علاج كسل الغدة الدرقية
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الغدد التي تقوم بوظائف حيوية مهمة، حيث تعد الغدة الدرقية من أبرز هذه الغدد التي قد تُصاب بالكسل، فما هو كسل الغدة الدرقية؟ وما هي أعراضه؟ وما هي أسبابه؟ وطرق علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كسل الغدة الدرقية
كسل الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) أو ما يسمى بخمول أو قصور الغدة الدرقية الذي يعد من الحالات المرضية شائعة الحدوث. في هذا المقال سنتحدث عن علاج الغدة الدرقية.
يحدث خمول الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة الدرقية كميات كافية من هرموناتها، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرموناتها في مجرى الدم، بالتالي التأثير على العديد من وظائف الجسم، كما لا يعد قصور الغدة الدرقية من الحالات الخطيرة، إذ يمكن علاجها بالعديد من الخيارات العلاجية. [1]
علاج كسل الغدة الدرقية
يتضمن علاج قصور الغدة الدرقية بالدرجة الأولى العلاجات الدوائية، بالتحديد أدوية الليفوثيروكسين، حيث يفيد هذا الدواء في استعادة مستويات هرمونات الغدة الناقصة، بالتالي التخفيف من الأعراض قدر الإمكان.
كما يبدأ المصاب بالتحسن بعد بدء العلاج، حيث يقلل الدواء بشكل تدريجي مستويات الكولسترول في الدم، لذا فقد يُحدث تغييرات في الوزن، عدا عن أنّ المصاب قد يحتاج إلى تناول هذا الدواء طيلة حياته، مع إجراء الطبيب فحوصات دورية للتحقق من مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ الطبيب يحتاج في البداية إلى فحص مستويات الهرمون المنبه للدرقية بعد 6-8 أسابيع، ذلك لتحديد الجرعة المناسبة، حيث تتأثر الجرعة بالعديد من العوامل، على سبيل المثال إذا كان الشخص مصاباً بقصور الغدة الحاد، أو مرض الشريان التاجي فإنّ الجرعة تكون قليلة.
كما ينبغي الإشارة إلى أنّ دواء ليفوثيروكسين لا يسبب أي آثار جانبية عند استخدامه بالجرعات المناسبة، عدا عن أنّ بعض الأدوية والمكملات الغذائية قد تؤثر على امتصاص الدواء، بما فيها مكملات الحديد أو الفيتامينات التي تحتوي على الحديد، ومكملات الكالسيوم، ومضادات الحموضة التي تحتوي على هيدروكسيد الألومنيوم.
علاوة على ذلك يوصي الطبيب بتناول دواء الليفوثيروكسين على معدة فارغة في نفس الوقت كل يوم، أمّا إذا كان المصاب يتناوله قبل النوم فينبغي الانتظار أربع ساعات بعد آخر وجبة من ثم تناول الدواء. [2]
أعراض كسل الغدة الدرقية
يعد كسل الغدة الدرقية أكثر شيوعاً بين النساء، إذ تصيب هذه الحالة امرأة من بين كل 8 نساء، كما يعاني ما يقارب 5% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً فما فوق من الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
في الغالب تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية من شخص لآخر، عدا عن أنّ تحديدها قد يكون صعباً، حيث تؤثر شدة الحالة على وقت وشدة الأعراض التي تظهر، بجميع الأحوال تتضمن أعراض خمول الغدة الدرقية ما يلي: [3]
- جفاف الجلد.
- انخفاض مستويات الكولسترول.
- الإصابة بالإمساك الشديد.
- بطء في ضربات القلب.
- جفاف الشعر وهشاشته.
- الاكتئاب والحزن.
- التعب والإرهاق.
- زيادة الوزن.
- انخفاض تعرق الجسم.
- الإحساس بالبرد بشكل مستمر.
- ألم وتيبس المفاصل.
- ضعف وتصلب وألم في العضلات.
- ضعف الذاكرة.
- من الممكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى حدوث ضعف في الانتصاب لدى الرجال.
- انخفاض الخصوبة.
- تغيرات في الدورة الشهرية، فقد تصبح الدورة لدى المرأة غزيرة، وغير منتظمة.
- مشاكل في الحمل، بما في ذلك الإصابة بفقر الدم.
- تأخر النمو، وصعوبة الرضاعة، لدى الأطفال حديثي الولادة.
- فقدان السمع.
- انتفاخ الوجه.
- بحة في الصوت.
- من الممكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية في بعض الحالات إلى غيبوبة الوذمة المخاطية، حيث تعد من الحالات المهددة للحياة، كونها تؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم، ومستويات ضغط الدم، وانخفاض معدل ضربات القلب بشكل كبير.
أسباب كسل الغدة الدرقية
يحدث كسل الغدة الدرقية بشكل أساسي كما ذكرنا أعلاه عندما لا تنتج الغدة ما يكفي من هرموناتها، مما يؤدي إلى حدوث خلل في توازن التفاعلات الكيميائية في جسم الإنسان، كما تقوم الغدة بإنتاج هرمون اليودوثيرونين، وهرمون الثيروكسين اللذان ينظمان العديد من وظائف الجسم، على أية حال تتضمن أسباب قصور الغدة الدرقية الآتي: [2]
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن أن تصاب الغدة الدرقية أيضاً بفرط النشاط، وهي حالة عكس قصور الغدة الدرقية، حيث تقوم الغدة بإنتاج كميات إضافية من هرموناتها، كما يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية بالعديد من الخيارات العلاجية بما فيها العلاج بالأيودين المشع، أو الأدوية المضادة للغدة الدرقية.
كما أنّ هذه العلاجات تهدف إلى استعادة نشاط الغدة الدرقية الطبيعي، لكن في بعض الأحيان تقوم الغدة بتصحيح الهرمون الدرقي الذي يؤدي إلى انخفاض إنتاجه بنسبة كبيرة مما يؤدي إلى حدوث قصور دائم وحاد في الغدة. [2]
أمراض المناعة الذاتية
تعد أمراض المناعة الذاتية من أكثر العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقية، بالتحديد مرض هاشيموتو، أو ما يعرف بالتهاب هاشيموتو الذي يحدث عند إنتاج الجهاز المناعي أجسام مضادة تهاجم العديد من أجهزة الجسم، بما فيها الغدة الدرقية نفسها.
كما لم يكشف الأطباء سبباً واضحاً لهذه الأمراض، إلا أنهم يعتقدون بأنّ العوامل الجينية، والعوامل البيئية تؤثر على الأجسام المضادة، بالتالي التأثير على قدرة الغدة الدرقية في إنتاج هرموناتها، وحدوث كسل الغدة الدرقية. [2]
الحمل
تعد مرحلة الحمل من المراحل التي تحدث فيها تغيرات كثيرة، إذ ينتج جسم الحامل أجساماً مضادة قد تؤثر على إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات.
كما أنه عندما تترك هذه الحالة دون علاج فإنّ قصور الغدة الدرقية للحامل يزيد من خطر الإصابة بالإجهاض، والولادة المبكرة، والإصابة بمقدمات الارتعاج التي تعد من الحالات المرضية الخطيرة خلال الحمل، ذلك لأنها قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط دم الحامل، بشكل خاص في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، عدا عن كونه يؤثر على تطور الجنين. [2]
اضطراب الغدة النخامية
على الرغم من أنّ اضطراب الغدة النخامية من النادر ما يتسبب بقصور الغدة الدرقية، إلا أنه قد يحدث لدى بعض الأشخاص، بشكل خاص فشل الغدة النخامية في إنتاج كميات كافية من الهرمونات المحفزة للغدة الدرقية نتيجة ورم حميد في الغدة النخامية. [2]
العلاجات الأخرى
يمكن أن تسبب العلاجات الأخرى أيضاً قصور في الغدة الدرقية بما فيها العلاج الإشعاعي، إذ يمكن أن يخضع العديد من الأشخاص إلى العلاجات الإشعاعية لعلاج سرطانات الرأس والرقبة هذا يؤدي إلى التأثير على الغدة الدرقية، بالتحديد إصابتها بالقصور.
كما قد يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية إلى حدوث قصور في الغدة الدرقية، حيث تتضمن هذه الأدوية أدوية الليثيوم التي تستخدم لعلاج اضطرابات نفسية معينة. [2]
نقص اليود
يمكن الحصول على اليود بكميات كبيرة من خلال تناول مجموعة من الأغذية، إذ يوجد الأيودين بكميات جيدة في المأكولات البحرية، وأعشاب البحر والنباتات النامية، وفي التربة الغنية بالايودين، كما يعد الأيودين مهماً للغدة لتقوم بإنتاج هرموناتها.
لذا فإنّ حدوث نقص في مستويات الأيودين قد يؤدي إلى إصابة الغدة بالقصور، علاوة على ذلك يشيع نقص الأيودين في الكثير من الدول هذا ما يجعل نسبة الإصابة بقصور الغدة الدرقية عالية مقارنةً بدول أخرى. [2]
تشخيص كسل الغدة الدرقية
يبدأ الطبيب تشخيص قصور الغدة الدرقية بمعرفة التاريخ الطبي للشخص، بالإضافة إلى إجراء فحص بدني، كما لا يعتمد تشخيص قصور الغدة الدرقية على معاينة الأعراض الظاهرة، ذلك لأنّ هذه الأعراض قد تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى، لذا فإنّ الطبيب يجري عدة فحوصات بما فيها فحص الدم، وفحوصات التصوير لمعرفة أسباب الأعراض الظاهرة.
كما يمكن أن تخضع النساء اللواتي يواجهن صعوبة في الحمل إلى إجراء فحص للغدة الدرقية، كونها قد تؤدي إلى صعوبة حدوث الحمل لدى المرأة. [4]
في الختام لا بد من التأكيد على مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ظهور الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية، ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها، لتجنب حدوث مضاعفات.