تعرفنا على المقصود من تعبير ارتفاع الكوليسترول، وكيف تتسبب هذه الحالة المرضية في إحداث مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية، كما تعرفنا على أهم طرق العلاج المقترحة والمجربة بنجاح للتخلص من الكوليسترول العالي.